الثلاثاء، 21 أبريل 2009

التشيع السياسي العربي تشيع القوة والإرادة أم تشيع الضعف والتبعية ؟بقلم د|فيصل الحذيفي


مأرب برس – خاص
تسود المنطقة العربية (رسميا وشعبيا) حالة من التشيع السياسي للآخر، وتنامي ظاهرة الاستضعاف الذاتي، والاكتفاء بالركون إلى السند الخارجي، وهو ما يعمق حالات الانقسام العربي وفقا لمنهج التشيع القائم الذي يتخذ نمطين متضادين : النمط الأول : التشيع السياسي العربي الرسمي لأمريكا من أجل عيون إسرائيل والاستبداد السياسي، والنمط الثاني : التشيع السياسي الشعبي للمقاومة ومن ورائها إيران، من أجل فلسطين والقضايا العربية المنسية في قاموس النظام السياسي العربي. فأي التشيعين يستمد روح البقاء وحتمية الانتصار؟ تشيع القوة والإرادة أم تشيع الضعف والتبعية ؟.
أولا:التشيع العربي الرسمي لأمريكا
يعلم الساسة العرب الممسكون بزمام السلطات في النظم العربية أن إسرائيل دولة مختلقة ومغتصبة (بكسر الصاد) ومحتلة لأكثر من أرض عربية، ومع ذلك اتجهوا بشكل نهائي للقبول بالسلام والتطبيع معها جهارا وليس سرا بل وحمايتها من سلاح المقاومة المتواضع ، دون طرح أي خيارات لأي رجعة ، وفي هذا السياق تم التنازل عن الأرض العربية والمقدسات الإسلامية لهذا العدو بطيب خاطر، مع أن سلطة الكيان الغاصب تأخذ دون أن تعطي شيئا بل وتسعى لمزيد من التشدد إزاء كل تنازل عربي معلن أو مضمر.
إن الخطورة المستقبلية لهذه السياسية في السلام مع العدو الصهيوني تكمن في المسكوت عنه في السياسة اليهودية تجاه الأراضي العربية، والنوايا المبيتة التي تفصح عنها مضامين بروتوكولات حكماء صهيون. مالذي يضمن للعرب مستقبلا عدم مطالبة اليهود بالعودة إلى أرضهم التاريخية المطرودين منها في يثرب ( يهود خيبر وبني قينقاع وبني قريظة وبني النضير) وما يمنعهم أن يتجهوا جديا للحصول عليها كما حصلوا على أرض فلسطين وبيت المقدس. فمثلما كانت الأولى – في الوعي العربي - مستحيلة وغير متوقعة فقد أصبحت بفعل الضعف العربي والقوة الإسرائيلية والدعم الدولي والأمريكي أمرا عربيا مسلما ومرحبا به .
إن هذا التنازل الرسمي العربي للعدو يهدف إلى تعزيز مصادرة حق الشعوب العربية من حكم نفسها بنفسها ومصادرة قرارها والاستئثار بالسلطة والقرار من قبل الحكام العرب والاستمرار بالحكم حتى الموت سواء بثوب ديمقراطي أو ملكي أو عسكري أو عبثي ، وفي النظم الجمهورية تطفو على السطح ظاهرة سياسية عربية جديدة تتمثل بتحويل الحكومات الجمهورية إلى جمهوريات ملكية عبر التوريث القسري، وبالتالي فإن التشيع الرسمي لأمريكا كحليف، نعطيه ما لا يتوقع - وليس ما يطلب - صار خصوصية عربية بامتياز، فكيف نفسر قبول العرب دخول الحرب مع أمريكا ضد العراق العربي وأفغانستان المسلم من جهة، وتقديم المبادرة العربية للسلام المرفوض من إسرائيل من جهة أخرى، أليست كلها تندرج ضمن الكرم العربي بالتنازل عن الحقوق العربية مقابل غض الطرف الأمريكي عن الفساد والاستبداد العربي المستشري.
إن هذا النوع من التشيع السياسي يصر على أن خيار التنازلات لإسرائيل والاستجابة لمطالبها وعدم التفكير بحق المقاومة كخيار استراتيجي لإرجاع الحقوق، بل والإصرار على السلام من جانب واحد مقابل آلة التدمير العسكرية الإسرائيلية، والسعي إلى التطبيع الكامل معها دون أن تتقدم إسرائيل خطوة واحدة يخلق هذا الانزياح العربي الرسمي تشيعا عربيا شعبيا بالاتجاه المضاد والرافض لكل أنواع التطبيع مع إسرائيل حبا أو نكاية وهو في اضطراد متسع.
ثانيا: التشيع العربي الشعبي لخيار المقاومة
يتجلى التشيع السياسي الشعبي العربي في التأييد الواسع لحزب الله والمقاومة الفلسطينية المتمثلة في فصائل المقاومة وعلى رأسها حماس وسرايا القدس وكتائب الأقصى والناصر صلاح الدين ...الخ، وكلها متهمة من قبل الأنظمة المطبعة أو دول الاعتلال العربي بأنها أذرعه مسلحة لإيران في وسط الجمهور السني على الامتداد العربي والإسلامي حيث ترفع صور رموز المقاومة. وكل هذه المزاعم تتم بغرض التشويه. إن مظاهر الإعجاب بنصر الله لا يحظى بها أي حاكم عربي وهنا تدخل الغيرة السياسية من نصر الله كما كانت هذه الغيرة من صدام حسن مع الفارق بين الشخصيتين. لذلك أرادوا من الجمهور العربي أن يكره حزب الله (حسب تعبير منتصر الزيات).
إن إيران تعلن قولا وفعلا وعلنا وليس سرا دعمها للمقاومة العربية والفلسطينية بينما تحجم الحكومات العربية عن هذا الفعل، بل تسعى لإدانتها ووصمها بالإرهاب والتآمر على ضربها والتغاضي أو كشف الغطاء العربي عنها، وهذا الموقف العربي المخزي ليس موجها ضد إيران لذاتها ولكن بسبب موقفها وهذا العداء قد ينطبق على أية دولة داعمة للحق العربي والفلسطينيين حتى لو كان مصدره دولة وثنية أو أوروبية أو هندوسية - أيا كان جنسها أو لونها- سيبدو هذا الدعم غير مرحب به لدى اليهود والأمريكان وعلى هذا الأساس سيرتفع رصيد الموقف العربي تشيعا مع أو ضد حسب نمط التشيع لدى كل فريق؟ إن الحكام العرب في هذا السياق تنطبق عليهم المقولة الشائعة : « لا يرحموا ولا يتركوا رحمة الله تنزل على من يستحق الرحمة » أي أنهم لا يدعمون المقاومة ولا يريدون من أحد أن يدعمها.
لقد ثبت تواطؤ أمريكا ضد المصالح العربية واحتلالها للعراق والبحار والمضايق والمحيطات العربية ودعمها اللامحدود للعدو الصهيوني المحتل لفلسطين بينما لم يثبت ماديا على إيران ما يوازي خطر أمريكا وإسرائيل حتى نعلن استعدائها، وما يطلب من العرب اليوم هو محاكمة إيران على النوايا. لذلك فإن الشعوب العربية لا تنظر لإيران كعدو حقيقي كما يراد لها أن تفعل، وستظل إيران مصدرا للتشيع المذهبي والسياسي في الوسط العربي والإسلامي – ليس بالضرورة حبا بها – ولكن نكاية بالأنظمة العربية المستبدة ونكاية بإسرائيل وأمريكا. ومهما سعى البعض لـتأجيج العداء مع إيران كما هو حاصل في مصر حاليا فإن هذا المسعى لن يفلح ما دامت إيران داعمة للمقاومة العربية في لبنان وفلسطين.
إن الحكومات العربية في دول الاعتلال لن ترض عن إيران ليس دفاعا عن مصالحا وأمنها القومي بل استجابة للطرف المعتدي، ولن تصبح إيران مقبولة عربيا إلا إذا أصبحت عميلة للأمريكان وصديقة لإسرائيل مثلهم تماما، ولن تطمئن لإيران إلا إذا كانت دولة ضعيفة لا حول لها ولا قوة مثل حالهم، وهذا يفصح أن أسباب العداء لإيران ليس بسبب حضورها الشعبي في الوسط العربي السني ولا بسبب احتلالها للجزر الإماراتية التي يمكن حلها عبر المحكمة الدولية ولا بسبب هيمنتها على العراق، بل لأنها دولة قوية فضحت بقوتها وتفوقها تخلف وضعف الدول العربية وأداء الحكام العرب أمام شعوبهم مع امتداد فترة حكمهم العتيدة، وهذا ما يعمق التشيع العربي الشعبي لصالح المقاومة ومن ورائها إيران تعبيرا عن الرفض الشعبي للاستسلام لإسرائيل والهيمنة الأمريكية.
إن إيران وأي دولة لها حكام شرعيون من حقها أن تصبح دولة قوية ، وكل دولة قوية تصبح لها أجندة هيمنة ونفوذ وهذا طبيعي . السؤال : مالذي يمنع العرب أن يصبح لهم دولا قوية وذات نفوذ وأصحاب قرار. على الحكام العرب أن يعتبروا من إرادة إيران وإصرارها التي تسعى حثيثا بكفاءة ذاتية إلى بناء نفسها كدولة قوية. هل نتوقع من إيران أن تتراجع عن التصنيع العسكري والنووي والتفوق والمنافسة في مجالات عديدة كي نقبل بها دولة صديقة وجارة ؟ حتى أن أسواق إيران تعج بالمنتجات الإيرانية بكل صنوفها، وكل دولة تحقق اكتفاء ذاتيا هكذا تصبح دولة ذات مكانة عظيمة تنشر الخوف في نفوس الضعفاء فقط ، فالعرب لو كانوا يمتلكون ناصية القوة سيكونون موضع قلق الغرب والشرق أيضا مثلما هو حال إيران وبالأمس القريب العراق، أما كونهم اليوم ضعفاء إلى حد المهانة والإسفاف فهم محل رضا العدو قبل الجار. فماذا لو كانت اليمن أو أي دولة عربية تملك نفس مقومات القوة لدى إيران هل ستكون محل رضا إقليمي ودولي ؟ .فالقوة هي المصدر الأول للنفوذ والهيمنة خارج الحدود.
إذا العيب ليس في إيران، العيب في الضعف والهوان العربي أمام أمريكا وإسرائيل وفقدان الإرادة . أما إيران فهي لدى كل عاقل – سواء كانت صديقة لنا أو عدوة – فهي تبعث على الاحترام لأنها تسير نحو القوة والتقدم بثبات دون الالتفات إلى أي نعيق « ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم» أما كون إيران فارسية أو صفوية أو شيعية تتلبس ثوب الإسلام فهذا مبعث سخرية فهل كانت أمريكا وإسرائيل والهند والصين وروسيا ودول أوروبا دولا إسلامية حتى نخطب ودها بالمجان على حساب الحقوق العربية – يكفي الاستشهاد ببيع الغاز المصري لإسرائيل والنفط الخليجي للأمريكان؟
إن تضخيم العداء مع إيران على حساب تنامي الصداقة مع الكيان الصهيوني والأمريكان، يجعل القادة العرب أشبه بأبطال السيرك فهم يعلنون أمام العدو الحقيقي راية السلام والاستسلام بينما يظهرون البطولة أمام إيران ( بإيعاز أمريكي ) ولذلك أعلن العرب دعمهم المتحمس للبحرين تجاه تصريح إيراني يدعي بتبعية البحرين لإيران بينما ظلوا صامتين أمام عدوان إسرائيل للبنان 2006 والعدوان على غزة 2008 واحتلالها لأراضي عربية عديدة، بل تجاسر النظام المصري البطل في ضرب الحصار على إخواننا في غزة ومنع عنهم الغذاء والدواء وتفجير الأنفاق ليثبت لإسرائيل أنه صديق مخلص دون شك أو أدنى مواربة تنطبق على حاله : أسد علي وفي الحروب نعامة...الخ.
يتناسى العرب المتشيعون لإسرائيل وأمريكا أن إيران هي امتداد جغرافي وتاريخي وديني للعرب والمسلمين، بينما إسرائيل دولة مصطنعة ومحتلة هي على تضاد صارخ مع العرب، وشعبها مجموعات من المهاجرين عبر العالم جاؤوا واحتلوا أرضا عربية، وأن أمريكا جاءت من أقصى الأرض لتحتل العراق وتتحكم بالثروات والسيادة الوطنية لكل العرب فكيف يصبح المحتل والمعتدي من أطراف الدنيا صديق لعرب الاعتلال والجار الطبيعي – بالجغرافيا والتاريخ – عدوا سواء كان فارسيا أو هندوسيا أو مغوليا أو مسلما. لأن أمريكا سترحل عنا يوما ما وإسرائيل ستنتهي في جيل ما، لكن إيران ستبقى امتدادا جغرافيا وتاريخيا للعرب ولا خيار معها سوى الحرب أو السلام.
السؤال : مالذي يمنع العرب من أن يحذوا حذو إيران في الاستقلال الذاتي وأن يبنوا دولا قوية قادة على الدفاع عن نفسها دون الحاجة إلى الانبطاح تحت رحمة الصهاينة وحماية الأمريكان أو أي دولة قوية أخرى ؟.
ومما يثير السخرية أن الحكام العرب عندما يتذكرون الأراضي العربية المحتلة يتذكرون فقط جزر طنب الصغر والكبرى الإماراتية ويتناسون ببلاهة منقطعة النظير الأراضي العربية المحتلة الأخرى من قبل إسرائيل وتركيا وإثيوبيا وأسبانيا: فإسرائيل وحدها تحتل ارض فلسطين ، والجولان من سوريا ، ومزراع شبعا من لبنان ، وجزر أردنية وسعودية في خليج العقبة ووضعها أرض سيناء ضمن السيطرة والحياد بموجب اتفاقية كامب ديفد، أما تركيا فتحتل الأسكندرونة من سوريا ، واسبانيا تحتل سبتة ومليلة من المغرب ، وأثيوبيا تحتل إقليم أوجادين من أراضي الصومال.فهل بالإمكان تغيير السياسات العربية بما يخدم الشعوب وليس الحكام؟.
hodaifah@yahoo.com

علي ربيع عبر يمن نيوز يخاطب الرئيس (أحسبها صح) فهل يفعل؟


الجنوبية والحوثية والخليج وإيران.. سيدي الرئيس.. احسبها صح
21/04/2009
علي ربيع - نيوزيمن:
* حتى متى تظل سيادة القرار الوطني في مهب الاستلاب؟ تعلمنا أن الثورة قامت ومن مرتكزاتها تحقيق السيادة الوطنية على التراب اليمني، والحاصل: لا سيادة ولا قرار داخلياً ولا خارجياً إلا وزمامه في يد الآخرين، الوصاية قائمة، والتبعية حقيقة مؤلمة، يكرسها السياسيون والمتنفذون، وتتدحرج الأحزاب والتيارات السياسية على أبوابها وتتسابق في التسلق إلى نوافذها.* نحن لا نرى أنفسنا إلا من خلال الآخر، نخدع أنفسنا بشعارات التعاون والإخاء والصداقة، ولا نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية، ابتداء من الوجود المصري وامتداداً إلى الهيمنة السعودية ووصولاً إلى الوصاية القطرية على الصعيد العربي.* لست أدري مم نخاف؟ أو ماذا نخشى؟ هل فتات صدقاتهم أو قروضهم أو وعودهم وابتساماتهم مهمة إلى حد ارتهان القرار السياسي الخارجي لمصلحة تلك الدولة أو تلك؟. لماذا سمحنا ولا نزال نسمح بكل هذه (المرمطة) للسيادة الوطنية؟ هل هناك جيوب مستفيدة من هذه التبعية ولا تريد لها أن تزول؟!.* من متى أحب صناع القرار "الخليجيون" ترفيه الشعب اليمني؟!، وكيف هبطت هكذا فجأة الرأفة على قلوب القطريين ليصلحوا لنا شأننا الداخلي، أو ليضمدوا جراحنا المثخنة بجهلنا وغبائنا؟!.* أليس الأحرى بأشقائنا (......) أن يكبحوا جماح هباتهم المتدفقة إلى جيوب بعض المشائخ والنافذين بشكل شهري وفصلي وسنوي بغرض تحويلهم إلى أدوات حادة في الضغط على صانع القرار السياسي؟ أليس الشعب اليمني أولى بهذه الأموال؟ أما إذا كان لا يستحقها بنظرهم فالأولى بها الإنسان الخليجي، الأولى بها مشاريع تعزيز السيادة المصادرة بالفيتو الأميركي، ألا تكفي خمسة عقود أو أكثر وصناع القرار (الخليجي) يعبثون بسيادة اليمن وشعبه والتدخل في شؤونه دون تقديم أي شيء له معنى؟!.* سيدي الرئيس.. حامي حمانا وقائد مسيرتنا الأبية أو الغبية –لا فرق- لا نحتاج تمورهم ولا صدقاتهم، فليغلقوها بسياج ناري من ميدي إلى صحراء الربع الخالي، ولنا رب يرزقنا ووطن يؤوينا إن صدقنا الوطنية وركزنا على الإنسان الذي هو الثروة الحقيقية، وهو الثورة الكامنة في العقول، الثورة التي يجهل كنهها ملوك النفط من طرابلس إلى شط العرب، ولذلك يخشونها ويسعون إلى تدميرها.* سيدي الرئيس.. اليمن خليجياً كذبة كبيرة لا يجب أن تصدقها، لا أنت ولا نحن، اليمن سيظل هو اليمن تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً، اليمن هو اليمن بنفسه لا بغيره، في نهضة أو تراجع، في سلم أو حرب، في غنى أو فقر، لا نحتاج الدخول إلى نادي الأغنياء الخليجي ليملى علينا متى نقول لا، ومتى نقول نعم، ومتى نصمت، لا نريد إملاءات لتقنين عدد مرات الشهيق والزفير، نريد أن نتنفس بطلاقة ولنمت جوعاً.* أنا لا أكره الشعوب العربية، لا أكره الشعب في السعودية ولا في مصر ولا في الخليج كله، أنا أكره سياسات صناع القرار تجاه شعب آذته رياح الضغينة وأنهكه عقوق الأبناء، شعب يتصرف صانع القرار فيه حسب حجم الابتسامة التي تغازله، أو حرارة المكالمة الهاتفية التي يستقبلها.* دعونا نحسبها اقتصادياً، نحن نستورد كل شيء من كل بقاع الأرض، من شنغهاي إلى مقديشو، ومن نيويورك إلى بطرسبرغ، ونصدر آلاف البراميل من النفط الخام ثم نعود لنستورد نصفها من النفط المصفى السائغ للشافطين، نصدر بعض الأسماك ونستوردها (تونة)، نصدر بعض المحاصيل الزراعية بالبركة، وبين الاستيراد والتصدير المحصلة هي أن فائض الميزان التجاري ليس لصالحنا إطلاقاً مع أي دولة، الطرف الآخر هو المستفيد بما في ذلك السعودية وحتى الصومال، نحن شعب (فرّامة وبس)، سوق مفتوح على مصراعيه لمياه السعودية ومرطباتها وعصائرها الطازجة وغير الطازجة، طماطمنا في تهامة يستوردون بعضها بشق الأنفس، ويعيدون بصلنا وحبحبنا مرات كثيرة من منافذ العبور، لأنها غير مغسلة بزمزم ولا مكيّسة بالحرير ولا مبخرة بالعود والعنبر!!.سيدي الرئيس.. سهول تهامة تنتحب لأن الذرة لم تعد ماركة مسجلة، مياه الأمطار في معظمها تذهب أدراج الرمال، وسهول الجوف ومأرب وحضرموت مجدبة إلا من غبار الوحشة والسراب، ونحن كل همنا أن ننفي عن اليمن تهمة "الإرهاب" ونحلف للأميركان أغلظ الأيمان، مقابل أطنان من القمح غير صالحة للاستهلاك الآدمي، ومعونات عينية قديمة من (التالف في مخازن البنتاغون) وأيضاً فائض الميزان التجاري –أصلحكم الله- لصالحهم!.* سيدي الرئيس.. احسبها صح، هل لدى صناع القرار الخليجي الرغبة لاستثمار 1 % من حجم استثماراتهم الخارجية في اليمن؟ الإجابة: لا، هل لديهم الرغبة في أن يتركونا وشأننا؟ الإجابة: لا، إذن هل لدينا الرغبة لاستعادة قرارنا الخارجي والداخلي ليصبح ماركة يمنية بحتة؟ اعذرني سيدي الرئيس.. الإجابة هنا أنت من يحددها.* سيدي الرئيس.. إذا لم تستطع أن تعيد سيادة قرارنا الوطني المرتهنة إلى جرابها يلزمك برأيي الشخصي أن تعتذر للشعب، لأنه ورقتك الرابحة الحقيقية، قل للشعب لا طاقة لي بنفوذ أرباب العمالة ولا قدرة لي على هجر أبواب القصور النفطية ولا على غضبها.* سيدي الرئيس.. لن أشكك أو أشك في وطنيتك، أنت وطني حتى الثمالة لكن بطريقتك، صحيح أنت حريص على السلطة وهذا حقك، فمن ذا الذي لا تستهويه السلطات ولا يغريه الملك من أبناء عدنان وقحطان ومن نهج نهجهم؟ هذا حقك نعم، لكن أدرها بحزم، وقدها بعزم، وأعد إلينا ضالتنا وسيادتنا الوطنية، صحيح الأوراق ضدك كثيرة، شعبك فقير وبطانتك غارقة في عسل صفقاتها، وقوى البلاد موزعة بين طامع وطامح، بين تجار سماسرة للشركات العالمية، ومشائخ ولاؤهم جيوبهم، لكن الشعب أولاً وأخيراً هو ورقتك الرابحة.* سيدي الرئيس.. الحراك الجنوبي فقاعة منتشية بأيدي الخارج ونفخ الداخل لا تدعها تكبر، والحوثيون ورقة أخرى أنت أكثر شخص يعلم كيف يجب أن تتعامل معها، أوراق العطاس والبيض ونزلاء الخليج ولندن والشام متفحمة فلا تعرها اهتماماً، الشعب هو ورقتك الرابحة، فأعد إليه سيادة قراره الداخلي والخارجي.* إيران أو واق الواق ليست قضيتنا سيدي الرئيس، قضيتنا أن نعرف متى نقول نعم، ومتى نقول لا في شأننا الداخلي والخارجي، المسألة حسب رئيس وزراء قطر في إحدى مقابلاته المتلفزة (مسألة مصالح) ماذا تربح؟ ماذا تخسر؟ وحتى الآن نحن نخسر، الشعب اليمني يخسر، وآن الأوان لنوقف نزيف الخسارة والبيع بثمن بخس أو بعصافير على الشجرة! وإذا كان مشائخ وطننا المعطاء لم يكتفوا حتى الآن، ولم تستيقظ ضمائرهم، ولم يستطع الرئيس ولا دولته تجفيف منابع ارتزاقهم فعلى اليمن السلام، والسلام ختام.Alirabea1@hotmail.com