الأحد، 15 مارس 2009

التسامح المذهبي في اليمن(من ندوة التعايش بين المذاهب)وضاح الأهدل

التسامح المذهبي في اليمن
الأربعاء 04 فبراير-شباط 2009 القراءات: 4

وضاح بن عبد الباري طاهر
قال بعض علماء الاجتماع: يختلف فكر عن آخر باختلاف المنشأ والعادة والعلم والغاية. وهذا الاختلاف طبيعي في الناس، وما كانوا قط متفقين في مسائل الدنيا والدين. ومن عادة صاحب كل فكر أن يحب تكثير سواد القائلين بفكره، ويعتقد أنه يعمل صالحاً، ويسدي معروفاً، وينقذ من جهالة.
ومن العدل أن لا يكون الاختلاف داعياً للتنافر ما دام صاحب الفكر يعتقد ما يدعو إليه، والمخلص في فكرٍٍ ما إذا أخلص فيه يُناقش بالحسنى، ليتغلب عليه بالبرهان، لا بالطعن، وإغلاظ القول، وهُجْر الكلام.
وما ضر صاحب الفكر لو رفق بمن لا يوافقه على فكره ريثما يهتدي إلى ما يراه صواباً، ويراه غيره خطأ، أو يقرب منه، وفي ذلك من امتثال الأوامر الربانية، والفوائد الاجتماعية ما لا يحصى؛ فإنَّ أهل الوطن الواحد لا يحيون حياة طيبة إلا إذا قَلَّ تعاديهم، واتفقت على الخير كلمتهم، وتناصفوا، وتعاطفوا» (1).
لا يحصى عدد من أنجبتهم اليمن من رجال الفكر والعلم والأدب؛ بحيث ملأوا الآفاق، وبلغت شهرتهم السبع الطباق، وساهموا في الإشعاع الحضاري الإسلامي الذي ضرب بأطنابه في مشارق الأرض ومغاربها؛ فكان منهم الصحابة الأخيار، والأئمة الأطهار، والعلماء والعباد والصالحون، والقادة العظماء والفاتحون.. ولم تحظَ بلد -فيما أعلم- بمثل ما حظيت به هذه البلاد من التسامح والتآخي، والبعد عن فتن التفرق المذهبية والآفات الطائفية جرياً على ما جبلوا عليه من سلامة النيات، والبعد عن العصبيات. وهم كما وصف الله أرضهم بقوله:«بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ» (سبأ: 15)، «وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً»(الأعراف: 58).
وقول المصطفى : «أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرق أفئدة، الفقه يمان والحكمة يمانية». أخرجه البخاري.
ولم تُعرف بلد بالتسامح المذهبي بين مذهبيها: الشيعي (الزيدي)، والسني كاليمن بشهادة المؤرخين اليمنيين والمستشرقين والرحالة الأوروبيين.
لقد سجل نيبور في رحلته إلى اليمن انطباعاً رائعاً عن تسامح اليمنيين؛ فقد عكس عدم تزمت اليمنيين نفسه على سلوكهم وقناعاتهم تجاه الفرق الدينية الإسلامية المختلفة، وتجاه الأديان الأخرى. سجل نيبور انطباعه هذا عبر العديد من المقارنات؛ فالشيعة والسنة في كل من إيران وتركيا لا يطيق بعضهم بعضاً، ولا يصلي أتباع مذهب في مساجد المذهب الآخر؛ أما اليمنيون فلم يؤثر اختلاف المذاهب في علاقاتهم، وليس هذا وحسب بل إن اليمنيين لا يكرهون أتباع الأديان الأخرى..وقد أكد نيبور أن عدد السنيين نسبة إلى الزيديين متساوٍ تقريباً وأن«أتباع المذهبين يتعايشون بصورة ممتازة»(2).
ويضيف نيبور قائلاً: «ويبرز تسامح المسلمين مع من أسلم في عدم منعهم من أسلم من الاستمرار في التعامل والاحتكاك بأتباع دينه السابق، كما أنهم لا يحولون بينه وبين مغادرة اليمن متى أراد ذلك، ولو كان في صحبة أتباع دينه السابق. وإذا تزوج مسلم من مسيحية أو يهودية، فإنه يحترم عقيدتها، ولا يحاول أن يجبرها على التنكر لدينها. ويمارس اليهود حياتهم وطقوسهم الدينية، ويشيدون معابدهم بكل حرية، كما يمارس الهنود طقوسهم الدينية، ولكن لا يسمح لهم بإحراق موتاهم» (3 ).
ويعزز اللفتنانت كولونيل هارولد ف. يعقوب. الضابط في الجيش البريطاني في كتابه (ملوك شبه الجزيرة) ما ذكره نيبور عن التسامح المذهبي في اليمن فيقول: «نحن ميالون كثيراً إلى تحريك الاختلاف والتباعد بين الطائفتين في شبه الجزيرة العربية، وهو بالأحرى انقسام جغرافي. وأسلوب التفرقة بين السنة والشيعة معروف بعنف أكبر في الهند، ولربما كان ذلك راجعاً إلى الاختلاف في فهم الإسلام في التاريخ المتأخر كثيراً، وفي اليمن تصلي كلا الطائفتين في مسجد واحد، أما في الهند فلكل طائفة مسجدها الخاص. والسنة والشيعة اليمنيون يتزاوجون فيما بينهم( 4)، ولم أرَ أو أشاهد حالة نادرة بأنَّ رجلاً غير عقيدته الدينية بسرعة كما يغير عباءته»(5 ).
وفي مقال للمستشرق الإنجليزي ر.ب. سيرجنت بعنوان( الزيود) يقول فيه: «بين كل المذاهب الشيعية المتعددة في الإسلام، أو المذاهب المؤيدة لصاحب الحق الشرعي في الحكم نجد الزيود - أتباع زيد بن علي - هم أصحاب المذهب الأكثر اعتدالاً. إنهم معتدلون بالفعل، إلى الحد الذي يصف فيه المجتمع الزيدي الوحيد المتبقي في اليمن الأعلى اليوم نفسه أحياناً بأنه يمثل «المذهب الخامس» بين المذاهب السنية التقليدية الأربعة. ويبدو أن الزيود قد مثلوا في مراحل مبكرة من نموهم شكلاً من أشكال الإسلام أقرب ما يكون إلى الشكل الأصلي في نشأة الدعوة الأولى، وفي جميع المراحل ظل أصحاب هذا المذهب المؤيد لآل البيت بعيدين عن المعتقدات المتطرفة لغلاة الشيعة.
والخلاف بين السنة والزيدية كما يقول فريد ليندر: (ليس من نوع العداء الدفين؛ إذ الخلاف كله في الحقيقة ينحصر في مسألة الأهلية لمرشح منصب الإمامة). لقد اعتبر المقدسي والمسعودي -وهما من الجغرافيين الأوائل- الزيدية خارج المجموعة الشيعية كلها؛ بسبب قبولها المتسامح بالخلفاء الثلاثة الأوائل . وكما أوضحنا من قبل فإنَّ الانشقاق الأساسي عند نشأة الإسلام قد ظهر نتيجة الصراعات على المراكز العليا في الدولة الثيوقراطية (الدولة الدينية) والتي نشأت نواتها في البلدين المقدسين من أراضي الحجاز، بينما الخلافات النظرية ذات الطبيعة العقائدية تعد ثانوية ومن التطورات اللاحقة.
وفي اليمن لا يبدو أن هناك أي صراع أو خلاف حول الشريعة بين الشوافع والزيود في الوقت الحالي، وهم يصلون معاً في المسجد نفسه وراء إمام مشترك يؤم جميع المصلين. ويمكن القول بالفعل أن هناك عوامل(جغرو - سياسية geo-political ) هي التي تفرق في الواقع بين المذهبين وليست الخلافات الدينية على الرغم من وجودها»( 6).
ولَمَّا شاعت المقالات والاعتقادات المختلفة بين أهل الإسلام، وافترقت الأمة إلى فرق ومذاهب شتى، وفشت هذه الآراء المختلفة في بلاد الإسلام (سنة الله في الذين خلوا من قبل) - تلقفت اليمن كغيرها من سائر بلاد الإسلام بعضاً من هذه النحل؛ فكان حظها من نحلة الخارجية أعدلها وهي الإباضية، وكانت متواجدة في حضرموت، ومبين، وبلاد شظب، والشرفين، والمحطور، والظهراوين(7 ). وكان حظها من الفرق الشيعية أفضلها وهي الزيدية، وهم أتباع الإمام الشهيد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم. وهي خير فرق الشيعة، وأقربها إلى السنة تتولى الصحابة رضي الله عنهم، وتفارق غلاة الشيعة في ذلك. وكان نصيبها من مذاهب أهل السنة أوسطها، وهو مذهب الإمام الجليل محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه. فكأنَّ أهل اليمن اختاروا مذاهبهم اختياراً، وانتقوها انتقاءً وسط هذا السيل الهادر من المذاهب المتباينة، والمقالات المختلفة. وقد كانت نحلة الإباضيين سائدة في حضرموت واستمرت إلى ما بعد أيام العلامة الفيلسوف لسان اليمن أبي محمد الحسن بن أحمد الهمداني رحمه الله؛ فإنه لما أتى على ذكر دوعن في كتابه (صفة جزيرة العرب)، ص170 قال: «وأما موضع الإمام الذي يأمر الإباضية وينهى ففي مدينة دوعن». . وقد ظلت نحلة الإباضية مهيمنة في حضرموت فترة من الزمن حتى ضرعت خدودهم، وركدت ريحهم، ولم يعد لهم شأن يذكر(8 ). قال العلامة عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف في رسالة له وجهها إلى الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بكير: «أما الإباضية فعهدهم بحضرموت إلى ما قبل الشافعي، وكان لهم دولة في القرن الخامس، وفيهم كثير من العلماء حسبما يعرف من شعر إمامهم إبراهيم بن قيس، وفي أواخر المائة السادسة غلبهم الأشاعرة على مسجدهم المسمى الخوقة بمدينة شبام، فأما مسجدهم الواقع في مدينة شبام فلا يزال معروفاً إلى اليوم، وبقيت ريحهم تهب في بلاد حضرموت إلى أواخر المائة الثامنة»( 9). . ولقد ظل أهل شظب على مذهب الإباضية حتى انتقلوا عنه إلى مذهب الزيدية على يد العلامة إبراهيم بن علي بن عيسى الطامي الخيواني الهمداني المتوفى سنة 516هـ( 10). كما كان القضاء على داعيتهم الحطيط بن عبد المجيد الإباضي في المحطور من بلاد الشرفين سنة 469هـ على يد الأمير ذي الشرفين الزيدي( 11). ومع ذلك بقي للإباضية روح تنبض في مبين وبلاد شظب والشرفين حتى المئة السادسة، كما أفاده المؤرخ الكبير المرحوم القاضي إسماعيل بن على الأكوع في كتابه القيم (هجر العلم)، ثم لم نعد نسمع لهم بذكر(12 ).. وبقي مذهب الزيدية والشافعية في اليمن إلى يومنا هذا كجناحي طائر، وظل الاتصال قائماً بين علماء المذهبين؛ فالزيدية فتحت باب الاجتهاد ولم تغلقه كما حصل في المذاهب الأخرى، وهذا من مناقبها. وكان كل من وجد من نفسه أهلية الاجتهاد لم يتقيد بمنقول مذهبه؛ فحصل بذلك خير كثير، وخرج من علماء الزيدية علماء أجلاء وأئمة فضلاء، كالإمام الكبير يحيى بن حمزة، والإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى صاحب كتاب (الأزهار)، والإمام المجتهد محمد بن إبراهيم الوزير، والجلال، والإمام يحيى بن الحسين ابن الإمام القاسم، وابن الأمير، والمقبلي، وشيخ الإسلام عبد القادر بن أحمد شرف الدين، والعلامة أحمد قاطن، وشيخ الإسلام الشوكاني، والعلامة هاشم بن يحيى الشامي، والعلامة المحدث محمد بن علي العمراني، والشجني، والعلامة أحمد بن عبد الوهاب الوريث، وغيرهم ممن لا يحصيهم عد، ولا يحصرهم حد.
فهذا علامة الزيدية حميد بن أحمد المحلي والفقيه أحمد بن أبي الخير يأخذان على الإمام القطب الفقيه إسماعيل الحضرمي(13 )، وهذا الإمام يحيى بن محمد السراجي يأخذ على الشيخ الصوفي الكبير أحمد بن موسى بن عجيل في نواحي تهامة( 14).
وهذا إمام الزيدية الأكبر الإمام أحمد بن يحيى المرتضى يأخذ على محدث عصره الإمام سليمان بن إبراهيم العلوي الحنفي في كتاب البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه(15 )، وهذا الشيخ أحمد الألهاني شيخ الإمام يحيى بن حمزة يأخذ على المحدث أحمد بن أبي الخير الشماخي الشافعي( 16). وهذا صاحب الغاية الإمام الحسين ابن الإمام القاسم بن محمد أحد أكابر علماء الزيدية يأخذ في علم الحديث عن الشيخ محمد بن عبد الله الهتار بمحطة الحمى بزبيد أيام محاصرته للأتراك، وكذلك عن العلامة عبد الواحد بن عبد المنعم النزيلي وله منه إجازة عامة، وكذا له أخذ عن الشيخ الحافظ محمد بن عبد العزيز المفتي الشافعي وله منه إجازة عامة(17).
وهذا المهدي أحمد بن جحاف يسمع صحيح البخاري على القاضي علي بن مطير الشافعي، وهذا الإمام الكبير القاسم بن محمد يستجيز من أحمد بن عثمان بن عبد الرحيم المسوحي أحد محدثي علماء الشافعية(18).
وهذا العلامة إبراهيم بن يحيى بن الهادي بن جحاف الحبوري يصفه يحيى بن الحسين بأن« له معرفة ومشاركة بكل فن، وكان له في الحديث معرفة ومشايخ ومستجازات من الشيخ أحمد بن علي مطير ومن غيره... وكان يرى رفع اليدين عند تكبيرة الافتتاح ووضع الكف على الكف، كما هو قول أكثر العلماء» (19).
وهذا المحدث يحيى بن أبي بكر العامري الشافعي يأخذ عن العلامة المحدث يحيى بن على بن المرتضى بن المفضل الوزير، كما تجد الإمام عز الدين بن الحسن يرحل في طلب الحديث إلى العامري ويسمع منه، ويستجيزه (20).
وهذا العلامة المؤرخ بامخرمة الشافعي يترجم الإمام عبد الله بن حمزة الزيدي؛ فيصفه بأنه «إمامٌ من أئمة الإسلام، وقطبٌ من أقطاب السادة الكرام» (21).
وهذا العلامة عبد الله بن علي الصعيتري يصفه صاحب الطبقات بأنه« كان عالماً فاضلاً محققاً مفتياً ترد عليه الفتاوى من اليمن من الزيدية والشافعية» (22).
وجاء في ترجمة العلامة الحسن بن محمد النحوي الزيدي المتوفى سنة 791هـ - من (مطلع البدور) أنَّ «حلقته في فقه آل محمد تبلغ زهاء ثلاثين عالماً ومتعلماً في حلقة واحدة، فشيوخ بلاد مذحج والمغرب وصنعاء وذمار وحجة والظاهر وبعض شيوخ الشافعية بحقل يحصب هم درسته وتلامذته وهو شيخهم... وكانت الفتاوى تفد عليه من اليمن الأعلى والأسفل ومن تهامة ومن علماء الحنفية والشافعية ومن عدن وتعز وجبلة؛ لأنه أحاط بفقه الفقهاء ودرس فيه في زبيد وغيرها على علماء الحديث والفقه» (23).
وهذا السيد العارف محمد بن الحسين المحرابي حاكم الشرع ببلاد عذر، كان زيدي المذهب، ويميل إلى مذهب الشافعي(24).
وهذا علامة حضرموت ومفتيها عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف يصفه خير الدين الزركلي بأنه من «شيوخ العلم بالأدب والأخبار، وفقه الشيعة والسنة»(25).
وهذا العلامة عبد الرحمن بن محمد الشرفي يتولى الفتوى بمدينة زبيد الشافعية بمقتضى مذهب أهل البيت رضوان الله عليهم»(26).
وهذا العلامة المحدث التقي بن فهد المكي يأخذ عن العلامة الجليل الهادي بن إبراهيم الوزير وهو الأخ الأكبر للعلامة المجتهد محمد بن إبراهيم الوزير رحمهما الله. كما أن العلامة صالح النمازي الشافعي الأشعري له شرح على كتاب الإمام شرف الدين (الأثمار) في فقه الزيدية، وهما متعاصران، وكذا العلامة الصوفي الشهير الشاعر عبد الهادي السودي له أخذ عن علماء صنعاء كالعلامة محمد بن أحمد بن محمد مرغم وغيره(27).
والعلامة أحمد بن علي مطير الحكمي الشافعي ترجمه يحيى بن الحسين ابن الإمام القاسم وقال بأن:« له منظومة على (الأزهار)؛ لأن الرجل أحب الاطلاع على سائر المذاهب، واجتنى (الأثمار)، فنظمها، وله شرح على (غاية السول) في أصول الفقه»(28)، وكلها من كتب الزيدية.
وهذا العلامة إبراهيم بن محمد بن مسعود الحوالي يصفه ابن أبي الرجال في (مطلع البدور) بأنه «كان أوحد زمانه حفظاً للأدلة ولأقاويل السلف، إذا تكلم على المسألة من الفقه احتج لها بما عليها من الحديث النبوي، وبما يتفرع عنها من أقاويل الصحابة والتابعين والفقهاء، وأقوال أهل المذهب، حتى كأنما يغترف من بحر، ويحتج لكل صاحب مذهب من الكتاب والسنة، وينصف كل عالم من علماء الأمة بريئاًَ من التعصب لمذهبه أو مذهب غيره، قد ملئ يقيناً من فضل علماء المذاهب الأربعة، مع قيامه بمذهب أهل البيت عليهم السلام الذي هو مذهبه»(29).
وهذا العلامة المحدث مفتي زبيد في عصره عبد الرحمن بن سليمان الأهدل يثني على علماء صنعاء فيقول: «علماء صنعاء ملائكة في صورة أناس، ولا يعرف الحقيقة إلا من عرفهم، الله يكثر من أمثالهم وينفع بهم أهل الإسلام»(30).
( 1) ميزان الجرح والتعديل، لجمال الدين القاسمي، نشر في المنار، لرشيد رضا، مجلد16،جزء1-ص30.
(2) المادة التاريخية في كتابات نيبور عن اليمن، د. أحمد قائد الصايدي، دار الفكر المعاصر، بيروت- لبنان، ص73-74.
(3) المصدر السابق، ص208.
(4) ذكر العلامة المحدث عبد الخالق المزجاجي الحنفي الزبيدي في كتابه (نزهة الإجازة المستطابة) أن إحدى خالاته كانت متزوجة على أحد أئمة صنعاء. وذكر الأستاذ الأديب أحمد الشامي في كتابه (رياح التغيير) أن والده تزوج امرأة من الضالع حين كان عاملاً عليها وكانت تضم في صلاتها، وكان يقلدها في صلاته، فلا يلومه والده على ذلك.
(5) ملوك شبه الجزيرة، لجاكوب،ترجمة أحمد المضواحي، ص58.
(6) الزيود، لسرجنت، ترجمة: د . علي القباني. نشر في المسار، السنة السادسة، العدد الثالث، 1426هـ/2005م.
(7) هجر العلم ومعاقله في اليمن، للقاضي إسماعيل الأكوع: 4/1937، 1956-1957، 3/1340.
(8) هناك فرضيتان في سبب زوال المذهب الإباضي في حضرموت، الأولى تقول: إن زوال مذهبهم كان بسب الإمام المهاجر أحمد بن عيسى العلوي جد العلويين الحضارمة، وهو الرأي الذي يتبناه المؤرخون العلويون الحضرميون. أما الفرضية الثانية فتذهب إلى أن زوال المذهب الإباضي كان على يد الدولة الأيوبية، وهذا ما يذهب إليه مؤرخو الزيدية، قال يحيى بن الحسين في (غاية الأماني)1/125: « قال بعض المؤرخين: لم يزل أهل حضرموت على رأي الخوارج إلى خروج بني أيوب إلى اليمن؛ فأظهروا -أي: الأيوبيين- مذهب الشافعي وعقيدة أهل السنة، فرجعوا إلى ذلك».
( 9) القضاء في حضرموت في ثلث قرن 1351-1385هـ ، لعبد الرحمن بن عبد الله بكير، ص48.
( 10) انظر هجر العلم ، للأكوع (مصدر سبق ذكره)، 3/1341.
( 11) المصدر السابق، 4/1957.
( 12) انظر: المصدر السابق، 4/1937.
( 13) طبقات الزيدية الكبرى، لإبراهيم بن القاسم، 3/1434.
( 14) اللآلي المضيئة في أخبار أئمة الزيدية، لأحمد بن محمد الشرفي، رسالة لنيل درجة الماجستير، لسلوى علي قاسم المؤيد، ص408.
( 15) الإمام المهدى أحمد بن يحيى المرتضى وأثره في الفكر الإسلامي سياسياً وعقائدياً، لمحمد محمد الحاج الكمالي، ص82-83.
( 16) انظر: طبقات الزيدية الكبرى، (مصدر سبق ذكره)، 3/1351.
( 17) هداية العقول إلى غاية السول من علم الأصول، للأمير الحسين بن القاسم بن محمد،2/ب.
( 18) انظر: هجر العلم (مصدر سبق ذكره)، 1/420.
( 19) بهجة الزمن في تاريخ اليمن، ليحيى بن الحسين، تحقيق أمة الغفور الأمير، 2/541-542.
( 20) هجر العلم، (مصدر سبق ذكره)، 3/1346. والوجه الحسن المذهب للحزن لمن طلب السنة ومشى على السنن، لإسحاق بن يوسف المتوكل، ص51.
( 21) قلادة النحر في وفيات أعيان أهل الدهر، للطيب بن عبد الله بامخرمة، 5/57.
( 22) طبقات الزيدية الكبرى ( مصدر سبق ذكره)، 2/625.
( 23) مطلع البدور ومجمع البحور، لأحمد بن صالح بن أبي الرجال، تحقيق عبد الرقيب مطهر محمد حجر،2/109- 110- 115.
( 24) بهجة الزمن (مصدر سبق ذكره)، 2/542.
( 25) الأعلام، للزركلي،3/315.
( 26) حدائق الزهر في ذكر الأشياخ أعيان الدهر، للحسن بن أحمد عاكش الضمدي، ص101.
( 27) هجر العلم، (مصدر سبق ذكره)، 1/24.
( 28) بهجة الزمن (مصدر سبق ذكره)، 2/569.
( 29) مطلع البدور ومجمع البحور، (مصدر سبق ذكره)، 1/181-182.
( 30) حدائق الزهر، للضمدي، (مصدر سبق ذكره)، ص154.