الأحد، 7 مارس 2010

لا اتفق مع الزنداني ولن اختلف معه


أمين عام حزب الحق حسن محمد زيد لإيلاف:
لن أنصح بحكومة وحدة وطنية حتى لانتهم كمعارضة بأننا نسعى للسلطة بأي ثمن..!!
[02/03/2010]
? حاوره رئيس التحرير:
>
يُعد الأمين العام لحزب الحق السيد حسن محمد زيد احد أهم مصادر المعلومات للإعلاميين والمهتمين بما يدور في صعده نظرا لاحتكاكه الدائم بما يدور هناك على اعتبار انه أول وسيط بين الحكومة والحوثيين، كما انه سياسي من طرازفريد، يفلسف مايدور على الساحة بطريقته الخاصة..
تارة تجده يسخر من كل مايعتمل على ارض الواقع وكأنه لايعنيه وهو الأمين العام لحزب سياسي معارض، وتارة تجده في طليعة العاملين لحل الإشكال القائم هنا أو هناك لرأب الصدع وإطفاء النار وإعادة الهدوء والسكينة إلى اليمن الميمون..
في هذا الحوار الخاص يتحدث (ابن زيد) عما يدور في صعده وكيفية تنفيذ الاتفاق وسير الأمور على ارض الواقع، إضافة إلى بعض خفايا الصراع ومتعلقاته وبقاياه..

عناوين فرعية:

* لا أحب أن أوضع في موقف الموافق أو المخالف للشيخ الزنداني لان الاتفاق معه ولو على مسألة لا تقبل الخلاف له ثمن (مع صورة الزنداني)

* لايمكن لطرف سياسي مهما كانت قوته العسكرية أن يحل مشاكل البلاد..!

* الاتهامات المتبادلة بين مناع وصحافة المؤتمر مجرد استثمار الجمر المتبقي من نار الحرب (مع صورة مناع)

* الحكم القضائي ضد يحيى الحوثي عقدة في طريق إغلاق الملف نهائيا (مع يحي)


* كيف ترى سير الأمور في صعده؟.
- الوضع أفضل من أيام الحرب العبثية وأسوأ من أوضاع أي مدينة أخرى لأنها عانت من الحرب وتعرضت للتدمير والحصار الكامل لأكثر من 6 أشهر وحصار مستمر منذ الحرب الأولى عام 2004م وستظل تعاني لفترة طويلة..
* ما مغزى طلب الحوثيين الخروج ليلا من صعده القديمة وملثمين؟.
- لم اعرف الكيفية والوقت الذي خرجوا فيه من المدينة، وإذا صح ما ذكرته من أنهم خرجوا ملثمين فكي لا يُستهدفوا من قبل السلطة أو ممن قاتل معها وقتل عليه أقارب لأنهم لابد أن يعودوا للمدينة ففيها بيوتهم وأسرهم وزوجاتهم، وأنا لا أصدق ولا أتقبل أن مقاتلين غير يمنيين كانوا في صعده بل أجزم بان المقاتلين الحوثيين كلهم يمنيين والترويج لفكرة وجود صوماليين أو غيرهم منطق غير مسئول ومسيء لليمنيين..
* هناك من يؤكد هذا ويقول إن هناك أجانب كانوا محاصرين في صعده ولا يُريدون افتضاح أمرهم.؟.
- أميل إلى الاعتقاد إلى أن موضوع خروجهم ملثمين مختلق ومكذوب وكذلك التوقيت، فخروجهم قد يكون في النهار وتم استقبالهم في المقاش والاحتفال بهم، ويمكنك العودة لأحد الأخوة أعضاء اللجنة بصعده (طبعا الأعضاء المحايدين)..
* كيف تقرأ إعادة اتهام إيران بدعم الحوثيين على لسان الدكتور مجور في تصريحاته لصحيفة عكاظ نشرتها الخميس الماضي "بعد الاتفاق"؟
- قد يكون من قبيل استغلال التوتر في العلاقات السعودية الإيرانية وتبرير لفشل الحكومة في تحقيق ما وعدت به، بل ما أعلنت مرارا أنها أنجزته (تطهير مدينة صعده) ولكنه تبرير يضع الكثير من الأسئلة عوضا عن تقديمه إجابة كما يُفترض، من ذلك: كيف كان الدعم يصل إلى الحوثيين إلى مدينة صعده وهي محاصرة من جميع الجهات ويفترض أنها في الأصل تحت سيطرة الأجهزة الحكومية، كيف وصل الدعم لمجموعة من الشباب لم يتمكنوا من مغادرة المدينة إلا باتفاق وبناءً على التسريب في الظلام وهم ملثمين؟؟، ماهي قنوات الدعم وصوره؟، هل بالأطباق الفضائية..!؟.
* هناك تسريبات بدور كبير لعبه حيدر العطاس وبالتنسيق معكم ومع أمين العكيمي لإيقاف الحرب في صعده.. ماصحة ذلك وما هي الحقيقة؟.
- غير صحيح على الأقل من ناحية وجود تنسيق أو اتصالات مع المهندس حيدر العطاس، ومالذي سيجمع الشيخ أمين العكيمي عضو الإصلاح مع العطاس مع حسن زيد.. وعلى كلٍ أنا لم أغادر صنعاء وليس لي اتصالات..
* هل نستطيع أن نقول إن الحرب توقفت والى غير رجعة؟.
- هذا مانرجوه، ولكن أطراف القتال هم من سيُحدد إمكانية عودتها من عدم ذلك، ومعهم القوى الإقليمية والدولية المؤثرة على قرار السلطة فيما يتعلق بصعده، والغيب علمه عند الله، ومن حيث الاستقراء فان المنطق يمنع عودة الحرب كما كانت في الأصل غير منطقية لان لا مصلحة لليمن ولا لدول الجوار ولا العالم من هذه الحرب، ولم تكن هناك مشكلة تبرر الحرب وحتى الآن المشكلة هي في عدم وجود مشكلة..!
مكاسب الحوثيين
* مالثمن أو المكسب الذي خرج به الحوثيون من الحرب؟.
- عدد كبير من الأيتام والأرامل والمشردين، والنازحين والمحرومين من التعليم والصحة والغذاء، وعدد من المعاقين والجرحى وآلاف المنازل والمساجد والدكاكين المدمرة ومعها المزارع والدكاكين والسيارات والمولدات والآبار، وآلاف القتلى، ومئات المفقودين بالإضافة إلى المعتقلين، حقد وخوف، قوى وأنظمة، اضعاف الإعجاب والانبهار بالصمود المهارة القتالية التي أظهروها كنتيجة لخبرة قلما حصل عليها غيرهم..
* هل هناك وعود حكومية باستيعابهم ضمن قوام الدولة أو منح بعض قياداتهم مناصب عليا مثلا أو عسكره محسوبين عليهم؟.
- لا أعتقد أن هناك أي وعود، بل العكس نسمع (تهديد) وإرعاد وإبراق، إلا أني لا أستبعد أن تفكر السلطة إن كانت جادة في إغلاق الملف ومعالجة آثار الحرب من التفكير بجدية في استيعابهم وإعادة تأهيلهم ولإشراك بعضهم في الإدارة المحلية والمؤسسات التشريعية والسلطة المحلية والمركزية..
* هل صحيح أن هناك تنسيقا لاحتواء الحوثيين في حزب الحق؟
- الفكرة كفكرة لم تطرح وهم ونحن مشغولون بإطفاء نار الحرب والعمل على خلق مناخات لمنع تجددها..
* مامصير الحكم القضائي الذي صدر ضد يحيى الحوثي؟
- عقدة من العقد التي وضعت من قبل من لا يريدون إغلاق الملف بسهولة وان توفرت إرادة السلام، فكما فتحت القضية بتوجيه وقرار يمكن أن يلغى بتوجيه وقرار، المهم أن نعمل جميعا على إغلاق الملف وإغلاقه يتطلب إطلاق المعتقلين ووقف الملاحقات الأمنية والقضائية والتعويض والتأهيل، لأن استمرار الملاحقات أو استمرار وجود معتقلين أو ملاحقين معناه أن تضل المخاوف التي تدفع لاستمرار التمترس..
خروج الحوثيين
* ماصحة عروض مصر وبعض دول الخليج لاستضافة قيادات الحوثيين؟
- سمعت بخبر كهذا لكن المشكلة ليست في بقاء (س) أو (ص) من الناس في اليمن، لأنها ليست مرتبطة بوجود هؤلاء في اليمن ولن تحل إن تم نفيهم، ومجرد التفكير هكذا يتضمن اعتراف بعدم الرغبة في معالجة المشكلة..
* اتهامات محافظ صعده السابق لقيادات رسمية بدعم الحوثيين وهجوم صحيفة الميثاق ضده واتهامه وشقيقه فارس مناع بنفس التهمة هل هو مؤشر لفتح ملفات الحرب أم لتصفية آثارها؟.
- مجرد استثمار الجمر المتبقي من نار الحرب، وتبادله من مسئولين ضد بعضهم دليل على أن اتهام إيران أو قوى اجتماعية ودينية في الداخل هو مجرد خبط عشواء ولا دليل عليه ولو كان احد الأطراف يملك قرينة على صحة اتهامه لمنافسه من شركائه لما تردد عن إبرازها، نحن في صنعاء نقول عن مثل هذا( مضاربة جرم).
* من وجهة نظرك كسياسي ورئيس حزب ماهو الحل الأنجع لحل مشاكل اليمن؟.
- أي حل ينبثق عن حوار وطني تتاح الفرصة فيه للقوى السياسية والاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني للمشاركة بحرية ووفق آلية دقيقة وواضحة تضمن الخروج بتصور موضوعي لجذور المشكلة اليمنية وأسبابها وأفضل وأنجع الحلول لها لنعيد للوحدة والمجتمع آماله التي رافقت 22مايو1990م العظيم، وبدون مشاركة واسعة في الحوار وبدون جدية لن يجدي أي حل.
ونحن في اللقاء المشترك وشركاءنا في اللجنة التحضيرية قدمنا مشروعنا لحل المشكلة، وكذلك فعلت الرابطة وقوى أخرى والباقي على السلطة، فعليها أن تتقبل أولا حقيقة أنه لا يمكن لطرف سياسي مهما كان الدعم الذي سيُمنح، ومهما كانت القوة العسكرية والأمنية التي يحركها، ومهما منح من فرص قمع المعارضة، إلا أنه عاجز لوحده عن حل المشكلة بل عن مجرد وقف التدهور والتداعي الذي يتصاعد رغم قسوة إجراءات الهروب من مواجهة المشكلة..
الحراك الجنوبي
* ما أسباب الحراك الجنوبي ومطالبة البعض بالانفصال؟
- المركزية غير المؤسسية، الشعور بالظلم والإجحاف، الظروف الاقتصادية القاهرة انسداد آفاق الحل، إلغاء الشراكة الوطنية بحرب 1994م وشره بعض النافذين في الاستيلاء على الأراضي، والمعالجات الخاطئة فبدلا من الحوار يلجأ للسب والشتم، وبدلا من التفهم يلجأ للقمع، وبدلا من معالجة الأخطاء وتصحيحها ترتكب عنادا المزيد منها.
* كيف تتصور إنهاء ذلك الحراك؟.
- بدفعهم للمشاركة الفاعلة في السلطة، وفتح قنوات الأمل والحلم لهم، وتوسيع قاعدة المشاركة وتجسيد الوحدة فعليا بعدم التمييز على أي أساس كان التمييز، والاحتكام إلى القانون والدستور ووجود دولة المؤسسات المحكومة بالشرعية القانونية..
* هناك من يدعو للعودة إلى الفيدرالية فهل يُمكن العودة إليها رغم مرور 20 عاما من الوحدة الاندماجية، وهل ترى أنها حل نهائي لازمات البلاد القائمة؟.
- المهم نحافظ على الوحدة بتصحيح العلاقة القائمة، لأن الخيار ليس أيهما أفضل بل أي طريق سيضمن لنا البقاء والاستمرار موحدين..
لندن والرياض
* مخرجات اجتماع لندن وترحيل كل الملفات تقريبا إلى مؤتمر الرياض كيف تقرأ ذلك؟.
- أقرأ ذلك على انه وضع الرياض في موقع المسئولية لدعم النظام اليمني، ومعها دول الخليج، لكن هل الحكومة مؤهلة للاستفادة من أي دعم أم أنها ستقتصر على دور المقاول للوظيفة الأمنية، طبعا تجربتها في الاستفادة من القروض والمنح لا يُبشر، وبدون الإصلاح السياسي الذي يضمن توسيع قاعدة المشاركة ويزيل عوامل الاحتقان أو يحد منها لا جدوى من أي دعم، بل قد يتحول الدعم إلى عامل من عوامل التفتت ويعجل به، بفعل الصراع الذي سيمتد إلى مكونات السلطة ..
* هناك تسريبات شبه مؤكدة بتشكيل حكومي قادم.. كيف تنصح أن يكون هذا التشكيل؟.
- لن أنصح بحكومة وحدة وطنية حتى لا يكرس الاتهام الذي يطلق على أحزاب المشترك بأنها تسعى للمشاركة في السلطة بأي ثمن، بل سأنصح بحكومة تتمتع بصلاحيات تتناسب مع المسئولية الواقعة عليها دستورياً ولكي تكون كذلك لابد من أن يكون الوزراء يتمتعون بقوة ذاتية نابعة من قدراتهم وامتلاكهم لرؤية وبرنامج يعيد للسلطة التنفيذية والوزارات دورها ووظيفتها التي انتهبت أو نقلت إما لشخصيات نافذة خارج الحكومة أو للأجهزة الأمنية والقادة العسكريين، وأن تمثل فيها القوى الفاعلة في الساحة لينتقل الحوار إلى مجلس الوزراء ويُصبح تنافسا في تقديم الأفضل، من الحلول القابلة للتنفيذ ويتحمل الجميع مسئولية توجيه أشرعة اليمن في هذا الخضم الهائل من الأمواج المتلاطمة..
الزنداني
* الشيخ الزنداني طالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية، باعتبارها الحل لخروج اليمن من أزماته، هل تؤيد ذلك؟
- لا أحب أن أوضع في موقف الموافق أو المخالف للشيخ عبدا لمجيد الزنداني لان الاتفاق معه ولو على مسألة لا تقبل الخلاف والاختلاف له ثمن وثمن كبير، نظرا لتنوع وتعدد وتناقض ما يبادر به ويُنسب إليه بالحق وبالباطل، والاختلاف مع مايذهب إليه أو ينسب له، له ثمن لأن من يوظف ما يصدر من الشيخ كثر وقد لا يرحمون، بالإضافة إلى أني قد لا اتفق مع معنى حكومة الوحدة الوطنية في ثقافة الشيخ، بمعنى أوضح لن أوافق الشيخ ولن اختلف معه..