الأحد، 20 ديسمبر 2009

مقابلة لم تنشر مع حسن زيد

اتصل بي شخص اسمه احمد محجوبوزعم انه صحفي في جريدة المصري اليوم وارسل لي الاسئلة التالية كمقابلة بالبريد

وبعد ان الح علي بانجاز الرد غاب ولم اعد اسمع منه او عنه

قررت نشرها هنا

· بداية ..ربما لم يعرف القارئ المصري عن تفاصيل الوضع الداخلي في اليمن الشيء الكثير ، والآن تدور الحرب السادسة في صعده و قبلها كان لديكم حراك ضخم في الجنوب و مطالبات من أحزاب المعارضة بالقضاء على الفساد وتوسيع دائرة المشاركة السياسية.. وسط كل هذه التعقيدات كيف يرى الأستاذ حسن زيد الأمين العام لحزب الحق و رئيس المجلس الأعلى لتكتل اللقاء المشترك المعارض الوضع ، و كيف يرسم للقارئ المصري خريطة الشأن اليمني ؟

· قد لا أجد للتعبير عن الوضع أفضل من مطلع قصيدة للشاعر اليمني العظيم عبد الله البردوني

ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي مليحة عاشقاه السل والجرب

الوضع لا يسر صديق

انفلات امني يتنامى

اختطاف للصحفيين وإخفاؤهم قسرا

حالة طوارئ غير معلنة، ومحاكمات أمنية للناشطين السياسيين

رعايةً للقتلة والمجرمين

إثارة للطائفية التي لم تعرفها اليمن، فقر وجوع وأسلحة وشلل إداري وفساد مالي تفكك للدولة وأجهزتها تهديد للوحدة بل عمل على تدمير ما تبقى من عراها، وقتل أحلام اليمنيين في المستقبل من إعادة توحيد اليمن، سيادة تنتهك بالقصف الجوي والصاروخي للعمق اليمني وبالحصار السعودي المفروض على الساحل الغربي لليمن بكله، وجرائم حرب ترتكب بحق المواطنين اليمنيين من القصف العشوائي للطيران السعودي واليمني،

ملايين من أبناء اليمن عرضة للحصار الكامل، مشردون ونازحون تحت رحمة القصف الصاروخي الجوي والأرضي، لا يدرون أين يفرون وممن يفرون، المعارضة مشتتة بين أحزاب اللقاء المشترك والرابطة والتجمع الوحدوي، والحراك والشخصيات الوطنية في الخارج، والسلطة منقسمة على نفسها، تعارض بحدة أكثر من المعارضة وتقمع كل صاحب رأي وتختلق المعارك لتوجد حالة من الظروف الاستثنائية التي تلجم أي معارضة،

· كيف بدأت الحرب .. وهل تعتبر حربا سادسة فعلا أم حرب متصلة منذ سنوات تتخللها فترات من الهدنة بمعنى كونها حرب طويلة متقطعة ؟

· الحرب هي السادسة ولكنها أيضا متصلة تتوقف لتعود أقوى وأقسى وأعنف وأشد فتكاً وأكثر أتساعا،

· منذ إنشاء " إتحاد الشباب" عام 1986 ثم " جمعية الشباب المؤمن" في 1992 الذي تحول إلى تنظيم في 1997 ووصولا إلى 2004 بداية الحرب الأولى ومشكلة شعار " الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام " التي يرددها الحوثيون عقب كل صلاة وتطالب السلطات بوقفها مازالت دون حل .. كسياسي هل ترى من المنطق أن يكون شعارا كهذا سببا في نزاع مسلح يشرد الآلاف ؟

· اتفق معك على انه من غير المنطقي أن يكون ترديد جماعة للشعار مبررا للحرب عليهم ولكن الأمر لم يقتصر على ذلك لأن الحرب طالت نصف سكان اليمن ممن يلتقون مع من يرددون الشعار في النسب أو المذهب، وهاهي بدخول السعودية بصورة مباشرة للحرب تحولت إلى حرب على اليمن بكله، يعتقل اليمنيون في السعودية ببطاقة الهوية(أبناء صعدة) بالذات ويرحل اليمنيون المقيمون منذ عقود في المملكة لأنهم(متسللون) ولو كانوا فوق السبعين، ويتعرض المواطنون السعوديون في القرى الحدودية لعملية تهجير قسري لفصلهم عن أقاربهم اليمنيين وعن وبيوتهم ومزارعهم وأعمالهم وأزواجهم، وتدمر قراهم وقرى أقاربهم في الجانب اليمني، على رؤؤس ساكنيها لخلق منطقة عازلة في الجانبين،

طبعا من غير المنطقي بل من غير المعقول، ولكن هذا ما يحدث للأسف بتواطؤ دولي وعربي وإسلامي، بل وتستثمر هذه الحرب لتأجيج الصراع المذهبي، وتعميق الانقسام الوطني وتبرير حالة التشرذم المطلوبة لضمان أمن إسرائيل وتحويلها إلى القوة الإقليمية الأكبر التي يستعين بها الأخوة الأعداء في المستقبل لإبادة بعضهم.

·

· الرواية الحوثية للحرب تؤكد أن سببها إجبار السلطات اليمنية الزيود على دراسة كتب المذاهب الأخرى ، ومنعم من تكوين حزب سياسي وتريد شعارهم .. بالمقابل تتهم الرئاسة اليمنية الحوثيين بممارسة الإرهاب وقطع الطريق والاستعانة بالخارج .. هل ما يحدث " انتفاضة مسلحة " أم " حرب انفصال " أم مجرد " تصفية حسابات" لم تنتهي منذ 2004 ؟

· لم اسمع تفاصيل الرواية الحوثية التي ذكرتها في السؤال، لأن الحوثيين لا يبررون ما يقومون به إلا باعتباره دفاعا عن النفس، أي أنهم لم يقاتلوا دفاعا عن حقهم في اختيار الكتب الدينية التي يدرسونها، ولم يمنعوا من تأسيس حزب سياسي وقاتلوا للمطالبة به، بل أن السلطة هي التي تطلب منهم أو تشترط عليهم أن يؤسسوا حزبا سياسيا لهم،

· نعم لقد كانوا(بالذات المرحوم حسين الحوثي، ووالده العلامة بدر الدين الحوثي ومن معهم من أبرز وأنشط مؤسسي حزب الحق) إلا أن الخلاف مع الأمين العام السابق للحزب أدى إلى إعلانهم الانسحاب من حزب الحق، وهم يحملون السلطة المسؤولية في انسحابهم من الحزب، وقد أفصح عنه الأخ يحيى الحوثي عضو مجلس النواب أخيراً من أنهم تعرضوا للضغط والإرهاب ليتركوا الحزب، ولكن حديثهم عن ذلك يأتي في مقام الرد على دعوة السلطة لهم بتأسيس حزب، وهو جدل، أعني الحديث عن تأسيس حزب أو عدمه عقيم ولا معنى له، لأن السلطة أعلنت الحرب على الحزب القائم(حزب الحق) لأنهم من مؤسسيه رغم انسحابهم، وتشن الحرب على كل ما يمت إليهم بصلة، بما في ذلك التاريخ الذي لم يسلم من محاولة القتل العبثي، والشواهد على ذلك كثيرة، منها أن أكثر من90 مسجداً وأغلبها أثري قديم تم قصفها وتدميرها، بما في ذلك مأذنة تاريخية مميزة بميلها كبرج بيزاء تعود للقرن السادس الهجري تم قصفها مع أنها ليست في منطقة مواجهة فقط لأنها لإمام زيدي عظيم( أسمه الإمام القاسم بن علي العياني) بالإضافة إلى نبش القبور وحرق الأضرحة، ومنع الكتب .....الخ أنها هجمة مغولية تتريه للقضاء على تراث مشكلته الوحيدة انه يحرض على الحرية والعقل والعدل فكر يقدم الإسلام نظاما إنسانيا مستنيرا يحرر المسلم من الأوهام والخرافة والجهل وتقبل الظلم بإيجاب الثورة عليه في مقابل أنظمة تريد أن تستخدم الإسلام لقمع الشعوب وتحويلهم إلى عبيد مستسلمين للطاغوت الذي يلبس الرداء الإسلامي

وبالنسبة لتفسير السلطة فحتى وقت قريب كانت الأسباب والمبررات للحرب هي فكرية مذهبية سياسية ولم تتهمهم قط بالإرهاب أو قطع الطريق بل هم من يتهمون السلطة بقطع الطرق ورعاية الإرهاب وتشجيعه ودعمه وحمايته

كانت جريمتهم ترديد الشعار ثم وجد المنقبون في الملازم المنسوبة لحسين الحوثي كلاما عن ارتكاب الصحابة أخطاء (فنسب للتشيع الأمامي الجعفري) وألحق بإيران بدلالة الشعار والموقف من الصحابة، ثم اكتشفوا في نفس الملازم نقدا للفكر ألإمامي الإثني عشري الجعفري، فبرأ من الانتماء للجعفرية وأتهم بالجارودية، وقيل أنه يريد الإمامة وأنه أدعى الإمامة،

وأنه بترديد الشعار يريد أن يستثير الولايات المتحدة فتقدم على احتلال اليمن،

طبعا علينا أن نميز بين الأسباب التي أعلنت لتبرير الإقدام على الحرب الأولى والثانية(التي بررت بكشف العلامة بدر الدين عن عقيدته الزيدية في التفريق بين الرئاسة الوطنية لإقليم القائمة على العقد الاجتماعي في ظل النظام الجمهوري، الديمقراطي، وبين الإمامة العظمى للأمة الإسلامية التي كما يعتقد هو ويعتقد كل إسلامي نظمت بنصوص شرعية، مع قوله بشرعية النظام الحالي لولا قتله أربعة من أولاده) أي إن الحرب الثانية قامت لان السيد بدر الدين قال انه زيدي يعتقد إن الإمامة في أحد أبناء الإمام علي عليه السلام وفاطمة إن كان عالما شجاعاً مجاهدا مجتهدا كفوا ....الخ عادلاً تقيا متورعا عن الحرام

أي أن السلطة لم تنسب للسيد بدر الدين ارتكاب أي جنحة قانونية، كمخالفة قواعد المرور لأنه لا يقود سيارة ولا حمل السلاح لأنه رفض أن يسمح لمحبيه أن يحملوا السلاح لحمايته دون رخصة من السلطة، ولم تنسب إليه حتى نقد السلطة لقتلها أربعة من أبنائه واحتفاظها في السجن بمن امتدت يدها إليهم، ولم يطلب تعويضاً

فقط لأنه قال أنه زيدي وأن عقيدته الزيدية في الإمامة هي كذا،

والثالثة لا اذكر لها سببا وربما إن سببها اعتراض قبيلة همدان التي استضافة السيد بدر الدين مع عمال يعملون لشق طريق فيما يعتبرونه أرضهم، مع عمال المملكة العربية السعودية

والرابعة لان السيد بدر الدين وابنه عبد الملك ومن معهما لم يأتمنوا على حياتهم في منطقة سيطرة السلطة وتواجدها وأصروا على أن يعيشوا بعيدا عن يدها في الكهوف والجبال فطالبتهم السلطة بالنزول والعودة إلى منازلهم المدمرة خلال 3ساعات ما لم ستنفجر الحرب وبالفعل حدث وانفجرت الحرب، وانفجرت الخامسة لان مجهول فجر موتسيكل باب احد جوامع صعده، وأتهم الحوثيون فجأة رغم وجود الوساطة القطرية لقطع الطريق عليها ومنعها من استكمال عملها الذي قصد به فقط استفزاز السعودية أو ابتزازها وهذا ما تحقق وأوقفت الخامسة فجأة دون تبرير إلا أن الحروب السابقة خاضتها السلطة وهي لا تدري لماذا فعلت، وأنها لن تعود إلى الحرب مرة أخرى

· الغريب في هذه الحرب أن مطالب جميع الأطراف غير واضحة، فالرئاسة اليمنية لم تتحدث عن مطالب معينة، و الحوثيون يتحدثون بشكل فضفاض عن " رفع الظلم " .. فما هو تعليقك على هذه الضبابية خاصة وأن الآلاف يدفعون ثمنها من دمهم ؟

· السلطة حددت مطالبها في 6شروط ثم تخلت عن السادس لاستحالة قبوله وقد أعلن الناطق باسم الجماعة الموافقة على التعامل مع شروط أو مطالب السلطة لوقف الحرب، وفي المقابل أشاروا إلى مطالبهم التي قالوا أنهم لا يقاتلون من اجلها بل أملتها الظروف ومنها إطلاق المعتقلين وإعادة المفصولين من أعمالهم إليها والتعويضات لمن دمرت منازلهم أو مزارعهم وعدم التمييز ضد صعده والتعامل معها كبقية المحافظات وعدم التضييق على حرياتهم في التعبير، وللتاريخ فان السلطة تعلن التزامها بأكثر مما يطلب الحوثي ومطالب السلطة في اغلبها هي مظاهر سيادية يجب على كل سلطة أن تتمسك بها، ولكن شروط السلطة لوقف الحرب ومطالب الحوثيين لا علاقة لها بأصل المشكلة وإن باتت الآن عائقاً أمام الحل، هي نتائج ترتبت على الحرب الأولى والثانية، وأثر من أثار القتال الذي بدأ في18\6\2004م ولم يتوقف حتى الآن بل تفاقم حدة، وعودا على بدء ندرك أن أعقد المشكلات وأطول الصراعات هي التي لا يتم تحديد أسبابها أو لا تظهر الدوافع الحقيقية لها، لأن محاولة حلها تواجه بجهالة طبيعة المشكلة، مما يتيح فرصة لأطراف عدة في استغلالها لتصفية حسابات أو تحقيق أهداف، وتفتعل مبررات لوجود المشكلة وتختلق أوهام لتفسير نوايا الخصم وأهدافه مما يشتت الجهد ويعقد أي بحث عن حل

· أي أن الحوثيين لا يشترطون أي شرط لوقف الحرب بل يطالبون بوقفها

· هناك محللين يرون أن ما يحدث هو صراع بين الهاشميين والعسكر خاصة مع استمرار أمد الحرب؟

· الهاشميون جزء من النسيج الاجتماعي للمجتمع اليمني، ليسوا قبيلة فهم متواجدون في كل قبيلة تقريباً وكل محافظة، وليسوا طبقة اجتماعية لأنهم يشاطرون إخوانهم(غير الهاشميين) من أبناء المجتمع أغلب المهن الزراعة والعمل في الوظيفة العامة والقطاع الخاص والتجارة والطب والمحاماة وينتمون لأغلب الأحزاب أن لم أقل جميعها، وكانوا في المؤسسة العسكرية في مختلف الوحدات والرتب ويحتلون مختلف المواقع والمسؤوليات(رئيس أركان ونائب رئيس أركان وقادة وحدات) وفي المؤسسات والأجهزة الأمنية،

· إلا أن بعض القوى السياسية(المشبوهة) أرادت استغلال الحرب في توجيهها ضد الهاشميين بقصد الحلول محلهم في الوظيفة العامة ولإيجاد قطيعة بينهم وبين الرئيس الذي يحمل مسؤولية كل إجراء أو قرار يتخذ، ولأن مبدأ سيادة القانون غائب فقد تحقق لهؤلاء ما أرادوا وتم إحالة الكثير من الهاشميين على المعاش أو ركنهم في منازلهم خصوصا في الجيش والأجهزة الأمنية الحساسة والقضاء والوظيفة العامة بصورة عامة، ويتم التضييق عليهم والتعامل مع الهاشمي(خصوصاً) المولود في المنطقة الزيدية باعتباره حوثي حتى يثبت العكس، ولكي يثبت العكس لابد أن يتطرف في تعبيره عن ولائه للسلطة وعداوته للحوثي بحدة، وإعلان البراءة عن أي فكرة تميزه كزيدي، وعشنا ونعيش محاكم تفتيش(فوضوية) أجبرت بعض الهاشميين إلى المبالغة في التعبير عن القطيعة مع جذورهم(ووصل الأمر ببعضهم لعن آبائهم والبراءة من تاريخهم وتسفيه معتقدهم) وهذا أدى إلى توسيع قاعدة حركة الحوثي لأن المنتمين للمذهب ليسوا فقط الهاشميين، ولأن استهداف الهاشميين لمجرد انتمائهم بالنسب للرسول صلى الله عليه واله يثير حفيظة الكثير من محبي الرسول واله

· هل ترون ما يحدث " تمرد" كما تردد الحكومة أم " حرب أهلية " كما تشير الأمم المتحدة، أم محاولة للبحث عن الحقوق الضائعة كما يرد الحوثيون ؟

أنا لا أميل إلى الدخول في متاهة التوصيف لأي ظاهرة باستخدام مفاهيم وألفاظ غير متفق على دلالتها، بين القارئ والكاتب بين السائل والمجيب،

لكني أود هنا أن أنبه إلى أن الحوثيين لا يقولون أن لهم حقوقاً ضائعة هم يدعون أنهم يتعرضون للقتل ويدافعون عن أنفسهم، ومن يتحدث عن الحقوق الضائعة إما أنه يقصد التعريض بهم لاتهامهم بمحاولة إعادة نظام الإمامة، أو يفسر نمو الظاهرة واتساع قاعدة أنصار الحوثي والرقعة الجغرافية للعمليات العسكرية بذكره لحقوق تنتهك فتدعو لوجود المقاومة لوجود الجيش في المناطق السكانية

وبالتأكيد هناك معايير دولية لتصنيف الحروب من قبل الأمم المتحدة أو القانونيين والأكاديميين السياسيين، وربما للصحفيين، تميز بموجبها بين الحرب الأهلية عن التمرد عن المطلبية، إلا أني لن أدعي المعرفة وأرجح.

هي حرب عبثية لا يجوز استمرارها ولا السكوت على ذلك

· الآن تشير تقارير الأمم المتحدة ومكاتب رعاية اللاجئين لكارثة إنسانية في اليمن خاصة بعد تضاعف عدد النازحين من منطقة القتال .. على من تقع مسئولية تشريد الآلاف برأيك ؟

· على المسئول عن إشعال الحرب واستمرارها وعمن يمولها وعن كل من لديه القدرة على العمل من أجل وقفها، ولم يفعل

· يبدو أن الحرب على صعدة مسألة شديدة التعقيد، خاصة بعد إزاحة اللواء علي محسن الأحمر الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني من قيادة الحرس الجمهوري وإسنادها لأحمد نجل الرئيس ، فضلا عما يتردد حول صراع الأثنين على طريقة إدارة الأزمة عسكريا .. فهل هناك وجوه أخرى للحرب تتعلق بالتوريث ؟

· أولا: اللواء علي محسن الأحمر لم يكن قائداً للحرس الجمهوري، وبالتالي فهو لم يزح عنها، اللواء علي محسن كان ولا يزال في الفرقة الأولى مدرع وفي قيادة المنطقة الشمالية الغربية ولايزال

· ثانياً: لا أظن أن هناك صراعاً على طريقة إدارة الأزمة عسكرياً،

· ثالثاً: الذي يقال كثير ولكن من الصعب الجزم بصحة ما يقال أو كذبه، ولكن قضية التوريث غير مطروحة الآن لأن الرئيس لا يزال في أوج قوته، وكمال صحته، ولا أظن أنه يفكر مجرد تفكير في اعتزال العمل، ولا توجد أي إشارة على نيته نقل السلطة لأبنه،

· صحيح أنه يكلف أبنه(أحمد)قائد الحرس الجمهوري بمهام خاصة كممثل شخصي له ولكن في الحدود المألوفة في المنطقة التي يذهب إليها بهذه الصفة، ويقال الكثير عن دوره في الحياة العامة( لكن النشاط الاستثنائي للرئيس علي عبد الله صالح) وطاقته على العمل لا تتيح إلا مجالا محدودا لمن حوله، والظاهر أن غير العقيد أحمد علي يمارسون دورا إذا ما قيس بما ينسب له أضعاف الدور الذي ينسب إليه،

· وعلى كل لا توجد لدينا شفافية ومؤسسية تسمح بتتبع وقياس الأدوار، ولكن المؤكد أن الرئيس لا يعكس في سلوكه وممارسته للسلطة أنه يفكر في المدى القريب المنظور توريث السلطة لأبنه، ومن يتحدث عن ذلك إنما يقيس اليمن بغيرها من دول التحول الجمهوري، وباستشراف المستقبل باعتبار أن طول أمد الرئيس في الحكم وإنفراده به يجعل من أبنه الأكبر الأكثر قدرة في المستقبل على اعتلاء الكرسي، خصوصا والزمن يعمل لصالحة إن استقرت الأوضاع، وهذا ما يتناقض مع واقع الحال، فاليمن غير قابلة للتفرد بالسلطة ولا تتحمل المركزية لفترة طويلة ولا تملك من الموارد وما تستطيع به مواجهة الاحتياجات المتنامية

· الآن وبينما نجري هذا الحوار تقوم المقاتلات السعودية من طرازات مختلفة بقصف مناطق في صعدة، وهناك حديث مستمر على الأقل من جانب الحوثيين وبعض المراقبين على محاولات توغل سعودية لفرض شريط حدودي بعمق 10 كيلومترات داخل الأراضي اليمنية .. كيف ترى التدخل العسكري السعودي ، وماذا عن التنسيق مع الجانب اليمني .؟

كنت أتوقع أن تتجنب السعودية التدخل المباشر في الحرب، لأنه ليس من الحكمة والحذر الذي اتسمت به سياسة المملكة التورط المباشر ولأن تكاليفه ستكون بالغة جداً،

وقد فوجئنا(لا أعني نفسي فقط) بإعلان السعودية المشاركة في الحرب، وصدمنا بالخطاب التوسعي المستفز الذي أطلق على لسان بعض القادة العسكريين والسياسيين عن أن هدف السعودية من الحرب(إيجاد شريط عازل داخل العمق اليمني لعشرات الكيلومترات وليس مجرد عشرة فقط لأن الهدف مستحيل التحقيق إلا إذا تمت عملية إبادة جماعية لسكان المناطق الحدودية التي يراد تطهيرها من السكان) ولا يقبل به أحد حتى السلطة التي أظهرت حتى الآن تفهما غير مشروط للعدوان العسكري السعودي، بما في ذلك انتهاك السيادة اليمنية بفرض الحصار البحري على الساحل الغربي وقصف محيط مينا ميدي(مع أن لا علاقة للحوثي بالساحل) بل هو انتهاك للسيادة الشرعية للسلطة واتهام لها بأنها من يقوم بتهريب الأسلحة ليس للحوثي لأن ذلك مستحيل عقلاً ، ولهذا فالعملية تحولت من عملية القصد منها استعادة السيادة على الجزء السعودي من جبل دخان إلى خلق واقع جديد على الحدود لمنع التسلل والتهريب الذي تتهم المملكة السلطة العسكرية اليمنية المسؤلة عن المنطقة والمواطن اليمني وتتهم مواطنيها في الشريط الحدودي الخاضع لسيادتها بالمشاركة فيها ولهذا قامت بترحيلهم وتدمير قراهم لمنع الاتصال بينهم وبين أقاربهم في الجانب اليمني، وشرعت في إيجاد المنطقة العازلة من الجانب الذي رسم لها

طبعا الشريط العازل قد لا يقتصر على الجانب السعودي فقط ولن تتوقف المملكة عن محاولة إيجاده في الجانب اليمني وستستعين بالسلطة في صنعاء الذي لا تريد أن تقول(لا) للمملكة لحاجتها إلى دعم المملكة المالي، والعسكري، خصوصا وقد قطع النظام أو سمح النظام لأن تقطع كل علاقاته بأي قوة إقليمية متحررة من النفوذ السعودي(إيران ليبيا قطر) بل باتت حتى علاقاته بالقوى الدولية عبر الرياض ومن خلالها،

والترحيب غير المشروط الذي عبر عنه القائد الميداني للمعركة مع الحوثي النجم العسكري المفوه والداعية السلفي الجهادي (العميد عسكر زعيل) بقوله أن الحرب بدأت مع دخول السعودية في المعركة وبشر بالحسم وتكرر الترحيب بنفس المضمون من اللواء علي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع قائد المنطقة الشمالية الغربية(منطقة العمليات) ثم الرئيس علي عبدا لله صالح القائد الأعلى هذا الترحيب قد يعني أن التنسيق كامل، مع أن ذلك لا يمكن فهمه لأنه لا يعقل أن يقبل اللواء علي محسن أن يحاصر بحريا، وأن يعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان أهدافه المنتهكة للسيادة اليمنية ويقبل أن يفرض عليه الحصار بما يعنيه التشكيك في تورطه بعمليات التهريب والتسلل، وأظن أن اللواء علي محسن فوجئ ولهذا غادر المنطقة ومنح نفسه إجازة، أما الرئيس فلم يصدر منه ما ينفي أو يؤكد التنسيق المسبق وربما أنه فوجئ ولكنه يرى أن الوضع مؤقت

· البعض يرى أن تدخل السعودية بهذا العنف في الشأن اليمني رسالة من الرياض لأطراف خارجية خاصة مع الاتهامات المتزايدة حول علاقة الحوثيين بإيران .. فما تعليقك ؟

إن كان الأمر كذلك فقد أساءت المملكة التقدير لأن الرسالة مع العجز عن الحسم بعد شهر من الحرب الواسعة نقيض ما أريد لها أن تكون،

الظاهر أن للملكة أهدافها والتي يمكن الإشارة إلى بعضها، من أهمها استغلال الحدث لفرض واقع يتجاوز أتفاق الطائف وترسيم الحدود بالقوة النارية والسيطرة على السواحل الغربية لليمن وخلق العازل الحدودي( لقطع روابط القرابة العائلية بين سكان الشريط الحدودي وتلغيم الأرض لحرمان ملاك الأرض اليمنيين من الانتفاع بأملاكهم،

والتمهيد للاستكمال بناء الجدار العازل، والتواجد العسكري في المنطقة الحدودية التي حرمت اتفاقية الطائف التواجد العسكري على كلا الطرفين، وتفجير الأوضاع داخل اليمن في وجه السلطة التي قبلت بذلك،

وقد يكون للتناقضات الموجودة في العائلة السعودية الحاكمة أثر كبير في تحديد أهداف العملية وإظهارها بالصورة المهينة للسلطة في اليمن، وأيضا استعادة القوات المسلحة التابعة لوزارة الدفاع في المملكة دورها وأهميته التي فقدها لصالح الجانب الأمني، ولابد أنه سينعكس في ميزانية ضخمة لشراء أسلحة وتطوير القوات المسلحة.....الخ

· المحللون السعوديون يتحدثون عن " تصفية الجيب الإيراني " بالمقابل نرى صمتا غريبا من الرئاسة اليمنية تجاه أعمال عسكرية تتم على أراضيها ، من ناحية أخرى صرح عبد الملك الحوثي أن السعودية تضغط على صنعاء لمواصلة القتال .. وسط هذه الأجواء ما تقيمكم لدور الرياض خاصة مع اشتراك جيشها في الحرب؟.

· سبقت الإجابة، ولكني أؤكد أن لا علاقة لإيران إلا بالمقدار الذي أريد قطع العلاقات اليمنية الرسمية مع إيران لحرمان النظام اليمني من أي حليف إقليمي قوي، وأيضاً لكي تعزز المملكة موقفها التفاوضي مع إيران، لأن اليمن كانت مرشحة دوليا للعب دور إقليمي مع إيران في ضمان أمن البحر العربي

· ، والاعتذار عن استقبال متكي في اليمن مع الترتيبات لزيارته للرياض أولا شاهد على أن المملكة أرادت إلحاق اليمن بها في العلاقة مع القوى الإقليمية والدولية، شاهد على ما نقول

* بعد احتدام المعارك برا وجوا بين الحوثيين والجيش السعودي، هل مازال أمام السعودية فرصة للتراجع؟ أم أن الأمر "صفقة " بين الرياض وصنعاء لن تنتهي إلا بتحقيق أهداف على الأرض ؟.

التراجع متوقع لأن من لهم مصالح في السعودية والمنطقة لن يسمحوا لحكام المملكة بمواصلة عملية قد تفضي إلى ما لا يمكن السيطرة عليه مستقبلا

ونلاحظ أن الخطاب الاستعلائي المستفز لمشاعر اليمنيين جميعهم تراجع كثيرا، وتقارب خطاب القادة العسكريين مع خطاب الملك ووزير الخارجية الذي اتسم بالهدوء والتأكيد على أنه قد تم تطهير الأراضي السعودية من المسلحين تمهيدا للتراجع، ولكن تناقضات السلطة السعودية واليمن ستعقد على الأطراف التراجع السريع،

· إيران أيضا دخلت على الخط واتهمت السعودية بقتل مسلمين شيعة .. والرياض ردت بـ" إجراءات حازمة " في موسم الحج تحسبا لمظاهرات يقودها الحجاج الإيرانين .كيف ترى الموقف الآن؟

السعودية تعرف ما تريده من إيران وكذلك إيران تعرف ما تريده، وحدود الصراع بينهما ضيقة ومن الطبيعي أن يتعاطف الشيعة في العالم مع الحوثيين، لأنه تم استهداف الحوثي باعتباره شيعي جعفري أو لأنه شيعي جعفري(مع أنه بالتأكيد زيدي) إلا أن إيران حتى إعلاميا لم تهتم بالحروب السابقة إلا لماماً وتقيدت بمصلحتها مع السلطة، مع أن السعودية كانت طرفا في الصراع على الأقل إعلاميا في الحرب الخامسة وقد كانت أعلى صوتاً لقرب جزء من مسرح العمليات من العاصمة

لكن دخول إيران على الخط نتيجة مباشرة لتبني أجنحة في السلطة السعودية من خلال أجهزة إعلام محسوبة عليها تبنيها الحرب على النظام الإيراني خلال المعركة الانتخابية ورهانها حتى الآن على أن بإمكانها من خلال الحملة الإعلامية الموجهة ضد النظام الإيراني أن تحصل على تنازلات من إيران في الملفات الأشد سخونة والتي لا يمكن إدارة الصراع بها ولكن تقاسم نفوذ، كالعراق والخليج

· تنتشر الآن في اليمن أفكارا سلفية وهابية ترى في نفسها الحق المطلق .. وفي الوقت نفسه يدور حديث عن " تحالف " سعودي / يمني في الوقت الذي حلت فيه السلطة حزبكم . هل تجد رابطا بين ما يقال عن " التحالف " الأخير وحل الحزب والانتشار العنيف للفكر الوهابي ؟ هل حل الحزب جزء من " الصفقة " بين الرياض وصنعاء . هل لديكم مخاوف من " وهبنة " اليمن بشكل أو بآخر ؟

السعودية لا توجد أي شواهد على علاقة لها بحل حزبنا فقد كان رئيس الحزب المولى العلامة مجد الدين ألمؤيدي(رضوان الله عليه

من المعروفين للملكة، وكانت علاقة المملكة بالأمين العام السابق جيدة،

والمملكة كنظام ليست مع سيطرة الفكر السلفي في اليمن إلا إذا كانوا لا يتابعون ما يجري لباكستان، وكانوا مع تحول المملكة إلى ساحة نفوذ للسلفيين غير المسيطر عليهم في اليمن

لم تتحمل السعودية مقبل هادي الوادعي وهي إلى أمس تتهم الشيخ الزنداني، واستنفرت كل قواها في إنتخابات2006م الرئاسية لدعم الرئيس علي عبدالله صالح لمنع الإصلاح الذي أرعبتها رايته الزرق في عمران وغيرها، لا يمكن أن تقامر وتدعم الانتشار السلفي في اليمن فترتد عليها خصوصا وخياراتها السياسية والثقافية والتطور الاجتماعي سيوسع المسافة التي تفصلها عن خطاب وخيارات التيار السلفي بل أن القطيعة ظاهرة بوادرها منذ الآن، وما عمليات القاعدة إلا مقدمة لعملية تصادم مع التيار السلفي المحكوم بمبدأ سد الذريعة غير القابل للتعايش مع التغيرات التي ستحدث في المجتمع السعودي بخطوات متسارعة لا يمكن التحكم بوتيرتها، ومالجدل الذي أثارته فكرة بناء الجامعة المختلطة إلا قبس من النار التي ستشتعل كنتيجة للتناقض الحاد بين الفكر السلفي والتغير الحاصل في المملكة

· بعد وفاة الشيخ الأحمر زعيم حزب الإصلاح ألإخواني، قدمت الرياض 200 مليون ريال للحكومة اليمنية للقضاء على الحوثيين وانتقد إخوان اليمن تلك الخطوة .. هل تعتقد أن الشيخ عبد الله الأحمر كان آخر حلقة وصل بين الرياض وصنعاء ، لذلك لجأت السعودية للقوة المسلحة هذه المرة ؟ أم أن هذه الأموال كانت محاولة لضرب الوساطة القطرية .؟

لا علم لي بما ذكرته، إلا أن المملكة لا تقبل التعامل مع الأحزاب والقوى المنظمة إلا من خلال زعاماتها الفردية وبشرط أن لا تكون هذه التنظيمات حديدية متمساكة إلا إذا وثقت من قدرتها(كأي نظام آخر) على اختراقها وتفكيكها إن اضطرت إلى ذلك، وعلاقاتها مع أبناء الشيخ عبدالله متينة كما أن لها علاقات واسعة بكل المشايخ تقريباً وقد وسعت من علاقاتها لتشمل بالإضافة إلى القادة العسكريين الصحفيين والكتاب، ولهذا تجاهلوا ما يحدث في الشمال بل تبنوا وجهة النظر السعودية(حتى الصحف التي كانت تقف موقفاً سلبيا من السلطة مع الحوثي) تبنوا الموقف السعودي، بالإضافة إلى كل من له علاقة بهم من القوى السياسية بما فيها الإسلامية والوطنية.

· بعض التحليلات تذهب لتفسير موقف اليمن من الهجمات السعودية بأنه محاولة لابتزاز الرياض واللعب على التوتر بين قطر والسعودية مع الأخذ في الاعتبار وجود إيران .. فما تعليقك ؟

المهم أن هنا مأساة، قد تتحول إلى كارثة على اليمن والسعودية ودول الجوار،

ومسألة التحليل اعتمادا على فرضيات تقبل الجدل وتحتمل النقائض،

وقد تصدق وقد لا تكون صادقة، لكني أميل إلى أن القول بأن الكثير من القرارات التي تتخذها القيادات والزعامات العربية(اليمن بالذات) لا تعتمد على أراء المحللين صائب، فقد تكون عفوية كالشاعر الذي يمر بتجربة ما تستفزه فيعبر عن مشاعره، ويأتي النقاد ليضفوا عليها الكثير مما لم يخطر في بال الشاعر،

· بوصفكم أحد أعضاء لجنة الوساطة القطرية التي نجحت في وقف العمليات فيما يعرف بالحرب الخامسة على صعدة كيف تقيمون التزام طرفي النزاع بالهدنة ؟

· لم أكن عضوا في الوساطة القطرية بل التي قبلها، ولم نكن وسطاء بل أقرب إلى الرسل الذين كلفوا بعرض محدد على الأخ عبدالملك الحوثي لوقف الحرب الرابعة، ونجح الأخوة في المهمة، لوجود الاستعداد عند الأخ عبدالملك والإرادة الجادة لدى القيادة السياسية في وقف الحرب لتمر الانتخابات الرئاسية بسلام،

· وكان التزام الطرفين كبيراً ولهذا لم تطلق في الانتخابات طماشة واحدة في محافظة صعدة وكانت الانتخابات فيها الأهدأ والأسلس، وعندما تحقق الغرض من الوقف عادت الحرب وتوقفت بالوساطة القطرية. حتى الحرب الخامسة التي أوقفت بقرار الرئيس وبدون أن يعلن عن وجود وساطة،

· أين أحزاب المعارضة اليمنية ؟ الدولة تستخدم الأسلحة الثقيلة للمرة السادسة خلال فترة وجيزة للقضاء على ما تسميه الحكومة اليمنية " التمرد الحوثي " .. هل طرحت أحزاب اللقاء المشترك حلولا للأزمة ؟

· أي طرف يقدم حلا يجب أن يمتلك القوة والقدرة على فرض الحل، أو على الأقل يملك تأثيراً ونفوذا على أطراف القتال أو النزاع، نحن في المشترك موقفنا ثابت منذ أن انطلقت الرصاصة الأولى عام2004م وهو رفض اللجؤ للقوة لتسوية أي نزاع وطالبنا من السلطة إعطائنا تفسير يبرر إعلانها المفاجئ للحرب دون مقدمات أو مبررات أو تمهيد، ولكن السلطة رفضت وسخرت من طلبنا التفسير، ومع هذا استجابت أحزاب اللقاء المشترك وشاركت قياداتها في كل لجان الوساطة وأولها لجنة الوساطة التي رأسها الأخ أمين عام التجمع اليمني للإصلاح الأستاذ عبدالوهاب الانسي، وكادت أن تنجح في حل وقف الحرب ولكن الوساطة استخدمت للغدر بحسين الحوثي، ما أدى إلى فقدان الثقة بأي وساطة

· ومع هذا لم تتردد أحزاب اللقاء المشترك من المشاركة في أي جهد لوضع نهاية للحرب أو وقفها عندما تتاح لها الفرصة أو يقتضي الواجب، ولم نتوقف عن المطالبة بوقف الحرب والاحتكام إلى الحوار لحل مشكلة صعدة وبقية المشكلات وعلى رأسها القضية الجنوبية، إلا أن السلطة تتجاهل أي دعوة منا ومن العالم لحل أي مشكاة لأنها لا تريد أن تعترف بوجود أي طرف إلا هي أو تختارهم من الداخل والخارج لأنها تريد أن تدير الأزمات لطريقتها الخاصة التي تسمح باستمرار الأزمات كمبرر لفشلها في أداء واجباتها الأمنية والتنموية والخدمية،

· بعد حل حزب الحق مازلتم ترفضون قرار الحل، وتتحدثون عن عدم قانونيته .. لكن الواقع الفعلي أن الحزب غير موجود - على الأقل بشكل رسمي- رغم كونه الحزب الوحيد الذي يحاول التعبير عن أصوات أبناء الطائفة الزيدية .. كيف تتحركون على الساحة الآن خاصة مع استمرار الضغط العسكري على أبناء الطائفة من ناحية وحل الحزب من ناحية أخرى ؟

· قرار الحل غير صحيح

· بل لا وجود له لان اللجنة تزعم أنها تلقت مذكرة من الوالد احمد الشامي الأمين العام السابق

· ونحن نجزم أن الختم الذي عليها مزور وان الوالد احمد الشامي لا يمكن أن يقول ما نسب إليه في الرسالة

· ومع هذا وحتى لو صح انه من حرر الرسالة ووقعها فليس من حقه ان يحل الحزب فهو مجرد أمين عام حددت اللائحة التنظيمية سلطته

· وقرار الحل يرجع إلى ثلثي أعضاء الحزب وهيئاته

· والزعم أن الحزب غير موجود يتناقض مع التهم التي ساق للحزب ودوره السياسي، والإجراء الذي اتخذته اللجنة تعبير عن أزمة النظام السياسي الأخلاقية والسياسية ومبني على التعصب العرقي والمذهبي الذي تعاني منه بعض أجنحة السلطة

· السلطة تتهم المعارضة بمحاولة قلب نظام الحكم و العودة إلى الإمامة الوراثية .. بالمقابل تعيش اليمن تحت ظلال التوريث خاصة مع تصاعد دور أحمد نجل الرئيس اليمني على عبد الله صالح .. كيف تفسرون هذه الحالة خاصة وأنكم الرئيس الدوري للمجلس الأعلى لتكتل اللقاء المشترك المعارض ؟

· السلطة هي التي تقوم فعلا بعملية انقلاب على الجمهورية والوحدة وهي التي تسمح بانتهاك السيادة اليمنية وترهن اقتصاد اليمن وحريته وكرامته لتشبع نهم الفاسدين

· حتى الآن لم تقدم أحزاب اللقاء المشترك مبادرات لوقف الحرب في صعدة ؟ و الحكومة من جانبها تنفرد بالقرار عسكريا وسياسيا تجاه هذه الأزمة .. هل من المنطقي أن تظل أحزاب المعارضة صامتة أمام حرب أهلية مفتوحة في اليمن ؟

· أحزاب المعارضة لا تملك القدرة على فرض مبادرة والتنظير سهل جدا، لكنه سيؤدي إلى حرق أي فكرة خصوصاً عندما تأتي من منافس للسلطة التي تريد أن تغيب الجميع، المهم أننا نرفض الحرب وندين استخدام السلطة للقوة العسكرية والزج بالقوات المسلحة في الخلافات السياسية والقضايا الأمنية ونطالب السلطة بوقف الحرب فورا والاحتكام للحوار ومبادرتنا هي دعوتنا للحوار الوطني، وترحيبنا لأي مسعى عربي للإسهام في حل المشاكل اليمنية من خلال الحوار الوطني الجامع

· الآن أنتم مقبلون على انتخابات برلمانية صعبة خاصة في ظل حل الحزب وتوزع مناطق قوته في محافظات عديدة .. هل لديكم خطة للتعامل مع الانتخابات القادمة سواء عبر التحالف مع قوائم أحزاب أخرى أو المطالبة بتعديل أوضاع الدوائر ؟

· نحن من اللقاء المشترك واللجنة التحضيرية للحوار، واهتمامنا ينصب على الدفع بعجلة الحوار الوطني للوصول إلى حالة توجب تطوير النظام السياسي (نظام الدولة ونظام الحكم) بما يوسع قاعدة المشاركة السياسية ويمنع المركزية المدمرة للوحدة الوطنية ويحول دون تكرار الصراعات القاتلة على المركز، ويضمن توزيع الثروة، وتطوير ءاليات الديمقراطية، بتطوير النظام الانتخابي وضمان حيادية الإدارة الانتخابية

· السلطات اليمنية هددت في 8 نوفمبر الماضي بحل الأحزاب المعارضة التي تشكل اللقاء المشترك ووصفته بأنه " تحالف مع الشيطان "، واتهمتكم بدعم الحوثيين والخروج على الشرعية .. فما ردكم .؟

· السلطة لم تكتف بالتهديد بل إنها فعلت مع حزب الحق، وشقت الأحزاب ومزقتها، وتسعى للعودة إلى ما قبل النظام التعددي، أو على الأقل إضعاف أحزاب المشترك لتحول وجود المعارضة إلى شكل ديكوري صرف لتتحكم مستقبلا في تحديد مرشح الرئاسة المنافس وتطلق اليد لأجهزة القمع( دون صوت) أي بصمت ودون معارضة، وتعدل ما شاءت من القوانين والدستور لضمان تحويل مضمون النظام إلى ملكي وراثي فردي دون أي اعتراض بل في وجود أحزاب أو قوى تتنافس على التقرب من الحاكم الفرد وتمجيد ذاته وصفاته،

· مع أن اليمن غير قابلة لذلك ولو كانت قابلة لما قامت الثورات المتتالية، عبر التاريخ وليس التاريخ الحديث فقط، اليمن بها تعدد فرضته الجغرافيا والطبيعة وكرسه التاريخ والثقافة،

· وإذا تقاعست قيادات الأحزاب عن التصدي لهذه المحاولة ولجمها فإن اليمن كدولة وكمجتمع أما أن تتصدى لذلك أو تتصدع وتتفتت

· في الانتخابات الرئاسية السابقة دعمتم مرشحا اشتراكيا ، في الوقت الذي كان فيه بعض رموز التيار الإسلامي يدعمون بقوة الرئيس علي عبد الله صالح .. هناك حديث مستمر عن لعبة تقسيم أدوار بين إسلاميين مع الحكومة وإسلاميين في المعارضة فما تعليقك ؟

· بعض الإسلاميين لايزالون يرون في الرئيس ولياً للأمر طاعته واجبة، وبعضهم عملي يرى أن التغيير مستحيل الآن، ومادام الأمر كذلك فلماذا يستعدى الرئيس،

ونحن أردنا أن نؤسس لقاعدة المنافسة وكسر المسلم به ولهذا تباينت المواقف إلا أن التباين ليس حكراً على الإسلاميين بل شاطرهم غيرهم فيه

· كان لافتا أن يجتمع ممثلو المذاهب الثلاثة الكبرى في اليمن ( لأحناف والشافعية والزيدية ) لتأسيس حزب.. لكن الآن هناك من يتحدث عنه كحزب مذهبي مغلق على الهاشميين ؟

لو أنه كذلك لحصل على الدعم والتشجيع لأن السلطة تريده محصورا على الهاشميين الزيدية بل بعضهم، ولكنها وجدت فيه مشروعاً توحيدياً فاعتبرته خطرا على مشروعها في توريث الحكم والثروة، طبعا الكثير من المثقفين لا يكلفون أنفسهم عناء التفكير للحظة واحدة لمراجعة الأحكام التي تطلقها السلطة على خصومها، فيرددونها وكأنها بدههية لا تقبل الجدل،

الواقع يؤكد أن اغلب قيادات الفروع غير هاشميين، ولنا فروع في تعز وأب وحضرموت وابين، والجوف،

وبيان الحزب ومواقفه تحدد هويته

ولا يوجد مغفل في العالم يريد أن يحصر نفسه في تمثيل عائلي،

· علاقة حزبكم بالرئاسة معقدة للغاية .. فالشيخ الشامي أحد مؤسسي الحزب كان يحصل على 40 ألف ريال من الرئاسة مباشرة، وأنتم كأمين عام طبعتم كتابا عن " أحكام الجهاد " و كتبتم في مقدمته أن الطباعة كانت بتوجيه من الرئيس .. والآن تحل الحكومة الحزب و تحارب للمرة السادسة إخوانكم في صعدة، ومازال موقفكم غير واضح .؟

· نعم ولكنها ليست علاقتنا المعقدة فقط

· فالرئاسة علاقتها معقدة بالجميع، أقرب أصدقائها اليوم يصبح غداً أخطر خصومها(بفعل منها هي وبجهد ومثابرة) وحصول الوالد احمد الشامي على400الف ريال اقل مما يستحقه كشخص ولكنها كانت للحزب تصرف في إصدار الصحيفة وإيجارات المقر وخلاف ذلك، وهذا المبلغ يحصل على إضعافه( مخبر كاذب مضلل)

وطبع كتاب الجهاد كان لمصلحة النظام لأن الرؤية التي قدمتها فيه تتفق مع التوجه العام لمواجهة الإرهاب فكريا، إلا أن اندلاع الحرب منع من الاستفادة منه فمنع من البيع والتوزيع ولم أستفد منه أي عائد، حتى أجرة (الصف) ومع هذا أنا مدين للأخ العميد علي الشاطر الذي تكرم بترجمة أوامر الرئيس للواقع، ولكن في مقابل هذه المكرمة أنتهبت السلطة أموالنا وهدرتها وأباحتها، وأستملكت السلطة الكثير الكثير من الأراضي وحرمتنا من الانتفاع ببعض ما نملك بل أنها تسلط علينا من ينازعنا بأوراق مزورة وعندما نثبت قضائيا الجرائم بأحكام يتم حماية المجرمين بإسقاط الدعاوى الجزائية بأوامر من النائب العام،

وتمتد المعاملة التمييزية لكل من له علاقة بناء، فيحرموا من الترقية والحقوق لمجرد أنهم من أقاربنا،

· صنعاء تتهم إيران بمحاولة خلق جيب على البحر الأحمر ، والسعودية تتدخل ، وقطر انفردت بالوساطة سابقا ولا أحد يتحدث عن دور لمصر.. برأيك هل هناك حساسية من أي تواجد مصري ؟ أم أن المسألة ليس أكثر من تعبير عن الغياب المصري بشكل عام عن الساحة العربية ؟ بمعنى آخر هل مصر غائبة أم مرفوضة ؟

صنعاء تتهم الجميع لأنها هي المسؤولة عما يجري، والغياب المصري مؤثر، لا يوجد أي حساسية للدور المصري، ولكن أين هي مصر ممايجري؟؟

· هناك محللين يرون أن دور مصر في عهد الرئيس عبد الناصر وقضاءها على الإمامة أصاب الحوثيين والسعودية بحساسية مفرطة تجاه أي تدخل مصري حاليا .. فما تعليقك ؟

· لا ادري من أين جاء هذا التصور، فالزمن الذي وصلنا إليه خصوصا من يتألمون لحال الأمة وهوانها، جعل حتى أشد خصوم عبدالناصر يتمنون وجوده ولو بزوار الليل وكلما نسب إليه من أخطاء كنظام،

· حتى الأخوان يرضون على زمن عبدالناصر رغم ما تعرضوا له، لأن ماتتعرض له الأمة أقسى وأكثر إذلالا،

· وأضيف إلى ذلك أن الحوثيين ليسوا امتدادا لمن قاتلوا الوجود المصري

· ماذا لو تقدمت مصر بمبادرة لإنهاء الصراع .. كيف سيكون موقفكم في اللقاء المشترك ؟ وهل ستشارك بنفسك للمرة الثانية في لجنة وساطة، هذه المرة برعاية مصرية ؟

· مصر مؤهلة وهي الأكثر تأهيلا لمكانتها عند الأطراف اليمنيين بدون استثناء ولأنها الدولة العربية الأكبر، وقد تردد الحديث عن احتمال اتفاق القوى المهتمة بأمن واستقرار اليمن على أن يناط الدور لمصر، ولقيت الفكرة رغم عدم التصريح بها ترحيباً من حيث المبدأ، ولكن هل مصر مهتمة فعلاً؟

· وفي مقابلة السيد عبدالملك الحوثي مع الدستور المصرية تمنى على مصر القيام بدور كهذا،

· المهم تتوفر الإرادة لدى القيادة المصرية

· الإخوان المسلمون في مصر عرضوا التوسط لحل الأزمة الحالية ، ولم تقابل المبادرة برد واضح سواء من المعارضة اليمنية أو الحكومة أو الحوثيين .. هل تنتظرون مبادرات بعينها؟ أم أن أطراف الأزمة تنتظر الحصول على مكاسب أكبر قبل التفاوض ؟

· الإخوان المسلمون في مصر يحضون بقبول واسع )من كل القوى السياسية لأنهم في مواقفهم عبروا عن نزاهة مطلقة كما أنهم يتمتعون بمصداقية عالية، خصوصا في ظل قيادة المرشد الحالي(، جدا لكن النظام العربي الرسمي لن يسمح لهم بالقيام بور يحققوا فيه أي نجاح

· الأنظمة مهما تناقضت مصالحاها إلا إنها للأسف متفقة على أن لا تسمح بأي خرق لأي قوة معارضة بالقيام بأي دور يعزز مصداقيتها ويعكس قيمتها وقدرتها، حتى لو اتفقت القوى اليمنية سلطة ومعارضة وحراك وحوثيين على وساطة الأخوان، هل ستسمح جمهورية مصر؟ وهل يستطيع النظام في اليمن مهما كانت العلاقة مع مصر فاترة، هل يستطيع تجاوز الخطوط الحمر ولا يتوقع من مصر الرد؟

· زد على ذلك أن أي وساطة في اليمن لكي تنجح لابد أن تكون عندها إمكانات مالية أو قادرة على جمعها، لأن معالجة المشكلات كصعدة والجنوب ليست سياسية فقط بل لابد من ضخ أموال لإعادة تأهيل المنطقة،

· في الحرب الخامسة تقدمت قطر بمبادرة للصلح ، نجحت بشكل مؤقت حتى عادت الحرب . هل حاولت الدوحة التوسط هذه المرة أيضا؟

· لا استبعد أن تفعل قطر من جديد ماحاولت فعله من قبل، لأن قيادة قطر تتمتع بحس قومي وإنساني، وتمتلك إمكانات تسعى لتوظيفها واستثمارها لصالح الأمة العربية

· وقد نجحت في لبنان وقادرة على النجاح في اليمن إن وصلت القيادة اليمنية إلى قناعة بأن قضية صعدة لم تعد قابلة للاستثمار، وأنها باتت كما هي منذ البداية رغم عدم إدراك السلطة جرحاً قد يودي باليمن كله

· ولا يكفي الآن هذه القناعة، فبعد تورط السعودية مباشرة في الحرب، ودفعها المليارات وتورط أجنحة السلطة السعودية في الصراع السعودي السعودي بدماء اليمنيين بعد كل هذا لابد من أن تقتنع السعودية بأجنحتها بان الحرب في اليمن لابد من وقفها قبل أن تمتد أثارها فتدمر امن المملكة والمنطقة، وأن المملكة لم تعد مؤهلة للعب الدور الذي كان عليها أن تعلبه( وهو الوسيط النزيه لحل المشكلة وليس استثمارها وتأجيجها لطبخ الصراعات بين الأمراء على نارها) وعلى المملكة أن تستعين بقطر أو سوريا للعب الدور أو تتقبل الدور المصري الذي ترفضه الآن لأسباب منها حجم مصر الكبير الذي لا تقبل السعودية لوجوده فيما تعتبرها ذيلا لها

· الحرب اتسعت الآن وأصبح هناك أسرى بين السعودية والحوثيين. والحديث يدور حول طلبات سعودية لباكستان والأردن بإرسال قوات خاصة .. وسط كل هذا لا دور للجامعة العربية كيف تفسرون ذلك؟ هل انضمت الجامعة لقائمة " غير المرغوب فيهم " يمنيا ؟

· الجامعة العربية حلم لم يتحقق حتى اللحظة، ومع هذا بالنسبة لنا في اللقاء المشترك واللجنة التحضيرية للحوار الوطني تعاملنا مع اهتمامها بالشأن اليمني بإيجابية، وهي في أحسن الحالات مؤسسة معبرة عن النظام العربي يمكن أن تستجيب لما يجمع عليه الحكام العرب(وإجماعهم بعيد المنال)

· أما عن استعانة السعودية بقوات أردنية فمتوقع، ولكن هذه القوات لن تغير من الواقع كثيرا، بل أن المزيد من القوات يخضع لقانون الغلة المتناقصة(إن لم تخني الذاكرة في تسميته) أي كلما زادت القوات المشاركة زادت خسائرها وتعرضها للهزيمة، وصعب التنسيق فيما بينها فتكون عرضة للقتل الخطأ من بعضها،

· لن تستطيع جيوش العالم حسم المعركة إلا إذا تمت إبادة السكان واستبدالهم بغيرهم ومع هذا سيقاتل البديل في المستقبل ما دامت الأوضاع على ماهي عليه، ليست المشكلة العسكرية في عدد ومهارة المقاتلين بل في شرعية الحرب وفي دوافع الموطنين للقتال واعتقادهم أنهم على حق وأن الموت قتلاً أشرف لهم من الإهانة في السجون والطرقات وأبواب المؤسسات

· تصور وسائل الإعلام عبد الملك الحوثي وهو القائد الميداني للمليشيات في صعدة باعتباره ممثلا للزيديين أو على الأقل الجناح " الثوري" للطائفة .. فما تعليقك خاصة بعدما نشر عن فتوى العمراني ؟

· عبد الملك الحوثي احد شباب الزيدية الذين أتيحت له الفرصة أن يلازم أحد أكبر العلماء المعاصرين(والده السيد بدر الدين) فنهل من معين علمه، ومما لاشك فيه أن عبد الملك تمتع ويتمتع بقدرات خاصة مكنته من الحصول على ثقة والده الحريص الدقيق في أحكامه فحكم له بالاجتهاد فيما علمت منذ قبل أكثر من عشر سنوات أي وعبد الملك آنذاك دون العشرين، وجاءت الحرب الأولى ليعدم أخوه الأكبر مؤسس حركة الشعار ومعه العديد من أفراد أسرته الذين قاتلوا معه إيمانا منهم بعدالة قضية حسين في الدفاع عن نفسه وكان منهم عبدالملك الذي حمل مشعل المقاومة للمحافظة على من تبقى من إل بدر الدين ووالده أمير الدين الحوثي ومن وقف معهم، وتتوسع الحركة نتيجة لعوامل عدة منها بدون أدنى شك قدراته القيادية التي مكنته من إدارة المعارك العسكرية والمفاوضات السياسية والبناء التنظيمي والمالي والإداري، بمهارة فائقة تجلت في قدرة الجماعة على الوقوف بصلابة أسطورية في مواجهة جيش دولتين من أقوى الجيوش العربية (اليمني الذي هو في حقيقة الأمر حصيلة خبرة عسكرية كبيرة أمتلكها الجيش من المواجهات النوعية بين الشطرين سابقاً وضد الجبهة الوطنية ولديه قادة أكتسبوا خبرة المؤسسة العسكرية السوفيتية والأمريكية، والجيش السعودي الذي قال عنه مساعد وزير الدفاع(أحد قادة حرب الخليج الثانية) الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، أكبر جيش في المنطقة،

· ولعبد الملك دور أساسي في هذا الصمود مع التسليم بالطبيعة الاستثنائية للمقاتلين معه والقيادات الميدانية التي حازت إعجاب العسكريين المحترفين.

· ومن خلال ما سمعته منه وعنه ونشر لعبد الملك الحوثي من كلمات وأحاديث أستطيع القول أنه يملك كارزما خاصة أهلته للدور الذي وجد نفسه مسئولا عن أدائه ومنها ثقافته الشرعية واللغوية

· لكنه لا يمثل كل الزيدية بل يحاول كما فعل حسين أن يتجاوز المذهبية ويقدم نفسه وجماعته من خلال الهم الإسلامي العام المعبر عنه في الشعار الذي يعتقد أنه يجمع كل المسلمين والعرب بمختلف مذاهبهم، فهو لا يقبل أن يحصر في تمثيل المذهب الذي تشربه وتمكن من الوصول فيه لدرجة الاجتهاد إلا انه يرى أن مذهبه هو مذهب جامع للمسلمين لاتفاقه معهم فيما يعملون بموجبه من أدلة وحرصه على أن يكون في المسائل الخلافية مذهب الإجماع

· ولا يدعي عبد الملك لنفسه أكثر من كونه قائد ضرورة لجماعة وجدت نفسها مستهدفة بالحرق مع الأرض التي وجدوا عليها وقررت السلطة بالتعاون مع المملكة من حرقها بمن فيها، وتمثيل الزيدية لم يدعيها والده وهو الأعلم دون منازع بعد السيد العلامة مجد الدين المؤيدي(رضوان الله عليه) في المحافظات الشمالية(صعدة و ماحولها)

· وتمكن عبد الملك خلال فترة الحرب الثانية والثالثة بما يمتلكه وما امتلكه من قدرة على القيادة من قيادة جماعته، والخلاصة أن الزيدية ليس لها ممثل واحد حتى الآن ولم يكن لها من قبل ولكن السلطة تريد أن تجعله الممثل لتتمكن من حرق الزيدية كلها بحجة أن ممثلها يرفع الشعار والسلاح

· أما عن فتوى العمراني فمع احترامنا وتقديرنا لعلم القاضي محمد بن إسماعيل العمراني إلا إن فتواه مبنية على فرض لا يطابق واقع جماعة حركة الشعار وأيضا الشيعة الأمامية بل على بعض عوامهم في صور نمطية لا يقرها الأكثر، ونعني بذلك اللطم في عاشوراء والجرح، فالزيدية لا يمارسونه وكذلك علماء الإمامية وأغلب عوامهم، ومع هذا فإن فعلها لا تبرر للقاضي العمراني الجرأة في إصدار الأحكام عليهم بما يبرر سفك دمائهم،

· وحتى في هذه الحالة فهي غير صحيحة اخشي على الشيخ العمراني منها عند الله