الخميس، 15 أكتوبر 2009

زعيم المعارضة اليمنية يكشف ل"صحيفة الهدهد الدولية " كواليس صراع الزيدية مع السلفية الوهابية


زعيم المعارضة اليمنية يكشف ل"صحيفة الهدهد الدولية " كواليس صراع الزيدية مع السلفية الوهابية
صنعاء – حاوره - ياسر العرامي - قال حسن محمد زيد الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك (تجمع المعارضة اليمنية) ورئيس حزب الحق ذ الانتماء الزيدي - وهو المذهب الذي ينتمي إليه الحوثيين - أن مشكلة الحوثية في صعدة عائدة إلى وجودهم في لحظة تاريخية ومنطقة جغرافية مناسبة لتكون مسرحاً لصراع قوى في السلطة اليمنية من جهة ومشكلة العلاقة بين اليمن والنظام السعودي من جهة أخرى فالكثير من العوائل اليمنية في منطقة صعدة مقسمة بين السعودية واليمن وكشف زيد عن وجود جهات زيدية تدعمها السعودية محللا أسباب موقف السعوديين السلبي من الحوثيين مقابل قبولهم بمواقف أتباع الامام مجد الدين المؤيدي اضافة الى ما اثاره معهد دماج من أشكاليات ثم الدور الايراني في المنطقة مما جعل الصدام مع السلفية الوهابية مؤكدا واعتبر زيد انالحوثيين ضحايا لسياسات السلطة وصراعاتها، نافياً الاتهامات باعتناقهم الفكر الشيعي الإمامي وسعيهم لتوريث الحكم في البلاد وحصره في سلالة معينة، مؤكداً على انتمائهم للمذهب الزيدي



حسن محمد زيد الرئيس الدوري ل
@ باسندوة في القاهرة مندوبا عن المعارضة لتقديم وجهة نظرنا للجامعة العربية عن الحوار الوطني
@ الخلافات بين قيادات المشترك موجودة لكنهم جميعا يلتزمون بما يتم الاتفاق عليه
@ بدر الدين الحوثي بعيد عن الحرب منذ زمن طويل والخلافة بين الحوثيين قضية داخلية
@الحرؤب مفتوحة على كل الاحتمالات ولا يمكن التكهن بنتائجها في هذه المرحلة
@حزب الله لم يرفع السلاح في الداخل اللبناني الا بشكل محدود وضيق
@زيدية اليمن نشأت من تيارات قريبة من المعتزلة اما الجارودية فمحدودة التأثير
@أتوقع واتمنى حضور البيض وجميع القيادات لجلسات الحوار الوطني المقبل
في هذا الحوار الذي أجرته معه "صحيفة الهدهد الدولية" يؤكد زعيم المعارضـة اليمنية على أن الحرب في صعدة مذهبيـة تستهدف الزيديين والهاشميين، غير أنه قال أن أحزاب المشترك الذي يتزعمها في الوقت الحالي لا تتفق معه حول هذا التوصيف، بل يعتبرون هذا القول انزلاق نحو مجهول غير مقبول. كما يتحدث زيد عن ترتيبات لجنة الحوار الوطني لعقد لقاء بمعارضة الخارج ضمن سلسلة من اللقاءات التي تقوم بها اللجنة في سبيل الوصول إلى إجماع وطني والخروج بحلول لمأزق الأزمة اليمنية، كاشفاً عن وجود رئيس لجنة الحوار محمد سالم باسندوة في القاهرة للقاء أمين عام الجامعة العربية ووضعه في صورة جهود اللجنة التحضيرية للحوار الوطني لما من شأنه دعم تلك الجهود لحل مشكلات اليمن وعثراته وتنمية قدراته حتى يكون دولة ناجحة تساعد محيطها والعالم على توفير الأمن والسلام وتشارك في مواجهة التحديات التي تعيشها المنطقة والعالم. وفي ما يلي نص الحوار

إلى أين تسير الأوضاع في صعدة وفقاً للمعطيات الراهنة؟
الاحتمالات كلها مفتوحة والثابت ان هناك قتل كثير وخسائر بالغة، وتداعيات الحرب اوسع من حصرها وكلما استمرت الحرب يوما كلما تعقدت الصورة اكثر ونتائجها اعقد والظاهر ان ارادة استمرار الحرب اكبر من الرغبة في التوقف عنها

من يملك إرادة وقف الحرب من وجهة نظرك؟ وما هو الاحتمال الذي قد يؤول إليه الصراع في نهاية المطاف؟
اطراف الاقتتال والاحتمالات مفتوحة ، ومن الصعب التكهن بترجيح احتمال لعدم توفر المعطيات عن الواقع واهداف القوى المؤثرة على اطراف الصراع.

قلت في تصريحات صحافية بأن الحرب في صعدة مذهبية وتستهدف الزيديين والهاشميين؟ هل يتفق معك المشترك في ذلك وأنت الرئيس الدوري الحالي له؟
لا .. لا يتفق المشترك بل يعتبر بعض الأخوة هذا التوصيف انزلاق نحو مجهول غير مقبول

إذا ما هي المعطيات التي انطلق منها توصيفك لهذه الحرب، وغابت عن المشترك؟
هي رؤية مرتبطة بتفسيري الشخصي لدوافع جناح في السلطة وسلوكه في إدارة المعركة وإعطائها بعدا مذهبيا، المشترك أحزاب 6 كل حزب توجد به قيادات كثيرة وأصحاب رأي ومن النادر الاتفاق على توصيف الحرب تحت عنوان أو حتى موقف نحن في المشترك كما في أحزابنا نختلف في الكثير من وجهات النظر المتعلقة بمواقف أو أحداث ولكنا نلتزم بما نتفق عليه ولا نتجاوزه والمشترك لم يناقش مسألة العنوان المذهبي للحرب من عدمه، المتفق عليه هو رفضنا للحرب من حيث المبدأ ورفضنا للزج بالمؤسسة العسكرية في حسم القضايا السياسية .

يرى البعض أن توجهك الفكري أثر على مواقف المشترك السياسية ؟
السؤال بحاجة لتحديد المقصود بتوجهاتي الفكرية ومع هذا لا يمكن لرئيس المشترك أن يؤثر على التوجهات السياسية للمشترك لان رئيس المشترك يعبر عما يتفق عليه المجلس الأعلى للمشترك عندما يتحدث باسم المشترك ودوره يقتصر على إدارة اجتماعات المجلس الأعلى ليس أكثر ومع هذا علي أن أسجل هنا أننا اقل الأعضاء تأثيرا مقارنة بوجود قامات وطنية وفكرية كالدكتور ياسين سعيد نعمان وبالأستاذ عبد الوهاب الآنسي الذي يملك مهارة استثنائية في الحوار ويعتبر بتجربته الطويلة ومرونته من أذكى السياسيين في اليمن وأكثرهم تأثيرا والأستاذ محمد الرباعي الذي يمثل بحضوره قامة تاريخية لا يمكن إلا أن تحترم فيما تقول، والأخ العزيز سلطان العتواني الذي يمثل المدرسة الناصرية، ومعنا الدكتور عبد الوهاب محمود، الوزير والسياسي بحق، بالإضافة إلى القيادات المميزة في أحزاب المشترك كالأستاذ محمد محمد قحطان والأستاذ علي الصراري، وغيرهم، و بصدق نحن الأقل تأثيرا ولكن الفترة التي توليت فيها الرئاسة الدورية متسارعة الأحداث استدعت مني الحضور الإعلامي.
وبالعودة إلى سؤالك أؤكد أن التقارب الموجود بيننا في المشترك نتيجة لطول فترات النقاش والحوار وللتحديات التي نواجهها معا بتنا اقرب إلى بعضنا وأكثر قدرة على التفاهم والتفهم من إخواننا في أحزابنا ولا ادري حتى الآن مالذي تقصده بتوجهاتي الفكرية.

يتساءل الكثيرين خارج اليمن من هم الحوثيون؟
الحوثيون اقدر على الإجابة عن السؤال، ولكن بالنسبة لي هم الآن طرف من اخطر أطراف الصراع الموجود في اليمن وهو صراع دموي أنهك الاقتصاد ويتم الأطفال ورمل النساء ودمر 3 محافظات وتسبب في اعتقال الآلاف وهدد الوحدة الوطنية وأساء جدا الى أسس التعايش الذي كان سائدا عبر التاريخ وهم في نفس الوقت من وجهة نظري ضحايا لسياسات السلطة ولصراعاتها وان أردت ان أحدد انتمائهم المذهبي كما يحلو للبعض فإني أجزم أنهم زيدية دون أدنى شك.

ما علاقة زيدية الحوثي بزيدية ما بعد الثورة اليمنية .. زيدية مجد الدين المؤيدي ومحمد المنصور على سبيل المثال ..؟
الزيدية منهج وليست مذهبا جامدا ولهذا فالتعدد ظاهرة طبيعية داخل المدرسة الزيدية وبالتأكيد العلامة بدر الدين الحوثي من ابرز علماء الزيدية وهو ممن درسوا على السيد العلامة مجد الدين المؤيدي، ولكنه اهتم كثيرا بيان ماهية الزيدية وتصدى للرد على مقبل هادي الوادعي وغيره ممن تعرضوا بالنقد للزيدية والتهجم على تاريخها فعبر عن الجانب الزيدي في مواجهة السلفية المعروفة بالوهابية، ولم يفرق بين الوهابية ونظام الحكم السعودي مما تسبب في اخذ السعودية منه ومما يمثله موقفا سلبيا على عكس موقف السعودية من السيد مجد الدين ولاشك أن لصنعاء طابعها وثقافتها المختلفة عن صعدة ولهذا فعلماء صنعاء أكثر انفتاحا على السلطة وعلى رموز المذاهب والأفكار الأخرى. وهم أي علماء صنعاء أكثر اهتماما بالفروع (الفقه) منهم بالأصول وعمليين نتيجة لتوليهم بالضرورة في الغالب وظائف ومسؤوليات في الدولة فغلب عليهم الطابع العملي الوظيفي للفكر ينما أتيحت الفرصة لعلماء صعدة بالتوسع في الجانب النظري الفكري ولكنهم جميعا أبناء مدرسة واحدة .. هذا بالنسبة للجيل السابق الذي أشرت إلى أبرز رموزه في صنعاء وصعدة
أما الجيل المعاصر فإن الفرق يضيق جدا لكن السمات الشخصية للمثقف وظروفه هي التي تميز زيدي عن آخر ومع هذا يجب أن نسلم بأن الأخوة في صعدة كانت الفرصة متاحة لهم للتلقي أكثر مما هو متاح لمن هم في صنعاء مما جعلهم أكثر عمقا وتوسعا في التحصيل النظري لانقطاعهم عن الاهتمامات التي فرضت على شباب صنعاء ولكن المرحوم حسين الحوثي تميز عن الجميع بمحاولته إحياء الزيدية السلفية إذا جاز التعبير، وأعني بذلك زيدية الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين وجده الإمام القاسم على حساب التراث الزيدي الذي تجلى في كتب أصول الفقه وأصول الدين وبالذات المتون وشروحها فعاد مباشرة للأصول الأولى معتمداَ بدرجة أساس على القرآن الكريم متأثراً بتخصصه في الدراسات العلياء ولكنه زيدي بنفس الدرجة التي يكونها غيره من المعاصرين له.

لكن هناك اتهامات للحوثيين باعتناق أفكار الجارودية والمعتزلة؟ ويمكنك أن توضح للقارئ ما الفرق بين ذلك والزيدية؟
نعم ينسب للجارودية تكفير الصحابة رضوان الله عليهم ولكن لا يوجد في اليمن من يكفر حتى "يزيد" واشك أصلا في وجود فرقة جارودية، صحيح وجد شخص اسمه أبو الجارود العبدي وكان محسوبا على الزيدية في موقفه من قضية وجوب الخروج وفي شروط الإمامة، وربما انه كان ناشطا ما أدى إلى دخوله في خصومات سياسية وفكرية مع التيارات التي كانت معاصرة له فنسب إليه ربما مالم يقله وألزم بما لا يلتزمه.
والفرق بين المعتزلة والزيدية نسبي، فالمعتزلة توسعوا في الجدل الفكري المتعلق بالأصول (العقيدة والشريعة والفقه) وبعضهم كمعتزلة بغداد في الجملة كانوا حتى في الإمامة زيدية على عكس معتزلة البصرة، ومن الناحية الفقهية الكثير منهم كانوا أحناف وبعضهم شوافع وقلة ربما لا تعدى الواحد إمامية جعفرية أظنه النظام، بينما الزيدية لم يوغلوا في الجدل النظري إلا بمقدار علاقته بالعمل ولهم منهجهم الفقهي الثري الناتج عن وجوب الاجتهاد ووجوب أن يكون الإمام مجتهدا في الأصول والفروع أثرى الفقه ووسع مصادره خصوصاً والاجتهاد كان ينطلق من موقع المجتهد الذي يسعى إلى تطبيق نتاج اجتهاده بقوة السلطة التي سيتولاها أو سيؤخذ بفقهه ليطبق،ولهذا نجد أن المعتزلة تميزوا بالموسوعية والعمق في ما عرف بأصول الدين وأصول الفقه وندر اهتمامهم بالفقه، وفي المقابل نجد الزيدية لا تهتم بالأصول إلا لا بالقدر الذي تحتاجه أو يحتاجه الواقع للتطبيق، فنشأ نوع من استفادة الزيدية بنتاج المعتزلة في الأصول للاتفاق في المنهج .
وبالعودة إلى أصل السؤال أقول صحيح أن زيدية اليمن نشأت في أحضانها تيارات أعتبر البعض منها قريباً من المعتزلة وبعضها من أهل الحديث (أو المدرسة الإخبارية) والبعض الآخر أقترب من الإمامية في تركيزه على الإمامة، ولكنها كلها في مجموعها هي الزيدية معبرة عن نفسها، في مرحلة تاريخية معينة عن استجابة الزيدية لتحديات الواقع وتكيفت معه وهي واجهات لجوانب الزيدية.

ما واقع مشكلة الحوثيـة والصراع في صعدة من وجهة نظرك؟
مشكلتهم أنهم وجدوا في لحظة تاريخية وفي منطقة جغرافية كانت مناسبة لتكون مسرحا لصراع قوى في السلطة ولمشكلة العلاقة المعقدة بين النظام ونظام الأشقاء فكانت صعدة وكانوا مسرحا لمعركة نرجو أن تتوقف سريعا.

أود توضيحاً لطبيعة مشكلة العلاقة بين النظام اليمني والسعودي التي تقصدها؟ وكيف كانت صعدة مسرح لذلك؟
التداخل السكاني بين اليمن والمملكة في منطقة صعدة كبير جدا لان الأصل واحد ولهذا فان اهتمام المملكة بصعدة جزء من اهتمامها بأمنها وكانت صعدة حتى وقت قريب من الناحية الاقتصادية مرتبطة باقتصاد المملكة وبعض العوائل مقسمة مابين المملكة واليمن، ووجود المملكة أكثر حضورا من وجود النظام اليمني كامتداد لفترة الحرب الأهلية وأيضاً لاعتماد الميزانية اليمنية على الدعم السعودي، وعقب الثورة الإسلامية الإيرانية وحادثة الحرم المشهورة والتي عرفت بحركة جهيمان العتيبي الذي دعا للمهدي (محمد بن عبدالله القحطاني) الذي قيل أنه فر وأختفي في شعاب اليمن(خولان بن عامر) وارتباط الشيخ مقبل الوادعي به ووجود معهد دماج الذي بقدر ما كان مدعوما من المؤسسة الدينية السلفية في المملكة كانت له خصومته الظاهرة مع نظام المملكة، ثم أن نشاط الأخوة الزيدية الذين استفزهم الوجود السلفي وجه سلبا ضد المملكة باعتبارها عندهم راعية للسلفية الوهابية ومعادية للتشيع عموماَ وبالذات عقب الثورة الإسلام في إيران، وأخيراً ظهور القاعدة ووجود معسكرات لها كما يشاع في وادي أبو جبارة، وحصولها على السلاح بالتهريب من اليمن عبر الحدود
كل هذه العوامل ركزت الاهتمام السعودي بصعدة وخصوصاً موقفها من الشباب المؤمن الذي أتهم بالعلاقة مع حزب الله وإيران، ولأسباب أخرى يمكن استقرائها من المطبوعات التي تقدم الحرب وكأنها خدمة خالصة للمملكة وعربون صداقة معها وقطيعة مع إيران والتشيع في العالم.

الحوثيون متهمين بالسعي بتوريث الحكم وحصره في سلالة معينة؟
التهمة هي تعبير عن أزمة مصدرها وليست تعبير عن حقيقة نشاط وسلوك ابناء صعدة فهم يؤكدون تمسكهم بالشرعية الدستورية ولا يمكن القبول بمصادرة حقهم في التعبير عن انفسهم واصدار احكام عليهم من منطلق ثقافتهم وعقيدتهم .. مالذي يبرر او يعزز هذا الاتهام ماهي شواهده؟ لا يوجد قط اي شاهد .. أخشى أن يصدق عبدالملك الحوثي التهمة.

رفع السلاح في وجه الدولة ألا يعتبر أحد هذه الشواهد، لأن الحق في التعبير لـه وسائله السلميـة؟
ما علاقة رفع السلاح بالسعي لتوريث الحكم في آل الحوثي؟ أليس من المنطقي أن يسعوا إلى الحكم أولاً؟ وهل يمكن لمن يسعى للحكم أن يعرض نفسه للقتل في كل لحظة؟!! ومن يضمن لعبد الملك الحوثي أن يعيش حتى الاسبوع القادم وان لا يقتل بالقصف؟ والسيد بدر الدين الحوثي تجاوز العقد التاسع ولم يعد له أي دور منذ الحرب الثالثة.

أنت مكلف بالتواصل مع الحوثيين بالحوار الوطني الذي يقوده المشترك؟ هل تواصلت معهم، وما هي مطالبهم؟
منذ الحرب لم اتمكن من التواصل المباشر إلا مرة واحدة مع الأخ صالح هبرة وموقفهم كما عبروا أخيراً إيجابي من الوثيقة وننتظر وقف الحرب لنتمكن من استكمال التواصل معهم، ونرجو ان نصل إلى إتفاق في ضؤ الإتفاق الوطني الذي تسعى إليه لجنة الحوار الوطني، ولم تتحدد بعد مطالبهم من لجنة الحوار إلا أن الإعلان الأخير الذي نسب اليهم كان إيجابياً.

ما الذي يمنع الحوثي من الالتزام بالنقاط الخمس التي أعلنتها الحكومة؟ وما هي ملاحظاتك عليها؟
بالنسبة لي لست معنيا بإبداء ملاحظات لأني لست معنيا بها ولهذا لم أهتم بقرائتها بعناية، وفيما سمعت وفهمت فالناطق باسم الحوثي أعلن موافقتهم على التعامل معها،والخلاف لم يعد حول النقاط الخمس بل حول الالتزام بوقف اطلاق النار ولهذا طالبوا بلجنة وطنية محايدة لضمان وقف اطلاق النار ومن ثم بحث آلية تنفيذ الشروط وحل المشكلة، ففي ظل استمرار الحرب لا يمكن تنفيذ أي نقاط أو حتى تبيين كيفية تطبيقها على الواقع.

في المقاطع التي تبثها الفضائية اليمنية نجد أن أغلب النساء يقلن: (شلوا الحوثة رجالنا) هل يعني هذا أن صفوف الحوثي ستتضعضع نظرا لأن كثيرا ممن يحاربون معه يفعلون ذلك بالإكراه ..؟
أن تكره شخصا على ان يقاتل معك خصوصا في ظل إختلال التوازن لصالح الدولة معاناه انهم سيسلمون أنفسهم بسرعة، وقد يغدروا بالحوثيين وهذا يعني ان الحرب ستنتهي بسرعة وعلى الجيش فتح مراكز وممرات آمنة لمن يفر من المكرهين على الحرب مع الحوثي!!.

كيف تقرأ الموقف الأمريكي وموقف دول الخليج الرافض للتمرد الحوثي في صعدة وتأييدها للحكومة اليمنية؟
طبيعي جدا ومنطقي أن تقف كل الأنظمة مع أي دولة تواجه جماعة مسلحة بهذه القوة خصوصاً في ظل التمترس الإقليمي بين إيران والأنظمة المعتدلة، وإذا كان وجود حزب الله في لبنان وهو حركة مقاومة لم ترفع سلاحا في الداخل إلا في حالة استثنائية وبقدر محدود وضيق، وكذلك حماس غير مقبول ولا مرحب به رغم أنها تواجه نظاما عنصريا توسعياً محتلا، إذا كان هذا موقف الأنظمة فمن الطبيعي أن تفعل الأنظمة ذلك وماهو أكثر لولا ضعف السلطة اليمنية في علاقاتها الخارجية وارتباكها وتتضاعف الفرصة أمام النظام في ظل عجز الحوثيين عن توضيح دوافعهم ومبرراتهم ومطالبهم إلا ان النظام اكثر عجزا مقارنة بامكاناته.

مع كل حادثة اعتقال أو حبس للصحفيين والسياسيين يكتفي المشترك بالخروج للاعتصام مع المتضرر، أو إصدار بيان إدانة.. ألا توجد وسائل ضغط أخرى ذات جدوى؟
طبعا توجد وسائل أكثر فعالية ولكنها لم تُجرب ربما لأن الظروف الإستثنائية التي تمليها الحرب والأزمة المرتبطة بالتمديد والموروث المتخلف الذي يعطي السلطة الحق في انتهاك القوانيين المنظمة للحقوق والحريات وعدم نمو الوعي المجتمعي بالحقوق والنصوص التي تحمي الحريات يجعل التفاعل مع الانتهاكات بسلبية ،ومع هذا فالمستقبل سيمنحنا الفرص لمواجهة الاختلالات والحد منها من خلال القضاء المستقل. أعني ان القضية مرتبطة بعملية الإصلاح السياسي الشامل الذي سيجرم قضائيا أي خرق وسيحاسب المنتهكون للقانون والدستور لأن ما يحدث جرائم دستورية لا تسقط بالتقادم.

ماذا عن ترتيب لجنة الحوار الوطني لعقد لقاء مع القيادات اليمنية المعارضة في الخارج نهاية اكتوبر الجاري؟ من تستهدفون تحديداً وهل تمكنتم من إقناع علي سالم البيض بالمشاركة في هذا اللقاء؟
الكل مستهدف ولن نستثني أحد من الدعوة للقيادات الموجودة في الخارج، ونحن في مرحلة الإعداد للقاء ولا أظن أن الدعوة قد وجهت لأحد بعد لأنها مرتبطة بتحديد الموعد والمكان والأخوة في لجنة الحوار بصدد البت في ذلك واللقاء في كل الاحوال سيكون تمهيدي لما هو أوسع.

هل تتوقع أن يحضر علي سالم البيض هذا اللقاء؟
لا أستطيع أن أتوقع لا سلبا ولا إيجابا حتى بالنسبة لي شخصيا، لأن ظروفنا ليست متحكم بها من قبلنا ولكني أستطيع أن أجزم بإذنه تعالى أن تحضر أغلب القيادات التي لا توجد عوائق تمنعها من الحضور لأن الرغبة والحاجة للقاء كبيرة لإدراك الجميع ان المشكلة أكبر من تجاهلها ولا حل إلا بالحوار ولا حوار إلا باللقاءات المنفتحة على الجميع.

هناك معلومات عن ترتيبكم لإطلاع أمين عام الجامعة العربية على مشروع الحوار الوطني.. ماذا تريدون من وراء ذلك؟ وما خطورة التدخل الخارجي مما يجري في اليمن؟
نعم والأستاذ محمد سالم باسندوة موجود الآن في القاهرة وستكون فرصة للقاء الأخ أمين عام الجامعة العربية، ووضعه في صورة جهود اللجنة التحضيرية في الاعداد للحوار الوطني الذي يمكن للجامعة العربية وأي جهد عربي في صب جهودها الداعمة له باعتبار ما قطع حتى الآن سيوفر الكثير من الجهد.
وبالنسبة للتدخل فنحن لا نعيش في جزيرة معزولة ولا يمكن أن نمنع إهتمام الأخوة والأصدقاء بما يحدث لنا ومنا، ولكننا نستطيع من خلال تفاعلنا الإيجابي الواعي أن نحول هذا الإهتمام إلى دعم ضروري لجهود الخيرين في اليمن لحل مشكلاتنا وتجاوز عثراتنا وتنمية قدراتنا لنكون دولة ناجحة تساعد محيطها والعالم على توفير الأمن والسلام وتشارك في مواجهة التحديات التي تعيشها المنطقة والعالم


الخميس 15 أكتوبر 2009
ياسر العرامي

الخميس، 8 أكتوبر 2009

اصداء

وللوطن صقور وأسود تحميه!!

نشوان نيوز الخميس 08-10-2009 10:58 مساء
محمد راوح الشيباني




محمد راوح الشيباني


لا (المؤتمر) يصْــدُق ولا (المشترك) يـثـق.. رغم إن القوم في السـر غير القوم في العلن.. وما خفي أدهى وأمر.. يحكى أن قوما سافروا في سفينة لها ربـّانها وبحارتها وطاقمها المسئول عن الصيانة والإنقاذ وخدمة المسافرين على ظهرها..



وفي عرض البحر تعرضت لـ(قراصنة) صعدوا على ظهرها في جنح الظلام فانتبه لهم الربّان وأخذ يوجه طاقمه بالاشتباك معهم وإنقاذ السفينة منهم..الطاقم أبلى ولا يزال يبلي بلاء حسنا في الدفاع عن السفينة.. المسافرون على ظهرها أكتفوا بالفرجة على ما يدور ولم ينبسوا ببنت شفه..

رغم أن الربان طلب منهم شد أزر الطاقم المدافع ولو معنويا على أقل تقدير وليس المشاركة في الاشتباك فلديه ما يكفي من الأبطال ويستطيع قتل وأسر القراصنة جميعا ويحتاج لمجرد وقت فقط..

لكن المسافرين أجابوه بصوت واحد : نحملك كامل المسؤولية عن سلامتنا فاذهب أنت وطاقمك فقاتلا إنــّا هاهنا قاعدون.. السفينة لا زالت تبحر والربان وطاقمه يطهرونها يوما بعد يوم من القراصنة واحدا تلو الآخر ولا قلق عليها وستصل بإذن الله إلى بـرّ الأمان بعد أن تتخلص من آخر قرصان على ظهرها..

فليست المرة الأولى التي تتعرض فيها للقرصنة وسيعرف أولئك (الرعاديد) مقدار الحماقة التي ارتكبوها في حق أنفسهم وسفينتهم.. ومن المعيب جدا قول إحدى قيادات اللقاء المشترك (إن الوطن ليس في خطر بل النظام هو الذي في خطر) فهذا النظام ورغم كل اختلافنا معه وانتقادنا اللاذع له، هو في الوقت الحاضر من يمثل الوطن ويدافع عنه أمام هذه العصابة الباغية ولا أقول انه هو كل الوطن..

وعلينا التفريق جيداً بين الوطن الأرض والإنسان والهوية ونظامه الجمهوري ووحدته الممهورة والمعمدة بالدماء من طرفي الحرب يومها فكلهم يمانيون أوصلا لا فرس دخلاء ، وبين الحزب الحاكم الحالي كحزب سياسي نختلف معه في إدارته لشؤون البلد وبين رئيسه الرمز الوطني الكبير ورئيس كل الوطن في الظرف الراهن الذي يقود دفة السفينة في وسط محيط هائج بالتحديات ومضطرباً بالقلاقل والفتن.. وليس هذا أوان تصفية الحسابات السياسية أو فرض الشروط الحزبية حتى وان عودنا النظام مرارا وتكرارا عدم الوفاء بما يلتزم به للطرف الأخر عندما يحتاج إليهم وهو حتى الآن.. لم.. وأظنه وبعض الظن غير إثم.. لن يف بتعهداته ووعوده السابقة لأن الطبع يغلب التطبع.. لكن يمكن رد الصاع له صاعان في ظروف سياسية أخرى غير هذه التي يمر بها الوطن..

إن الصمت غير المبرر في موقف (المشترك) يدعو للاستغراب دون أن نطعن في وطنيتهم وولائهم لوطنهم بكل تأكيد أو نتهمهم بالتآمر والثأر والتواطؤ مع الحوثية الإمامية أعداء الوطن منذ صبيحة السادس والعشرين من سبتمبر وحتى فنائهم عن بكرة أبيهم وأمهم..

لكن أن تصمت هذه الأحزاب الوطنية بما تمثله من ثقل وطني كبير مثل ويتحالفون مع نقيضهم تاريخيا وأيدلوجيا ووطنيا من الأحزاب الإمامية الكهنوتية التي لها ثأر قائم وواضح مع الوطن مثل حزب - الباطل - المسمى زورا وبهتانا بـ(الحق) والوجه الآخر للعملة الإمامية المسمى حزب القوى الشعبية (اقشع) هذان الحزبان واضحان في سعيهما لاستعادة مجدهما الأسري السلالي العنصري القذر والمجرب على حساب كل الوطن.. فكيف يلتقي الوحدوي التحرري والقومي العربي والثوري التقدمي والإسلامي المعتدل مع الكهنوتي الرجعي الفئوي العنصري العائلي المتحجر!!

وصحيح أن رئاسة أحزاب اللقاء المشترك دورية بين أحزابها لكن المفارقة الأكثر غرابة وسخرية أن تؤول رئاسة اللقاء المشترك والوطن يخوض حربا ضروسا للقضاء على شبكات الإجرام الإمامية وخلاياها المقاتلة والنائمة.

في الوقت الذي تكون فيه الدورة على واحد من أوسخ الإمامين في اليمن انه (الإمام) الأكثر حقداً وعداوة المدعو (حسن زيد) فكيف يسمح ويقبل الأخوة قادة وقواعد هذه الأحزاب الوطنية والقومية بأن يقودهم شخص عنصري معروف بعدائه وخبثه وحقده على الوطن أرضا وإنسانا، جمهورية ووحدة، ناهيك عن سلوكه غير السوي منذ كان موظفا في الملحقية اليمنية في (برلين الشرقية) وهو الذي اشتهر بالمجون بغير حدود عندما كان يذهب لتوزيع المرتبات على الطلبة الدارسين في بعض البلدان التي لم يكن فيها سفارات للجمهورية العربية اليمنية في أوربا الشرقية مثل المجر وبلغاريا ورومانيا..

فتاريخه مليء بالموبقات والمحرمات التي لا تشرف أي إنسان!! وبالتأكيد انه ليس هناك إنسان معصوم في الأرض من الأخطاء وحتى الخطايا عدا الأنبياء عليهم السلام لكن العيب فيه وفي الحوثي وأمثالهم هو تقمص وادعاء الفضيلة والتقوى والورع بدعوى الانتساب إلى آل بيت الرسول الأعظم عليه أفضل الصلات وأتم التسليم، في الوقت الذي هم في سلوكهم اليومي أرذل خلق الله وأنذلهم وأفسدهم على وجه الأرض وقلوبهم تحمل من الحقد ما لم يحمله أحقد (بعير) في الصحراء على صاحبه الذي ضربه وعذبه وجوعه.

الأحد، 4 أكتوبر 2009

صعدة ضحية لصراع الاجنحة في صعدة، مقابلة رئيس اللقاء المشترك حسن زيد مع ايلاف

في حوار مع "إيلاف" إتهم حسن زيد، وهو أمين عام حزب الحق ذي الاتجاه الزيدي، السلطة بحرمان أتباع المذهب الزيدي من ممارسة حقهم السياسي. وتحدث زيد عن بداية نشوء الجماعة الحوثية المناهضة للحكومة في صعدة، وكيف بدأ أعضاؤها منبهرين بالتجربة الإسلامية في إيران وحزب الله. وقال حسن زيد إن أهم أسباب فشل الوساطة بين الحكومة والحوثيين تتمثل في غياب الإرادة الجادة لحلها، فبمجرد توقف الحرب يتم تجاهل المشكلة ونسيانها والانصراف للاهتمام بقضايا أخرى.
صنعاء: قال زعيم المعارضة اليمنية حسن زيد أن الحرب في صعدة نشبت حين بدأت السلطة بإهانة الزيدية والهاشميين، وطردهم من الوظائف، والاستيلاء على مساجدهم. وأعتبر الرئيس الدوري الحالي لأحزاب اللقاء المشترك، الذي يضم ستة أحزاب يمنية معارضة، أن ما يجري هو حرب "بالوكالة لحساب دول أخرى، والضحية كان أبناء صعدة وأمن المواطن وحريته وكرامته ( خصوصًا) الهاشمي الزيدي، الذي عومل كوافد وعميل، ليس له حق في الحياة والحرية".
وقال إنّ حسين الحوثي "لم يكن يتصور أنه على خلاف مع الرئيس" وأنه "كان قريبًا من الرئيس خصوصًا في الفترة التي سبقت وعقبت استقالتهم من حزب الحق". وأشار إلى إحدى مشاكل حسين الحوثي والمتمثلة في بعض الآراء التي "لم يقبل بها العديد من الزيدية والمتعلقة بتقييمه النقدي لبعض مفردات التراث الزيدي المدون في كتب أصول الفقه والدين وفي الإفراط في اعتبار التراث هو الدين والانصراف عن القرآن الكريم".
هنا نص الحوار:
*بما أنك كنت أحد الوسطاء السابقين بين الحكومة اليمنية والحوثيين، هل يمكن أن نعرف أسباب عدم نجاح الوساطات والمساعي السابقة الهادفة إلى إيقاف الحرب؟
- أهم الأسباب في نظري تتمثل في غياب الإرادة الجادة لحلها، فبمجرد توقف الحرب يتم تجاهل المشكلة ونسيانها والانصراف للاهتمام بقضايا أخرى، فللمشكلة أبعاد كثيرة اقتصادية واجتماعية وسياسية، وتحتاج إلى إرادة لا تقل عن الإرادة التي يتم بها إدارة الحرب.
خذ على سبيل المثال عقب الحرب الأولى وعلى الرغم من الآثار الكارثية العميقة التي خلفتها نتيجة لإعدام السيد حسين الحوثي، وعلى الرغم من القسوة المفرطة في التعامل مع أبناء منطقة مران والشروط التي فرضت على السيد العلامة بدر الدين الحوثي وأخيه عبد الكريم بدر الدين وآل الحوثي بوصولهم إلى صنعاء والعيش فيها، إلا أن السلطة تجاهلت أبسط حقوقهم كمواطنين بل كبشر. فلم توفر لهم السكن أو المال للعيش الكريم، ولم تؤمنهم بل ضلوا تحت التهديد بالتصفية الجسدية بزعم وجود ثأر ضدهم من بعض القبائل الذين قاتلوا مع السلطة في مران، ولم تنفذ السلطة ما التزمت به في مقابل وصولهم إلى صنعاء من إطلاق المعتقلين، وسلّمت المحافظة لقيادة عسكرية تتبنى مذهبًا تكفيريًا له طابع عنصري استهدف المذهب الزيدي بالتصفية وعمد إلى إهانة الزيدية والهاشميين، وشرّد شباب الزيدية وطردهم من الوظائف. وتوسعت السلطة في حربها لتشمل كل الزيدية حتى طالت المساجد بصنعاء وذمار، بل وحتى محافظة إب، مع أن المشكلة كانت مع حركة الشعار وسببها المعلن عدم مثول حسين بدر الدين أمام رئيس الجمهورية عندما طلبه، إلاّ أن الحرب استمرت وتحولت إلى حرب على الزيدية والتشيع والهاشميين، وتبنى بعض النافذين (ثورة ثقافية) طالت حتى كتب المواريث ذات الطابع الرياضي، ولم تتوقف، واستغلت مقابلة صحفية للسيد بدر الحوثي في جريدة محلية وهكذا أشعلت الحرب الثانية والثالثة، ولم تتوقف الحرب، ودخلت أطراف أخرى لتستثمرها، ولم تعد حربًا بين حركة الشباب والسلطة بل حربًا بين أجنحة في السلطة ضد بعضها، وحربًا بالوكالة لحساب دول أخرى، والضحية كان أبناء صعدة وأمن المواطن .
وكانت الحرب تشتعل متى ما أرادت أجنحة السلطة أن تشتعل، وتتوقف بقرار سياسي من صنعاء، ولأنها كانت كذلك تركت المشكلة دون حل مما وسع الجرح، وظل المعتقلين في السجون، وفي الأقبية يخضعون للتعذيب، أو هكذا يشاع، كما ذهبت السلطة إلى حرمان الزيدي من الحق السياسي، فحل حزب الحق، ونهب مقر إتحاد القوى الشعبية، ونهبت صحيفته، ومنع الهاشمي من التعبير عن نفسه. باختصار لم تتوفر الإرادة لحل المشكلة، بل أريد لها أن تستمر ظنًا من السلطة أنها ستظل تحت السيطرة، وتظل تستخدم بين حين وآخر ميدانا لتصفية الحسابات بين أجنحة السلطة وميدان تدريب وابتزاز للجيران.
فضل الله وسيد قطب
*ما جذور المشكلة برأيك في الصراع بين السلطة اليمنية والحوثيين؟
- بدأت بتشكيل الشباب المؤمن لسلسة من المراكز العلمية التي انطلقت لأول مرة من ضحيان وأطلق عليها اسم ( منتدى الشباب المؤمن ) والتي أسسها مجموعة من الشباب الزيدي في بداية التسعينيات بغية انتشال الشباب من الجهل والتخلف، وبمنهج علمي وتربوي مختصر. كان من أبرز المؤسسين الأستاذ محمد بن بدر الدين الحوثي، والأستاذ محمد يحيى سالم عزان، والأستاذ عبد الكريم جدبان وعبد الله حسين المؤيد ومحسن صالح الحمزي وصالح احمد هبره وعلي احمد الرازحي والدكتور عبد الرحيم الحمران، وغيرهم ، وكانت مرجعيتهم الدينية للسيد العلامة الحجة بدر الدين بن أمير الدين الحوثي.
وكان الأخوان محمد يحيى عزان وعبد الكريم احمد جدبان، أكثر الشباب نشاطًا في العلاقات الخارجية، ترددا أكثر من مرة في زيارة للجمهورية الإسلامية (الإيرانية). كما أنهما، فيما أعلم، الوحيدان اللذان سافرا إلى لبنان في الثمانينيات، للدراسة بحوزة السيد محمد حسين فضل الله، الذي نصحهما بالتمسك بانتمائهما للمذهب الزيدي، وقد كانا ككل اليمنيين الأسوياء منبهرين بالثورة الإسلامية العظيمة، وبشخصية الإمام الراحل آية الله الخميني فعبر الأستاذ عبد الكريم جدبان عن انبهاره بقصيدة أمتدح فيها الإمام الخميني، وبسبب ذلك أعتقل في الأمن الوطني قبل الوحدة ومكث أشهرًا عدة، كما تعرض للاعتقال في الأردن (لنفس السبب وبناء على الملف اليمني)، عقب عودته من العراق، وكانا منبهرين بالتجربة الإسلامية في إيران وحزب الله، منفتحين فقهيًا على كل المذاهب الإسلامية وبالذات فكر السيد محمد حسين فضل الله، وكثيرًا ما كانا يستعينان ببعض من محاضراته يعرضانها كمادة ثقافية في أمسيات المنتدى، إضافة إلى قيامهما بالرد على جماعات التطرف السني بأبحاث وكتيبات اعتمدت على الفقه المقارن، فُحسب الشباب(المؤمن) جراء ذلك على الإثني عشرية خصوصًا في المملكة العربية السعودية ، وكانت المملكة كثيرًا ماتشكو من نشاط الشباب المؤمن لأصدقائها من وجهاء صعدة، وتتهمهم بالتحريض ضدها، وذلك بغياب الشخصيات المحترمة من عقال المحافظة الذين كانوا يستطيعون الوصول إلى الأمير سلطان ليوضحوا له أكاذيب المصادر التي يعتمدون عليها. وجرى بعدها اعتقال من تم الوصول إليهم، كالأستاذ محسن صالح الحمزي، وتم تحريض بعض المشايخ والعلماء المقرّبين على الشباب فبدأت انشقاقات داخل التيار الزيدي، وحزب الحق، تحت عنوان خروج الشباب المؤمن على المذهب الزيدي، والمقصود هنا عزان وجدبان وعلي احمد الرازحي واحمد صالح هبره ومحسن الحمزي، الذين اتهموا بالتسنن (الاتجاه نحو السنة) والميل عن نظرية الإمامة عند الزيدية، والخروج على مرجعية الزيدية الأكبر العلامة مجد الدين المؤيدي، والترويج لفكر الشيخ احمد بن عبد الحليم بن تيمية ومدرسة أهل الحديث الأصولية كما عبر عنها العلامة الحسن بن أحمد الجلال والشيخ صالح ألمقبلي إلا أن العلامة بدر الدين دعمهما واعتمد مقرراتهم الدراسية رغم كل ما قيل عنها من ميل إلى التسنن، لاتفاقه معهما في المنحى التوحيدي حتى انه اعتمد كتاب سيد قطب في التفسير لتدرسيه.
*ماذا عن حسين الحوثي الذي عُد المؤسس الرئيس للجماعة؟
- لم يكن المرحوم حسين الحوثي من الهيئة الإدارية أو المدرسين في منتدى الشباب المؤمن، لأنه كان منشغلًا بالبرلمان، حتى العام1997م وبعدها سافر للدراسة العلياء في جمهورية السودان وحصل على الماجستير وسجّل للدكتوراه ولكن منحته قطعت، فعاد إلى اليمن.
وقد تزامن ذلك مع أحداث 11سبتمبرعام2001 فغزو أفغانستان ثم العراق وكان مسموعا مؤثرا لدى إخوانه فبدأ سلسلة محاضرات جذب فيها بعض شباب المنتدى مما أدى إلى الانقسام بين متمسك بمنهج المنتدى في التثقيف المعرفي وفق منهج معد سلفًا ومقر من العلامة بدرالدين الحوثي وبين منهج حسين التعبوي الجهادي المستلهم من نصوص القرآن مباشرة وفكر قدماء أئمة أهل البيت (الزيدية) كالإمام القاسم بن إبراهيم المعروف بالرسي وحفيده الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن الإمام القاسم ومتأثرا بالنجاح المبهر للثورة الإسلامية في إيران ونموذج حزب الله من ناحية وبحركة الإخوان المسلمين والحركة السلفية كما تجسدت في نموذج التجمع اليمن للإصلاح في اليمن والجبهة القومية الإسلامية في السودان وحركة طالبان في أفغانستان،مستندًا إلى الظروف التي تمثلت في الغزو الأميركي لأفغانستان والعراق، والقمع الصهيوني المستمر للشعب الفلسطيني والاعتداءات المتكررة على لبنان، وما ترتب على ذلك من حالة الشعور بالحقد والخوف من تكرار ماحدث في العراق باليمن والجزيرة العربية بدعوى محاربة الإرهاب، وكانت دروسه تسجل وأفرغت في ملازم، ووزعت على نطاق محدود. وكانت المحاضرات كلها تدور حول عنوان ( الثقافة القرآنية ) تتحدث عن المسؤولية الدينية، إزاء المخاطر المحيطة بالأمة وأكثرها حضورًا آنذاك الخطر الأميركي، وعن ضرورة العمل من أجل الإسلام والتحصين من خطر أميركا وإسرائيل خصوصا بعد أن تردد أن من أهم أسباب إقدام أميركا على غزو العراق اعتقاد الإدارة الأميركية بترحيب الشعب العراقي بالغزو نتيجة للصراعات التي خاضها نظام صدام مع الشيعة في الجنوب والأكراد في الشمال، فأراد حسين إيصال رسالة مفادها أن الشعب اليمني يرفض أي غزو أميركي لليمن،وفكرة الغزو الأميركي لليمن كانت متوقعة من الكثيرين لنشاط القاعدة فيها ولأنها كانت ممرا ومركزا لتدريب للمجاهدين العرب أبان الغزو السوفيتي لأفغانستان، وعامل آخر لم يدركه الكثيرون وهو أن اختلاط المسلمين واليهود اليمنيين في صعدة بالذات كان قويا وكان اليهود يرددون أنهم سيحكمون اليمن بالقوة المسلحة وأن المسيح سيخرج من باب نجران بصعدة، ولم يكن المسلمون يهتمون لمثل هذه النبوات لاستحالتها عقلا، لكن الغزو الأميركي للعراق وأفغانستان ونشاط السفير الأميركي الأسبق في صعدة، والذي أشيع أنه يتركز في شراء الأسلحة كخطوة لتجريد أبناء صعدة من السلاح، عزز مخاوف أبناء صعدة من إمكانية حدوث ذلك، ولهذا جاءت فكرة ترديد الشعار الموت لأميركا الموت لإسرائيل لتعبئة المجتمع ضد الغزو المحتمل، لعل أميركا ترتدع عن فكرة غزو اليمن.
واجه حسين العديد من المشاكل، بسبب الشعار وما تضمنته الملازم من أراء نقدية للتراث الزيدي، والمشكلة الأولى التي ووجه بها حسين والمتأثرون به هي أن الكثير من الناس لم يتقبلوا رفع الشعار عقب الجمعة في الجوامع وبالذات مع اتجاه الدولة المعادي له منذ البداية، فقد تم اعتقال العديد ممن كانوا يرددون الشعار حتى وصل العدد الى 800 معتقل قبل الحرب الأولى عام 2004وهم من رافعي الشعار في الجامع الكبير بصنعاء فقط، منهم من بقي أسير السجون لسنوات وبعضهم يقال انه لا يزال، ومنهم من أفرج عنه بعد فترة طويلة، ومنهم من لاقى أشد أنواع التعذيب، وقد كانوا في الغالب يرفضون الالتزام بعدم ترديد الشعار في مقابل الخروج من المعتقل ويطلبون أمرًا من(سيدي حسين)، وترديد كلمة (سيدي حسين) والصلابة التي أظهرها المعتقلون على غير عادة المعتقلين في الأمن السياسي أقلقت السلطة.
مع الرئيس في خط واحد
*قيل أن الجماعة رددت هذا الشعار أثناء لقاء بالرئيس، فيما يرى بعضهم أنهم كانوا قريبين من الرئيس أثناء مرحلة التأسيس؟
- أُستقبل الرئيس بترديد الشعار وهو في طريقه للحج عندما توقف في مسجد الإمام الهادي لصلاة الجمعة وأراد أن يلقي كلمة، إلا أن ترديد الشعار حال بينه وبين ذلك، فبدأ كما تردد في طلب حسين للمثول أمامه في صنعاء كعادته في التعامل مع أي ظاهرة جديدة ليعرف نواياه. ولكن حسين كان قد انقطع عن العاصمة وتوجس خيفة من احتمال قيام الولايات المتحدة باغتياله، لم يكن يتصور أنه على خلاف مع الرئيس بل أعتقد أنه والرئيس في خط واحد وهو خط الممانعة الرافض للهيمنة الأميركية، وأنه يخدم التوجه العام الذي يحصن اليمن من أي غزو محتمل، ولذلك كان يؤكد على أنه مع الرئيس وأنه أخلص له من بعض من حوله، وقد جاء هذا المعنى صريحا في رسالته التي حملها السيد غالب المؤيد والشيخ صالح الوجمان وأخيه يحيى بدر الدين الحوثي، بل أنه أكد أنه يقدره تقديرًا كبيرًا، وحسين الحوثي لمن يعرفه لا يكذب فقد كان قريبًا من الرئيس خصوصًا في الفترة التي سبقت وعقبت استقالتهم من حزب الحق ، فقد كان رهانه على الرئيس باعتباره مناضلا عروبيًا وطنيًا استثنائيًا، حتى أن الأخ عبد الكريم الحوثي فسر اندفاعهم بتعبئة الناس ضد الهيمنة الأميركية والإسرائيلية أنها تصديقًا وتأثرًا بمواقف الرئيس وتصريحاته ألرافضة للاحتلال الأميركي للعراق والهيمنة والعربدة الإسرائيلية حتى لقب حينه من قبل تيار المقاومة بفارس العرب خصوصا بعد مطالبته بفتح حدود مصر أو دول المواجهة للمتطوعين والجيوش العربية وخلقت هذه التصريحات أزمة مع النظام في جمهورية مصر العربية، ولم يكن لحسين أو أتباعه بل والتيار الزيدي عمومًا أي مشكلة مع الرئيس بل بالعكس، فقد اقتربوا منه كثيرًا وشعروا بأنه سندا لهم لدعمه لحقهم في تدريس المذهب الزيدي، وحماهم مما كانوا يتعرضون له من قبل الأجهزة الأمنية قبل الوحدة، وبعد1994م وأعاد السيد بدر الدين من إيران، وضمن أمنه الشخصي وحريته، وكان للمرحوم العلامة عبدالله الصعدي والمرحوم اللواء مجاهد أبو شوارب والمرحوم يحيى المتوكل والدكتور عبد الكريم الارياني وللواء يحيى الراعي، واللواء عبد الملك السياني وغيرهم الدور الأكبر في التقريب بين الزيدية عمومًا ومنهم حسين ووالده والشباب المؤمن والرئيس علي عبدالله صالح، وحمل اللواء علي محسن الأحمر وحلفائه مسئولية كلما واجهته الزيدية من قمع، وحجر وتضييق، وأعتقد أن استقالتهم من حزب الحق كانت خطوة من خطوات التقارب مع السلطة لأن أولوية الأخوة في صعدة لم تكن للنشاط السياسي الحزبي بل الدعوي الفكري، والسلطة فيما يبدوا كانت عازمة على تفكيك حزب الحق كي يصبح التيار الزيدي مناصرًا لها في مواجهة التجمع اليمني للإصلاح الذي توحد في نظر الكثيرين بما كان يطلق عليهم الوهابيين لأنهم منهجيًا تبنوا المعاهد العلمية وكانت مناهجها ضد المذهبية، واعتمدت على كتب ومنهج أهل الحديث وفكر ابن تيمية وابن القيم وابن كثير ومحمد عبد الوهاب، بوعي أو بدونه.

الانصراف عن القرآن
* كانت هناك بعض الآراء التي كشفت عن منحى متطرف في منهج حسين الحوثي الفكري أو الدعوي؟
- وجدت مشكلة تمثلت في بعض الآراء التي أفصح عنها حسين في محاضراته والتي لم يقبل بها العديد من الزيدية والمتعلقة بتقييمه النقدي لبعض مفردات التراث الزيدي المدون في كتب أصول الفقه والدين وفي الإفراط في اعتبار التراث هو الدين والانصراف عن القرآن الكريم، وعلى الرغم من أن تلك القضايا لم تكن المحور الرئيس لمحاضرات حسين إلا أن الأنظار كانت غالبًا تتوجه إليها ، بسبب الطابع النقدي لأغلبية العلماء خاصة عندما يتعلق الموضوع بقضايا فكرية ، وبأسباب أخرى ربما كانت الدولة المحرك الرئيس لها .
هذه المشكلة دفعت بعض العلماء إلى استنكار تلك الأفكار التي كان يطرحها السيد حسين خاصة المتعلقة بأصول الفقه وأصول الدين، فأصدروا بيان استنكار لتلك الأفكار بعد تحرك من بعض أجهزة الدولة، بالاستعانة بالسذخ من العلماء الذين باتت المداراة سمتهم وسمتهم ويعيشون على فضلات موائد السلطة من خلال علاقتهم بمن أطلق أتباع حسين فيما بعد عليهم بزيدية اللجنة الدائمة (في الحزب الحاكم)، كالأخوة أصحاب المعالي الوزراء(أحمد الكحلاني وأحمد عقبات وحمود عباد وإسماعيل الوزير ويحيى الشامي) وغيرهم من شباب الزيدية المتحمس للمؤتمر الشعبي والمؤمن بمنهجه السياسي والمراهن على الرئيس علي عبدالله صالح) وقد وعدوا بأن البيان سيكون المخرج الوحيد من ضربة عسكرية محتملة على حسين الحوثي وعلى الزيدية، لكن استغل هذا البيان أسوأ استغلال.
*هل يمكن أن تعود بنا إلى بداية الحرب الأولى، ومجرياتها؟
- كانت البداية في حملة مكونة من18طقما نزلت على مجاهد حيدر لإيصاله إلى صنعاء فاكتفي بالتزامه بالحضور عقب مغادرة الحملة فوجهت الحملة لمران لقربها من الجوف ووصلت يوم17يونيو2004 وتزامن مع وصولها مران انتشار عسكري في ضحيان والطلح، وتدخل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر من الرياض وتحرك الكثيرون ممن استشعروا خطر تفجر الوضع وتواصلوا مع الرئيس لطلب مهلة تتاح فيها الفرصة لوصول حسين الحوثي إلى صنعاء، ومنح الرئيس الشيخ24ساعة. لكن مجموعة مسلحة قامت باستهداف نقطة أمنية في مدخل مدينة صعدة وقتلت3 من أفرادها فأشعلت الحرب، مع أنه أتضح فيما بعد أن الفاعلين من مهربي المخدرات.

كانت الحملة تحت قيادة اللواء علي محسن الأحمر، المحسوب عند أهل صعدة على التيار السلفي، وكانوا يحتمون منه بالرئيس الذي أقام معهم علاقة مباشرة بقصد التوازن الذي يجيده ويعتمد عليه، وكان محافظ المحافظة يحيى العمري من أسوأ من تولى إدارة محافظة على الإطلاق، فقد أستفز أبناء المحافظة عمومًا والزيدية بوجه خاص حتى أنه عمد إلى تلطيخ اللوحات التي تحمل كلمة إمام المقترنة بالحسين أو الإمام علي أو الإمام الهادي، وكان يستفز ويسخر من الهاشميين ويستهدفهم وظيفيًا حتى أنه قطع رواتب المعلمات الهاشميات وقال لهن كما تواتر عنه اذهبن إلى جدكن محمد يعطيكن الرواتب، المهم اشتعلت الحرب في18يونيو2004 وصاحبتها حملة إعلامية مهولة صوّرتها وكأنها حرب وجوديه للنظام الجمهوري وللسنة و للزيدية وللسلم الدولي ولاستقلال اليمن وللمقدسات الدينية الإسلامية الزيدية والسنية، لأن حسين (أتهم بكل التهم التي وجهت للخوارج على النظم الإسلامية المختلفة فهو مدعي للنبوة والمهدية والإمامة وهي شيعي إمامي رفع إعلام حزب الله في مران بدلا عن إعلام اليمن ويمثل خطرا على امن اليمن والمملكة، وهو بترديد أتباعه الشعار يفرض على الولايات المتحدة احتلال اليمن إن لم يخرس، وهو يريد عودة بيت حميد الدين) أحصاها أحد المهتمين حينها ب25تهمة متناقضة غالبًا فيما بينها.
والحملة الإعلامية كشفت عما هو ابعد من مجرد استهداف حسين بدر الدين الحوثي لأنه ابتدع ترديد الشعار، فقد ذهب بعضهم إلى استثمار الحدث ليستهدف الوجود الزيدي فحول الحرب ضد الزيدية والهاشميين حتى وصل الأمر إلى اقتحام منزل وزير العدل المقرب من الرئيس القاضي احمد عقبات، وشهّر بأمين العاصمة أحمد الكحلاني ، وهونسب الرئيس، والد أحدى زوجاته، و عضو مجلس النواب عن المؤتمر الشعبي، ونشر في صحيفة مقربة من الأسرة الحاكمة(الشموع) أنه أعتقل في المطار للاشتباه به بتهمة الحوثية لمجرد أنه هاشمي رغم ولائه المطلق للرئيس وقربه منه آنذاك، وأتهم بتوظيف الهاشميين في الأمانة ونشرت قوائم بأسماء الهاشميين، حتى من ماتوا أو وظفوا قبل أن يعين الكحلاني في أمانة العاصمة، وكان هدف الحملة هو التحريض ضد الهاشميين وإظهارهم كخطر على اليمن واليمنيين وخلق اصطفاف شعبي ضدهم على أساس سلالي، فظهرت أو عادت مفردات (الوافدون الضيوف من لم يرعوا حقوق الضيافة المطرودون من بلدهم الأصلي، الفرس الصفويون) مقترنة بالحديث عن الهاشميين في مجموعهم، ولم تستثن أحدًا، الأحياء والأموات، بدءًا من الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين وانتهاء بالمعاصرين من الرموز المحترمة كالعلامة السيد محمد بن محمد المنصور والعلامة الزاهد حمود عباس المؤيد، كما فعلت جريدة الدستور، مرورا بالمرحوم يحيى محمد المتوكل، ولم يسلم منها حتى (أدوات) النظام كحمود عباد وزير الأوقاف والإرشاد رغم ابتذاله في التقرب لعلي محسن أو ما كان يعرف جناح علي محسن، وتعرض الهاشميين الزيدية ومن اظهر أي تعاطف مع مظلوميتهم للاعتقال، فأعتقل تلاميذ العلامة مجد الدين المؤيدي، ومنعت كل كتب الزيدية.
وقد ساعد طول أمد الحرب التي لم يكن متوقعًا لها إلا أيام (24) ساعة كما وعد الرئيس من قبل من دفعوه للمعركة، ساعد إلى دخول عناصر قوى عديدة أرادت استثمار الحرب. وتحولت المعركة إلى حرب بين قوى متحالفة أرادت تصفية حسابات ضد بعضها إما بهدف إضعافها أو تعزيز مواقع على حساب الهاشميين والزيدية من جهة الذين كانوا على الأقل من بعد حرب1994م في مجموعهم حلفاء للرئيس علي عبدالله صالح في مواجهة جناح علي محسن وحلفائه من المشايخ والسلفيين، وكانوا قاعدته الانتخابية المنظمة كما كانوا كموظفين في الجهاز الإداري والقضائي و ألأمني والعسكري المخلصين للرئيس وللنظام خوفًا من مجيء السلفيين ودفعًا لتهمة عدم الولاء التي كانت سيفًا مصلتًا على رقابهم،
بل إنّ الحرب على حسين ومران، مع أن القرار هو قرار الرئيس علي عبدالله صالح، كانت موجهة ضد قاعدة الرئيس الانتخابية ومن حرض الرئيس للحرب أراد أضعاف العلاقة بين الرئيس والهاشميين، و الزيدية ليحل محلهم في الوظيفة العامة وكي تخلو الساحة من أي مقاومة فكرية لانتشاره، وقد أشتهر أن بعض رموز السلفيين شاركوا في إدارة العمليات العسكرية، وسعوا بكل ما أتوا من قوة إلى عزل الهاشميين و الزيدية بجر حلفائهم من القوى السياسية إلى تبني نفس الموقف من الهاشميين. ومع أن الهدف إيصال حسين إلى صنعاء قهرا إلا أنها تحولت إلى قتل حسين والسيطرة العسكرية السلفية على منطقة حدودية مهمة وكانت الدولة تظن أن الحملة ستنتهي سريعًا ، ولكنها فوجئت كما فوجئنا جميعًا باستماتة منقطعة النظير.
وأصدر العلماء بياناتهم ورسائلهم يحرّمون فيها سفك الدماء ، ويوجبون إيقاف الحرب ، ولكن القادة العسكريين استمروا ،في الحرب وواصل القادة القصف والضرب والقتل تزامن هذا مع الاعتقالات التي طالت كل زيدي نشط ومنعت الكتب الزيدية بما فيها شرح الأزهار الذي كان مرجعا للقضاة وطال الاستهداف شباب صنعاء الذين نظمهم المؤتمر ممثلا بمطهر تقي وعبد الرحمن الاكوع وأمانة العاصمة.
وحوكم يحيى الديلمي ومحمد مفتاح بجريمة تنظيم اعتصام ضد الحرب والعمل على نشر والترويج للمذهب الزيدي واعتقل القاضي لقمان وحوكم بتهم منها إنكاره لحديث أن النبي بال واقفا ومشاركته أبناء حراز في إحياء الاحتفال بالغدير الذي لم ينقطع الاحتفال به منذ مئات السنين .
ولهذا استمرت80 يوما وقد حاولت بعض القيادات العسكرية أن تشمل ضحيان والطلح ونشور، إلا أن الرئيس جنب ضحيان وحصرها في مران، كما حصر المشكلة في البداية مع(حسين فقط) ولذلك تعامل مع العلامة بدرالدين كوسيط ومرجع مثله مثل العلامة السيد محمد بن محمد المنصور والسيد العلامة أحمد محمد الشامي (كان وزيرا للأوقاف وأمينا عاما لحزب الحق) والعلامة السيد أحمد عقبات وزير العدل، وحرص،رغم الخطاب التعبوي العنصري الذي تبناه بعضهم، على أن يجنب البلد الانزلاق في الصراع المذهبي العرقي، وكانت علاقته بالهاشميين حتى ذلك الحين إيجابية كما عبر عن ذلك في لقائه بالعلماء عقب بدء الحرب بأنه نسب وصهر (كان متزوجًا بابنة السيد أحمد محمد الكحلاني، أمين العاصمة وشقيق مدير المؤسسة الاقتصادية وهما بالإضافة إلى الكثير من الرموز الزيدية الهاشمية كالعميد يحيى محمد الشامي المحافظ والقائد العسكري، واللواء علي محمد صلاح بندق عدال الرئيس كما يوصف ورجل المهمات الخاصة بحل المشاكل القبلية مع أي وحدة عسكرية، واللواء محمد القاسمي، رئيس الأركان آنذاك وهو من أقرب المقربين من الرئيس ونجله أحمد، والعلامة أحمد عبد الرزاق الرقيحي واللواء عبد الملك السياني وزير الدفاع السابق والمثقف الزيدي، وأحد أهم قنوات الاتصال بين الرئيس والعلماء، وإسماعيل بن أحمد الوزير أهم المستشارين القانونيين، إضافة إلى الكثيرين ممن كان ولاؤهم، ولا يزال بعد الله، للرئيس علي عبدالله صالح لأنهم كانوا يروا فيه الضمان لعدم طغيان المد العنصري المذهبي ضد المذهب والهاشميين.
وقد استجاب هؤلاء وحاولوا حصر القضية في مران والمشكلة مع حسين، وتبنوا التضحية به وتركه لمصيره، كي لا يتيحوا للجناح الآخر للسلطة الفرصة ليحقق كل أهدافه، لكن الجناح الذي سعى للحرب والوقيعة بين الزيدية والرئيس، وعمل حاجز من الفولاذ عمد بالدم والمعتقلات والمحاكمات والملاحقات، تمكن من خلال تطويل أمد الحرب إلى تسميك وتمتين جدار القطيعة، مستعينًا بالفبركات الإعلامية واختلاق الأخبار، وصناعة الرأي العام أو لنقل تزويره ونقله للدوائر المحيطة بالرئيس، والرئيس شخصيًا، ساعدهم على ذلك مواقف وردود فعل بعض شباب الهاشميين في المعارضة، إما في شكل كتابات أو تصريحات، نقلت بعد تحريفها، والأهم الحاجز النفسي الذي بني على الثقافة المجتمعية القبلية والمذهبية التي تعاملت مع الهاشميين والزيدية في موقفهم مما يحدث كموقف القبيلة أو المذهب المتعصب ألإقصائي، أي حدث نوع من الإسقاط على الهاشمي والزيدي، وتحسس منه نتيجة للإساءة إليه (من أساء أستوحش).
إيران وحزب الله
*أنت هنا تعمم بشكل كلّي؟
- التباين كان واضحًا بين موقف الرئيس وموقف اللواء علي محسن والأجهزة التي تلتقي معه بما في ذلك والسلفيين وآلته الإعلامية والتنظيمية كانت أشد ضراوة في اختلاق التهم، وتلفيق الإشاعات وإنتاج الكتب والأدبيات الدعائية ضد الشيعة وخطرهم وربط حسين الحوثي والزيدية بإيران وحزب الله، وأنتجت صورا جمعت بين حسين بدر الدين الحوثي والسيد حسن نصر الله وعرضت على الرئيس، لإثارة مخاوفه من المد الجعفري المستند على انتصارات حزب الله والمكانة العظيمة التي أحتلها رمز المقاومة الإسلامية السيد نصر الله في نفوس اليمنيين وعبروا عنها برفع صوره في المحلات وعلى السيارات والمركبات في مختلف المناطق اليمنية بما فيها الشافعية.
واختلقت ماكينة خصوم الزيدية والهاشميين في الجيش والأمن والمؤسسات التعليمية والإعلامية أكاذيب عن التحصينات التي بناها الإيرانيون وعن المقاتلين اللبنانيين(حزب الله) الذي يقاتلون مع الحوثي وعن الدركترات والدكاكات ومعدات الهندسية الميكانيكية التي حصل عليها الحوثي و بها يبني تحصيانته، وعن الأسلحة المتطورة التي يملكها الحوثي،مع أنه كما ثبت لم يستخدم إلا البندقية الآلي والفردي، وعن رفع أعلام حزب الله بدلًا عن العلم الرسمي لليمن، ونقبت كتب الملاحم والفتن لتتحدث عن( راية اليماني الزيدية التي يقودها حسين من قرعة بخولان عامر)
وألفت الكتب والمقالات للزبيري والشوكاني والبتول، والتحقيقات التي كتبها سعيد ثابت سعيد وأمثالهم والعشرات من المبتدئين أو الأسماء المستعارة، تنظر للحرب كضرورة دينية وطنية شوفينية على أساس سلالي تعتبر الهاشمي وافد غريب رافضي صفوي ما لم يكن مجاهرًا بعدائه للزيدية ويقبل بالدونية السياسة والدينية بأن يكون عبدا طائعًا للتنظيم أو سلفيًا متعصبًا ضد التشيع والشيعة ورموزهم، وتخصصت إصدارات صحفية كالشموع وأخبار اليوم والناس في التحريض على الحرب حتى آخر جندي وآخر زيدي، ورغم أن تمويلها من دار الرئاسة والفرقة والمؤسسات الحكومية المحسوبة على المؤتمر، إلا أن كتاب الشموع وأخبار اليوم كلهم ينتمون للحركة السلفية ويتحركون ضمن الإستراتيجية الإعلامية للسلفيين، ويوالون من يوالي اللواء علي محسن ويعادون من يعادي ويقصون من يقصي، ويتبنون معاركه ولكن بلسان الرئيس وسنحان وعبد الرحمن الاكوع،
يهمنا هنا أن نؤكد على أن طول الحرب مكن خصوم الرئيس من توسيع الهوة بينه وبين الزيدية والليبراليين والحداثيين واضعف قواه وأجل المعركة التي كانت قد شرعت ضدهم من المؤتمر، وحققوا مكاسب من الحرب بأن حلوا محل المبعدين من الهاشميين في مواقع الجهاز الإداري والأمني والعسكري، وفككت روابط العلاقة بين الزيدية والهاشميين والرئيس، وقطعت معظم جسور العلاقة بينهم.
إقحام الشيعة في العالم
* كثيرون يعيدون تكوين جماعة الحوثي إلى انشقاق وقع عام 1994 في حزب الحق الذي تشغلون فيه منصب الأمين العام.. حيث كان قائد الجماعة الراحل حسين الحوثي عضوا في الحزب وأنتخب في البرلمان ضمن إحدى دوائره.. كيف تقرأون أنتم نشؤ هذا التنظيم المسلّح؟
- أولا أتحفظ على مصطلح تنظيم مسلح فيما يتعلق بالنشأة، صحيح الآن أصبح تنظيماَ مسلحًا ولكنه في البداية لم يكن كذلك، وبالنسبة إلى الخروج من الحزب فقد أجاب يحيى الحوثي وهو في إجابته هذه كان دقيقا بأنهم تعرضوا لضغوط كبيرة من السلطة بل إلى حرب ليخرجوا من الحزب ففعلوا لعل السلطة تتوقف عن الحرب ضدهم، ولكن الجماعة كحركة مع الشعار وارتباطها بحسين لم تبدأ إلا عقب عودته من السودان، عام 2000-2001.
*تتهمكم السلطة سواء في حزب الحق، أو في أحزاب اللقاء المشترك، بالتعاطف مع الحوثيين وبالتالي ترفض أي مبادرات من قبلكم لحل المشكلة؟
- السلطة تتهمنا بكل تهمة، وترفض أي حل عن طريقنا أو عن أي طريق.
*الكثير من المؤشرات تؤكد وجود تدخل خارجي في الحرب الجارية، كيف تنظرون إلى أطروحات الخروج من لأزمة في ظل هذه التدخل؟
- التدخل الخارجي مؤشر خطير لأنه يفقدنا القدرة على حل مشاكلنا، وكان لبعض دول الجوار دور في الحرب الأولى ولكن المشكلة منا نحن في الداخل، أما إيران، فالخطاب الإعلامي المذهبي أقحم كل الشيعة في العالم، لأنه صوّر المعركة وكأنها ضد الشيعة الأمامية، لأن الحرب الأولى على حسين والحرب التالية كانت تحت عنوان انشقاق الحوثيين عن المذهب الزيدي وتحولهم إلى شيعة جعفرية فشعر كل شيعي جعفري أنه مستهدف، ومع هذا وقعت إيران اتفاقًا إعلاميًا مع الحكومة ألا تنشر إلا ما ينشر من وسائل الإعلام الرسمية والتزمت به لكن السلطة لم تتردد بين وقت وآخر من توجيه التهم للحكومة الإيرانية أو للمرجعية بأنها تقف وراء المشكلة، وتعاملت مع حرص الحكومة الإيرانية على تحسين علاقتها مع الحكومة اليمنية باستهانة ولم تدرك التغير الذي حدث نتيجة للهجمة الإعلامية الممولة من بعض دول الجوار، فكانت ردت الفعل الإيرانية الإعلامية في الاهتمام بالحرب، ومع هذا أؤكد انه لا توجد أي علاقة مع إيران، ولا يوجد أي دعم إيراني، لكني لا أستغرب مستقبلاَ أن تحاول الحكومة الإيرانية ذلك، لأنها لن تخسر صديقاَ، فالعداء المعلن لها سعودياَ ويمنياَ قائم، و قد تربح حليفا تساوم به وعليه.