الجمعة، 17 أبريل 2009

الحرب بالوكالة مأساة خمسة حروب عبثية "الوسط" تشق طريقها إلى صعدة (

الأمة نت / محمد غالب غزوان
خمسة حروب تكبدتها صعدة وحرب سادسة تلوح في الأفق وما زال الناس يتساءلون في هذا الوطن المنكوب لماذا الحرب في صعدة؟ .. خمسة حروب مرت دمرت فيها المساكن والمنشآت
وتحول أبناء صعدة إلى شتات مشردين في محافظات مجاورة وفي المخيمات وسفكت الدماء وتمزقت الأجساد من جراء المعارك الطاحنة.. قتل فيها الأبرياء وأرهق الجيش واستنفرت القبائل.. أصحاب الأفكار المتطرفة يجاهدون باسم الله ويقتلون في صعدة باسمه.. الإمكانيات تبدد والمليارات تصرف واليمن تضطرب فالقاتل والمقتول يمني والخراب والدمار في الأرض اليمنية فمن الرابح ونيابة عن من نحارب؟ هذا الأسبوع نحن في مدينة صعدة.. الأرض التي تشبعت بالدماء جراء خمسة حروب وما زالت طبول الحرب تدق وتبشر بحرب سادسة.. فإلى مأساتكم جميعا صعدة اليمن.
عندما وصلنا أرض صعدة أخذنا نبحث بإخلاص مبررات نبرر فيها حرب السلطة في صعدة من منطلق أن أي سلطة لا يمكن أن تعمل ضد نفسها أو تعكس فوهة البندقية إلى صدرها من خلال تكريس الفشل في علاقتها مع شعبها، وليس من المعقول أن تقاتل السلطة أبناء صعدة بسبب شعار رددته بعض المجاميع.. وليس من المعقول أيضا أن يقاتل ويستبسل الحوثيون من أجل ترديد الشعار السبب الذي انطلقت جراءه أول شرارة إطلاق نار شكلت إعلاناً للحرب التي جرت حروباً.

صعدة حاكمة عسير

في 15 ديسمبر عام 1931م تنازل الإمام عبدالعزيز عبدالرحمن الفيصل آل سعود رسميا بجبال العرو في عسير باعتباره ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها حسب ما كان يعرف به في ذلك الزمن وبحكم أن دولة الأدارسة التي كانت تطالب بالحكم الذاتي من الإمام يحيى ملك اليمن قد أصبحت تحت حمايته ومقابل خروج جيش الإمام من نجران التي اكتسحها تم التنازل عن جبال العرو التي تمتد في مساحة واسعة من عسير تصل إلى أبها شرقا وإلى بني مالك غربا في معاهدة رسمية سميت بمعاهدة (العرو) وكانت تتبع لواء صعدة التي قاتل رجالها قتالا عنيفا وتمسكوا بروابطهم وبجبال العرو خوفا من زحف الفكر الحنبلي المتشدد الذي ينبثق منه الفكر السلفي الذي يكفرهم "كزيود" وحين نكث الملك عبدالعزيز بمعاهدته للأدارسة بعد عام واحد فقط أعلن فيها قيام المملكة العربية السعودية تم توقيع اتفاقية الطائف مع الإمام يحيى وأجبره أبناء صعدة على الانسحاب من جبال العرو ولكن بقيت صعدة تشكل مرجعية دينية وعمقاً فكرياً للشيعة الجعفرية والزيدية التي أصبحت تحت حكم السعودية وأصبحت تشكل عائقا أمام الفكر السلفي الذي حاول التسلل إلى المنطقة فأصيب بالنكسة وخيبة الأمل ليس في صعدة فقط بل حتى خارج حدودها لدى قبائل محسوبة في نسبها إليها وتقع جغرافيا تحت قبضة الفكر السلفي والمملكة السعودية.. نكتفي بهذه النبذة لأننا إذا خضنا سنكشف ما يثير الحنق لدى السلطة والأشقاء الرحماء.
ضحيان المباركة

ضحيان أهم مديريات صعدة وتبعد عن عاصمة المدينة ثلاثين كيلو متر تقريبا.. تقع في غرب المدينة وشمال الأراضي اليمنية تماما وتعتبر المدينة الروحية لدى أبناء الفكر الزيدي ليس في اليمن فقط بل أيضا في نجران وأبها ومحايل والظهران.
ضحيان يسكنها في الأصل "هاشميون" وتوسع سكانها من فئات أخرى نتيجة الزحف العمراني من فترة قريبة ويشكل شيوخها وشبابها بنسبة 98% من العلماء الزيود وتمثل ضحيان رأس هرم الزيدية من تركيبتها الاجتماعية والفكرية وهي تقدم الكثافة الأولى في التمسك بالمذهب الزيدي والذي لم يستطع الفكر السلفي أن يتعايش معه، ويلجأ إلى ضحيان الكثير من أبناء اليمن أصحاب الفكر الزيدي من داخل اليمن ومن خارج الحدود المزعومة من أجل أخذ الفتوى والعلم وتتمتع المدينة بكثرة المساجد والكتب والمراجع الدينية القديمةوقد استهدفت في الحرب الرابعة والخامسة ودمرت كثيراً من مساجدها وأحرقت الكثير من الكتب التي كانت في مكاتب المساجد ورغم القصف بالصواريخ والطائرات لم تتمكن قوات الجيش من اقتحامها عسكريا وعند توقف الحرب الرابعة عن طريق الوساطة القطرية تم السماح للقوات العسكرية أن تتمركز في المواقع التي كان يتمركز فيها الشباب المؤمن التابع للحوثيين وتم شق طرق إلى تلك المواقع وبناء ترسانات عسكرية وتحصينات ولكن عند اندلاع الحرب الخامسة تم استعادة هذه المواقع من قبل الحوثيين بسهولة مما جعل الأمر مثيرا للاستغراب لأنه لا يعقل.. وضحيان يعتبرها الكثير مباركة بحكم كثرة المساجد والعلماء الأمر الذي جعلها متميزة حتى في تقديم العون من زاد وماء لمن يتم ترحيلهم من السعودية حفاة عراة جياعاً.
صعدة جغرافيا

يحد صعدة من جهة الشرق الجوف أما من الغرب فجنوبها الغربي فتطل على إمارة جيزان في مناطق العارضة والخوبة فجبال الحصامة والمشنقة اليمانيتان تطل فوق الإمارة عاليا وقد تم شق طريق فوق ظهر جبل المشنق يتبع السعودية رغم أن جدر الجبل يتبع اليمن حسب التقسيم الحدودي الأخير ويحدها من الجنوب الغربي مدينة حرض والبحر الأحمر وجزر بكلان التابعة لمحافظة حجة أما من جهة الشمال إمارة الظهران السعودية ويمتد بعض من شمالها ما يواجه إمارة أبها التي تعادلها في الارتفاع الجبلي ثم يمتد شمالها وجزء من شمالها الشرقي ليحادد نجران والتي توجد فيها مجموعة من الجعفرية الاثنا عشرية، لها مسجد خاص وتميل إلى صعدة من الجانب الاجتماعي بحكم التوافق اليسير بين المذهبين الزيدي والاثنا عشري أما من جهة الجنوب فقبائل حرف سفيان وعمران وحاشد ثم صنعاء. وتعتبر صعدة أرضاً زراعية بشكل عام في المرتفعات الجبلية وتشتهر بجودة الرمان الذي ينبت فيها بشكل سريع وتكون ثماره ذات حبات كبيرة وهي ايضا تزرع البن والشعير أما المناطق الصحراوية فقد أكدت عدد من المصادر أن الأراضي المقابلة لها والتي تقع تحت القبضة السعودية في الحدود غنية بالغاز غير المصاحب وتم استخراج الغاز فيها مما يعني أن استمرار الحرب في صعدة يعد تعطيلا لاستثمار أراضيها الغازية واستخراج الثروة من باطنها والتي ستحسن وضع أبنائها مما يصعب على الجار أن يقنع جاره بفكره مقابل رنين الدراهم.

حرب خمسة
إن الأمر لا يحتاج إلى شرح، فالخاصة والعامة قد علمت بهذه الحروب الخمسة حيث اندلعت الحرب الأولى فجأة بدون مقدمات في جبال مران قالت حينها السلطة أن هذه الحرب من أجل الحفاظ على الثروة والدفاع عنها، لأن الحوثيين يدعون إلى إعادة الإمامة والملكية وبحكم أن المنطقة مجاورة للحدود السعودية ظن أغلبية أبناء الشعب أن أهل مران الحوثيين مدعومون من السعودية لأن السعودية من اشتهرت عبر وثائق تاريخ الثورة اليمنية بدعم الإمامة ومونت حصار السبعين يوما على صنعاء وفرضت الجناح الملكي كي يكون شريكاً في الحكم الجمهوري وأيضا دعمت حرب الانفصال وتصرف رواتب للمشائخ حتى الآن من أجل أن تحافظ على ولائهم لها، فلهذه الأسباب ظن عامة الشعب هذا الظن ولكن بعض الظن إثم. واندلعت بعدها حرب ثانية ثم ثالثة وبدأت الأمور تتكشف وطور الحوثيون أنفسهم من خلال بناء وسائل إعلامية تبث التصريحات وتوضح موقفهم وكانت الحروب الثلاثة قد دمرت وأهلكت الحرث والنسل وبدون غطاء دستوري وموافقة مجلس النواب ثم جاءت الحرب الرابعة بسبب يهود آل سالم وكانت حرباً بموافقة مجلس النواب ولكن كانت قصة يهود آل سالم مفتعلة في تفكير الناس لأن اليهود يتعايشون مع الزيود من زمن بعيد ولم يظهر أي تعصب ديني زيدي نحوهم، عكس ما حصل من تعصب سلفي في منطقة ريدة مؤخرا أدى إلى مقتل اليهودي ماشا وتهجير باقي اليهود ولم تقم الدولة عليهم الحرب واستهدفت الحرب الرابعة مدينة ضحيان بصفة خاصة تلازمت مع موجة من الاعتقالات للسلالة الهاشمية حتى ظن الكثير أنها التصفية والإبادة لهذه السلالة بدءاً بتصفية كبار رموزها ورؤوس عناصرها من ضحيان التي تجمع بين المرجعية الزيدية المتمثلة في غالبية هاشمية لتحقيق الهدف وهو الفكر الزيدي وتوقفت الحرب مع وساطة قطرية صرحت حينها جهات حوثية أن المخزون الثقافي من كتب المكتبات كان هدفاً رئيسياً خلال الحرب فقد تم نهب الكثير من الكتب في ضحيان ومنطقة "هجرة خلة".
بعدها انفجرت الحرب الخامسة جراء انفجار دراجة نارية في أحد مساجد صعدة قال الإمام السلفي التابع للمسجد والذي يحمل رتبة رائد في التوجيه المعنوي لقوات الفرقة الأولى التابعة لعلي محسن أن الحوثيين هم من قاموا بالتفجير فقد سبق تهديدهم له وأعلنت قيادات المحافظة ممثلة بوزير الداخلية الحالي الذي كان محافظا لصعدة والذي بدأ عهده في قيادة المحافظة بالحرب وخرج منها مع انفجار الحرب الخامسة والذي أكد أن عناصر حوثية وراء عملية الانفجار الذي أودى بحياة أربعة من المصلين ووثقت التصريح وزارة الداخلية الممثلة حينها بالدكتور رشاد العليمي ورغم أنه حتى الآن لم يتم كشف هوية مرتكبي الحادث ولكن الحرب انفجرت وتوسعت حتى وصلت إلى مشارف صنعاء حيث ارتكبت فيها أبشع المذابح وأزهقت ميزانية الدولة وسقط عدد من الكوادر العسكرية صرعى في ميدان المعركة وتم التنصل من الوساطة القطرية التي كانت تعهدت ببناء ما دمر وتعويض الخسائر رأفة بأبو يمن ورغم أن هذه الوساطة أغضبت السعودية التي لم تقدم أي مبادرة أخوية لوقف القتال ولكنها باركت اندلاع الحرب الخامسة بتأييد الحكومة عبر بيان رسمي مما أثار حفيظة المواطن اليمني الذي ترسخ في ذهنه أن كل ما تباركه السعودية يكسر ظهر اليمن.

الوساطة سجن أم اغتيال؟!
إن حرب صعدة قد جرت العديد من الشخصيات والوجاهات إلى السجون والتحييد من المنصب بأسلوب غامض وللتذكير فقط نورد بعض أسماء لشخصيات كان لها موقع في لجان الوساطة وأخرى كان لها دور فأصبحت في خبر كان مثل صالح الوجمان سجن لمدة عام وعبدالله حسين زابن المؤيدي واغتيل حسن ثورة كان من لجنة الوساطة واغتيل صالح هندي عضو مجلس نواب واغتيل ابن صالح الكبسي لأن والده كان عضو وساطة واعتقل عبدالكريم الحوثي ومن أسرة بختان اغتيل واحد واعتقل الثاني وغيرهم كثير وقيل أن الأستاذ عبدالقادر هلال تم تحييده من منصبه بسبب أنه أرسل "بنت الصحن" لعبدالملك الحوثي وكان مكلفاً بحل قضية صعدة فكانت بنت الصحن الوجبة التي عصدت مائدة التفاهم وقيل أيضا أن الدكتور عبدالكريم الإرياني همش بسبب توقيعه على معاهدة قطر وبنود الوساطة القطرية ومعروف عن الدكتور الإرياني أنه مكروه من السعودية وتلك الوساطة أغضبت حكومة السعودية.


"الوسط" تشق طريقها إلى صعدة
في صباح يوم الجمعة شقت صحيفة "الوسط" طريقة إلى صعدة ومجرد أن تمر بك السيارة منطقة حوث التابعة لمحافظة عمران وفي حدود قبائل حاشد وبعد ثلاثة كيلومترات فقط تكون على مشارف منطقة حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران من ناحية التقسيم الإداري وبمجرد أن تدقق النظر على قرى حرف سفيان تصاب بالذهول من جراء التدمير والتهديم الذي أصاب المنطقة جراء الحرب الخامسة.. قرية بيت القعود تم تدميرها وهرب السكان من الأطفال والنساء إلى الكهوف والجروف في الجبال وما زالت القرية مدمرة حتى الآن وأنين الألم ما زال صداه يسمع في أزقة القرية المدمرة.. وتتواصل مشاهد الخراب والدمار في مباني القرى اللاحقة وفي الطرق والجسور.. خراب شامل وهمجية ترفع شعارها بقوة، فقطع الطريق من قبل القبائل باد في أكثر من مكان رغم تواجد النقاط العسكري بكثافة ولكن بدون فائدة وأشهر تلك التقطعات تقطع أصحاب حاشد على شاحنات نقل الديزل والوقود إلى صعدة مما تضطر معه تلك الشاحنات إلى تغيير خطها عن طريق الحديدة، حرض، الملاحيظ، مران صعدة مما سبب ارتفاع أسعار الديزل وتكبيد المزارعين خسائر فادحة جراء السعر المرتفع والبحث عن الديزل الذي أصبح نادر الحصول في صعدة التي تعتبر منطقة زراعية. وخلال طريقنا إلى صعدة لم نشاهد أثراً لسدود وقنوات المياه ومجاري السيول، فالمنطقة مهملة منذ زمن بعيد في هذا الجانب وجاءت الحرب لتقضي على ما تبقى من نفس في مجال الزراعة.
الهدف الرئيسي للصحيفة من خلال زيارتها تلمس أوضاع المحافظة ودور الحكومة في بناء البنية التحتية في مدينة عريقة ومعروفة منذ مئات السنين ومعرفة رأي أبناء المحافظة في تداعيات الحرب التي شكلت كارثة عظيمة على أبناء المحافظة. وصلنا صعدة ومشاهد الدمار والخراب لم تفارق نظرنا وفي وسط العاصمة كانت المناظر المسلحة والأطقم العسكرية المدججة بالسلاح تجوب هنا وتفحط هناك وهي عنوان بارز للمدينة التي تشعرك بالخوف بمجرد أن تطأ قدمك أرضها. ولكن سكانها الطيبين وقبائلها العريقة تجعلك تشعر بالأمان وتقتنع أن تلك الأطقم المفحطة مجرد نخيط حكومي.
حال المدينة
صعدة مدينة كبيرة وواسعة ورغم توفر عدد من الشوارع الجديدة التي لم تكتمل جعل الفائدة منها معدومة وتركز الضغط على الشارع العام في صعدة التي تعيش في فوضى غريبة نتيجة سوء التخطيط واللهف الحكومي لميزانية المحافظة التي تشكل دخلاً كثيراً من خلال الضرائب والجبايات المفروضة على المحلات التجارية العديدة ولكن توظف لصالح الجيوب الخاصة، فالكهرباء كخدمة هامة وضرورية وخاصة في فصل الصيف الذي يكون الجو فيه حارا ولكن الكهرباء لا تعمل إلا ساعات محدودة في اليوم الواحد ولهذا فالمواطير الخاصة تربض في أبواب المحلات وتلوث أجواء الشوارع. والمدينة مليئة بالأوساخ والقمائم والقاذورات والكلاب الضالة وحال المدينة مؤلم ومزر.

المزارعون يلعنون
قال أحد أصحاب المزارع لصحيفة الوسط إنه لم يسدد حتى اليوم مديونيات الديزل التي عليه من قبل ثلاثة سنوات لأن خمسة حروب اندلعت في موسم نضوج الثمر منعته من الجني والبيع وسببت له خسائر فادحة غير العبث الذي يطال المزارع من جراء قذائف الحرب ومجنزرات الدبابات التي داست أشجار الرمان وسحقت أشجار العنب والتعويض لم يصل إليهم. ويتخوف المزارعون الذين يشترون مادة الديزل بسعر يزيد عن أسعار المحافظات الأخرى في الجمهورية من اندلاع الحرب السادسة في موسم نضوج الثمر، فرغم الإهمال الذي يعانون منه من قبل الحكومة التي لم تهتم بهم من خلال توفير الإرشاد الزراعي والسدود وتنظيم تسويق المنتجات الزراعية وتوفير وسائل حفظها تأتي الحرب فتقضي على إمكانياتهم وتنقلهم بالديون، فرغم أنهم أغنياء بخصوبة أرضهم ولكن الدولة أفقرتهم لأنها تهوى الفقر وتعمل من أجل إفقارهم وقالوا إنهم لا يعرفون أسباباً للحرب؟ وأنهم يدعون الله أن يدمر كل من هو وراء هذه الحرب رافعين شعار لا للحرب نعم لسلام محافظتنا صعدة.
نازحو الحرب وصندوق الإعمار

هناك أكثر من 6 مخيمات لنازحي الحرب في صعدة يعيشون وضعاً مأساوياً ولكن الغريب في الأمر أن عدداً من المواطنين المنكوبين والمتضررين من الحرب والذين تدمرت منازلهم لم يأووا إلى تلك المخيمات بسبب أن بعضهم يرفضون الاختلاط واضطروا للعودة إلى منازلهم وقاموا بتلفيقها وترميم بعضها وسكنوا فيها وبعض ممن تدمرت منازلهم تدميرا كليا لجأوا إلى السكن عند أقاربهم وأن أغلبية من هم في تلك المخيمات ليس لهم علاقة بالتدمير الذي طال المنطقة من جراء الحرب وأن القليل منهم فقط من هم متضررون. وقالت مصادر حوثية إن أغلبية من في المخيمات ليس لها علاقة بهم وأن المنكوبين منهم يعيشون لاجئين لدى أقاربهم باستثناء مجموعة من جمعة بن فاضل ومناطق مجاورة لها. ومن أجل التمحيص والتأكد قامت صحيفة "الوسط" بالبحث عن متضرري الحرب والتقت بالمواطن علي عامر كريش من منطقة الأخماس آل درية الذي أخذنا إلى منزله الذي يقع تحت جبل وتعرض لتدمير جراء قصف الطيران الحربي ولم يحصل على أي تعويض كذلك تعرضت مزرعته للضرر والعبث. أما المواطن هجوان محمد صالح من منطقة الطلح والذي تهدم منزله في الحرب الرابعة فقد نقل أسرته إلى منطقة آل ذرية حيث مضارب أخواله ولم يحصل على أي تعويض حتى الآن أما حسن قاسم العندري من منطقة ضحيان فلم يغادر مكان منزله ويسكن خارج منزله المهدم وأكد أغلبهم أن المساعدات المقدمة من الهلال الأحمر يتم العبث بها وتشق طريقا غير الطريق الصحيح لها وقالت مصادر متعددة أن المناطق التي تضررت بشكل كبير هي مران التي دارت فيها خمسة حروب وبني معاذ وضحيان التي شهدت ثلاثة حروب والرزامات وآل الصيفي كل هذه المناطق كانت مسرحا للعمليات العسكرية ولم يتم فيها تعويض أحد حتى الآن وأن أغلبية إمكانيات التعويض تسير إلى منطقة الطلح ومحضة وقطابر المناطق التي منها ينحدر أصل المحافظ فارس مناع وأيضا مناطق رازح وآل عمار لمن كان منهم مؤيداً لقوات الحكومة أما الآخرون فلم يصلهم شيء. وقامت صحيفة "الوسط" بزيارة مواقع الإعمار فلم تجد غير لوحات مكتوب عليها (صندوق الإعمار) ولكن وسط صحارى عارية تماما ولا حياة فيها فلمن تنادي.

محافظة ومتهبشون

عند وصولنا إلى مبنى المحافظة في صباح يوم السبت وجدنا ورقة مثبتة مكتوب عليها السبت والأحد والاثنين لقاء المحافظ بالمواطنين ولكن لم يكن المحافظ متواجداً في المحافظة وقد اعتدنا غياب المحافظين في المحافظات النائية وأكد لنا عدد من المواطنين المتواجدين في مبنى المحافظة أن تلك الورقة المثبتة ليس لها علاقة بالحقيقة وكانت مفاجأتي أكبر حين لم نجد داخل المحافظة أحداً من مدراء العموم وقال لي حراس البوابة إن المسئولين لا يتواجدون إلا بعد الساعة العاشرة وكانت هناك عدد من المشاكل التي يجب طرحها على المحافظ فمثلا ما زال أصحاب حاشد يتقطعون لناقلات الديزل من الدخول إلى صعدة وسعر الديزل مرتفع في صعدة لهذا السبب أيضا هناك عدد من المدرسين تم نقلهم إلى محافظات أخرى وبدون رواتب أيضا أراضي تتبع موظفي التربية بوثائق رسمية قام المحافظ بمصادرتها وتحويلها إلى مكان لبناء كلية المجتمع، أيضا هناك مشاكل في منطقة غمر حصل فيها تبادل إطلاق النار بين قوات عسكرية وجماعة الحوثي وغيرها من الأمور الهامة التي حولت المحافظة إلى مرتع خصب للنهب وتضليل الحقائق.
لماذا الحرب؟
وكانت الصحيفة خلال تجولها تسأل المواطنين وحتى الجنود وكل من تلتقي بهم تسألهم لماذا الحرب في صعدة؟ وكانت إجابات المواطنين والجنود وجميعهم من سألناهم لا يعرفون لماذا الحرب وما الهدف منها.
وعند لقائنا بالأخ نائب المحافظ أمين عام المجلس المحلي الذي رحب بالصحيفة وبصدر رحب أجاب على أسئلة صحيفة "الوسط" وقال إن المحافظة في أمن واستقرار وتنمية وهناك بعض القصور ولكننا أفضل من غيرنا، لأن بعض المشاكل تقف حاجزاً وحجر عثرة في طريقنا. وعن مشاكل الديزل وقطع الطريق من قبل قبائل حاشد قال نائب المحافظ استطعنا أن ننهي الأزمة ومحافظ المحافظة اجتمع بالموردين لمادة الديزل وأصحاب المحطات واتفقنا أن يتم رفع سعر اللتر من الوقود خمسة ريالات بسبب أن شاحنات الوقود تسلك طرقاً طويلة لإيصال الوقود وقد تواصلنا مع محافظ محافظة عمران والوكيل لاتخاذ الحلول في أمر تقطع قبائل حاشد على مدينة صعدة وتم اتخاذ عدة قرارات بتأمين الخط ولكن السعر ما زال مرتفعاً بسبب أننا نقوم بتخزين الديزل لأننا منطقة زراعية ونحتاج إلى مخزون كبير من مادة الديزل وعن المدرسين الذين تم نقلهم إلى محافظات أخرى قال النائب إن الصحافة تكذب على المحافظة، فنحن نتبنى كل الموظفين ولا نستثني أحداً وكشوفات الخدمة المدنية تؤكد أن 30% من الموظفين من خارج المحافظة وأيضا لم نرحل أي مدرس من أبناء المحافظة وعما تعانيه المدينة من سوء التخطيط قال النائب هناك قصور في التخطيط من قبل القيادات السابقة وسوف نتلافى هذا القصور في المرحلة القادمة وأكد أن صندوق الإعمار يعمل في بناء المنشآت في كل من منطقة العند ومحضة والطلح وخلال 6 أشهر سيتم تسليم المنشآت. وبسؤال الصحيفة لنائب المحافظ لماذا نحارب في صعدة؟ قال كان سابقا لرصاص المتمردين دور في إشعال الحرب ولكن حاليا الوضع هادئ وهناك معالجات نقوم بها ونأمل أن يكون الحوثيون صادقين، فنحن نعتبرهم أبناءنا وإن شاء الله الأمور تسير إلى الأحسن ولا توجد أي نية لخوض حرب سادسة وفي نهاية اللقاء طالب النائب من الصحيفة أن تزور صندوق الإعمار والنزول إلى المواقع في اليوم التالي -الأحد- وعند وصول الصحيفة في اليوم المحدد إلى مبنى المحافظة من أجل زيارة المواقع الخاصة بصندوق الإعمار ولكن لم تجد أحداً وعند نزول الصحيفة إلى المواقع بمفردها لم تجد غير لوحات مثبتة تشير إلى أنها أماكن خاصة بصندوق الإعمار.
المحافظ مراوغ

حصلنا على رقم تلفون المحافظ من داخل مكتب نائبه وعندما اتصلنا به قال الذي أجابنا إنه مدير المكتب وفي صباح اليوم التالي التقينا بمدير مكتبه قال إنه لم يكن له علم بذلك الاتصال، انتظرنا المحافظ في اليوم التالي ولكن لم يصل إلى المحافظة وكل ما نتصل يكون الجواب أنا مدير المكتب و(علم) وقالت لنا بعض مصادر من المحافظة أن المحافظ يتهرب من الصحفيين لأنه لا يستطيع أن يجيب مباشرة ولهذا يفضل المراوغة.
مأساة خمسة حروب عبثية
نساء فقدن عقولهن من أهوال الحروب وألغام مظلية بجهاز استشعار حين تشق طريقك إلى مديرية ضحيان تمر من مناطق متعددة منها العند والطلح ومحضة وفي هذه المناطق تشاهد المباني المهدمة والقرى المدمرة والنقاط العسكرية المتعددة والخنادق والمتارس.
وفي ظهر يوم الأحد شقت الصحيفة طريقها إلى منطقة ضحيان بمفردها حتى تستطلع أوضاع المواطنين دون أي تأثير من أحد وكنا على علم مسبق أن هناك عدداً من النساء تعرضن للانهيار العصبي جراء مشاهدتهن لأطفالهن وهم يقتلون جراء قذيفة صاروخية أو انهيار المنزل أو خبر موت زوجها أو ولدها في المعارك. وقبل وصولنا إلى ضحيان وفي منطقة آل الصيفي التقينا بالأم خميسة الصالح (50 عاما) تعرضت للانهيار العصبي بعد الحرب الخامسة جراء قصف الطيران الحربي للمنزل الذي تسكن فيه فأصبحت تكلم نفسها وتجوب المزارع والأطفال خلفها وقال ابنها علي إنه خسر مبالغ كبيرة في معالجة والدته ويملك التقارير الطبية ويأمل في علاج أمه وإعادتها إلى حالتها الطبيعية وصرح عدد من المواطنين أن الحالات بين النساء متعددة ولكن لا أحد يستطيع من القبائل أن يعرض نساءه على الصحف من أجل التوثيق ولكن بالإمكان إيفاد لجنة نسائية من أجل تقصي الحقائق عن هؤلاء النسوة ضحايا الحرب. وفي منطقة مران امرأة تعرضت زوجة أخيها في اليوم الأول للموت جراء انفجار لغم أودى بحياتها وفي اليوم الثاني انفجر اللغم بهذه المرأة وأدى إلى بتر إحدى يديها وإحدى قدميها فأصيبت بالجنون وهناك امرأة أخرى شيعت جنازة ولدها الأكبر في اليوم الأول وفي اليوم الثالث شيعت جنازة ولدها الأصغر وفي نهاية الأسبوع انفجر لغم بطفلها الصغير ففقدت عقلها بعد ذلك وأصبحت تحدث نفسها وتجهش بالبكاء ثم تعود للضحك وتؤكد أن أبناءها أحياء. وتعرضت ايضا مجموعة من النساء للانهيار العصبي في منطقتي مران وعساياه حيث كن يهربن من منازلهن إلى داخل الكهوف ويحملن بعض الزاد والأطمار البالية فلحقت بهن الطائرات وقصفتهن فأصيب أغلبهن بالانهيار العصبي.
العاصمة الروحية
وفي تمام الساعة الواحدة ظهرا من يوم الأحد كانت صحيفة "الوسط" في مدينة ضحيان وقبل أن نتواصل مع أحد من الجهات الحوثية أخذنا نتجول في داخل مدينة ضحيان خاصة وأننا علمنا من جهات أخرى أن انفجاراً عنيفاً هز مدينة ضحيان في منتصف الليل من يوم السبت جراء انفجار لغم أرضي واستطلعت الصحيفة آراء المواطنين عن الحرب واسبابها وصرح أحد أصحاب المحلات التجارية يدعى قاسم اللقاص أنه ضد الحرب ويرفع شعار لا للحرب.
ألغام بجهاز استشعار
وأثناء استطلاع الصحيفة في ضحيان عبر المواطنون عن انزعاجهم الكبير من تلك الألغام التي تم قذفها من فوق الطائرات ولها ظلة وأريل طويل يصل طوله متراً ومجرد أن تصل الأرض تثبت وعند مرور الإنسان أو الحيوان بالقرب منها تستشعر وجوده فتنفجر مباشرة وقد أودت بحياة عدد من الاطفال وأن تلك الألغام كانت تستهدف منازل وأزقة وطرق ضحيان من أجل إبادتهم عن بكرة أبيهم ولكن الرياح أخذتها إلى خارج المدينة وما زالت تشكل خطرا كبيرا وأن الانفجار الذي وقع في منتصف الليل هو جراء ذلك اللغم المظلي أمريكي الصنع وقالت مصادر غير مسئولة إن هذه الألغام كانت هدية من السعودية لقادة الحرب على الحوثيين ومن أجل إبادة مدينة ضحيان.
حرب ومشائخ لحقة
قالت أحد القيادت الميدانية الحوثية التي رفضت أن تكشف لنا عن هويتها أن الحرب في غمر تعود إلى أن المواطنين هم من يرغبون في الحوثيين لقيادتهم وأن المشائخ الحقيقيين والأصليين يسعون من أجل وقف الحرب والسلام في المنطقة ولكن هناك مشائخ حرب ليس لهم علاقة بالمشيخة ولم يكونوا معروفين من قبل تم تنصيبهم مشائخ من قبل علي محسن الذي يدعمهم بالذخائر والمرافقين أمثال يحيى قروش وفيصل حماطي وحسين حسان وعلي ظافر وغيرهم كثير منهم من كان يبيع البلس واليوم أطلق عليهم مشائخ وهم في الأساس مشائخ مفرخة فالقادر على تفريخ الأحزاب وتفريخ الصحف أيضا يفرخ المشائخ وأن المشائخ الحقيقيين والمعروفين مثل حسن حمود غتاية حسن الصرجة وبختان وغيرهم من عرفناهم بالعفة والصدق.

دمار والخراب
واثناء تجولنا في أزقة مدينة ضحيان فوجئنا بحجم الدمار والخراب الذي استهدف المنازل بالقنابل الجوية التي تشكل حفرة كبيرة في مكان سقوطها وتهدم المنازل من حولها. وكان أبشع المناظر في منزل المرحوم حمدي شعتان الذي نزلت قذيفة الطيران في منزله فدمرته وقتلته مع كافة أسرته المكونة من 11 فرداً لم ينج منهم أحد وقال لنا أبناء ضحيان إنهم هرعوا إلى المنزل والمواقع العسكرية كانت تضرب عليهم ولكنهم استبسلوا من أجل إنقاذ الأسرة من تحت الركام ولكن لم يتمكنوا من إنقاذ أحد ووجدوهم جثثاً هامدة ولهذا وجدنا الكثير من الأطفال يحملون البنادق والذخائر استعدادا للقتال وقال لنا الطفل علي حسين -16 عاما والذي يرى نفسه كبيرا -إنه يحمل البندقية من أجل الدفاع عن نفسه وقتل أعوان أمريكا وإسرائيل.
أبو محمد الناطق الرسمي لعبدالملك الحوثي
نريد من السلطة أن تتعامل معنا وفق القانون وهبرة: السلطة جندت 17 ألفاً لقتالنا
عند زيارتك لضحيان بسهولة بالغة تصل إلى المكتب الإعلامي للحوثيين عبر مؤسسة زيد علي مصلح الإعلامية وهي عبارة عن مكتبة تحتوي على جميع إصدارات وأدبيات جماعة الحوثي وهذه المؤسسة تم استحداثها مؤخرا عند اندلاع الحرب الخامسة ولم تكن موجودة بعد الحرب الرابعة أيضا بعد الحرب الرابعة كانت كافة المواقع المحيطة بضحيان تحت سيطرة قوات الجيش وعند اندلاع الحرب الخامسة تمكن الحوثيون من استعادة تلك المواقع بسهولة من قوات الجيش التي قامت ببناء تحصينات وزودت المواقع بالمدافع والدبابات وشقت الطرق إليها وقال أحد الجنود الذين كانوا في تلك الموافق أنهم سلموها من جراء الحصار والجوع وقال الحوثيون إنهم استعادوها بالعزيمة وإرادة الله.
ريشان يستفز المواطنين
وبلقاء الصحيفة بالناطق الرسمي للسيد عبدالملك الحوثي وسؤال الصحيفة لماذا الحرب؟ قال أبو محمد اسأل السلطة نحن نحارب دفاعا عن أنفسنا حتى لا نقتل وقال نريد من السلطة أن تتعامل معنا وفق القانون وعن ما يدورفي منطقة غمر من صراع قال الناطق الرسمي للحوثي حسين ريشان مدير الناحية تعامل مع المواطنين باستفزاز يمنعهم من دخول السوق بحجة أنهم متعاونون مع جماعة الحوثي وفصل بعضهم من الوظاف ونقل البعض الآخر كنوع من التصعيد نحن لا نسيطر على أي مكان مديريات النواحي ليس فيها سيطرة وما يقال استفزازات من السلطة والآن الوضع هادئ. وعن معاناة المزارعين قال لهم حق أن يدعوا الله أن يدمر كل من يسعى إلى إشعال الحروب لأن مزارعهم دمرت ويتم إشعال الحروب في موسم نضوج الثمر مما يسبب لهم تكبد خسائر فادحة والغرض من ذلك إفقار المدينة وأهلها وأكد الناطق الرسمي على أنهم دائما يتعاونون مع الوساطات وأن الأستاذ عبدالقادر هلال كان رجلاً وطنياً وصادقاً في معاملته مع الجميع كان حين يلتقي بنا يوضح لنا إذا كنا نريد إيقاف الحرب أن نلتزم بكده وكده وكذلك كان يوضح للحكومة ما يجب عليها ولكن تم إبعاده بمبرر سخيف وقصة بنت الصحن التي لو كانت وصلت لكنا أكلناها نحن ولن تصل للسيد عبدالملك الحوثي وأكد أبو هاشم من المكتب الإعلامي للحوثي أن الألغام المظلية كان يقصد بها مدينة ضحيان ولكن الرياح أخذتها إلى الجبال وهي تتميز بأنتل طوله متر هو عبارة عن جهاز استشعار ينفجر بمجرد مرور الشخص من جانبه ولون الأنتل يميل إلى اللون الذهبي وقد ذهب اثنان من الأطفال ضحية هذه الألغام ونسمع أحيانا دوي الانفجار في الليل جراء مرور الثعالب والضباع من القرب منها فتنفجر وتفتك بهم.
الدولة تعد لحرب سادسة
صالح هبرة ممثل الحوثي في الوساطة القطرية صرح لصحيفة "الوسط" أنه حتى الآن لا توجد وساطة دقيقة وكل ما يدور هو عبارة عن تخدير موضعي فالوساطة القطرية كانت أفضل الوساطات والأستاذ عبدالقادر هلال هو الشخصية الصادقة والذي كان يحمل نية إيقاف الحرب وسفك الدماء وأن السلطة تسعى إلى إشعال حرب سادسة وقامت بتجنيد عدد من أبناء القبائل يصل عددهم 17 ألف مقاتل هم الآن في مراكز التدريب من تحويلهم وقوداً للمعارك وبنفس الطرق التي تمت في المناطق الوسطى وأكد هبرة أن التوجه على إشعال حرب سادسة أمر أكيد وكل التصعيدات والتجهيزات تشير إلى ذلك.
نحارب نيابة عن من؟
إن قضية حرب صعدة قضية غير واضحة الملامح فالجنود المقاتلون لا يعرفون لماذا يحاربون والدولة لا تعرف لماذا الحرب والحوثيون يقولون إنهم مع النظام الجمهوري ويأملون أن يتم التعامل معهم وفق القانون إذا لماذا الحرب ومن أجل إرضاء من نحارب وهل الجيش اليمني مستهدف ليتم الفتك به وإضعافه؟! أسئلة ستبقى تبحث عن إجابة حتى يأتي يوم تتكشف فيه الأمور ويزاح اللثام عن الوجه القبيح للمؤامرة.

رواية نيوز يمن لحادثة الحصبة ومناقشة الإشتراكي نت لفعل السلفيين

الدوس على المصحف الشريف والمشي على أوراقه داخل المسجد – اغتصاب طفلة عمرها ست سنوات وقتلها ودفنها – إدارة دعارة في المنزل – تعاطي وبيع المخدرات وغيرها من التهم التي أوردتها الصحافة عن شخص اسمه صلاح – ع – م ووالدته "مكية"بعد أن قام مئات المصليين يتقدمهم خطباء وأئمة مساجد قدموا من أربعة مساجد مجاورة بهدم منزله وإحراق ما بداخله بالإضافة إلى إحراق سيارتين وموتر سيكل تابعة له .في عمل غوغائي بشع وغير مسبوق يكشف مدى الفوضى وسيطرة جماعات العنف المنظم على حياة الناس في اليمن .

لنفترض أن ما قيل عن "صلاح" ووالدته "مكيه" صحيح فهل صحيح قيام هولاء الغوغاء بتدمير منزل هذه الأسرة وتدمير كل شيء في حياتها وبطريقة وحشية ؟

لم نسمع بعد من الطرف الثاني في القضية رايه او دفاعه عن نفسه تجاه كل ما قيل عنه من تهم واوصاف يندى لها جبين الانسانية وسارعنا جميعا لادانته وتجريمه والحكم عليه بطريقة غير انسانية ولا يقبل بها الدين والاخلاق، ثم من قال بان عقوبة الدعارة او تمزيق المصحف هو هدم المنزل وايداع النساء والاطفال سجن المباحث الجنائية.


عندما تتعدد التهم وتكون الواحدة منها اكبر من الثانية اعلم بان صاحبها "كذاب" أو أن حجته ضعيفة وهو يحاول تبرير فعلته الشنعاء بتهم عديدة ومتناقضة ضد خصمه .

كان يكفي تهمة تمزيق المصحف لتجريم "صلاح" ولم تكن الصحافة بحاجة إلى بقية التهم ضده فلماذا كل هذه الجرائم لتبرير جريمة مشهودة وأمام عدسات المتشددين والمجرمين في اليمن

لا يوجد لدينا حتى الآن ما يثبت ولو تهمة واحدة مما قيل عن "مكية" وولدها "صلاح" ، ولم يسأل احد منا نفسه كيف يغتصب هذا الرجل طفلة من الحارة عمرها ست سنوات ويقوم بدفنها جوار المنزل ثم لا يقوم ابو هذه الطفلة وقبيلتها بقتله او بحبسه ؟ وكيف تسمح لهم عاطفتهم تجاه هذه الطفلة المسكينة بان يبقوا متعايشين إلى جوار هذا المجرم لمدة عام من جريمته ؟.

لم يسال احدنا كيف يدخل "المجرم" إلى المسجد ويقوم وأمام المصليين بدوس المصحف الشريف ويتحدى أي واحد منهم بمنعه من هذا العمل الشنيع ثم لا نجد أحدا من المصليين "حينها " وبدافع الغيرة على الدين ليقوم بقتله او بضربه بدلا من البقاء "متفرجا ومحايدا" حتى اليوم الثاني ليأتي مصلون من خارج المسجد المذكور ليخربوا بيته ويحرقوا سيارته "غيرة" على الدين ولكن باثر رجعي ؟

لسنا في وارد الدفاع عن "صلاح" ووالدته " مكية" في أي جريمة تثبت عليهما من الجرائم السابقة ولكننا ضد استغفال العقل ومحاولة استخدام "الغيرة" على الدين لابعاد سياسية ولتحقيق اجندات شخصية وايدلوجية واجرامية كما حصل في هدم منزل مكية (الارملة) وترويع اهلها وذويها والتشهير بسمعتها بتلك الطريقة الوحشية التي تحدثت عنها الصحافة ،... في عصر -القبائل الجهادية في اليمن- مجرد ان تكون المراة ارملة فهي متهمة حتى تثبت براءتها

هدم مئات المواطنيين منزل مواطن او مواطنة في حي حارة العنقاء بالحصبة أمانة العاصمة صنعاء بالجرافات وبصيحات الله اكبر جريمة بشعة ضد الدين وضد القيم الانسانية وهي حسب المحامي خالد الانسي "جريمة بكل المقاييس شرعا وقانونا" وتكشف الى أي مدى اصبحت جماعات الفوضى"وصحوة الانبار" والجريمة المنظمة تسيطر على مفاصل الحياة في اليمن

مراسل "نيوز يمن" يروي حكاية مختلفة

تقول الروايات الميدانية التي جمعها مراسلو "نيوزيمن" إن ما يقارب 150 ملتحيا يرتدون الثياب التقلدية والجنابي هاجموا فجر اليوم منزل أم المنصور وتدعى "مكية"، واضرموا النيران فيه وفي سيارتي مالكيه وهي (كورلا 2007) والثانية (كرسيدا 2007) ودراجة نارية،

ويضيف الموقع "هجوم الافراد الذين قال شهود عيان إنهم تجمعوا حول المنزل قادمين من إحدى الجامعات "وعدد من مساجد الأمانة، جاء بعد اجتماع في "مسجد العنقاء" القريب من المنزل في الحصبة الغربية إثر تردد أخبار أن المنصور مزق مصحفا ومشى على أوراقه داخل الجامع وأنه تحدى الجميع بأن يأخذوه من تحت أقدامه."
غير أن الشائعات اليوم توسعت لتتهم أمه بإدارة شبكة دعارة، وأنها قالت إنها ستحول الجامع إلى مرقص وتهاجم الشيخ عبدالمجيد الزنداني الذي حاولت جره للتقاضي في 94م، كما اتهموه باغتصاب واتهموا شقيقه بالقتل. وقالوا إنهم "مسنودين من رجال شخصيات كبيرة لذا خرجوا أكثر من مرة من السجن".
قال لـ"نيوزيمن" إن رواد الجامع المذكور اتصلوا أمس بالشيخ عبدالمجيد يستفتونه في هدر دم الأسرة وأنه أفتى لهم بذلك".
مكتب الشيخ الذي اتصل به نيوزيمن أكد الاتصال لكنه نفى الفتوى، وقال: "اتصل مواطنون يوم أمس مع الشيخ وأخبروه بأن شخص قام برمي المصحف وتمزيقه، وأن مكتب الشيخ الزنداني قال لهم بأن عليهم مراجعة الجهات المختصة وإبلاغ مكتب النائب العام باعتبارها الجهة الرسمية والمخولة قانونا بهذه القضايا أو الرجوع إلى أقسام الشرطة وأجهزة الضبط القضائي وهى الجهة المخولة قانونا بذلك باعتبارهم جهة رسمية لها حق التعبير بالمنكر وواجب المواطنين اللجوء للجهات المختصة".
وفيما أخمد الدفاع المدني النيران في وقت مبكر من الصباح استخدم المتجمهرون وكان أغلبهم يغطي وجهه بلثام جرافات هدمت المنزل، وابلغ "نيوزيمن" بعضهم إنهم وجدوا في المنزل: "أشرطة فيديو وصور دعارة الى ذلك اعتبر المحامي خالد الانسي ما قام به المواطنون جريمة ، وقال لـ"نيوزيمن" "ليس لهم الحق في تطبيق القانون، وهناك جهات مختصة هى المعنية كان على المواطنين إبلاغها وهى تقوم بالتحقيق بالواقعة لتقديمه للمحكمة ومعاقبته".
واعتبر الانسي ذلك مسألة خطيرة وتؤدي إلى إثارة الفوضى، وقال: "الجريمة حتى الان تهم وليست مضبوطات"، معتبرا الحدث "يعبر عن فوضى وانحلال في قيم الناس ومعتقداتهم وفي الدولة التي مورس العمل في وجودها".