الأربعاء، 25 فبراير 2009

مظاهرات وبيان من حزب الله الحجاز، ورصد لمعاناة الشيعة، تداعيات إلأعتداء على زوار البقيع والحرم النبوي

- تظاهر 600 في مدينة العوامية القريبة من القطيف (شرق)، وذلك غداة تظاهرات ومواجهات شهدتها ساحة المسجد النبوي في المدينة المنورة خلال الأيام الماضية وخصوصا مساء الاثنين، حسبما أفاد ناشط حقوقي الأربعاء.
وقال رئيس جمعية "حقوق الإنسان أولا" في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "إن تظاهرتين انطلقتا مساء الثلاثاء في مدينة العوامية القريبة من القطيف بالمنطقة الشرقية" ذات الغالبية الشيعية و"شارك فيهما المئات من المواطنين الشيعة".
وأضاف إبراهيم المقيطيب "أن قوات مكافحة الشغب تدخلت لتفريق التظاهرتين، ولكن لم ترد تقارير عن وقوع إصابات آو اعتقالات".
ونظمت التظاهرتان احتجاجا على "ممارسات هيئة الأمر بالمعروف ، وقوات الأمن بحق الزوار الشيعة في المسجد النبوي في المدينة المنورة" مساء الاثنين، وفق موقع العالم ومواقع مستقلة على الانترنت، والتي أشارت أيضا إلى أن قوات الأمن فتحت النار على المتظاهرين.
المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أعلن لفرانس برس الثلاثاء أن تسعة أشخاص القي القبض عليهم الاثنين عقب شجار مع مصلين آخرين في ساحة المسجد النبوي، وأشار إلى انه يجري التحقيق معهم لمعرفة دوافعهم، نافيا وقوع ضحايا.
ووفقا لبيان جمعية "حقوق الإنسان أولا" فان الأحداث اندلعت في الأساس مساء الجمعة الماضي بسبب قيام احد أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (الشرطة الدينية) بتصوير مجموعة من النساء الشيعيات خلال زيارتهن لمقبرة البقيع المجاورة للمسجد النبوي والتي فيها رفات معظم الصحابة..
وقال المقيطيب في تبريره لمظاهرات العوامية "الناس هنا غاضبون بالفعل"، وأشار إلى أن "فئة ضئيلة من الناس من أي مذهب إسلامي هي من تقبل تصوير النساء من دون إذن مسبق بذلك".
وعبرت منظمة "حقوق الإنسان أولا" في بيانها الذي نشر الثلاثاء عن "استنكارها الشديد للتهجم على الشيعة زوارا ومقيمين في المدينة المنورة"، وحذرت "الحكومة السعودية من عواقب كارثية إذا لم تسارع لردع هذه الاعتداءات على جزء من شعبها ودعت إلى "تحقيق نزيه يقدم بمقتضاه المتسببون في هذه الأحداث "، للمحاكمة موقع قناة العالم أكد على أن ماجرى ويجري من هيئة الأمر بالمعروف بحق المسلمين الشيعة وغيرهم لايرضي خادم الحرمين، فهناك نساء تم ضربهن، وهتك سترهن، وتم تصوريهن على أيدي أعضاء في هيئة الأمر بالمعروف، وبعض العناصر الموالية لها.. وهناك شيوخ معممون أهينوا وألقيت عمامتهم على الأرض ودبست بالإقدام وتعرضوا للضرب بالحجارة والعصي ومعهم فتية أكبرهم في السابعة عشرة من عمره، وكان مصيرهم إما العناية المركزة أو الاحتجاز في السجون

".
.
ونقل الموقع عن الدكتور توفيق السيف، المحلل والمفكر السياسي
الوطني وبالحوار الدائم مع الديوان الملكي وأجهزة ، قوله : لقد اعتاد زوار المسجد النبوي الشريف من المسلمين الشيعة التجمع في الباحة الخارجية للمسجد حيث يقرؤون أدعية خاصة بهذه الزيارة، لكنهم منعوا من ذلك السنة الماضية، كما منعوا من إدخال جنازاتهم الى المسجد النبوي للصلاة عليها، مثلهم مثل غيرهم من المسلمين، والجديد هذه السنة أن النساء تم تصويرهن من قبل هيئة الأمر بالمعروف فاعترض زوار المسجد النبوي على ذلك ولأن التصوير معيب ولا صلة له بالإسلام لكن أعضاء الهيئة واجهوا الناس بعبارات من قبيل: انتم مشركون، انتم كفار، انتم مبتدعون، انتم روافض إلى ما هنالك من مصطلحات للتكفيريين، ما أدى طبيعيا إلى تجادل، ومواجهة، وصدام، وأوقفت الشرطة خمسة من المسلمين الشيعة رهن التحقيق.

ويضيف الدكتور السيف: إلى هنا والموضوع كان من المفترض إنهاؤه، لكن أعضاء الهيئة استمروا بالتعرض للناس وضربهم وإهانتهم ، ما دفع بالمؤمنين إلى التجمهر إمام مكتب الهيئة احتجاجا.ويتابع: في اليوم الثاني (أمس الأول) حضرت إلى باحة المسجد النبوي
عناصر كثيرة بثياب مدنية، ومعها عصي وحجارة (من المعروف أن باحة المسجد لا يوجد بها حجارة) وأخذوا يضربون المسلمين الشيعة بالحجارة، وبالأحذية، وانهالوا عليهم بالعصي، وبالإهانات البذيئة من مستوى الكلام القبيح والشتائم، وعندما تكسرت العصي سحبوا عصي المكانس من أيدي العمال وتابعوا مهمتهم، حتى أنهم كانوا قد جهزوا سيارات إسعاف في المكان، وطال الضرب المسلمين العائدين إلى بيوتهم، وبعضهم من السنة.

وقال الدكتور السيف: واليوم (أمس) استأنف هؤلاء المعتدون ممارساتهم الإرهابية، فأطلقوا النار من مسدسات كانوا يحملونها. وتابعوا ضرب المصلين وقد تعرض الشيخ محمد الحويري لضرب مبرح ومعه نساؤه وأطفاله ما استدعى نقله الى العناية المركزة، فيما اودع عدد كبير من المسلمين الشيعة في المستشفيات. وتم احتجاز آخرين. «الدار» سألت الدكتور السيف عن سبب هذه الاحداث فأجاب: أصل المشكلة وجود احتقان شديد في البلد، فهناك إجراءات حكومية كثيرة وضاغطة اتخذت في الاحساء والمدينة المنورة تخللها ضغط كبير وتمييز بحق الناس، فهيئة كبار العلماء اعيد تشكيلها ولم تتضمن ممثلا واحدا للمسلمين الشيعة بل عين فيها ممثل واحد للمالكية، وواحد للشافعية، وواحد للاحناف «المذهب الحنفي»، علما ان ممثل الشافعية اصله موريتاني وقد احتجوا هم على ذلك.

والمالكية لا يتجاوز عددهم ربع المليون، أما الأحناف فلا يتعدون المئة عائلة فقط، لكن المسلمين الشيعة يمثلون 20 بالمائة من سكان المملكة، ومع ذلك لم يعطوا مكانهم في الهيئة. وكذلك في المناصب السياسية وقس على ذلك... أما مجلس الشورى فهو يضم 170 عضوا، خمسة منهم شيعة وواحد إسماعيلي، ولو كان الشيعة يمثلون 10 بالمائة من السكان لاستحقوا 17 مقعدا.

ويضيف الدكتور السيف: ابلغنا الجميع بوجود خوف من المستقبل إذا استمرت الحال على ما هي عليه، وقلنا للجميع عليكم اتخاذ المبادرة. وبذلنا جهودنا، نحن وغيرنا، لكن للأسف لم يتم شيء. وقابلنا مسؤولين كثيرين، والشيخ حسن الصفار قام بنفس الجهد، فلم نسمع إلا كلاما طيبا ووعودا تدخل في إطار آداب السلوك أكثر منها في الترجمة العملية، لكن بالسياسة، اذا لم تحل المشكلة فأنت تدفعها نحو الانفجار.. وقلنا للمسؤولين لا نريد وقوع مشاكل وتأزم، بل نسعى للحياة بسلام ولتكريس الاستقرار والأمن وصيانة هيبة الدولة.. نريد المساواة في المواطنية وليس أكثر، حالنا حال غيرنا، لا مواطنين درجة ثانية.

يجيب الدكتور السيف عن سؤال حول احتمال اعتبار مسؤولين المملكة الشيعة أصحاب ولاء خارجي قائلا : طلبنا من المسؤولين دائما مناقشة هذا الأمر. وقلنا لهم إذا كانت الدولة لا تثق بالشيعة على الاطلاق، فهذا الموضوع يدخل في باب العلاج المستحيل، واذا كان الامر غير ذلك، فتفضلوا لنناقش المشكلة، ونحن نؤكد ان المسلمين الشيعة في السعودية، لا ولاء لهم لغير وطنهم، واذا كانت ثمة حلول للمشكلة عند الدولة فنحن مستعدون للالتزام بهذه الحلول، لكن احدا لم يطرح حلا، بل مجرد شعارات.. ونحن مستعدون للمساعدة بكل امر يؤدي لتثبيت ولاء المواطنين لبلدهم ولتعزيز الامن والاستقرار.


وكان الشيخ حسن الصفار أدلى بدوره بتصريح انتقد فيه: التغاضي الحكومي إزاء ممارسات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحق الشيعة مطالبا العاهل السعودي بوضع حد لتلك الممارسات وإطلاق المحتجزين على خلفية «اعتصام البقيع» في المدينة المنورة، وانتقد الصفار ما وصفها بممارسات التشدد والإهانة التي يواجهها الزائرون الشيعة على يد هيئة الأمر بالمعروف في المدينة المنورة، كما دعا في تصريحه الملك عبد الله بن عبد العزيز لوضع حد لتلك الممارسات «التي كان آخرها التعرض لحشد من الزائرات الشيعة من القطيف والإحساء بالإهانة والهتك وهن في رحاب تلك البقعة المقدسة، وطالب بإطلاق سراح المواطنين الشيعة المحتجزين في إعقاب «اعتصام البقيع» ومحاسبة الجهات التي تسببت في ما حدث، ومبديا قلقه من تلفيق التهم لأولئك الموقوفين وتبرئة المعتدين، وأشار إلى أن تعامل «الهيئة» مع ضيوف رسول الله «ص» وزائري البقيع ومقابر شهداء أحد يتنافى مع أخلاق الإسلام وحقوق الإنسان والتوجهات التي يتبناها الملك في الحوار الوطني والإسلامي وحوار الأديان.
من جهته قال الناشط السياسي في القطيف محمد باقر النمر: الأحداث تشكل صدمة مؤسفة لعموم المواطنين السعوديين والشيعة منهم خاصة لأنها تأتي بعد أيام من إصلاحات بدأها خادم الحرمين الشريفين طالت المؤسسات الدينية ومنها هيئة الأمر بالمعروف التي كانت ولا زالت طرفا في هذه الأحداث، وفي ظروف احتقان طائفي تعيشه الأمة في سنواتها المنصرمة وقال أن الشيعة في السعودية كانوا وما زالوا مواطنين، ولاؤهم لوطنهم وأرضهم التي ولدوا ونشئوا فيها، وهم يدعون الجهات الأمنية والسياسية لاتخاذ اللازم لإيقاف هذه المنازلات وان يتخذ الإجراء المناسب لحلها سلميا باعتماد موقف الحياد بدل الانحياز لطرف «الهيئة» التي بدأت المشكلة.
ودعا لإيقاف الحملات الإعلامية ضد الشيعة ولإشراكهم في الحياة السياسية العامة ولمعالجة قضاياهم وخاصة إصلاح محكمتي الأوقاف والمواريث في القطيف والإحساء.
*الدار
حزب الله الحجاز أصدر بياناً جاء فيه
لليوم الخامس على التوالي يقوم النظام السعودي وعبر أجهزته القمعية العلنية والسرية بالاعتداء على زوار المسجد النبوي وبقيع الغرقد بالمدينة المنورة من المواطنين الشيعة من أهالي المدينة المنورة والقادمين من المنطقة الشرقية بهدف زيارة الرسول الأعظم صلى الله عليه واله في ذكرى وفاته.
فقد تطورت الأحداث والممارسات الإجرامية من الاعتداء على النساء الزائرات بالتصوير والضرب المبرح لدرجة أن بعضهن قد اسقطن أجنتهن إلى الضرب الهمجي بالهراوات للنساء والعجزة والأطفال إلى مطاردة الشباب واعتقالهم من ساحتي المسجد النبوي ومقبرة البقيع إلى الطعن بالسكاكين الذي أدى لجرح العديد من المواطنين وعلى رأسهم سماحة الشيخ جواد الحضري، إلى التهديد بالسلاح وإطلاق الرصاص باتجاه زوار الرسول الأعظم واله الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام إلى استشهاد الشاب زكي العبدالله وغيره ممن لازال مصيره مجهولا أو لم تسلم جثته بعد استشهاده إلى أهله.
إننا إذ ندين الإرهاب السعودي والتعدي السافر على حرمة رسولنا الأعظم واله من خلال التعدي على زوارهم الكرام لنحمل النظام السعودي مسؤولية جميع ما وقع على أهلنا الزائرين وتبعات هذه التعديات والقتل المتعمد والدماء الزكية التي سالت على مذبح العشق لرسولنا الكريم واله الطاهرين، يقول الحق في كتابه الكريم( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا ) والبادي اظلم.
كما ونهيب بأبناء شعبنا البطل أن لا ترهبه هذه الممارسات الهمجية لنظام الإرهاب السعودي وان يستمروا في المطالبة بحقوقهم المشروعة بجوار النبي الأعظم واله عليهم أفضل الصلاة والسلام وفي مناطقهم بلا أي خوف أو وجل او كلل فقد ولى عهد السكوت وقبول الأمر الواقع وجاءت ساعة التغيير المنشود وإحقاق الحق، فلنا في إخوتنا في غزة هاشم ولبنان الشموخ الأنموذج الأمثل، وكذا إخوتنا في البحرين وهم يعيشون ظروفا قريبة من ظروفنا في جزيرة الوحي والرسالة .

1- يتوجب على النظام السعودي القيام بإيقاف هذه الممارسات الطائشة ولجم جماح جلاوزة الشر والإرهاب المؤتمرين بأمره ليعود الهدوء والأمن المفقود إلى منطقة الحرم النبوي الشريف وبقيع الغرقد.
2- على النظام إطلاق سراح جميع المعتقلين في هذه الأحداث الأليمة ورد الاعتبار إليهم.
3- محاكمة ومعاقبة كل من قام بالقتل أو الطعن أو الاعتداء على الممتلكات الخاصة أو الضرب أو الهتك لحرمات زوار المسجد النبوي وبقيع الغرقد من أبناء المنطقة الشرقية وأبناء المدينة المنورة المظلومين ولتشمل المحاسبة المتسبب والمباشر وكل من أصدر الأوامر بهذه الاعتداءات.
4- القصاص من كل الجناة المتسببين في قتل أو جرح الزوار.
5- إطلاق الحرية الدينية لأبناء الطائفة الشيعية بل عموم الطوائف الإسلامية لممارسة حقوقهم البشرية في الحرمين الشريفين وفي مناطقهم وإلغاء سياسة التميز والاضطهاد الطائفي والمذهبي.
6- التأكيد على أن النظام السعودي ليس بمعزل عما ترتكبه ما تسمى بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جرائم بشعة وتعديات مشينة بحق أبناء شعبنا بل هو الشريك والداعم والموجة لهذه المؤسسة الإرهابية.

وانطلاقا من عدم ثقتنا بالنظام وعدالة أجهزته القضائية وحيادها بل ليقيننا بظلمه وتعسفه فأننا نهيب بجميع الشرائح من أبناء شعبنا وعلى رأسهم علماء الدين والمثقفين والوجهاء المخلصين أن يتابعوا هذه القضية ويعيروها كل الاهتمام حتى تطبيق العدالة في الجناة لكي لا تتكرر هذه المشاهد الإجرامية المروعة.
وبهذه المناسبة نهيب بمراجع الأمة العظام والعلماء الكرام والشخصيات العلمية والسياسية والاجتماعية في بلادنا وبقية بلاد المسلمين بإدانة هذه الجرائم والممارسات وتجريم النظام السعودي وتحميله المسؤولية والمطالبة بإرجاع الحق لأهله واحترام الحقوق المشروعة للمواطنين الشيعة في أرجاء بلادنا بل كل زوار الحرمين الشريفين من كل بقاع العالم الذين يتعرضون للتعدي والإهانة، والمطالبة بالكف عن التعدي على أبناء شعبنا دينيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا.

حزب الله الحجاز

التاريخ : 28 / 2 / 1430 هـ

الموافق : 25 / 2 / 2009 م

ورصد تقرير للجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية بعض مظاهر التمييز ضد الشيعة الجعفرية في المملكة السعودية موضحاً خلفية الأحداث الحالية بقوله
خرجت مظاهرة انطلقت مساء الأربعاء للمرة الثانية في بلدة العوامية شارك فيها أكثر من 600 متظاهر بينهم عدد كبير من النساء، وتعتبر التظاهرة الأقوى من ناحية شعاراتها وغضبها.
وظهر خلال المظاهرة حجم الاحتقان السياسي الذي يعانيه الأهالي وحجم الغضب والحنق على الحكومة، فتعالت الأصوات بالشعارات المحاربة للوهابية، والمنددة بالتعامل الطائفي للحكومة السعودية في حين رفع عدد من الشباب الذين تقدموا المسيرة صور مختلفة للمنسيين إضافة للشعارات التي تضمنت "هيهات منا الذلة/ ولن ننسى أسرانا/ ولا إعراضنا".

وكان حضور النساء بارزا في هذه المظاهرة وإصرارهن المشاركة ومواصلة المسيرة مع المتظاهرين من الرجال بعد وصول المظاهرة للتقاطع المركزي لطريق صفوى العوامية والذي يوصل لمركز شرطة العوامية.
وقد وصلت قوات الشغب السعودية مصحوبة بمدرعة كبيرة وعدد من القاذفات لبلدة العوامية بعد حوالي الساعة من انتهاء المظاهرة الثانية الأمر الذي اثأر السخرية لدى المواطنين، واستقرت قوات الشغب التي توافدت بإعداد كبيرة للبلدة عند مركز شرطة العوامية، الا أنها ما فتأت حتى غادرت بعد ان استوعب المسئولون عن القوات انتهاء المظاهرة قبل وصولوهم، فيما بقى جزء منهم في مركز شرطة العوامية.

وأكد شهود عيان وصول عدد كبير من الضباط ورجال الأمن لمركز شرطة العوامية ليتمكنوا لاحقا من السيطرة على أي تحرك فور انطلاقه، ولاحظ متابعون لمظاهرة العوامية خلو البلدة من أي دورية أمنية، ما عدا دورية أمنية كانت تمرّ مصادفة من ذات الشارع الذي سارت فيه المظاهرة، لكنها مضت في سبيلها بعد تحرك عدد من قائدي الدراجات النارية الذين كانوا يتحركون في شكل يدل على أنهم يشكلوا حماية للمتظاهرين.
كما ذكر شهود عيان أن لوحات إعلانية تابعة للبلدية إمتلئت بالعبارات المعادية للحكومة بعد انتهاء المظاهرات، وأعادت العبارات الذاكرة لما كتب قبل 30 عاما في انتفاضة محرم، حيث كانت شدة الشعارات الحالية وتوجيهها النقد المباشر لحكومة آل سعود يشبه شعارات المنتفضين في انتفاضة محرم.تقوم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بتمويل وبناء وصيانة المساجد السنية فقط في شبه الجزيرة العربية في الوقت الذي تقوم بتعيين أئمة هذه المساجد والذين يتبعون توجيهات مسؤولي الحكومة وإنفاذ سياستها ، كما أنهم يستلمون رواتبهم من الوزارة لقاء تنفيذ هذه السياسة ، إلا أن الوزارة تحجم عن دعم المساجد الشيعية بل أنها تضع المعوقات إمام المواطنين الشيعة الذين يرومون بناء مساجد أو حسينيات حيث تطالبهم السلطات المحلية بالحصول على تراخيص للبناء من الوزارة والتي غالبا ما يعجزون من الحصول عليها . كما تقوم السلطات المحلية بإيقاف بناء المساجد والحسينيات أو تهديمها إذا لم تحصل على إجازة .
كما لا يتم تسجيل الحسينيات مما يضطر المواطنين إلى إنشاءها في بيوتهم الخاصة حيث تتعرض للإغلاق في أكثر الأحيان واعتقال أصحابها.
إغلاق مساجد وحسينيات واحتفالات دينية
في 21 مايو 2008 قامت السلطات الأمنية في محافظة الإحساء وبأمر من المحافظ بدر بن جلوي بتعطيل بناء مسجد الامام الرضا الواقع في حي اليحيى بمدينة الهفوف والذي تبلغ مساحته ستة الاف مترا مربعا ويعد اكبر المساجد الشيعية في المحافظة ويشرف عليه عالم الدين الشيعي الشيخ جواد الجاسم.
ويذكر بان المواطنين الشيعة في مدينة الهفوف كانوا يسعون منذ عام 1999 للحصول على إجازة بناء للمسجد من الإمارة ومن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. وبعد استكمال الاجراءت الرسمية بدأت إعمال البناء الفعلية في المسجد في العام 2006.
في 5 يونيو 2008 أغلقت السلطات السعودية ثلاثة مساجد شيعية في مدينة الخبر واحتجزت القائمين عليها. حيث قامت إدارة المباحث الجنائية باستدعاء ثمانية مواطنين شيعة من أهالي المدينة بينهم ثلاثة من علماء الدين واحتجزتهم حتى اليوم الثاني وأبلغتهم بقرار الإغلاق.
وكان من بين الموقوفين عالم الدين الشيعي السيد هاشم بن السيد علي الناصر السلمان إمام مسجد مدينة الخبر، والسيد محمد باقر الناصر إمام مسجد حي العزيزية ، والشيخ يوسف المازني امام مسجد الثقبة. كما كان من ضمن الموقوفين عمدة مدينة الخبر الجنوبية السابق الحاج عبدالله المهنا والحاج احمد ابراهيم النباط والحاج حسين الراشد والحاج محمد ابو صالح والحاج موسى الامير ، وابلغتهم بقرارات صادرة عن امارة المنطقة الشرقية باغلاق المساجد الثلاثة التي مضى على تاسيس بعضها اكثر من ثلاثين سنة والامتناع عن اقامة صلاة الجماعة فيها.
كما هددت السلطات باعتقال المواطنين الشيعة الذين يقيمون صلاة الجماعة في منازلهم.
في 17 يونيو 2008 استدعت دائرة المباحث العامة في مدينة سيهات الحاج حسين الهلال واجبرته على توقيع تعهد بعدم فتح الماتم والذي اغلق منذ سنة .
في 13 سبتمبر 2008 هاجمت مجموعات من أفراد الأمن والمباحث الجنائية عددا من البلدات والاحياء الشيعية في الاحساء والقطيف، وفي منطقتي الحليلة والقرين، وقاموا بتخريب وازالة العشرات من اعلام الزينة ولافتات التبريك وبوابات الترحيب المقامة عند مداخل الاحياء والبلدات الشيعية بمناسبة ذكرى ميلاد الإمام الحسن عليه السلام واقتادت العديد من المواطنين القائمين على ترتيب مظاهر الزينة عند المداخل والشوارع الفرعية الى مركز المباحث وأجبرتهم على توقيع تعهدات بالامتناع عن اقامة اي مظهر من مظاهر الزينة .
في 27 ديسمبر 2008 بدا الكيان السعودي ومع إطلالة شهر محرم الحرام إلى تطويق محافظة القطيف عبر اقامة مفارز التفتيش في نقاط متعددة، تركزت في المنافذ الرئيسية المؤدية الى المحافظة وكذلك معابر الخروج منها، كما قام بتكثيف حركة الدوريات الأمنية داخل الإحياء والقرى السكنية وحول مواقع المآتم والحسينيات حيث يتم إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين.
الاعتقالات التعسفية
يتعرض العديد من المواطنين للاعتقال ولأسباب تبدو غير قانونية وغير مقنعة وفقا للمعايير الدولية حيثاتها تتم على اساس الانتماء الديني والمذهبي والعنصري وهي اسباب واهية تفاقم من وضع حقوق الانسان سوءا حيث يتعرض المواطنون الشيعة للاعتقال بسبب ممارستهم لشعائرهم وواجباتهم الدينية ، كما تتعرض للاعتقال ايضا الطائفة الاسماعيلية والطائفة الاحمدية ، وكذلك كل من يتجاهر بالاصلاح او انتقاد سياسات النظام الخاطئة .

في 7 يناير 2008 اعتقلت المباحث العامة الكاتب المعروف محمد العسيري والملقب بصائد الجواسيس امام منزله في حي الريان بمدينة الرياض . والعسيري هو احد كتاب المدونات و صديق احمد فؤاد فرحان المدون المعروف ، والسبب في اعتقال العسيري هو كتاباته وانتقاداته التي يطغى عليها طابع الحماس مما اثارت حفيظة السلطات السعودية . والعسيري خريج جامعة تلاهاسي بولاية فلوريدا وحاصل على شهادة الماجستير وتدرج في عدة مناصب.

في 28 مارس 2008 اعتقلت سلطات النظام السعودي في الرياض اكثر من عشرة طلاب شيعة احسائيين من جامعة ( الملك ) سعود في الرياض بدعوى رفعهم شعار حزب الله داخل شقتهم. وبعد تفتيش دقيق للشقة عثرت القوة المداهمة ضمن اجهزة الكمبيوتر المحمولة للطلاب على مقاطع من اناشيد اسلامية وصور للسيد حسن نصر الله زعيم حزب الله الامر الذي ادى لاقتياد الطلاب العشرة للتحقيق. وعرف من الطلاب ( عبد الله الهودار، ياسر بوحسن، عبدالهادي المطوع، سلمان الحمادة ، بدر السماعيل ، فؤاد الحمد ، علي القطان ، عبد الله البوعلي وعبد الله النجار ).

وتم اطلاق سراح بعضهم والتحفظ على مجموعة منهم لوجود الصور والاناشيد في اجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم.

في 29 ابريل قام افراد من جهاز المباحث العامة في الاحساء بحجز عالم الدين البارز والاستاذ في الحوزة العلمية في الاحساء (الشيخ علي حسين العمار) من قرية البطالية واخضاعه للتحقيق بسبب نشاطه الديني المشروع حيث يقوم الشيخ المذكور بادارة مدرسة دينية نسائية بالاضافة الى رعايته لمسجد وحسينية في قرية البطالية واطلق سراحه بعد ان قضى يوما في الحجز .

في 12 مايو 2008 قامت المباحث العامة في نجران باعتقال الشيخ احمد تركي ال صعب وهو من الشخصيات القيادية للفاطميين في منطقة نجران ، وتم بعد ذلك نقله الى الرياض واحتجازه في مقر المباحث الرئيسي في عليشة. وجرى التحقيق معه حول تحركاته مع بعض الشخصيات لعزل حاكم نجران (مشعل بن سعود) وايقاف استيطان اليمنيين في منطقة نجران.

في 15 يونيو 2008 احتجزت السلطات الامنية في الاحساء المواطن الشيعي السيد شبر كاظم العلي (28 سنة) من قرية الرميلة ، موظف اهلي في شركة طبية ، متزوج ولديه طفلان ، بتهمة رفعه علما اثناء مشاركته في موكب عزاء بقرية الرميلة قبل اشهر. و ابلغ العلي رسميا بامر صادر من محافظ الاحساء بدر بن جلوي يقضي باحتجازه اسبوعا واحدا. وبررت السلطات قرار السجن برفع العلي علما اثناء مشاركته في موكب عزائي خرج في الرميلة بمناسبة ذكرى اربعين الامام الحسين اواخر فبراير الماضي.

في 22 يونيو 2008 قامت سلطات النظام السعودي الامنية في الاحساء باعتقال عالم الدين الشيعي الشيخ توفيق العامر وباوامر مباشرة من محافظها (بدر بن جلوي) حيث سبق وان هدده بالاعتقال اذا استمر في اقامة صلاة الجماعة في مسجد ائمة البقيع في مدينة الهفوف الذي يؤم الصلاة فيه ، كما حذره من المطالبة بالحقوق والحريات الدينية لابناء الطائفة الشيعية. وسبق وان انتقد الشيخ العامر في خطبة صلاة الجمعة البيان الذي اصدره اثنان وعشرون متشددا من مستخدمي المؤسسة الدينية التابعة للنظام السعودي وقعوا بيانا كفروا فيه المسلمين الشيعة. واطلق سراحه في 29 يونيو .

وفي 23 اغسطس 2008 اعتقلت السلطات عالم الدين الشيعي الشيخ نمر باقر النمر حيث جرى استدعائه الى مقر محافظة القطيف واعتقل فور وصوله ثم نقل لمقر الحاكم الاداري للمنطقة الشرقية بامارة الدمام.
والشيخ نمر باقر النمر امام لاحد مساجد قرية العوامية في القطيف وقد اعتقل سابقا عام 2006.

وفي 16 سبتمبر 2008 تجمع عدد من المواطنين الشيعة بلغ عددهم اكثر من 200 فردا وذلك احتجاجا على اعتقال الشيخ العامر مما ادى الى قيام السلطات الامنية باستدعاء قوات مكافحة الشغب في الاحساء لتفريق المحتجين. واطلق سراحه في 17 سبتمبر بعد تزايد الضغوط الشعبية على النظام .

في 10 اكتوبر 2008 قامت سلطات امن جسر (الملك فهد) على الحدود (السعودية) ـ البحرينية باعتقال الشخصية الادبية البارزة ، شاعر اهل البيت عليهم السلام المعروف فريد عبد الله النمر من بلدة العوامية بمحافظة القطيف حينما كان عائدا من البحرين مع زوجته وابنته وهو من العاملين في قناة الانوار الفضائية.

وقام رجال المباحث بتفتيش الشاعر وصادروا الهاتف النقال العائد الى زوجته وابنته واطلق سراحهن بعد حجز الشاعر ، ومن ثم نقل الى سجن المباحث العامة في مدينة الخبر ومنه الى سجن المباحث في مدينة الدمام .

في 13 اكتوبر 2008 اعتقلت السلطات الامنية المواطن الشيعي الشاب (حسين عبد المحسن الحسان ، 25 سنة ، طالب في كلية الشريعة بالاحساء ) من بلدة الرميلة التابعة لمحافظة الاحساء وذلك بتهمة المشاركة في تنظيم الاحتفالات بمناسبة مولد الامام الحجة والامام الحسن عليهم السلام في البلدة، كما نسبت اليه ايضا تهمة تنظيم احتفالات ( القرقيعان ) واطلق سراحه في 20 اكتوبر 2008 .

في 13 اكتوبر 2008 اعتقلت المباحث العامة في الاحساء ستة مواطنين شيعة من قرية (الدالوة) في الاحساء وهم ( احمد عباس التريكي ، جعفر احمد المكي ، حسن احمد المكي ، سامي زكي بوخمسين ، كمال مكي المطاوعه وصالح ابراهيم التريكي ) وعلى نفس التهمة ايضا .
في 21 اكتوبر 2008 استدعت ادارة المباحث العامة في الاحساء المواطن عبد الله حجي الحماد (23 عاما ، موظف اهلي في الدمام ) من بلدة الرميلة واودعته السجن وذلك بنفس التهمة.

ما زالوا سجناء

1- لا زال العديد من المواطنين خلف القضبان ولم تجر لهم محاكمة علنية او سرية ومن ضمنهم عشرة مواطنين من تيار العدل والشورى وحقوق الانسان (الاصلاح الدستوري والمجتمع المدني) والذين اعتقلوا في فبراير/شباط 2007 في سجن المباحث العامة في جدة بتهمة " دعم جهود مكافحة الارهاب وتمويله والقيام بانشطة ممنوعة تضمنت جمع التبرعات بطرق غير نظامية وتهريب الاموال وايصالها الى جهات مشبوهة توظفها في التغرير بابناء الوطن وجرهم الى الاماكن المضطربة " حسب ما جاء في بيان وزارة الداخلية ، وهم سليمان بن ابراهيم الرشودي ، موسى بن محمد القرني ، عبدالرحمن بن محمد الشميري ، عبدالعزيز سليمان الخريجي ، سيف الدين بن فيصل الشريف ، فهد الصخري القرشي ، عبدالرحمن بن صديق ، سعود بن محمد الهاشمي ، علي بن خصيفان القرني ، منصور بن سالم العوذه .

2- المواطن عبد الله بن حامد بن علي الحامد : اعتقل في 8 مارس 2008 على خلفية تنظيم اعتصام سلمي لعدد من نساء بريده امام ادارة المباحث طالبن حينها بمحاكمة عادلة لذويهن المعتقلين ضمن حملة الحكومة لسحق متشددي تنظيم القاعدة كما اتهم الحامد ايضا في تدخله في عمل الشرطة او "عرقلته" و "خرق طوق امني" ومقاومة رجال الشرطة كما ورد في بيان وزارة الداخلية.
3- المواطن متروك الفالح : اعتقل في 19 مايو 2008 في الرياض على خلفية الاضراب الذي بداه الدكتور عبد الله الحامد وشقيقه عيسى الحامد المعتقلين في سجن بريدة المركزي بسبب الاوضاع السيئة التي يعانيان منها . وسبق وان اعتقل الفالح عام 2004 مع الحامد وشقيقه عيسى وامضوا سبعة عشر شهرا في السجن بسبب مطالبتهم باقامة ملكية دستورية ، ومن ثم اطلق سراحهم بعفو من عبد الله بن عبد العزيز.

4- الشيخ احمد تركي ال صعب : اعتقل في 12 مايو 2008 من قبل المباحث العامة في نجران وهو من الشخصيات القيادية للفاطميين في منطقة نجران ، وذلك بسبب تحركاته مع بعض الشخصيات لعزل حاكم نجران (مشعل بن سعود) وايقاف استيطان اليمنيين في منطقة نجران.

5- الشاب رضا بن الشيخ عبد العزيز الغشام (22 عاما) : اعتقل في 11 يناير 2008 من قبل المباحث العامة في الاحساء وهو ابن عالم الدين الشيعي الشيخ عبد العزيز الغشام وذلك بتهمة المتاجرة بالكتب الدينية الشيعية والتي لا يسمح النظام السعودي ببيعها او ادخالها للبلاد . وسبق ان اعتقل الغشام في مداهمة قامت بها المباحث الجنائية لاحدى المكتبات الشيعية في منطقة المهدية بالخرس في نوفمبر 2004 حيث كان يعمل بائعا.

6- المواطن نايف حسن علي البقشي معلم من مدينة المبرز بمحافظة الاحساء : اعتقل في 8 يونيو 2008 من قبل السلطات الامنية في الاحساء وهو شقيق عالم الدين الشيعي الشيخ ربيع البقشي امام مسجد الخرس بالاحساء.ويعتقد بان اعتقاله كان بسبب علاقته بصديقه رضا بن الشيخ عبد العزيز الغشام .

المعتقلون المنسيون :

يقوم نظام القضاء في شبه الجزيرة العربية والذي يحمل بصمات العائلة السعودية فقط مبتعدا عن المعايير الدولية المتعارفة بالتعامل مع المواطنين على اساس الانتماء الديني والمذهبي . ويعتبر الكيان السعودي تقريبا الاستثناء الوحيد في العالم الذي يتبع الاسلوب الطائفي في التعامل مع شرائح المجتمع ، اذا ما اضفنا اليه الانظمة العربية الاخرى وبالخصوص الخليجية منها التي تتعامل مع المواطنين على اساس الانتماء المذهبي . لذا فان المواطنين الشيعة في شبه الجزيرة العربية وباصرار من الكيان السعودي تتم معاملتهم باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية .
فبعد شهر يونيو من عام 1996 بدا الكيان السعودي بحملة اعتقالات واسعة في اعقاب تفجيرات الخبر على المباني السكنية للجنود الامريكان وعوائلهم في مدينة الخبر والتي خلفت العديد من القتلى ومئات الجرحى في صفوف القوات الاميركية ، والتي لم تتوصل الولايات المتحدة لحد الان الى الفاعل الحقيقي ، مما جعل الكيان السعودي يستغل المناسبة للايقاع باكبر عدد من المواطنين الشيعة في دائرة اتهام باطلة ، فقام بحملة اعتقالات واسعة شملت العديد من المواطنين الشيعة من ضمنهم شخصيات وعلماء دين بارزين . وبعد فترة جرى اطلاق سراح العديد منهم ، الا انه بقي محتفظا على مجموعة من الشباب الشيعي المتدين في معتقلاته لم تثبت عليهم لحد الان تهمة التورط في الانفجارات ، كما ان الولايات المتحدة الاميركية هي الاخرى قد تخلت عن البحث والتحقيق في هذه القضية واعتمدت على الكيان السعودي في البحث عن منفذيها والذي هو الاخر وجد نفسه عاجزا عن الوصول الى خيط يوصله للمنفذين الحقيقيين ، فبقي محتفظا على تسعة معتقلين فقط مر عليهم اكثر من اثني عشر عاما ، لم يبت في قضيتهم لحد الان ويطلق عليهم الاعلام (المعتقلون المنسيون) وهم :

ـ هاني عبد الرحيم الصائغ، 36 عام ، محافظة القطيف مدينة سيهات .
2ـ عبد الله احمد الجراش ،37عاما ، محافظة القطيف (القلعة) .
3ـ حسين عبد الله ال مغيص ،33 عاما ، محافظة القطيف (البحاري).
4ـ عبد الكريم حسين النمر ، 45 عاما ، مدينة الدمام/ اعتقل .
5ـ السيد مصطفى القصاب ، 36 عاما ، محافظة القطيف(مياس).
6ـ السيد فاضل العلوي ، 32 عاما ، محافظة القطيف (الجارودية).
7ـ مصطفى جعفر المعلم ،28 عاما ، محافظة القطيف (الجارودية).
8ـ علي احمد المرهون ،32عاما ، محافظة القطيف (الجارودية).
9ـ صالح مهدي رمضان ،32 عاما ، محافظة القطيف (الجارودية) .

التعذيب

يمنع النظام السعودي ممارسة التعذيب في سجونه وكما جاء في المادة الثانية من نظام الاجراءات الجزائية الصادر عام 2000 والتي تنص حرفيا على انه : لا يجوز القبض على اي انسان، او تفتيشه، او توقيفه، او سجنه الا في الاحوال المنصوص عليها نظاما، ولا يكون التوقيف او السجن الا في الاماكن المخصصة لكل منهما وللمدة المحددة من السلطة المختصة o ويحظر ايذاء المقبوض عليه جسديا، او معنويا، كما يحظر تعريضه للتعذيب، او المعاملة المهينة للكرامةo
الا ان هذه العبارة وردت في نص مكتوب فقط ولم يتم تطبيقها على ارض الواقع حيث يجري مخالفة هذه المادة من قبل السلطات القائمة بالاعتقال من خلال تعريض المعتقل للتعذيب خلال فترتي التحقيق والاعتقال من اجل انتزاع اعترافات وهمية يتم اصدار احكام على ضوءها ، كما ان هذه الافعال تقع ضمن الانتهاكات الحقوقية لمواد وبنود اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة او العقوبة القاسية او اللاانسانية او المهينة . كما تقوم المحاكم بفرض احكام بالجلد وبمعدلات عالية جدا ترقى الى مستوى التعذيب حيث تصل بعضها الى 1500 جلدة كما حصل للطبيب المصري رؤوف العربي (53 عاما) حيث اتهم بالتسبب في ادمان احدى الاميرات حينما كان يعالجها بالمورفين لالام في الظهر مما جعلها تدمن على هذا العلاج المشتق من الافيون.

في ايار/ مايو 2007 توفي المواطن سلمان الحريصي ، 28 عاما بعد تعرضه للتعذيب على يد عنصرين من ما تسمى بهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر للاشتباه بتوزيعه الكحول. وتم تبراة العنصرين من قبل محكمة الرياض العامة في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2008 .

في 22 نوفمبر 2008 قام احد رجال الشرطة بتعذيب احد الموقوفين في مركز شرطة ابا السعود في منطقة نجران مما ادى الى تعرضه الى اصابات مختلفة في جسمه ، وحينما سمع اقاربه تجمع منهم نحو 20 شخصا وقاموا بمهاجمة الجنود داخل مركز الشرطة، واشتبكوا معهم ونتج عن ذلك اصابة بعض الجنود باصابات مختلفة.

اساليب التعذيب الشائعة في السجون السعودية

* سب مبادئ المعتقل وعقائده ومقدساته وافراد عائلته.
* اختلاق الاخبار المزعجة وذكرها للمعتقل بغية تحطيمه نفسيا.
* البصق على وجه السجين.
* التحقيق مع المعتقل وهو عاري.
* الضرب بالعصي والهراوات والانابيب المطاطية والسياط والاسلاك الكهربائية (الكيبل) على الرجلين واليدين وكل مكان من الجسم مما يؤدي الى الاصابة بالكدمات، والنزيف الداخلي، وكسر العظام، وسقوط الاسنان، والتمزق في الاعضاء.
* التعليق من الرسغين
* استخدام الكماشات لانتزاع الاظافر
* قرض البدن وبالذات مقدمة الثديين بكابلات او بوضعها بين مفتاحين والضغط عليهما.
* جعل السجين عاري من الملابس.
* الضرب على الاعضاء التناسلية والردفين.
* تهديد المعتقل بالاعتداء عليه جنسيا او الاعتداء على زوجته او اخته امامه.
* حرمانه من النوم، او تعريضه للحر الشديد في فصل الصيف ويتم تشغيل مكيف الهواء في فصل الشتاء وتعريضه للبرد القارس امعانا في تعذيبه وارهاقه.
* الوقوف لفترات مطولة مما يسبب تورم الساقين
* اجبار السجناء على التخلي عن معتقداتهم الدينية
* الحبس الانفرادي لفترات مطولة
* الغمر في الماء
* اطفاء لفافات التبغ المشتعلة في الجسم
* الحرمان من استخدام المراحيض مما يؤدي الى تهتك في القولون وتمزق في المثانة الاصابة بالبواسير
* دس الحذاء في الفم
* استخدام الكرسي الكهربائي الدوار مما يؤدي الى فقدان المعتقل وعيه.
* تعليق السجين منكسا من رجليه بعد شدهما في مروحة سقفية تتحرك
* نتف لحية المعتقل عبر شدها بقوة وكذلك الشعر الثابت في الصدر.
* تغطيس الراس في الماء الملوث او ماء المرحاض.
* تقديم طعام ملوث وفيه بعض الحشرات للسجين.
* منع المعتقل من السباحة والاغتسال طوال فترة التحقيق.
* التسهير لفترات طويلة تصل الى اكثر من شهر.
* حرقه بالمكواة الكهربائية.
* استخدام المقص في قص جلد الظهر
* طريقة الفروج : تربط الضحية كالدجاجة في فرن الشوي ، حيث يتم ربط ايدي و اقدام الضحية بينما تمرر قطعة خشبية اسفل الركبتين واعلى الكوعين ليتم تعليق السجين في الهواء. ويتم ضرب الضحية بقسوة بشتى انواع العصي و الكابلات المعدنية ويتم استخدام الصدمات الكهربائية احيانا اخرى .

* المكبس : طريقة تستخدم فيها القيود الحديدية (الكلبشات) للضغط على منطقة الرسغ وقطع الدورة الدموية لعدة ساعات مما تسبب الام فظيعة جدا وشلل مؤقت في الكفين ودائم احيانا .
* الاغتصاب بالعصا : ويتم عبر ادخال عصا عبر فتحة الشرج بينما الضحية معلق.

اوضاع السجون
لازالت اوضاع السجون والمعتقلات سيئة ولا تتماشى مع المعايير الاساسية للسجون والمعتقلات، فقد حدثت فيها عدة اضرابات احتجاجا على الاوضاع السيئة والمتدنية للسجون ، ومما يساعد على سوء اوضاع السجون احجام السلطات السعودية عن فتحها امام اللجان الحقوقية الدولية والمحلية للاطلاع على ما يدور خلف جدرانها.
في 27 فبراير 2008 توفي المواطن صالح حبوبي ، 37عاما ، في سجن القطيف العام والذي كان يعاني من مرض فقر الدم المنجلي . ولم يتم اسعافه من قبل ادارة السجن من المعاناة من الالام الا بعد ساعة ونصف من الالحاح حيث وصلت سيارة الاسعاف التي نقلته الى مستشفى القطيف المركزي حيث فارق الحياة بسبب تعمد ادارة السجن بعدم اسعافه .
في 8 اذار 2008 توفي السجين صالح الروقي، البالغ من العمر 35 عاما في سجن بريمان في جدة بسبب اصابته بمرض الدرن ، وطالبت عائلة السجين بمقاضاة القائمين على السجن والمسؤولين في المركز الصحي التابع لـ "سجون بريمان"، ومركز الدرن التابع لوزارة الصحة، لانهما تاخرا في تشخيص حالة المريض، ما تسبب في اصابته بغيبوبة الزمته سرير العناية المركزة في مستشفى (الملك فهد) لمدة اربعة اشهر.
في مايو 2008 زارت هيئة حقوق الانسان السعودية سجن الاحداث بالرياض واكتشفت العديد من النواقص فيه منها قلة اعداد الموظفين وقدم المبنى وكثرة الموقوفين فيه مقارنة بطاقته الاستيعابية، والعشوائية في توزيع السجناء في العنابر رغم تنوع قضاياهم وتاخير في بعض القضايا لعدم وجود وحدة تحقيق بالسجن مما يسهم في زيادة الاعداد.
في 4 مايو 2008 اندلع حريق داخل سجن الاحساء العام مما ادى الى تدمير عدد من عنابر السجن ومقتل سبعة سجناء تفحمت جثث بعضهم واصابة 19 شخصا اخرين بينهم 3 من رجال الامن نتيجة اعمال عنف ما بين حراس السجن وبعض السجناء احتجاجا على عدم تلبية مطالبهم حيث قام على اثرها السجناء باشعال النار في المراتب والبطانيات داخل العنابر.
ويبلغ عدد نزلاء السجن 1275 نزيلا وهو عدد كبير بالنسبة الى طاقته الاستيعابية التي تقدر بـ 500 سجين.
وفي 9 يونيو 2008 توفي السجين عبد الله محمد صالح الرميان ( 29 عاما) في سجن بريدة نتيجة تعرضه للتعذيب من قبل حراس المسجن حيث قامت ادارة السجن بالاتصال بعائلته التي فوجئت بتسليمهم جثة ابنهم مع اوامر تقضي بسرعة دفنه وعدم الاخبار عن الحادث واسباب الوفاة.
وفي اكتوبر 2008 قام مندوبو هيئة حقوق الانسان بزيارة لسجن بريمان بجدة ولاحظ قدم المبنى وتدني مستوى الرعاية الطبية وتكدس السجناء في العنابر. واوصت الهيئة للاسراع بمحاكمة السجناء والبت في قضاياهم والنظر في الاحكام البديلة عن السجن بالنسبة لبعض الحالات .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق