الثلاثاء، 28 أبريل 2009

الاعتصامات مستمرة، ويافصيح لمن تصيح


اعتصام للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي صعده أمام مبنى الأمم المتحدة بصنعاء ومجلس الوزراء
28/04/2009
خاص - نيوز يمن:
نظم أهالي المعتقلين والمنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني اليوم الثلاثاء ،الاعتصام التضامني الثالث عشر أمام مجلس الوزراء والذي يأتي ضمن المطالبات المتواصلة لإطلاق سراح المعتقلين بذريعة أحداث صعدة.المعتصمون والمعتصمات الذين طرحوا مطالبهم المشروعة أمام المجلس منذ ما يقارب الثلاثة أشهر ولكن لم يلتفت المجلس إليهم بأي نوع من التفاعل والتحرك رغم توجيهات رئيس الجمهورية بالإفراج عن المعتقلين والتي لم تر النور. ثم توجه المعتصمون والمعتصمات إلى مبنى الأمم المتحدة بصنعاء حيث تم احتشادهم أمام بوابتها باللافتات التي عبرت في عباراتها باللغتين العربية والانجليزية وكذلك صور المعتقلين عن مدى الحالة المأساوية التي وصل إليها المعتقلون وكذلك أهاليهم.وقد دخل وفد إلى مكتب الأمم المتحدة مكون من البرلماني أحمد سيف حاشد رئيس منظمة التغيير وعلي حسين الديلمي المدير التنفيذي للمنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية وماجد المذحجي –المسؤول الاعلامي بمنتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان- وأمل الهادي –المنظمة اليمنية- وعن أهالي المعتقلين زوجة المعتقل العزي راجح وزوجة المعتقل ياسر الوزير، وقد استقبلتهم بارتيبا مونتها المنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حيث تم استعراض الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تخالف التزامات اليمن الدولية وحالة المعتقلين تعسفا لدى الأجهزة الأمنية وأجهزة الاستخبارات المختلفة والذين مضى على بعضهم خمس سنوات دون إحالتهم إلى القضاء، وكذلك حالة الإخفاء القسري الذي طال عددا من المواطنين، وتعرض عدد من المعتقلين لحالات من التعذيب الممنهج واعتقال صغار السن وكل حالات الاعتقال والاستمرار في حبسهم مدة طويلة خارج نطاق القانون والقضاء رغم وجود توجيهات وأوامر من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب والنائب العام بالإفراج عن جميع المعتقلين دون أن تلقى طريقا للتنفيذ، مضيفين أن ذلك يحدث في إطار مصادقة اليمن على الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب بالإضافة إلى أنه تم التنويه إلى أن كثير من هؤلاء المعتقلين من صغار السن تشملهم الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي صادقت عليها اليمن.وتم ابلاغ المنسقة ( بارتيبا) باستنفاد كافة الوسائل الوطنية في الإفراج عن المعتقلين وأنه لاتوجد عليهم جرائم جنائية أو سياسية وإنما تم اعتقالهم على خلفية انتمائهم للمذهب الزيدي وانتمائهم العرقي وهو ما يكشف وجود ممارسة أمنية تمييزية ممنهجة ضد المواطنين بذريعة حرب صعدة.كما اطلع الوفد في اجتماعهم مع المنسقة المقيمة معاناة أسر المعتقلين المعيشية والظروف الصعبة والظروف التي يتجرعونها هم وأطفالهم وذويهم من جراء الحجز الذي استمر منذ سنوات طويلة وانعكاساتها على أسرهم ومستقبل أطفالهم.وقد عبرت المنسقة للوفد عن بالغ اهتمامها لما سمعته من قضايا المعتقلين ووعدت بالتواصل والرفع للجهات المعنية العليا بما تم طرحه عليها من قبلهم.الاعتصام حضره الاستاذ حسن زيد الأمين العام لحزب الحق ومحمد مهيوب –نقابة الاطباء والصيادلة اليمنيين- والعلامة يحيى الديلمي والعلامة محمد مفتاح وعدد من أعضاء نقابة المحاميين اليمنيين والنشطاء الحقوقيين والإعلاميين

العزي راجح معتقل لانه زيدي


اعتقل منذ سنين من معهد الإرشاد واختفى قسريا لمدة45 يومازوجه المعتقل على خلفية أحداث صعده العزي راجح لـ(نيوزيمن): ظروفنا الاقتصادية تزداد سوء والسلطات الرسمية فندت توجيهات رئيس الجمهورية
28/04/2009
عبدالستار بجاش- نيوز يمن:
تفاصيل المأساة المؤلمة التي ترافق المعتقلين على خلفية حرب صعدة منذ نشوء قضيتهم قبل نحو سنوات, خلفت لدى كل أسرة معتقل قصة مأساوية، وتركت في كل منزل معاناة إنسانية يصعب محوها أو حتى تخفيف أثارها. الزوجة والأم والأخت والطفل وكل أفراد الأسرة يتابعون بشكل يومي عن معتقليهم من بوابة الأمن السياسي ، وبوابة مجلس الوزراء ، للمطالبة لتقديم من كانت عليه تهم إلى المحكمة أو الإفراج عنهم، لكن لا مجيب.نيوزيمن وضمن حلقة عن أسر المعتقلين التقى بإحدى الأسر ، للحديث عن اعتقاله و ظروف الأسرة خلال فترة الاعتقال .كانت البداية مع قضية اعتقال العزي راجح (30 عاماً) مدرس بمركز بدر العلمي ، من محافظة صنعاء معتقل منذ عامين ، لم يعد إلى بيته والى أهله بشارع تعز ، في الموعد المحدد له، انقطعت أخباره لفترة 45 يوما ، حتى وصلت أسرته معلومات عن وجودة في الأمن السياسي.العزي راجح وهو من مواليد مديرية حراز و خطيب جامع سابقا قبل اعتقاله قبل ثلاث سنوات ، اعتقل حسب زوجته فاطمة الفقيه من المعهد العالي للإرشاد أثناء امتحانات الترم النهائي .وتقول زوجته وهى أم للطفل عبد الملك ذو عام ونصف وهو الوحيد منذ زوجها قبل سنتين، ، والدموع تنساب من مقلتيه " منذ اختفاء زوجها تعيش ظروف اقتصادية صعبه ، وحالة نفسية متدهورة ، حتى أنها عانت كل المعاناة أثناء ولدتها طفلها الوحيد عبدالملك جراء متابعتها المستمرة لمكان اعتقاله ، واعتصامتها المتكررة مع أهالي معتقلين صعدة ، لمطالبتهم بتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية بالأفراح عن المعتقلين .وتقول فاطمة وهى من مواليد مديرية سنحان بالجوار من قرية الرئيس حسب قولها ، ومتزوجة من العزى راجح منذ سنتين وشهرين ، وهى فترة اعتقاله، أنه رغم توجيهات رئيس الجمهورية بالإفراج عن المعتقلين على خلفية حرب صعدة ، لكن تلك التوجيهات فندت من قبل مسئولي الدولة، وتقول من العيب أن تفند توجيهات صاحب السلطة المختصة.وشكرت الفقيه منظمات المجتمع المدني المناصرة لقضايا المعتقلين ورئيس منظمة التغيير للدفاع عن الحقوق والحريات علي الديلمي الذي أولى كل جهده من أجل مناصرتهم في القضية .وتطالب الفقيه بتطبيق الدستور والقانون وتقديم المعتقلين للمحاكمة إن كانت لديهم تهم أو الإفراج عنهم وإنهاء معاناة الأسر، معتبرة رد المسئولين بالتحفظ عليهم داخل السجون أسلوب غير إنساني كونهم لم يقدروا الظروف الاجتماعية لأسر المعتقلين و الاقتصادية والتي تزداد يوما بعد يوم بالتدهور .وتمنت الزوجة الذي لم تفارق دموعها طوال الحديث, أن يكون هناك تدخلاً جاداً من قبل الأحزاب والمنظمات الحقوقية للتدخل لإطلاق سراح المعتقلين وإعادتهم إلي أسرهم.ودعت الرئيس صالح أن يقوم بكل جهد ممكن من اجل إطلاق سراح المعتقلين، ، مؤكدة أن أى تدخل من قبلة وتشديده على المسئولين سيكون له تأثيرات ايجابية على أسر المعتقلين.

الكتابة المسؤلة مقال لسامي غالب النموذج


غزو الحراك الجنوبي من الداخل
04/04/2009
سامي غالب
تتداخل الفصول في الركن الجنوبي. وفي الربيع الأول بعد الضربة الأمنية التي نزلت بقيادة «الحراك الجنوبي» في 31 مارس 2008، تساقطت أوراق عديدة من شجرة الاحتجاجات السلمية، لكأن قادة «الحراك» تطوعوا لإنجاز ما عجزت عن بلوغه الأداة الأمنية للسلطة. حاملين بأيديهم الحراك إلى خريفه المبكر!.سقطت ورقة الوحدة. وفي الأسابيع الماضية آلت الوحدة المنشودة إلى فُرقة، وبدلاً من هيئة موحدة تطلَّع إليها الناشطون في المحافظات الجنوبية والشرقية، وأنصارهم في اليمن والخارج، أفرز التسابق المحموم على «احتكار تمثيل الضحية» 3 هيئات تتزاحم على القمة، هي: هيئات حركة النضال السلمي «نجاح»، والهيئة الوطنية العليا للاستقلال (ناصر النوبة)، والمجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب واستعادة دولته (باعوم).ورقة التفوق الاخلاقي لحركة الاحتجاج، بما هي السلاح الأمضى للضحية في مواجهة سلطة متنمرة، توشك أن تسقط. فالخطاب الذي يصدر عن أطراف في الحراك، ويبث في مواقع ومنابر اعلامية تنسب نفسها إليه، أبعد ما يكون عن روح «القضية الجنوبية» ونبل مقاصدها. فهو خطاب مغمَّس بالجهل وطافح بمفردات بذيئة، لا تمت بصلة إلى التسامح والتحضر والمدنية، ويقترب من خطاب الصحف الصفراء التي تمولها الأجهزة ومراكز القوى للنيل من مصداقية المعارضين والناشطين المدنيين والحقوقيين وعدالة القضايا التي يتبنونها.«الضحية» يتمثل أحياناً قيم الجلاد، يتماهى بخطابه ويقتفي خطاه. ولئن انحدر بعض الصحف والمواقع المحسوبة على السلطة إلى دَرْك تعيير المعارضين والناشطين (والناشطات) بلون بشرتهم أو بأماكن ولاداتهم ومواطن أجدادهم، كما حدث لرضية شمشير وفيصل بن شملان وحسن باعوم، فإن منابر إعلامية تزعم تمثيلها للجنوب ودفاعها عن «الحق الجنوبي» تورطت في نشر وبث ما يثير الاشمئزاز، كالحديث عن «يهود الحجرية» و«فرس اليمن». والمغزى أن هذا الخطاب الجهول الطافح بالكراهية يهدد القضية الجنوبية في أقدس مقاصدها، وهو تحقيق المواطنة المتساوية. وتعيير «الشمالي» بأنه يهودي أو فارسي، لا يختلف عن تعيير العدني أو الحضرمي بأنه صومالي أو هندي أو اندونيسي. وفي الحالين فإن هؤلاء وأولئك يفصحون عن بدائية وانعزالية تحتقر كل ما هو آخر، وتستبطن مركبات نقص ودعاوى جاهلية تقوم على احتقار الآخر، يهودياً أو فارسياً أو صومالياً أو هندياً أو اندونيسياً. ولئن تورطت وسائل إعلامية سلطوية في خطاب كهذا، تعبيراً عن ثقافة انعزالية متوطنة في المركز، فإن تورط أطراف في الحراك في اعتماد خطاب مماثل يكشف عن فراغ في القيادة وخواء في الرؤية، كما يشي بأن حركة الاحتجاجات، التي مثَّلت وعداً بالمواطنة المتساوية، مهددة بالاختطاف من الانتهازيين الطارئين على «الحراك»، وهو ما كنت حذرت منه في افتتاحية «النداء» في 5 ديسمبر 2007 المنشورة بعنوان «قيامة الجنوب»، وفيها شددت على أن الخطر الراهن على الحركة الاحتجاجية السلمية «لا يهب من خارجها، بل ينبثق من أحشائها في حال دفع الشطط بعض رموزها إلى المقامرة بحمل «الخصوصية الجنوبية» إلى خارج «المواطنة المتساوية»، لأن ذلك يفقد الحركة تفوقها الأخلاقي، وتالياً شعبيتها، ويسلِّم أزمتها للانتهازيين».وإلى ورقتيْ الوحدة والتفوق الأخلاقي، أظهرت تطورات الأسبوع الماضي في مدينة جعار عدم ممانعة بعض مكونات الحراك ومنابره في خلط ورقة «النضال السلمي» بورقة الإرهاب، إنْ لم يكن التفريط بها بدعوى الجهاد ضد الاحتلال الشمالي!قبل شهور كان قيايون في الحراك يحذرون من مغبة استخدام جماعت جهادية ترتبط بعلاقة عضوية بمراكز قوى سلطوية، في ضرب حركة الاحتجاجات السلمية. والآن، فإن اليأس، ولا أٍقول حسابات قبلية أو عشائرية، يدفع البعض إلى تبييض سمعة جماعات خارجة على القانون وتمارس القتل والتنكيل بالمدنيين والمستضعفين باسم الشريعة، وتوفير تغطية جنوبية (!) لها بدعوى النضال ضد الاحتلال.قبل عام بالتمام، أعملت السلطة القوة مجدداً في الجنوب، واعتقلت عشرات الناشطين، وشلت حركة المحتجين داخل المدن، وفيما بين المحافظات. ولئن تمكنت من تحقيق مكاسب صغيرة، بينها ضرب مصداقية بعض الناشطين وإرباك البعض الآخر، فإنها بأداتها الأمنية ووسائلها (الترغيبية والترهيبية) أخفقت في اختراق الحراك في العمق. وما كان لها إلا أن تتجرع مرارة الإخفاق. وها إن الخطر على الحراك الجنوبي يطلع من أحشائه, بفعل تنافس محموم على الزعامة, وخطاب إعلامي غشوم, وتكتيكات خرقاء تقوض شعبية القضية الجنوبية وسلمية الاحتجاجات فيما يشبه «الغزو من الداخل».samighalib1@hotmail.com