الخميس، 5 مارس 2009

العلم الشامخ خليفة مجد الدين( عبدالرحمن شايم)

ترجمة شايم
هو السيد العلامة المجتهد الولي وجيه الدين وزينة العلماء العاملين فارس العلوم ومحقق منطوقها والمفهوم عبدالرحمن بن الحسين بن مهدي بن شائم المؤيدي وينتهي نسبه إلى مولانا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام .

مولده ونشأته:
ولد في 25/ رجب / 1358هـ بهجرة فله بصعدة وهاجر إلى ضحيان وصعدة وأخذ عن شيوخها في الأصول والعربية والفروع ولازم العلامة الحجة المولى علي العجري والمولى العلامة الحجة مجد الدين المؤيدي وتصدر للتدريس والإفتاء والقضاء والإصلاح بين الناس ولازال من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ويعتبر من العلماء المحققين في الأصول والفروع والتاريخ .

من مشائخه:
أخذ عن والده وعن العلامة درهم بن عبدالله بن حورية والعلامة صلاح نور الدين رحمه الله والعلامة يحي بن حسين سهيل والعلامة محمد بن يحي مرغم .
من مؤلفاته:
له عشرات الرسائل والكتيبات منها :-

1- الفتاوى ( ويحتوي على عشرات الأسئلة من مختلف المواضيع المتعددة).

2- منهاج السلامة في مذهب الأمام عزالدين بن الحسن في الإمامة ( رد على جميع الاشكالات التي ترد حول مذهب الأمام عزالدين .

3- أطواق الحمامة بتحقيق مسألة القسامة .

4- منار الإهتداء في بيان شروط الناقص والبداء

5- الرد الواضح الجلي في أتباع زيد بن علي ( جواب على مسائل أحد المدرسين السودانيين في اليمن .

6- رفع الخصاصة عن قراء لباب المصاصة .



وله غيرها من الأبحاث المختصرة والتعليقات وقد قام بتحقيق كتاب الإصباح على المصباح ويقوم حالياً بتحقيق جميع كتب ورسائل الامام عز الدين بن الحسن ولو رجعنا إلى الشعر والأدب لوجدناه الشاعر والأديب نسأل الله أن يحفظه ويمتعنا بحياته وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .

علم على طريق الأوائل(محمد أحمد مفتاح)


مفتاح
ولد عام 1968م في قرية بيت مفتاح مديرية الحيمة الخارجية محافظة صنعاء .
متزوج له ولدان وبنت.
حاصل على بكالوريوس في الدراسات الإسلامية جامعة صنعاء كلية التربية .

من صفاته ومآثره :-
العلامة محمد مفتاح دمث الأخلاق صدوقا أمينامعتز بدينه غاية في التواضع للقريب والبعيد للصغير والكبير للشاب وكبار السن.
العلامة مفتاح حفظه الله ووقاه من كل شر ومكروه ونفعه ونفع به كثير الرحمة بالفقراء والمساكين ويؤثرهم على نفسه وأسرته عاملا للخير ساعيا فيه يحث عليه لا يفتر ولا يتوانى في ذلك .
أعتقل مراراً وأنتهبت مكتبته وشردت أسرته وأرعب أولاده لا لذنب سوى أنه داعية إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة
من مشائخه :-
انتقل إلى صنعاء لطلب العلوم الشرعية وبدء بدراسة القرآن الكريم في جامع النهرين وكان من مشائخه :-
الأستاذ الحافظ المرحوم محمد حسين عامر رحمه الله تعالى
والعلامة الزاهد حمود بن عباس المؤيد نائب مفتي الديار اليمنية سابقا
والعلامة المرحوم عبد الله بن عباس المؤيد
والعلامة مفتي الجمهورية حاليا القاضي العزي محمد الجرافي
والعلامة الكبير محمد بن مجمد المنصور نائب مفتي الجمهورية حاليا
والقاضي العلامة المحقق المرحوم عبد الحميد ميعاد
والعلامة محمد بن يحيى الكبسي .
والأستاذ المقرئ يحيى الحليلي

أعماله وإهتماماته :-
وبعد الجد والإجهاد والمثابرة في طلب العلم انتقل إلى البذل والتعليم للقرآن والعلوم الشرعية والخطابة ونشر العلوم بين الناس
فقام بالتدريس في العديد من المساجد في الجمهورية منها
مسجد بيت سريع
ومسجد التوفيق
إلى أن انتقل إلى الجامع الكبير بالروضة معلما ومرشدا وخطيبا حتى الآن .
كما قام بالكثير من المحاضرات والندوات التوجيهية والإرشادية في تقويم وتوعية الشباب في العديد من محافظات الجمهورية.


ملحق :-
إعتقله الأمن السياسي يوم 10/9/2004م
بعد أن قام خطيبا في يوم الجمعة في الجامع الكبير بالروضة وتكلم عن اعتقال الأستاذ العلامة المجاهد/ يحيى بن حسين الديلمي فرج الله عليهما .

بعد العديد من التهم التي لفقت له مع العلامه يحيى الديلمي
والتي منع بعدها من حقه الدستوري والقانوني في الدفاع عن نفسه
حكمت عليه المحكمه الجزائية المتخصصة
بالسجن 8 سنوات
بتاريخ 29/5/2005 م !!!

علم على طريق الأوائل( يحيى الديلمي)

يحيى الديلمي
ولد عام 1963م.
متزوج وله ست أولاد ثلاثة ذكور وثلاث اناث ويعيش في منزل إيجار متواضع في حارة الفليحي .

حاصل على ليسانس آداب فلسفة في كلية الآداب جامعة صنعاء وحاصل على بكالوريوس لغة عربية بكلية التربية جامعة صنعاء.

من مشائخه :-

درس القرآن الكريم لدى المقرئ الحافظ الكبير المرحوم الشيخ محمد حسين عامر رحمة الله عليه .
ودرس العلوم الشرعية عند الكثير من العلماء في اليمن أبرزهم :-
العلامة المجتهد محمد بن محمد المنصور
والعلامة الزاهد حمود بن عباس المؤيد
والعلامة يحيى بن محمد الديلمي
والعلامة المجتهد مفتي الجمهورية سابقا المرحوم أحمد زبارة رحمة الله عليه
والعلامة مفتي الجمهورية حاليا محمد الجرافي .

وقد حصل على الإجازات العلمية في العلوم الشرعية من العلماء منهم :-
العلامة المجتهد مجد الدين المؤيدي حفظه الله
والعلامة محمد بن محمد المنصور نائب مفتي الجمهورية حاليا
والعلامة حمود بن عباس المؤيد
والعلامة المرحوم أحمد حجر رحمه الله تعالى
وغيرهم .

أعماله :-

وبعد الطلب والأخذ من العلماء قام بأداء واجبه أمام الله وقام بالتدريس للعلوم الشرعية بالجامع الكبير بصنعاء
وجامع النهرين
والفليحي
وجامع الحرقان
وجامع أحمد بن الحسين
كما قام بالتدريس أيضا في مديرية آنس محافظة ذمار وفي العديد من المساجد في محافظات الجمهورية .

والأستاذ العلامة يحيى الديلمي خطيب مشهور فهو خطيب مسجد قبة المهدي بصنعاء كما قام بالخطابة في العديد من المساجد لسنوات كمسجد الحرقان ومسجد النهرين .
وكان يقوم بالوعظ والإرشاد في العديد من المحافظات والمديريات في الجمهورية .
وللأستاذ الديلمي أبحاث هامة في الفكر الإسلامي .

تخرج علي يديه العديد من الأساتذة والخطباء والذين كان لهم دور بارز في تدريس العلوم الشرعية وإرشاد الناس ووعظهم وتعليمهم القرآن وتعاليم دينهم الحنيف.

أهم اهتماماته :-
من أبرز مناصري القضية الفلسطينية

كانت القضية الفلسطينية هي الهم الأول ولاسيما في السنوات الأخيرة حيث أخرج العديد من المسيرات والمظاهرات السلمية لمناصرة قضايا الشعب الفلسطيني وأرضهم فلسطين الحبيبة وكانت تخرج تلك المظاهرات السلمية من أجل القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للعرب والمسلمين ويحضرها الحشود الكبيرة من الناس وكانت تلك المظاهرات على وفق القانون وبتصاريح من الجهات الحكومية المختصة وقد لفتت تلك المظاهرات أعين الناس والشباب وشاركوا فيها وازداد وعيهم واهتمامهم بالقضية الفلسطينية .

بينما حضر أيضا العديد من المؤتمرات الإقليمية والدولية لمناصرة قضايا العرب وخاصة القضية الفلسطينية في اليمن وفي العديد من الدول العربية والإسلامية.

كما كان يهتم بالشباب وهمومهم وقضاياهم لذا درس الكثير ونصحهم ووعظهم وأنار لهم الطريق بالقرآن الكريم والعلم وإذا صادف أحدهم هم أو مشكلة وقف بجانبه وساعده حتى يخرجه منها يستمع إليهم يتواضع لهم وكذلك لبقية الناس يفتي من سأله عن أمور دينه ويرشده ويعلمه وكان يحضر مجلس العلامة المفتي العام سابقا أحمد زبارة رحمه الله في السنة الأخيرة له ويجيب على الأسئلة الواردة من الناس في أمور الدين وكان المرحوم العلامة زبارة يعتمد إجاباته .

ملحق :-
إعتقله الأمن السياسي بتاريخ 9/9/2004 م ، وذلك تحت تهمة التحريض على الشغب في المظاهرات التي خرجت لنصرة الشعب الفلسطيني والشعب العراقي وذلك على خلفية التهمة السابقة التي برأته فيها تحقيقات النيابة وثبت لديها أن من قام بإطلاق الرصاص هم الجنود أثناء مغادرة المتظاهرين وأفرج عنه يومها الإ أن السلطات أعادت إليه نفس التهمة بتاريخها القديم وأضافت إلي تلك التهمة تهما أخرى كارتباطه بالأحداث الأخيرة في صعدة شمال اليمن وهي تهمة ملفقة لا صحة لها كون العلامة يحيى الديلمي لا علاقة له بتلك الأحداث لا من قريب ولا من بعيد وكونه أثناء تلك الأحداث كان موجودا في القاهرة لعلاج ابنة أخيه المريضة بصمامات القلب وإجراء العملية لها وقد ظل في القاهرة لمدة شهر ونصف.
وآخر التلفيقات ضده ، إتهامه بالتخابر مع السفارة الإيرانية بصنعاء .

وبعد كل تلك التلفيقات
التي منع بعدها من حقه الدستوري والقانوني في الدفاع عن نفسه
حكمت عليه المحكمه الجزائية المتخصصة
بالإعدام بتاريخ 29/5/2005 م !!!

نبذة عن العلم الزيدي المجاهد المجتهد( بدر الدين الحوثي)

هو السيد العلامة لمجتهد الولي الورع الزاهد المجاهد الصابر المفسر بدر الدين بن أمير الدين بن الحسين بن محمد بن الحسين بن أحمد بن زيد بن يحي بن عبدالله بن أمير الدين بن عبدالله بن نهشل بن المطهر بن أحمد بن عبد الله بن عزالدين بن محمد بن إبراهيم بن المطهر المظلل بالغمام بن يحيى بن المرتضى بن مطهر بن القاسم بن المطهر بن محمد بن المطهر بن علي بن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وابن فاطمة الزهراء ابنة رسول الله صلى الله عليه وعليهم أجمعين .

مولده ونشأته:
ولد في 17/ جمادى الأولى / 1345هـ بمدينة ضحيان ونشأ في صعدة في ظل أسرة علوية كريمة تحب العلم وتشغف مكارم الأخلاق ربته على الفضائل وغذته بأحسن الشمائل ومنذ نعومة أظفاره بكر إلى طلب العلم فحصله بهمة عالية وعزيمة سامية وهو أشهر من أن يعرف أو يترجم له حيث يعتبر أماماً في العلم والدين عكف على التدريس والتأليف وتتلمذ على يديه عشرات من العلماء وطلاب العلم وله اليد الطولى في الرد على المخالفين لعترة سيد المرسلين صلى الله عليهم أجمعين وله مؤلفات منها المطبوع والمخطوط وهو يعمل حالياً بتفسير القراءن الكريم وقد أنجز النصف وله أجتهادات صائبة وأراء ثاقبة ، يسكن في آل الصيفي بصعدة وسكن خولان عامر وصنعاء ورحل إلى بعض البلدان العربية وقد أمتاز حفظه الله بالورع التام والزهد والعبادة والتواضع وبذل نفسه ونفيسه في سبيل الله مجاهداً بماله ولسانه وقلمه ومدافعاً عن منهج أهل البيت الصحيح عليهم السلام .


من مشائخه:
والده السيد العلامة المحقق أمير الدين الحوثي المتوفى 1394هـ وعمه العلامة الكبير الولي الحسن بن الحسين الحوثي المتوفى 1388هـ وجل قراءته عليهما وأجازه عدد من العلماء ذكرهم في كتابه ( أسانيد الزيدية ) وفي مقدمة كتابه ( شرح أمالي الأمام أحمد بن عيسى عليه السلام ) .



من مؤلفاته:
وله حفظه الله تعالى مؤلفات كثيرة تدل على غزارة علمه وسعة اطلاعه ودقة نظره وعظيم إنصافه ومنها :-

1- تفسير القراءن الكريم ( طبع الجزء الأول )

2- تحرير الأفكار عن تقليد الأشرار وهو في الرد على شبهات الوهابية والمتمسلفين وفيها مباحث في الأصول والحديث .

3- الغارة السريعة في الرد على الطليعة .

4- الإيجاز في الرد على فتاوى الحجاز .

5- شرح آمالي الأمام أحمد بن عيسى .

6- طرق تفسير القراءن .

7- كشف الغمة في مسألة اختلاف الأمة .

8- المجموعة الوافية في الفئة الباغية .

9- الحسام القاضب الخافض لهامات النواصب.

10- التحذير من الفرقة .

11- أحاديث مختارة في فضائل آل البيت .



وله عشرات الرسائل والكتيبات منها :-

1- إرشاد الطالب إلى أحسن المذاهب .

2- إيضاح المعالم في الرقي والتمائم .

3- بيان البرهان من القراءن على تخليد أولياء الشيطان في النيران .

4- التبيين في الضم والتأمين .

5- آل محمد ليسوا كل الأمة .

6- الجواب على الحكمي.

7- الزيدية في اليمن .

8- الفرق بين السب والقول الحق .

9- منهم الرافضة .

10- منهم الوهابية .

11- المطرفية .

12- النصيحة المفيدة .


وغيرها وله الكثير من الأشعار المفيدة ولازال حفظه الله ومتعنا بحياته مواصلاً حياته العلمية تأليفاً وتدريسا وصلى الله على سيدنا محمد الأمين وعلى آله الطاهرين .

لقد منّ الله سبحانه وتعالى عليّ, إذ رزقني صحبة سيدي فضيلة العلامة بدر الدين الحوثي حفظه الله لمدة تقرب من السنة والنصف, وقد كنت في تلك الفترة معه حفظه الله بعنوان طالب وخادم وحارس, تتلمذت على يديه في عدة دروس, وبعد تلك الفترة, منحني إجازة الرواية عنه, وقد رأيت من أخلاقه وعلمه وزهده وصبره وتواضعه وعبادته و..., ما أخلده في نفسي وروحي, وتيقنت أن هذا الرجل من مفاخر هذه الأمة وذخائرها, المجهولة, وأحببت هنا أن اذكر لأخواني المتابعين شيئأ يسيراً مما رأئت من عظمة ذلك الرجل, ولكي يعرف اليمنيين والعالم, من هو الرجل المطارد في بلادهم, ولكي يذكر التاريخ ولاينسى هذه الحقائق.


1- برنامجه اليومي

لما كنت في خدمته كان برنامجه كما يلي:
كان يستيقظ قبل أذان الفجر بساعتين, و هو يطيل في الوضوء بأخص في القدمين, و بعد الوضوء يبدأ بصلاة الليل, فإذا جاء وقت أذان الفجر أذن و أقام الصلاة, فإذا سمعنا بذلك, دخلنا إليه في غرفته أو مصلاه و صلينا معه جماعة الفجر, و كان إذا صلى الفجر يبدأ بالإذكار المخصوصة, و هو لا يكلم أحدا أبداً من بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس, بل لا يتحرك من على السجادة حتى تطلع الشمس, و كانت توضع له القهوة بجواره بدون أن يكلمه من يضعها لأن الكل يعرف أنه في هذا الوقت لا يكلم أحدا, فإذا طلعت الشمس و بان النهار, خرج , و بدأ بالتدريس لمن لهم رغبة فيه, و في حدود الساعة العاشرة صباحاً يخرج, للتمرين بالمشي فيمشي مسافة طويلة, و هو حفظه مصاب بالربو, أسال الله له الشفاء, ثم يرجع و يشتري للبيت بعض ما يحتاج و نحن معه و من ثم صلاة الظهر, و الغداء ثم بعد الإستراحة , صلاة العصر, كان يخصص في كل يوم ساعة لمراجعة القرآن الكريم عن ظهر قلب, و بعد ذلك يدرس العلوم الدينية حتى قرب المغرب, و بعدها صلاة المغرب ثم العشاء و درس بين الفرضين و بعدها, و كان ينام مبكراً.

هذه خلاصة من برنامجه اليومي, و هناك خفايا كثيرة في حياته لا يعملها إلا الله فكنت كل يوم أكتشف له فضيلة و هو لا يعرف أحدا بذلك, و كان منظم الى أعلى درجة في التنظيم.


2- علمه

إذا جلست معه في أول الأمر تفكر أنه لا يعلم شيئاً أبداً, لانه لا يظهر علمه أبداً, و حتى اذا سُئل, يجيب فقط بقدر السؤال و لا يزيد عليه و اذا دققت السؤال أجابك بقدر ذلك و هكذا تكتشف علمه, و قد كنت أسأله في كل شئ لم أذكر يوماً انه لم يجب على كنت أسأله في معضلات الفقه و العقائد و اللغة و التاريخ و السير و التفسير و... فكان يجيب عليها بكل تواضع و كان يتحل السائلين و لا ينهر أحدا أبداً, و كان يزوره علماء كبار من داخل اليمن و خارجها و كل من زاره ذهب و هو مفتون من عزارة علم السيد حفظه الله, و من ميزاته الخاصة دقته العلمية فهو لا يمر بشئ بدون تدقيق, ذات مرة قال لي: حينما تقرأ دعاء كميل لا تقل ذنباً تغفره او خطأ تستره بل قل أو غفران ذنب أو ستر خطأ, و كم له من الملاحظات التي يغفل عنها أشد العلماء دقة, فقد كان السيد كنز من العلم و الفهم و الدقة و الورع و الزهد و...


3- ورعه

كانت تأتي لفضيلة السيد أموال من بعض المحبين و لكنه كان لا يصرف منها لنفسه شيئا ابدا بل كان في بعض الاوقات يقترض و عنده اموال كثيرة لكن تلك الأموال يصرفها لطلاب العلم و ماشابه ذلك و ينتظر حتى يأتي له من منتوج و محصول أرضه في خولان حتى يأكل و يصرف على نفسه منها, و كان لا يقبل هدايا الحكام او الملوك او غير ذلك لانه يحتمل ان يكون بينها و لو ريال واحد حرام, حتى من أناس مؤمنين أعرفهم معرفة جيدة لكن السيد لا يقبل منهم لنفسه شيئاً ابداً, و يصبر على الضغوط الداخلية لأجل ورعه, حتى قد كنا نعترض و نتعجب و لكنه لا يسمع لأحد في هذا الأمر أبداً.


4- صبره

كما أشرنا الى كيفية برنامجه مع ذلك كان مصاب بالحساسية و الربو فكانت قدماه و يداه, في بعض الأوقات تؤذيانه كثيرا فكانت تتورم و تجبره على خدشها, و كان مع ذلك مصاب بالربوا و لا يفارق العلاج لحظة واحدة, و هو لا يستطيع بسبب ذلك أن يسكن في أي مكان بل لابد من جو خاص لكي يتسنى له التنفس بصورة جيدة و لذا انتخب منطقة خولان بن عامر للسكن, مع هذه الوضعية و ذلك البرنامج إلا انه كان لا يتوقف عن خدمة الإسلام و المسلمين لحظة قط.


5-جهاده

كما أشرنا سابقاً كل حياة السيد جهاد, و لذلك ركز عليه الوهابية و أربابهم, فهجموا على بيته قبل التسعينيات في صعده و حاصروه باسم الدولة, و كانت الطقوم العسكرية محيطة على بيته, لكنه بعد ذلك هاجر من صعدة الى آل الصيفي و لكن المجرمين أيضا هجموا عليه الى بيته في آل الصيفي, و بعد ذلك هاجر الى خولان بن عامر, و في التسعينات أيضا أرسلت له الدولة و الوهابية القملي و جماعته و ضربوا بيته و الغرفة التي يجلس فيها قبل المغرب بصاروخ و لكنه كان قد خرج للوضوء و هم لا يعرفون انه يطيل الوضوء و حسبوا أنه في تلك الغرفة, و تم القبض على القملي و جماعته و اعترف و قال: وعدونا بوظائف و اموال سعودية و نشرت صحيفة الأمة هذا الكلام و صور القملي و بعد ذلك جاء الجيش اليمني و أخذ القملي و جماعته و أطلق صراحهم. فلما رأى السيد تخاذل الناس و مكر الدولة و الوهابية فكر بذهب الى نجران و يجلس عند الزيدية هناك و كما يقال تقرب من الخوف لتأمن, و لكن الدولة السعودية لم تعطه إقامة و أخرجته من أرضها, فذهب الى الأردن و بسبب علاقة الفندم و الملك حسين ايضا لم تستقبله الاردن ثم هاجر بعد ذلك الى الجمهورية الاسلامية في ايران و بقي حوالي سنة هناك ثم تحسن الوضع في اليمن و رجع ليواصل الدعوة و الهداية للناس, و قد ألف المؤلفات الكثيرة العظيمة التي عجز الوهابية عن الرد عليها الى اليوم منها : كتاب تحرير الأفكار من الوهابية الأشرار, و هو أبو الجهاد و سيد الجهاد و سيعجز قلمي عن تبيين مقام ذلك الرجل العظيم, و سوف تعلم الدولة اليمنية من تحارب أنها تحارب بحرا من بحور العلم و جبلا من جبال الصبر و قطبا من أقطاب الدين و....

و أنا بنظر أن هذه الغلطة التي ستقضي على النظام في اليمن فالعلامة بدر الدين إذا لم ينتقم له الناس فسوف ينتقم له رب الناس و يستحيل على الله جل و علا أن لا ينتقم لمثل هذا الرجل و إن شاء الله سوف يكون ذلك قريب.


6- من خصائصه

السيد العلامة بدر الدين الحوثي له خصائص كثيرة منها:

أ- كان حافظا للقرآن الكريم و نهج البلاغة, و من شدة ورعه و زهده أني لم أعرف ذلك إلا بعد عام كامل من صحبته.

ب- لا يشكي لأحد من مرض أو ألم بل كان يشكي الى الله فقط, (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (يوسف:86).

ت- قال لي ذات مرة: إذا اردت الشفاء فعليك بثلاثة أمور, الصدقة او العسل أو قراءة القرآن, فإني لم أر أنفع منها على الإطلاق لطلب الشفاء.

ث- كانت وصاياه مهمة فقد اوصاني بقراءة سورة الانعام على طول اسبوع كامل و قال: ان هذا مجرب مجرب مجرب لقضاء الحاجات, و اوصاني بأعمال أم داوود و قال إن لديه سند خاص بذلك الى الإمام الصادق و لا يمتلك ذلك السند غيره.

ج- قال لي ذات مرة : كل من يزورني من التجار او الشخصيات الخيرية التي تريد مساعدة الزيدية لنشر العلم, يسألوني عن بعض النشطين في الحقل الثقافي, و دأبي في ذلك تزكية جميع النشطين في هذا المجال فأنا لا أنقص أحدا أبدا اذا كان يعمل لمذهب أهل البيت حتى لو كانت حوله تهم و غير ذلك.

ح- قال لي ذات مرة: أنا اول من تأذى من بعض الشباب المؤمن و ذكر لي بعض الأمثلة, و قال: لكن لأجل خدمة المذهب و لأجل الحفاظ على الوحدة لا زلت أدافع عنهم.

نبذة عن علم(العلامة حمود عباس المؤيد

نسبه:
هو السيد العلامة المجتهد الولي والورع ضياء الدين وزين العابدين حمود بن عباس بن عبدالله بن عباس بن عبدالله بن يوسف بن محمد بن الحسن بن الإمام المؤيد بالله محمد بن الأمام المتوكل على الله إسماعيل بن الأمام القاسم بن محمد بن على رضوان الله عليهم وينتهي نسبه إلى مولانا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام .
مولده ونشأته:
ولد في 1336هـ في قرية العتمة ناحية غربان من بلاد ظليمة حاشد لأن أباه كان عاملاً ببلاد ظليمة نشأ في حجر والده ثم أنتقل إلى صنعاء وكان يخرج من الجراف إلى الجامع الكبير لتجويد القراءن الكريم وعند بلوغه التاسعة من عمره أرسله والده إلى عالم ظليمه سيدنا محمد أبو راوية فقراء لديه القراءن وتغيب ملحة الأعراب ومتن بن الحاجب ثم رجع إلى صنعاء وقراء القراءن في الجامع الكبير عند عدة مشائخ وبعد ذلك دخل المدرسة العلمية بصنعاء والتحق بالشعبة الثانية في عام 1350م ، درس حتى برع في فنون العلم وتولى الإرشاد ورئاسة هيئة الأمر بالمعروف بلواء إب وتولى إمامة جامع النهرين والشوكاني وبه عكف على التدريس والوعظ والإرشاد والعبادة وتخرج على يديه عشرات من العلماء الشباب في عصرنا وله دور في دعم طلبة العلم الشريف وعمارة المساجد وعلى يده تجري الصدقات لضعاف الناس وهو أشبه بجده الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام وهو مستمر في الإفتاء ويلازم التدريس بعد صلاة الفجر منذ سبعين سنة إلى اليوم وأيضاً بين صلاة المغرب والعشاء .


من مشائخه:
أخذ عن أخيه العلامة المجتهد الولي التقي / عبدالله بن عباس والحاج محمد بن يحي عرهب والسيد العلامة هاشم بن حسين مرغم ووالده حسين مرغم قبل دخوله المدرسة العلمية ومن مشائخه بعد دخول المدرسة العلمية السيد العلامة علي بن أحمد عقبات والسيد العلامة علي بن عبدالرحمن المهدي والسيد العلامة علي إبراهيم المهدي والسيد العلامة على بن عبدالله الرضي والقاضي العلامة حسين الواسعي والسيد العلامة الشهير أحمد الكحلاني والقاضي العلامة عبدالله بن أحمد السرحي والقاضي العلامة عبدالله بن عبدالكريم الجرافي والعلامة على بن حسين سنهوب والعلامة علي بن هلال الدبب والقاضي العلامة حسن بن علي المغربي وغيرهم .


من مؤلفاته:
1- الشعاع المضئ ( مجموع خطب الجمعة ) أربعة أجزاء في مؤلفين .
2- النور الأسنى في أحاديث الشفاء . [img]HAMOD AL_MOAYAD[/img]

كي لاننسى القدس

تعد مدينة القدس بكل ما فيها آثارًا تاريخية للمسلمين والمسيحيين والإنسانية، وتضم إلى جانب المساجد والكنائس والأديرة مدارس ومنازل وقبابا وأسبلة، وأهم آثارها هو المسجد الأقصى الذي بني قبل الميلاد بأكثر من ألفي سنة، وهو ثاني مكان للعبادة بعد المسجد الحرام في مكة. والقدس هي أكثر الأماكن قدسية عند المسيحيين، ولهم فيها كنيسة القيامة التي بنيت في القرن الرابع الميلادي. وفيما يلي حديث عن أهم الآثار في المدينة المقدسة:
أولا: المسجد الأقصى
هو المسجد الذي أسري بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام إليه. والقصة وردت في القرآن في سورة الإسراء {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله}.
وهو أيضاً أولى القبلتين حيث صلى إليه المسلمون سبعة عشر شهراً قبل أن يؤمروا بالتحول شطر المسجد الحرام، كما أنه ثالث الحرمين أهمية بعد الحرمين المكي والمدني.
وبالإضافة إلى ذلك فقد ظل المسجد الأقصى على مدى قرون طويلة مركزاً هاماً لتدريس العلوم ومعارف الحضارة الإسلامية، ومركزاً للاحتفالات الدينية الكبرى، ومكانا لإعلان المراسيم السلطانية وبراءات تعيين كبار الموظفين.
عمر بن الخطاب والأقصى
وعندما جاء الخليفة عمر بن الخطاب من المدينة إلى القدس وتسلمها من أهلها في اتفاق مشهور بالعهدة العمرية، قام بنفسه بتنظيف الصخرة المشرفة وساحة الأقصى، ثم بنى مسجداً صغيراً عند مسرى النبي ومعراجه. وقد وفد مع عمر العديد من الصحابة منهم أبو عبيدة عامر بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد وأبو ذر الغفاري.
الأمويون والأقصى
كان اسم المسجد الأقصى قديماً يطلق على الحرم القدسي الشريف وما فيه من منشآت أهمها قبة الصخرة التي بناها عبد الملك بن مروان عام 72هـ/691م مع المسجد الأقصى والتي تعد واحدة من أروع الآثار الإسلامية، ثم أتم الخليفة الوليد بن عبد الملك البناء خلال فترة حكمه التي امتدت من عام 86 ـ 96هـ / 705 -714م.
ويختلف بناء المسجد الحالي عن بناء الأمويين، حيث بني المسجد عدة مرات في أعقاب زلازل تعرض لها على مدى القرون الماضية، بدءًا من الزلزال الذي تعرض له أواخر حكم الأمويين عام 130هـ/747م ومروراً بالزلزال الذي حدث في عهد الفاطميين عام 425هـ/1033م.
أبعاد وأطوال
يبلغ طول المسجد الأقصى من الداخل 80م وعرضه 55م، ويضم سبعة أروقة -رواق أوسط وثلاثة أروقة من جهة الشرق وثلاثة من جهة الغرب- ترتفع هذه الأروقة على 53 عموداً من الرخام و49 سارية من الحجارة.
وفي صدر المسجد قبة، كما أن له أحد عشر باباً، سبعة منها في الشمال وباب في الشرق واثنان في الغرب وواحد في الجنوب.
آبار وأسبلة
يوجد في ساحة الأقصى الشريف خمسة وعشرون بئراً للمياه العذبة، ثمانية منها في صحن الصخرة المشرفة وسبعة عشر في فناء الأقصى، كما توجد بركة للوضوء. وأما أسبلة شرب المياه فأهمها سبيل قايتباي المسقف بقبة حجرية رائعة لفتت أنظار الرحالة العرب والأجانب الذين زاروا المسجد، إلى جانب سبيل البديري وسبيل قاسم باشا.
مآذن وقباب
وللمسجد الأقصى أربعة مآذن، والعديد من القباب والمساطب التي كانت مخصصة لأهل العلم والمتصوفة والغرباء، ومن أشهر هذه القباب قبة السلسلة، وقبة المعراج، وقبة النبي.
أروقة ومزاول
أما بالنسبة للأروقة فأهمها الرواق المحاذي لباب شرف الأنبياء، والرواق الممتد من باب السلسلة إلى باب المغاربة. كما يوجد به مزولتان شمسيتان لمعرفة الوقت.
حريق المسجد الأقصى
يأتي حريق المسجد الأقصى في إطار سلسلة من الإجراءات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية منذ عام 1948 لطمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس، ففي يوم 21/8/1969 قطعت سلطات الاحتلال الإسرائيلية المياه عن منطقة الحرم، ومنعت المواطنين العرب من الاقتراب من ساحات الحرم القدسي، في الوقت الذي حاول فيه أحد المتطرفين اليهود إحراق المسجد الأقصى.
واندلعت النيران بالفعل وكادت تأتي على قبة المسجد لولا استماتة المسلمين والمسيحيين في عمليات الإطفاء التي تمت رغماً عن السلطات الإسرائيلية، ولكن بعد أن أتى الحريق على منبر صلاح الدين واشتعلت النيران في سطح المسجد الجنوبي وسقف ثلاثة أروقة. وادعت إسرائيل أن الحريق بفعل تماس كهربائي، وبعد أن أثبت المهندسون العرب أنه تم بفعل فاعل، ذكرت أن شاباً أسترالياً هو المسؤول عن الحريق وأنها ستقدمه للمحاكمة، ولم يمض وقت طويل حتى ادعت بأن هذا الشاب معتوه ثم أطلقت سراحه.

منظر لحريق المسجد الأقصى
استنكرت معظم دول العالم هذا الحريق، واجتمع مجلس الأمن وأصدر قراره رقم 271 لسنة 1969 بأغلبية أحد عشر صوتاً وامتناع أربع دول عن التصويت من بينها الولايات المتحدة الأميركية، والذي أدان إسرائيل ودعاها إلى إلغاء جميع التدابير التي من شأنها تغيير وضع القدس. وجاء في القرار أن "مجلس الأمن يعبر عن حزنه للضرر البالغ الذي ألحقه الحريق بالمسجد الأقصى يوم 21/8/1969 تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي، ويدرك الخسارة التي لحقت بالثقافة الإنسانية نتيجة لهذا الضرر".
وذكّر بيان مجلس الأمن الدولي بقرارت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاصة ببطلان إجراءات إسرائيل التي تؤثر في وضع مدينة القدس، وبتأكيد مبدأ عدم قبول الاستيلاء على الأراضي بالغزو العسكري، ونص على أن "أي تدمير أو تدنيس للأماكن المقدسة أو المباني أو المواقع الدينية في القدس، أو أي تشجيع أو تواطؤ للقيام بعمل كهذا يمكن أن يهدد بشدة الأمن والسلام الدوليين".
وأضاف المجلس أن تدنيس المسجد الأقصى يؤكد الحاجة الملحة إلى منع إسرائيل من خرق القرارت التي كان المجلس والجمعية العامة قد أصدراها بخصوص القدس، وإلى إبطال جميع الأعمال والإجراءات التي اتخذها لتغيير وضع المدينة المقدسة. ودعا إسرائيل إلى عدم إعاقة المجلس الإسلامي الأعلى في القدس عن أداء مهامه، بما في ذلك طلب المجلس مساعدات من الدول ذات الأغلبية المسلمة للقيام بعمليات ترميم وإصلاح الأماكن الإسلامية في القدس.
ردود فعل إسلامية
عم الغضب الدول العربية والإسلامية، واجتمع قادة هذه الدول في الرباط يوم 25/9/1969 وقرروا إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي التي ضمت في حينها 30 دولة عربية وإسلامية، وأنشأت صندوق القدس عام 1976، ثم في العام التالي أنشأت لجنة القدس برئاسة العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني للمحافظة على مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية ضد عمليات التهويد التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلية.
حفريات إسرائيلية تحت الحرم
تعد الحفريات التي تقوم بها جماعة أمناء الهيكل تحت المسجد الأقصى من أهم الأخطار التي تحيق به، وقد بدأت هذه الحفريات منذ عام 1967 تحت البيوت والمدارس والمساجد العربية بحجة البحث عن هيكل سليمان، ثم امتدت في عام 1968 تحت المسجد الأقصى نفسه، فحفرت نفقاً عميقاً وطويلاً تحت الحرم وأنشأت بداخله كنيساً يهودياً. ولقيت هذه الحفريات استنكاراً دولياً واسع النطاق، فعلى سبيل المثال أصدر المؤتمر العام الثامن عشر لليونسكو قراره رقم 427/3 الذي يدين فيه إسرائيل لاستمرارها في حفرياتها وعبثها بالطابع الحضاري لمدينة القدس عموماً وللمسجد الأقصى على وجه الخصوص.
ثانيا : مسجد قبة الصخرة
لمسجد القبة تاريخ ديني عريق كما تتحدث المراجع التاريخية، فقد اتخذ إبراهيم عليه السلام عنده معبداً ومذبحاً، وهي التي أقام عندها يعقوب عليه السلام مسجده بعد أن رأى عموداً من النور فوقها، ونصب خيمة الزمان أو الاجتماع التي أنشأها موسى عليه السلام في التيه، وبنى داود عليه السلام عندها محرابه، وشيد سليمان عليه السلام عندها المعبد العظيم المنسوب إليه، كما عرج الرسول صلى الله عليه وسلم من فوقها إلى السماء في رحلة المعراج.
والهيئة الحالية لمسجد قبة الصخرة تمت في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وهو بذلك يعد من أجمل المباني الأثرية، وقد استوعبت في تصميمه وزخرفته الفنون التشكيلية الإسلامية والتراث الإنساني الفني. وبسبب تميز بناء المسجد وجماله فإنه الأكثر انتشاراً وتداولاً في موضوع القدس، حتى صار يرمز إلى القدس أكثر من المسجد الأقصى، ولم يعد كثير من الناس يميزون بين المسجدين.
ثالثا: المصلى المرواني
يقع مسجد المصلى المرواني في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد الأقصى، وكان يطلق عليه قديماً التسوية الشرقية من المسجد الأقصى.
ويتكون المصلى المرواني من ستة عشر رواقاً، وتبلغ مساحته 2775 متراً مربعاً، وخصص زمن عبد الملك بن مروان كمدرسة فقهية ومن هنا اكتسب اسم المصلى المرواني. وفي أثناء الاحتلال الصليبي لبيت المقدس استعمله الصليبيون اسطبلا للخيول ومخزناً للذخيرة وأطلقوا عليه اسم إسطبلات سليمان، وأعاد صلاح الدين الأيوبي فتحه للصلاة بعد تحرير بيت المقدس.
وبالنسبة للسقف الحالي للمصلى فإنه يعود إلى عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، أما الأعمدة والأقواس الموجودة في المصلى فإنها تعود إلى عهد عبد الملك بن مروان، وأعيد افتتاحه للجمهور بعد عمليات ترميم عام 1996.
رابعا: حائط البراق
وهو الحائط الذي يحيط بالمسجد الأقصى من الناحية الغربية، ويعتبر جزءاً لا يتجزأ من الحرم المقدسي، وسمي بهذا الاسم لأنه المكان الذي ربط عنده الرسول صلى الله عليه وسلم براقه ليلة الإسراء والمعراج. ويسميه اليهود حائط المبكى لاعتقادهم أنه من بقايا هيكلهم الذي لم يعثر له غلى أثر حتى الآن.
خامسا: الأوقاف الإسلامية
من العقارات الموقوفة على الحرم المقدسي دار الأيتام الإسلامية، وتكية خاصكي سلطان، بالإضافة إلى خان سلطان وعدد آخر من الحمامات والدكاكين.

كنيسة القيامة
سادسا: الآثار المسيحية
تعتبر كنيسة القيامة التي بنتها الملكة هيلانة عام 325م من أهم الأماكن المقدسة للديانة المسيحية في مدينة القدس. ويأتي القبر المقدس كثاني أشهر الأماكن المسيحية في القدس، يضاف إلى ذلك عدة كنائس لكل منها ذكرى دينية مثل كنيسة السيدة العذراء في جبل الزيتون، وكنيسة مار يوحنا خارج كنيسة القيامة، وكنيسة الملاك ميخائيل الملاصقة للقبر المقدس. أما الأديرة فأشهرها دير السلطان، ودير مار أنطونيوس شمال شرقي كنيسة القيامة، ودير مار جرجس في حارة الموارنة.
وبالنسبة للمدارس المسيحية المهمة توجد المدرسة القبطية في القدس، ثم كلية الشهيدة دميانة للبنات التي تقدم خدماتها التعليمية حتى المرحلة الثانوية.

هيكل سليمان مكان المسجد الأقصى كما تصورته جماعة أمناء الهيكل
سابعا: هيكل سليمان المزعوم
الهيكل عند اليهود هو بيت الإله ومكان العبادة، وباعتراف اليهود البدو الرحل أنفسهم أنه لم يكن لديهم مكان عبادة مقدس ثابت منذ عصر موسى إلى عصر النبي سليمان، بل كانت لوحات الوصايا العشر توضع في تابوت كان يعرف باسم تابوت العهد، هذا التابوت خصصت له خيمة عرفت بخيمة الاجتماع، ترحل مع اليهود أينما رحلوا.
وجاء تأسيس الهيكل ليكون المكان المفضل لوضع تابوت العهد، وليكون بيتاً لرب اليهود نتيجة تأثر اليهود بالحياة الحضرية في مدينة القدس. وشيد سليمان الهيكل على قطعة أرض غير معلومة في القدس، بل لا يوجد دليل -كما يقول الأثريون- على أن الهيكل الثاني شيد في موضع الهيكل الأول.
وتاريخ بناء الهيكل في القدس هو تاريخ تحول عبادة إسرائيل البدوية المتجولة إلى العبادة القربانية المركزية.
وتعد قضية إعادة بناء الهيكل واحدة من أهم القضايا المثارة بين اليهود الذين ينقسمون إلى صهاينة وغير صهاينة، فغير الصهاينة يعارضون فكرة العودة وبالتالي إعادة بناء الهيكل، في حين يعتبرها الصهاينة قضية محورية، وتوليها المنظمات الصهيونية المتطرفة اهتماماً شديداً جعلت معه هدم الآثار الإسلامية الموجودة في الموقع من أهم أهدافها. وعلى رأس هذه المنظمات "أمناء جبل الهيكل" التي يمولها المليونير الأميركي المسيحي الأصولي تيري رازنهوفر، والتي جعلت بناء الهيكل هدفها الأساسي، وأنشأت لذلك مدرستين تلموديتين بالقرب من حائط البراق لتدريب مائتي طالب على شعائر العبادة القربانية وهي الشعائر الخاصة بالهيكل.
وإحدى هذه المدارس "معهد جبل الهيكل" (يشيفات هبايت) وظيفتها الأساسية التعجيل ببناء الهيكل. وقامت هذه الجماعة بوضع حجر الأساس للهيكل الثالث عام 1989 في احتفال تحت إشراف رئيس الجماعة غرشوم سالمون. ويساند جماعة أمناء جبل الهيكل بعض أعضاء المؤسسة الدينية في إسرائيل.
ويرى المسيحيون الأصوليون أن بناء الهيكل هو الشرط الأساسي للعودة الثانية للمسيح، وهم ينظرون إلى قيام إسرائيل عام 1948 تأكيداً لنبوءات التوراة حول نهاية العالم وإحلال مملكة جديدة مع المجيء الثاني للمسيح بعد عودة اليهود إلى الأرض المقدسة، وانتظرت المسيحية اكتمال خطة الرب بعد تأسيس إسرائيل.
ـــــــــــــ
المصادر:
- البنك الفلسطيني للمعلومات
- القدس مفاهيم يجب إيضاحها، حسام الدين خليل
- الموسوعة الفلسطينية، المسجد الأقصى، المجلد الرابع.
- التهويد الثقافي والإعلامي لمدينة القدس، د. خالد عزب، بحث مقدم لندوة القدس العالمية.



المصدر: الجزيرة


The top news headlines on current events from Yahoo! News

The top news headlines on current events from Yahoo! News

عن معاناة المؤمنيين في الحرمين

يتعرض الفيلم التوثيقي - الجانب الآخر - للاحداث الدامية التي وقعت في بقيع الغرقد في مدينة الرسول، وكانت بدايتها في 25 من شهر صفر عام 1430 هـ قبيل ذكرى وفاة منقذ البشرية عندما تجرأ احد افراد ما تسمى بـ - هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر - بمرأى ومسمع من الزوار بتصوير النساء الشيعيات بكاميرة فيديو اثناء قيامهن بأداء مراسيم زيارة أئمة البقيع والشهداء.
وبهذا العمل غير المسبوق، انطلقت شرارة الاحداث بين معتد اثيم ومعتدى عليه بين اتباع الوهابية الارهابية واتباع أهل البيت فخلفت تلك الاحداث الكثير من الطعنات والدماء والمعتقلين.
والحمد لله ان الكثير ممن كانوا في وسط الحدث وثقوه بالصوت والصورة - جزاهم الله خيرا - ليكتشف العالم واصحاب الضمائر الحية من كان السبب وراءها، ونحن بدورنا وثقناها في بوتقة جديدة تختصر الكثير من البحث عن الحقيقة لمن ارادها وما تعرض له الشيعة من محاولات لقلب الحقائق وتزييفها بقوة المال والاعلام المارق.

لتحميل الملف:
http://www.shiaprisoners.org/media/video/janeb.wmv‎

بيان لصالح احمد هبرة

اليمن – صعدة
5/3/2009م

عودتنا السلطة ـ عندما يبدأ عدها التنازلي لتوقيت الحرب في صعدة وتتجه الأمور نحو التأزيم ـ أن تكثف من اجتماعاتها الأمنية والعسكرية واستحداث المواقع وتكرير الخروقات، فبعد التهديدات التي وجهها رئيس الجمهورية ضد أبناء صعدة والشتائم المقذعة قبيل سفره إلى روسيا في رحلة البحث عن أسلحة، إضافةً إلى عدم تنفيذ اللواء/ عبد العزيز الذهب لما وعد به أثناء اجتماعه بالسيد / عبدالملك بدر الدين الحوثي، وتحريك بعض المليشيات المسلحة التي كانت السلطة قد بدأت بتشكيلها بعد الحرب الخامسة في عدة مناطق تم يوم أمس الأربعاء عقد اجتماع موسع ضم قيادات أمنية وعسكرية وشخصيات أخرى في مقر الأمن القومي بصنعاء, نوقشت في الاجتماع عدة قضايا أهمها:
مدى الاستعداد والجهوزية لإعلان الحرب السادسة على صعدة, وقد خرج المجتمعون بالاتفاق على إعلان الحرب وخوض معركة سادسة في وقتها الأقرب.
ما أحب أن أنبه عليه : أن السلطة ستكون بإعلانها الحرب قد أكدت على مصداقية ما كنا نصرح به خلال الفترات الماضية من: أنها لا تريد حلاً، ولم يسبق لها أن سعت له، ومما يؤكد ذلك رفضها اتفاق الدوحة , وأن ما تقوم به من حركات بهدف الالتفاف على ما نصت عليه الاتفاقيات ومماطلتها المستمرة في تنفيذ التزاماتها ـ سواء عبر تغيير اللجان أو تحديد مهامها – فإن ذلك ليس إلا محاولة منها للاستفادة من الوقت.
وبناءً على هذا فإننا نناشد كل أبناء الوطن الغيورين على وطنهم من مدنيين وعسكريين وكل الشرفاء من خارج الوطن أن يقفوا من هذه السلطة موقف الصادق والناصح، إذ أن السكوت على مثل هذه المنكرات والممارسات العدوانية ـ التي تمارسها بحق الناس وسعيها لتدمير شعب بكامله من خلال ضرب بعضه بالبعض الآخرـ لا يجوز بأي حال من الأحوال، كما أنه لا يصح وصايتها على وطن تبقيه في الأخير بلا مواطنين.

صالح أحمد هبرة
9/ ربيع الأول / 1430هـ


بيان عاجل

الأمة نت: خاص
تعرب المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية عن قلقها البالغ على مصير طه حسن علي السهيلي الذي تم إخفائه قسرياً من زنازين السجن المركزي بصنعاء قبل شهر ونصف ومنذ ذلك الوقت لا تعلم أسرته عنه شيء ولا عن مكانه ولا كيف حالته الصحية وتعيش الأسرة حالة نفسية سيئة وقلق دائما على ولدهم .
وطه السهيلي كان قد أمضى أكثر من أربع سنوات في السجون دون توجيه إليه اتهام أو إحالته للقضاء وظل مدة أربع سنوات في السجن احترازياً ورغم توجيهات رئيس الجمهورية القاضية بإطلاق سراحه بشكل عاجل إلا ان إدارة السجن المركزي أعلنت أنه لم يعد السهيلي لديها محتجز.
والمنظمة وهي تعرب عن قلقها الشديد لهذه الحادثة المأساوية الخطيرة تحمل وزارة الداخلية وإدارة السجن المركزي بصنعاء مسؤولية إخفائه قسرياً وعدم إطلاق سراحه وكل ما يترتب عليها من مخالفات دستورية وقانونية والاتفاقيات الخاصة بحقوق الإنسان وتطالب جميع المنظمات المعنية بتحرك العاجل معها بصورة عاجلة للكشف عن مصيره وإحالة المتسببين إلى القضاء.

صادر بتاريخ 5/3/2009م

المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية
اليمن – صنعاء
شارع القيادة- أمام مكتبة المكتبة

مؤتمر طهران لنصرة فلسطين يعقد جلسته الختامية ويؤكد دعمه للشعب الفلسطيني

الأمة نت متابعات
تعقد الليلة الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي الرابع لدعم الشعب الفلسطيني في طهران، على ان يعلن رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني البيان الختامي لاحقا.
وفي اعمال اليوم الثاني للمؤتمر طالب رئيس السلطة القضائية الايرانية محمود هاشمي شاهرودي باتخاذ اجراءات لمحاكمة قادة كيان الاحتلال على جرائمهم في غزة لدى المحاكم الدولية والهيئات المتمتعة بصلاحيات قضائية.
واكد شاهرودي ان قائد الثورة الاسلامية في ايران اية الله السيد علي خامنئي وضع خارطة طريق لحل القضية الفلسطينية عبر اجراء استفتاء عام.
واستعرض رئيس السلطة القضائية في ايران مواقف مؤسس الثورة الامام الخميني الراحل (قدس سره) حيال فلسطين والصهيونية، مشيرا الى انه كان يفصل بين اتباع الديانة اليهودية والحركة الصهيونية.
من جانبه، اعلن المدعي العام لطهران سعيد مرتضوي ان الشرطة الدولية (الانتربول) ستصدر مذكرات توقيف بحق 30 من مجرمي الحرب في الكيان الاسرائيلي.
وقال مرتضوي للمراسلين على هامش المؤتمر: ان الادعاء العام بطهران اصدر بيانا اعلن فيه انه تم تشكيل ملف جزائي في ايران حول الجرائم والمجازر التي ارتكبت في غزة.
واضاف: ان الجهاز القضائي للجمهورية الاسلامية الايرانية واستنادا الى المادتين 146 و147 من ميثاق جنيف واستنادا كذلك الى المادة 8 من قانون العقوبات الاسلامية مخول بالبت بجرائم الحرب.
وتابع: مع هذا التخويل فان الفصائل الفلسطنية والسفير الفلسطيني بطهران قدموا شكوى وان اكثر من 5700 شخص من الجماعات والمنظمات غير الحكومية من بينها منظمة الدفاع عن ضحايا العنف وعدد من الاطباء والمنظمات المختلفة قدموا ايضا شكاوى بهذا الخصوص.
واضاف المدعي العام لطهران: ان اكثر من 100 من مجرمي الحرب تتم ملاحقتهم قانونيا، وان الادعاء العام بطهران اكمل الملفات الجزائية لـ 15 من هؤلاء المجرمين في المرحلة الاولى، وسيتم طلب مذكرات توقيف بحقهم وابلاغ الانتربول بذلك.
واشار مرتضوي الى تم يوم امس الاربعاء انجاز التحقيقات بشان 15 اخرين من مجرمي الحرب الصهاينة وتم تسليمها الى الانتربول لغرض اصدار مذكرات توقيف بحقهم.
الى ذلك، اكد الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، احمد جبريل استمرار المقاومة الفلسطينية، داعيا كل الفصائل للوحدة.
وقال جبريل: ان ما حدث في لبنان ترك بصمات واضحة على مسيرة المقاومة الفلسطينية في الداخل.
اما رئيس المجلس الوطني السوداني احمد الطاهر فقد اكد تمسك الخرطوم بموقفها المناصر للفلسطينيين رغم كل الضغوط.

لإخوان المسلمون» والإدارة الأاميركية الجديدة ... هل من جديد؟

عصام العريان الحياة - 01/03/09//
إدارة أميركية جديدة ترفع شعار «التغيير» في الداخل الأميركي وفي العلاقات الدولية, فهل تحمل هذه الإدارة جديداً بالنسبة إلى العلاقة الملتبسة بين الإدارات الأميركية وبين «الإخوان لمسلمين» كبرى الحركات الاسلامية ورائدة تيار الوسطية والاعتدال في الفكرة الإسلامية والداعية إلى التجديد والاجتهاد في الفقه الإسلامي؟
العلاقات بين «الإخوان» وأميركا مرت بمراحل متعددة، فلا يمكن لدولة ورثت الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية أن تتجاهل حركة متجذرة ومتشعبة وممتدة جغرافياً كالإخوان المسلمين.
ولا يمكن للإخوان أن يتجاهلوا الاهتمام بسلوك وسياسات واستراتيجيات الدولة العظمى الوحيدة في العالم وأن يدرسوا تأثير تلك السياسات على حقل الدعوة الإسلامية في البلاد العربية والإسلامية, بل في أنحاء العالم كافة وكذلك تأثيرها البالغ على الحكومات الوطنية في بلادنا وعلاقة تلك الحكومات بالحركة الإسلامية الأكبر, فضلاً عن تبني الإدارة الأميركية منذ عهد جيمي كارتر ربط علاقاتها الخارجية بقضايا مثل «حقوق الإنسان» و «الديموقراطية»، و»الحريات الدينية» و «حماية الأقليات»، وكلها ملفات لها احتكاك مباشر بأجندة عمل «الإخوان».
كان أبرز محطات تلك العلاقة في الثلاثين سنة الأخيرة هو ملف الرهائن الأميركيين في طهران في نهاية عهد كارتر الذي أوفد مبعوثاً إلى مرشد «الإخوان « آنذاك عمر التلمساني ليتدخل لدى القيادة الثورية الإيرانية للإفراج عن الرهائن.
وقتها استأذن التلمساني الرئيس السادات في استقبال المبعوث الرسمي, وقبل السادات ذلك لأن علاقة مصر الرسمية انقطعت مع الثورة الإيرانية بسبب استقبال الشاه المطرود من بلاده والمرفوض من قبل الأميركيين والأوروبيين ولم يجد له ملجأ إلا في مصر، وزاد الطين بلّة أن السادات أعدّ له استقبالاً رسمياً وشعبياً وتلقاه بحفاوة شديدة أدّت إلى توتير العلاقة مع إيران حتى الآن.
كانت للإخوان علاقة قديمة مع قيادات المعارضة الإيرانية واستقبلوا زعيم «فدائيان إسلام» النائب نواب صفوي في القاهرة مع بداية الخمسينات، كما كان للإمام حسن البنا دور بارز في تشجيع «دار التقريب بين المذاهب» في القاهرة والتي أشرف عليها العلامة الإيراني تقي الدين القمي وكان له رأي واضح في تجاوز ما حدث بين الصحابة من خلاف في الرأي واعتماد المذاهب الإسلامية كافة كمرجعية للمقلدين مع الحض على الاجتهاد وتعرّف أدلة الآراء من الأئمة لمن له نظر وفقه.
وعندما هبت الثورة الإيرانية كان للإخوان ترحيب واضح بها لأنها أطاحت بأكبر عرش طاغوتي في المنطقة بسبب علاقات شاه إيران القوية جداً مع العدو الصهيوني وقربه الشديد من الغرب وسيره الحثيث في العداء للإسلام والتقاليد تحت دعوى التحديث أو التغريب وعدائه للقادة الإسلاميين، وقد بنى «الإخوان» في أوروبا واميركا علاقات بسيطة مع المبعوثين للدراسة الجامعية والذين كانوا ملتفين حول الإمام الخميني ومنهم من تولى موقعاً مهماً بعد ذلك مثل إبراهيم يزدي، لذلك ظن الجميع ان رجلاً بقدر التلمساني وحركة بحجم «الإخوان» قادرة على حل أزمة مستعصية كأزمة الرهائن.
المفاجأة جاءت من طهران التي رفضت استقبال التلمساني إذا حضر لهذا الغرض ، كما رفض الخميني بعد سنوات أيضاً وساطة عرضها التلمساني و»الإخوان» لإنهاء الحرب المجنونة بين العراق وإيران.
قدّر الأميركيون بلا شك جهود «الإخوان «ورغبتهم واستعدادهم للتدخل لحل أزمة إنسانية كأزمة الرهائن من منطلق إنساني وشرعي وليس من منطلق سياسي.
وظل الديبلوماسيون الأميركيون في السفارة في القاهرة يترددون على مقر «الإخوان «لاستطلاع رأيهم في التحولات السياسية في مصر والمنطقة والأحوال العامة في مصر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وكان لولوج «الإخوان» غمار المشاركة السياسية البرلمانية أثر كبير في مزيد من اللقاءات خصوصاً بعد الفوز الكبير في انتخابات 1987، وكان لي نصيب كبير من هذه اللقاءات حتى تمت دعوتي من جانب فرانسيس ريتشاردوني السكرتير آنذاك، السفير لدى مصر بعد ذلك لزيارة خاصة تمتد شهراً في إطار برنامج تعدّه وتنظمه وزارة الخارجية الأميركية، وغضب جداً عندما اعتذرت لأسباب خاصة برلمانية ودراسية وشخصية، وإذا به يتهم المستشار المأمون الهضيبي بالضغط عليّ للاعتذار وذهب إليه فعلاً ليعاتبه على ذلك، وأكدّ له الهضيبي رحمه الله أن القرار قراري وليس له دخل فيه إلا بالنصيحة فقط وسافر وقتها الزميل النائب عن «حزب العمل» مجدي حسين مع آخرين.
مع المحاكمات العسكرية للإخوان المسلمين خفت صوت الإدارة الأميركية الديموقراطية بقيادة الرئيس بيل كلينتون ولم تحتج أو نسمع لها صوتاً عالياً مثلما حدث ويحدث مع قضايا أخرى مماثلة واستمرت المحاكمات العسكرية حتى يومنا هذا من دون إدانة واضحة وصريحة أو تدخلات لمنع هذه الانتهاكات لحقوق المواطنين على الأقل اتساقاً مع أجندة الإدارات الأميركية المتعاقبة إلا إذا كان الإسلاميون استثناءً من تلك الأجندة لسبب أو لآخر.
مع قدوم إدارة الرئيس جورج بوش كانت كارثة 11 أيلول (سبتمبر) الرهيبة والتي ما زالت آثارها تتداعى حتى يومنا هذا، وأدان «الإخوان» تلك الحادثة في صباح اليوم التالي في موقف يتسق تماماً مع منهجهم ومع شريعة الإسلام ومع ما سبق من اعتراضات ضخمة للإخوان على السياسات الأميركية خصوصاً منذ الحملة على العراق لتحرير الكويت، ومع ذلك كان بيان الإدانة مقتصراً على رفض هذا النهج العنيف من دون إشارة إلى سياسات أميركية، وعلى رغم ذلك تباعدت المواقف جداً بين «الإخوان «وبين إدارتي بوش الابن الذي جنح بأميركا إلى سياسات عدوانية همجية تنتهك المبادئ الأساسية للدستور الأميركي وتحتقر القانون الدولي العادي والإنساني كما قالت أخيراً «لجنة الحقوقيين الدوليين» وتضع المسلمين داخل أميركا تحت المراقبة والملاحقة الأمنية، كما تصنف الإسلام كعقيدة تحث على الإرهاب وتعامل المسلمين جميعاً على أنهم إرهابيين. وعبّر بوش عن ذلك في لفظة صدرت منه بتلقائية على رغم الاعتذار عنها بعد ذلك: «أنها حرب صليبية». ولم ينفع بوش كل محاولاته لإلغاء الأثر النفسي السيئ الذي أحدثته تلك التصريحات لأن سياسات إدارته كانت تكرّس تلك السياسات ضد العالم الإسلامي ولا تحترم مصالح المسلمين ولا تحترم الدين الإسلامى.
أصبحت الملفات التي تشكل عقبة في طريق أي حوار جاد أو علاقة طبيعية بين أميركا وبين العالم الإسلامي متعددة وعصيّة على الحل، وبالتالي كان موقف «الإخوان «متسقاً مع الصالح العام للأمة الإسلامية.
كانت هناك ملفات قديمة في مقدمها:
1 - دعم أميركا المستمر للنظم الديكتاتورية التي لا تطبق الديموقراطية ولا تسمح بالحريات العامة وتحتكر السلطة تماماً وتنتهك حقوق الإنسان بالتعذيب والاعتقال والمحاكمات العسكرية والاستثنائية ومطاردة المعارضين.
2- الرعاية الدائمة والتحالف الاستراتيجي مع العدو الصهيوني منذ نشأته وتصاعد تلك العلاقة إلى حدود غير مسبوقة في عهد بوش الذي أعلن بوضوح دعمه لـ «يهودية الدولة الصهيونية» وموافقته على التحفظات الـ (14) لشارون على المبادرة العربية ما أفقدها أي جدوى.
أضيف إلى تلك الملفات ملفات أخرى مثل:
3- «الحرب على الإرهاب» التي تحولت إلى حرب على الإسلام ومطاردة لكل الحركات المقاومة من أجل التحرر الوطني بل والى إضعاف لكل الحركات الإسلامية خصوصاً في البلاد التي تحيط بالكيان الصهيوني في مصر والأردن ولبنان.
4- «غزو أفغانستان» واحتلاله وتوريط الاتحاد الأوروبي في احتلال دولي أدّى إلى تدمير البلاد وتشريد العباد وقتل مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء وتسليط حكومة فاسدة على رقاب الشعب الأفغاني.
5- «غزو واحتلال العراق» في خطوة لا تخدم إلا العدو الصهيوني وتفكيك الدولة العراقية والعمل على تقسيمها وإثارة النزعات الطائفية والفتن المذهبية. وعلى رغم الوضوح التام للكذب المتعمد للإدارة الأميركية وتسويق الأوهام التي بررت بها الحرب إلا أنها لم تعترف حتى يومنا هذا بخطئها التاريخي، وكلّف ذلك العراق والمنطقة كلها كلفة عالية جداً من ملايين الضحايا وإهدار للثروات والتدخلات الأقليمية التي دمّرت النظام العربي وأضعفته.
بسبب تلك الملفات الجديدة أعلن ريتشاردوني السفير السابق في القاهرة أن «الإخوان المسلمين» لم يعودوا يرحبون بزيارة الديبلوماسيين الأميركيين في سفارتهم في مصر ولم يذهبوا إلى حفلات الاستقبال في المناسبات المختلفة وقرروا من جانب واحد تقليل تلك المقابلات أو الزيارات إلى حدود دنيا جداً وفى إطار لقاءات مشتركة للبرلمانيين إذا دعت الظروف إلى ذلك. وعندما رتب سعد الدين إبراهيم لقاء في النادي السويسري بيني ومعي بعض الإسلاميين وبين الديبلوماسيين الغربيين الشباب لم يدع أحداً من السفارة الأميركية وضم اللقاء مندوبين من سفارات بريطانيا وكندا وسويسرا ومع ذلك أثار اللقاء وقتها ضجة كبيرة. وكان الحوار الذي أجرته جريدة «المصري اليوم» مع السفير الأميركي السابق في القاهرة فرانسيس ريتشاردوني في عددها (1689) بتاريخ 27/1/2009 كاشفاً حقائق عدة هي:
- إن اللقاءات التي تمت كانت في إطار سياسة عامة تتبعها الخارجية الأميركية وهي: «نحن نلتقي ممثلي المعارضة في كل برلمانات العالم وأعضاء الأحزاب المعارضة وحتى عندما لا يكونون أعضاء في البرلمان».
- إنه كان شخصياً يقوم بزيارة مكتب «الإخوان» ويلتقي بي وبالمستشار الهضيبي بحكم عضوية كل منا في البرلمان من 87 - 1990.
- إنه لم يتصل بنا عندما صار سفيراً وأضيف هنا أنه أرسل إليّ سلاماً عبر مراسل مجلة «تايم» فضحكت وقلت له : لديه هاتف يستطيع أن يستعمله، ولكنه لم يقم بذلك تحت الضغط الحكومي المصري.
- أعلن ان «الإخوان» هم الذين أوقفوا الاتصالات بطريقة مهذبة بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) وليس الأميركيون، واكدّ ذلك غير مرة عند تدقيق الصحافية التي أجرت الحوار معه والتي استغربت ذلك، وقال أخيراً «كنا دائماً نأخذ المبادرة بعد 11 أيلول (سبتمبر) وسألنا مرة أومرتين وأوضحوا لنا أنه غير ملائم فتوقفنا عن الطلب (أي طلب الزيارة) «.
اليوم ومع قدوم إدارة جديدة بقيادة باراك حسين أوباما وحديثه في خطاب التنصيب أمام الآلاف المحتشدين أنه يريد بناء علاقة جديدة مع العالم الإسلامي تقوم على الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، وإعلانه جديته في تنفيذ بعض الوعود مثل سحب القوات الأميركية من العراق وإرساله مبعوثاً خاصاً إلى الشرق الأوسط (للملف الفلسطيني) تاريخه معقول وانحيازه إلى الطرف الصهيوني غير معلن، وعلى رغم إعلانه التركيز على «أفغانستان» وزيادة عدد القوات هناك، وأهم من ذلك كله تصريحه بأن عهد الهيمنة المنفردة الأميركية قد ولّى، وأن المشاركة مع بقية العالم هي فريضة الوقت وبزوغ دور جديد لأوروبا وتطلع روسيا إلى دور في المنطقة، وكذلك زيادة حجم الدور الصيني في أفريقيا والعالم، وتحت وطأة الأزمة الاقتصادية.
اليوم ومع كل تلك التطورات هل هناك من جديد في العلاقات الأميركية - الإخوانية؟ لقد اعتاد «الإخوان «المسلمون توجيه رسالة مفتوحة إلى الرؤساء الأميركيين المتعاقبين منذ رونالد ريغان وبوش الأب وكلينتون وفى الدورة الأولى لبوش الإبن قبل التطورات الدرامية التي أعقبت توليه بسنة، وعندما تناقشنا في استعادة ذلك التقليد اختلفت الآراء، وكان التوجيه العام هو إصدار رسالة مفتوحة إلى أوباما إلا أن ذلك لم يتم حتى الآن، لعله انتظار للأفعال على الأرض والتي تتطور في شكل سريع، ولعل ذلك في صالح أوباما الذي نتمنى ألا يطارده انتسابه إلى أب مسلم كيني فيحد من قدرته على بناء علاقة جيدة مع العالم الإسلامي الذي نشأ طفلاً في ربوع أكبر بلاده «أندونيسيا».
* قيادي في جماعة «الإخوان المسلمين»



أعظم مناسبة

وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِمُحَمَّد نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ دُونَ الاُمَمِ الْمَـاضِيَةِ وَالْقُـرُونِ السَّالِفَةِ بِقُدْرَتِهِ الَّتِي لاَ تَعْجِزُ عَنْ شَيْء وَ إنْ عَظُمَ، وَ لا يَفُوتُهَا شَيءٌ وَإنْ لَطُفَ، فَخَتَمَ بِنَا عَلَى جَمِيع مَنْ ذَرَأَ وَ جَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَى مَنْ جَحَدَ وَكَثَّرَنا بِمَنِّهِ عَلَى مَنْ قَلَّ.

اللّهمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد أَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ، وَنَجِيبِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَفِيِّكَ مِنْ عِبَادِكَ، إمَامِ الرَّحْمَةِ وَقَائِدِ

الْخَيْرِ وَ مِفْتَاحِ الْبَرَكَةِ، كَمَا نَصَبَ لأمْرِكَ نَفْسَهُ، وَ عَرَّضَ فِيْكَ لِلْمَكْرُوهِ بَدَنَهُ، وَكَاشَفَ فِي الدُّعَآءِ إلَيْكَ

حَامَّتَهُ وَ حَارَبَ فِي رِضَاكَ أسْرَتَهُ وَقَطَعَ فِىْ إحْياءِ دِينِـكَ رَحِمَهُ وأقصى الأدنين عَلَى جُحُـودِهِمْ، وَقَرَّبَ

الأقصين عَلَى اسْتِجَابَتِهِمْ لَكَ وَ والَى فِيكَ الأبعدين، وَ عَادى فِيكَ الأقربين، وَأدْأبَ نَفْسَهُ فِي تَبْلِيغِ رِسَالَتِكَ

وَأَتْعَبَهَا بِالدُّعآءِ إلَى مِلَّتِكَ وَ شَغَلَهَا بِالنُّصْحِ لأهْلِ دَعْوَتِكَ، وَهَاجَرَ إلَى بِلاَدِ الْغُرْبَةِ وَمحَلِّ النَّأيِ عَنْ

مَوْطِنِ رَحْلِهِ، وَمَوْضِـعِ رِجْلِهِ وَمَسْقَطِ رَأسِهِ وَمَأنَسِ نَفْسِهِ إرَادَةً مِنْهُ لإعزاز دِيْنِكَ، واسْتِنْصَاراً عَلَى أَهْلِ

الْكُفْرِ بِكَ، حَتّى اسْتَتَبَّ لَهُ مَا حَاوَلَ فِي أَعْدَائِكَ، وَاسْتَتَمَّ لَهُ مَا دَبَّرَ فِي أوْلِيآئِكَ، فَنَهَدَ إلَيْهِمْ مُسْتَفْتِحاً بِعَوْنِكَ

وَمُتَقَوِّياً عَلَى ضَعْفِهِ بِنَصْرِكَ، فَغَزَاهُمْ فِي عُقْرِ دِيَارِهِمْ وَهَجَمَ عَلَيْهِمْ فِي بُحْبُوحَةِ قَرَارِهِمْ حَتّى ظَهَر أَمْرُكَ،

وَعَلَتْ كَلِمَتُكَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ.

اللَهُمَّ فَارْفَعْهُ بِمَا كَدَحَ فِيكَ إلَى الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا مِنْ جَنَّتِكَ، حَتَّى لاَ يُسَاوَى فِي مَنْزِلَة وَلا يُكَاْفَأَ فِي مَرْتَبَة وَلاَ

يُوَازِيَهُ لَدَيْكَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نبيٌّ مُرْسَلٌ، وَعَرِّفْهُ فِي أهْلِهِ الطّاهِرِينَ وَاُمَّتِهِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حُسْنِ الشَّفَاعَةِ

أجَلَّ مَا وَعَدْتَهُ يَا نَافِذَ الْعِدَةِ يَا وَافي الْقَوْلِ يَا مُبَدِّلَ السّيِّئات بِأضْعَافِهَا مِنَ الْحَسَنَاتِ إنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ

الْجَوَادُ اَلْكَرِيمُ)).


من دعاء الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام