الجمعة، 3 فبراير 2012

http://www.alwahdah.net/index.php?action=showDetails&id=6744



 حوار
نصح »المشترك» بعدم التسلط والإقصاء واعتبر «الاشتراكي» العنصر الحاسم في تحقيق الوحدة
الخميس , 2 فبراير 2012 مطباعة أرسل الخبر
اعتبر حسن زيد- أمين حزب الحق ، عضو المجلس الأعلى للمشترك أن الظاهرة الوحيدة الايجابية في المشهد السياسي الراهن هي ظاهرة تحول الحوثيين من العمل العسكري إلى العمل السياسي، رغم المواجهات التي تفرض عليهم في كتاف وحجة.


 ووصف زيد في هذا الحوار الذي أجرته معه «الوحدة» مايحدث من عنف وقمع في ساحة التغيير بين الشباب بإنه أشبه بالنازية، وأشد سوءاً من ممارسة الأجهزة الأمنية.. مضيفاً بأن النازيين كانوا معبئين ضد خصوم، بينما في هذه الحالة هؤلاء رفاق ثورة..  ودعا إلى تحييد الوظيفة العامة من الصراع السياسي،  وإلى نبذ العنف ورفضه وتجريمه في إطار العلاقات اليمنية اليمنية.. فإلى التفاصيل:
 
حاوره / نجيب علي العصار


>مياه كثيرة جرت تحت جسور الحياة السياسية.. الآن وبعد ما يقارب عقدين ونيف على قيام الوحدة المباركة، هل حققت التجربة الديمقراطية المرجو منها؟ أو هل وصلت إلى مستوى طموح الشعب؟


>> ثمة وجه من أوجه الواقع يقول بأنها لم تحقق بدليل الثورة الشعبية الكبرى التي حدثت، وثمة وجه آخر يقول إذا أخذنا الثورة كتعبير عن نضج ووعي، فمن المؤكد أن للوحدة وللتجربة الديمقراطية الشكلية أثراً في تنمية الوعي الديمقراطي.


إذن لا يمكن أن نعتبر التجربة سلبية 100٪ مع وجود شواهد إيجابية لها، وفي ذات الوقت لا يمكن أيضاً أن نسلم بأننا حققنا خلال 22 عاماً تجربة ديمقراطية، لأن ما حدث هو محاولة للانقلاب على الديمقراطية التي تحققت نتيجة لاتفاق الوحدة بين شطرين وحزبين فرضت الإقرار عليهما تسليمها بالتعددية السياسية والديمقراطية كضرورة للتعايش فيما بين الطرفين اللذين لم يندمجا، لكن كانت هناك محاولة لإجهاض هذه التجرية بالحرب، حرب صيف 94م، ومع هذا ظل التوازن الذي توفر (بمجلس التنسيق ثم اللقاء المشترك)وبالتوازن بين المجتمع والسلطة الهش الضعيف يوفر إمكانية للسماح بممارسة نوع من الحرية ولا أقول ديمقراطية.


تصور أن الرئيس يحكم 33 عاماً أي ديمقراطية هذه؟، أول انتخابات رئاسية كانت بين الرئيس ومرشح آخر مثل المحلل فقط لمجرد المغالطة، والمرة الثانية اللواء علي محسن أكد أن الانتخابات الرئاسية تم الانقلاب عليها، أي تم الانقلاب على انتصار المرحوم فيصل بن شملان.


> لكن العالم الغربي شهد لليمن بالديمقراطية وعلى سبيل المثال أقام فيها مؤتمراً للديمقراطيات الناشئة؟


>> »ضاحكاً« المشكلة أن العالم يستكثر علينا حتى مجرد وجود فتيات ينتخبن، لأن فكرته عن هذا البلد أنه متخلف، وفي محيط لم تكن هناك انتخابات ولا برلمانات ولا حياة سياسية باستثناء التجربة الكويتية، فمعظم الأنظمة المجاورة لا تزال أنظمة وراثية استبدادية قمعية لا تؤمن بحق المواطن، بالرغم من ارتفاع مستوى الدخل والمعيشة ووجود كوادر مثقفة أفضل مما هو لدينا في هذا البلد.


لذا فإن العالم الغربي يقارن بين اليمن مثلاً والسعودية من ناحية الديمقراطية فيشهد لنا بهذا، العالم ينظر إلينا مثلما تنظر إلى الطفل الذي يبدأ الكلام ويحبو ثم يمشي ولو أن هناك تعثراً في مشيته، يسقط ويقع ثم يقف مرة أخرى ويتعثر، أي العالم ينظر إلينا بإعجاب لأن لديه فكرة تكونت بأننا في هذا البلد متخلفون.


> نرى الآن إزاء المشهد السياسي الراهن ائتلافات تتشكل في البلاد - برأيك - هل تنتج حركة وحياة حزبية مستقرة، ثم ما هي طبيعة التوجهات السياسية لها؟


>> الواقع يتخلق الآن فلدينا قوى مثل القاعدة تفرض نفسها على مناطق بالقوة، هذا تحول خطير جداً، لأن بعضاً من القوى الشبابية الكبيرة أجبرت نتيجة لتعثر انتصار الثورة الشبابية السلمية إلى أن تتحول إلى العنف، وبالتالي بدلاً من أن نطور أساليبنا ووسائلنا السياسية، وبدلاً من أن تتسع مشاركتنا السياسية اتسعت قاعدة المشاركة في العمل العسكري،وهذه التحالفات التي تحدثت عنها في سياق سؤالك لا وجود لها، المشترك هو المشترك فقط ووفق تعبير الأستاذ عبدالوهاب الآنسي المشترك سمك جدار المعارضة من خلال المجلس الوطني لقوى الثورة باستيعاب العناصر التي انشقت عن النظام، وهي معارضة أصلاً فقط ضمت بوجودها في المجلس الوطني، بينما المؤتمر الشعبي العام بدأ يتآكل مع حلفائه.


والهامش يتسع لدائرة من يحملون السلاح »القاعدة«، المواجهات التي تحدث في تعز وأرحب ونهم(بل والأمانة) والظاهرة الوحيدة الإيجابية في هذا المشهد هي ظاهرة تحول الحوثيين من العمل العسكري إلى العمل السياسي، مع أنه تفرض عليهم الآن مواجهات في  كتاف وحجة لإجبارهم على العودة إلى مربع العنف والعمل والعسكري ومحاصرتهم في حدود جغرافية ضيقة


> هذا ما سنأتي إليه لاحقاً، لكنني أسألك عن الائتلافات  والأحزاب التي تتشكل الآن؟


>> مثل من؟


> العدالة والبناء وحزب الأمة.


>> العدالة والبناء وحزب الأمة هما الإضافة الوحيدة فقط، وأؤكد لك أن الواقع الذي يحدث الآن تتسع فيه قاعدة المشاركين في العمل السياسي، بقدر ما تتسع الثورة التي وسعت من قاعدة المهتمين بالعمل العام والمشاركة السياسية، فلو عدنا إلى الوراء قليلاً لأدركنا بأن المهتمين بالمشاركة السياسية كانوا قلة قبل الثورة وتآكل وتناقص العدد بالنسبة لعدد السكان، كما تناقصت نسبة المشاركين في انتخابات 93م، وفي 97م ثم قل فيما بعدها.


الثورة وسعت من قاعدة المشاركة في العمل السياسي، لذا من الطبيعي جداً في مثل هذه الحالة أن تنشأ كيانات سياسية تعبر عن هذه القطاعات الواسعة التي لم تكن أساساً جزءاً من العمل السياسي أي لم تكن ممثلة في الأحزاب السياسية حتى لو كانت منتمية فقد كانت مواقعها لا تتناسب وطموحها


فمثلاً العدالة والبناء خرجت قياداته من رحم المؤتمر الشعبي العام ويعتبر إضافة نرجو أن تكون نوعية، أما »الأمة« فلا يزال مجهولاً، لجنة تحضيرية فقط ولم يعلن ككيان وكحزب، وهذا يعود لذكاء الإخوان في حزب الأمة في جعله قابلاً للتوسع، طبعاً هذا الحزب أغلبيته على حساب حزب الحق خصوصا في المحافظات الشمالية


> الأمة انشق عن الحق؟


>> بعضهم.. بعض القيادات، الأخ محمد مفتاح آخر اجتماع رأس فيه اجتماع  لحزب الحق في غيابي بعد بدء الثورة(أي قبل أقل من سنة)


> هذا يعني تفريخ!


>> ليس تفريخاً قل انشقاق أو انسحاب، ناتج عن خلاف حول آلية العمل في حزب الحق، نحن عجزنا لأسباب كثيرة جداً عن عقد المؤتمر العام، والإخوان كانوا مصرين على آلية وأنا كان لي رؤية وآلية


> ما السبب الجوهري للاختلاف؟


>> لم نبحث هذا.. لكن بالتأكيد قد يكون مثلاً توقيعنا على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية أحد الأسباب، وربما تحالفنا مع المشترك سبب آخر، خصوصاً في ظل تحول المشترك إلى سلطة وثمة أسباب متعددة، ولكن السبب الأساسي وجود قاعدة ممن كانوا غير مهتمين بالعمل السياسي والعمل العام بدأوا ينخرطون في العمل السياسي والعمل العام ويريدون كيانات تستوعبهم فنشأت هذه الكيانات والتكتلات الشبابية على الساحة، كإنقاذ للثورة.. الخ.


كما نشأ حزب الأمة والعدالة والبناء، وأعتقد بأنه لا بد أن تنشأ أحزاب أخرى، وأتمنى أن لا تتشرذم وأن لا تؤدي إلى شرذمة الحياة السياسية، وإنما تكون بداية لتكتلات سياسية، لأن البلد لم يعد يحتمل المزيد من التشرذمات، فالآن ظهر على السطح التشرذم القبلي والمناطقي والجهوي وبدأ المذهبي مع دخول السلفيين والقاعدة في الساحة ومع وجود الخطاب السلفي والخطاب الطائفي المحرض، وكل هذا يفتت الساحة، لهذا أتمنى أن تكون هذه بدايات لإيجاد كيانات واسعة.


> ما موقع حزب الحق مما يحدث اليوم، هل أنتم مقتنعون بهذا الدور؟


>> أي دور؟


> دوركم مع المشترك؟


>> لا بالتأكيد لسنا مقتنعين بهذا الدور، لكنه متناسب وفق إمكانياتنا ونحاول بذل المزيد من الجهود، ومع هذا أعترف بأننا لا نزال مقصرين لأسباب عديدة.


> يتهمك خصومك بالهجوم عليهم خدمة للنظام، ومن ثم سعيك لإضعاف »المشترك«؟


>> أنا لم أسمع هذا الاتهام من أحد من المشترك، الذي سمعته حرص على تماسك المشترك أكثر وتعزيزه.


> لكنك حذرت من تكرار حركة طالبان في اليمن؟


>> في حقيقة الأمر لم أهاجم وفٌهمت خطأ، وللأسف الشديد لازلنا نستصحب نفسية الحاكم الفرد الذي إن نصحته اعتبرها تشهيراً، وهي تشهير ما دامت في العلن، لكنك تضطر أحياناً لكي تصل نصيحتك إلى إعلانها، فما تحدثت عنه واقع أثبتت القاعدة صدقه بسيطرتها على مدينة رداع بعد مناطق في ابين ولحج وتهديدها بسيطرتها على الرضمة وإمكانية امتدادها إلى محافظة إب، بل وقيل أنهم تجولوا في تعز بالإضافة إلى عدن


وسيطرة القاعدة على هذا المثلث »إب، أبين، لحج« يعد خطيراً وربما تتسع أكثر وتنتزع ثلث اليمن، وهذا الاتساع للقاعدة هو نتيجة للتحريض المذهبي ضد الحوثيين وهذا ما حذرت منه بأن التحريض يهدف إلى عزل الحوثيين ودفع السلفيين التقليديين لمواجهتهم، وكذا تحريض السلفيين باستغلال قضية دماج، مع أنها لم تكن مشكلة في الحروب الستة التي دارت رحاها في صعدة، وبالمقابل لم تكن أيضاً مشكلة عند الزيدية.


هادي مقبل الوادعي كان فرداً عندما نشأ ولم يهدده الزيديون، وكان بإمكانهم تهديده ومنع دخول الأجانب إلى دماج.


ومع هذا الحديث عن دماج هو الذي أدى وسيؤدي إلى توسيع قاعدة الجهاديين ليس في السلفيين فقط، وإنما حتى في شباب الإصلاح، خصوصاً مع فشل الثورة السلمية في تحقيق أهدافها، واضطرار المشترك إلى الحل السياسي الذي سبب مرارة لدى الشباب نتيجة للفشل في تحقيق أهدافهم كما أشرت، والذين كانوا يعتقدون بأن من السهولة تحقيقها، سيحولهم إلى ساحة وتيار قاعدي للقاعدة، وهذا ما حذرت منه، ،كونهم يقرؤون هذا غلط أو أنه انتزع من سياقه بالخطأ ولم تذكر حيثيات الحديث، وهذه ليست مشكلتي إنما طريقة التعامل مع الرأي الآخر.


> هناك أطراف لا تؤمن بالرأي الآخر؟


>> لا زلت أنا(وكلنا) من الناحية العملية لأنا لا نزال لا نؤمن بالرأي الاخر ونجسد في سلوكنا عدم إيماننا بالرأي الآخر.


> لماذا؟


>> لأن الديمقراطية ثقافة وليست قراراً، الديمقراطية تحتاج إلى نفسية شفافة واثقة من نفسها غير متوترة، أما نحن في مجتمعنا فنعيش حالة توتر وضغط تجعلك حينما تستمع إلى نفسك تضيق منها، »مش« الرأي الآخر فقط، حتى هواجسك أحياناً تزعجك تضيق منها، وهنا ليست الإشكالية في الآخر، وإنما إشكالية عامة تسود المجتمع، سوى قلة قليلة هم القادرون على تحمل الرأي الآخر، فالرئيس كان لا يهمه الرأي الآخر وكان يفعل ما يريد، لكن بالنسبة لقوى وشخصيات كثيرة في موقع قرار لا تستطيع أن تتبين ما هو مضمون هذا الرأي حتى تستوعبه وتتقبله كيف تقبل رأياً آخر لم تسمعه بنفسية قادرة على أنها تستوعبه أي هنا مشكلة عدم فهم الآخر


> شكل »المشترك« لجنة لتقصي الحقائق إثر تفاقم العنف في ساحة التغيير بصنعاء، هل لديك معلومات عن نتائج التحقيق؟


>> حقيقة لم أتابع عمل اللجنة لأني كنت منقطعاً عن أعمال المشترك طيلة الأسبوعين الماضيين، ولا أعرف ما هي اللجنة ومن هم أعضاؤها ولم أعرف منك ما هي توصياتها.


وعلى كل حال إنكار إن هناك قمعاً هذا عدم إدراك للواقع، أو إنكار للواقع


> إذنْ ماذا يحدث بالفعل في الساحات؟


>> لا أستطيع أن أتهم أحداً هذه هي وظيفة اللجنة التي ستحدد الانتهاكات وطبيعتها، والمجلس الوطني شكل لجنة متابعة للجنة المشترك مكونة من الأخ محمد الأشول، والأخت أمل الباشا وآخرين وأعتقد أن المجلس الوطني سيصحح إن كان هنالك خطأً في تقرير اللجنة.


لكن ما حدث لأحمد سيف حاشد وما حدث أيضاً للشباب وهم نيام في الخيام، وبعد أن قدم المشترك اعتذاره عن حادثة المنصة التي هدمت، وعن رفضه السماح لشباب المسيرة الراجلة بإعلان بيانهم بعد مسيرتهم - بعد الاعتذار - يحدث هجوم آخر والناس نيام ويلاحق أحمد سيف حاشد إلى الفندق وهذه جريمة لا يجوز على الإطلاق التغطية عليها، واعتبر من قام بهذا هو أشد جرماً من النازية وأشد سوءاً من ممارسة الأمن السياسي والأمن القومي عبر عقود، لأن الأمن السياسي والقومي على الأقل كانت عندهم مشروعية بحسب وظائفهم وكانوا معبئين تعبئة خاطئة بأن هذا مجرم وذاك عميل وهذا خائن لمن استهدفوهم، لكن أولئك رفاق ثورة ويأتي طرف لمجرد أنه يحس بأنه أكثر قدرة على القمع ليمارسه، وحقيقة لا فرق لدي بين من يفجر نفسه في مدرسة ابتدائية أو روضة أطفال كشخص وبين مجموعة تحمل المطاوي »السكاكين« والصُّمَّل وتذهب فجراً لضرب شباب وهم نائمون في الخيام وممن؟؟؟، من رفاقهم في الثورة، بل بالعكس اعتبر الإرهابي الذي يفجر في مدرسة أو حضانة مضللاً أو منحرفاً، لكن هؤلاء مجموعة كتلة من الحقد أمام رفقائهم وإخوانهم لا توجد إلاّ الرغبة في الإرهاب وإذلال الآخرين وهذا مرفوض، مرفوض أن نفكر فيه وأن نقبله، يقف وراءه من يقف، لا يمكن على الإطلاق أن نقبل هذا الإرهاب.


> أجبني بصراحة.. من هم النازيون الجدد في الساحات؟


>> أنا لم أحقق في الموضوع، لكنني أؤكد وجود نازيين جدد، هم الذين يعتدون على رفاقهم في الساحات، هؤلاء أفعالهم أشبه بالنازية بل وأشد فتكاً منها، لأن النازيين كانوا معبئين ضد خصوم، بينما في الحالة اليمنية هؤلاء رفاق ثورة كانوا يٌقتلون معاً، ويحملون الحجارة معاً لمواجهة العنف من قبل بلاطجة النظام، ويحملون جثث بعضهم البعض ويحمون بعضهم البعض.


اندفاع بعض الشباب للاعتداء على بعضهم الآخر، هذا أسوأ ما يمكن أن تتصوره على الإطلاق، فهؤلاء الشباب الذين اعتدوا على شباب الصمود وشباب المسيرة الراجلة، غداً سيفجرون أنفسهم وسيعتدون على قياداتهم التي أمرتهم بفعل ذلك، ما دام أن تلك القيادات قبلت بأن توجههم ضد رفاقهم ممن استشهدوا معهم، ضد مشروع الشهداء الذين سقطوا في الساحات،عندما أحرضهم فأنا أحرضهم ضدي سلفاً وهذه الحقيقة إذا لم ندركها فنحن مغفلون.. إن تلك الأعمال هي أشد من الحرس الحديدي وأقسى من فعل النازية والجماعات الإرهابية ومقترفوها مجردون من القيم والوعي والأخلاق من كل ما يمكن تصوره على الإطلاق.


هل تتصور أن رفيقك في الساحة أو الخيمة يعتدي عليك وأنتما معرضان في أي لحظة للقتل وبحدة وبعنف وغدر وأنت نائم هذا عمل رهيب وغير معقول ولا يمكن أن يتجرأ على فعله أشد الناس حقدا ودناءة.


> كسياسي وشاهد على الحدث ماذا حدث في الجوف ودماج«


>> باختصار شديد ما حدث في الجوف هو أن بعض  الثوار سيطروا على مركز المحافظة والمراكز الحكومية وعلى المعسكر، الحوثيون اعترضوا على هذا العمل وأرادوا أن يكرروا تجربتهم في صعدة إذا سقطت محافظات بأن تظل المؤسسة الأمنية والعسكرية والجهاز الإداري محترمة بعيدة عن الصراع وأن تصان حقوق الموظف في الوظيفة العامة، لكي لا يكون ذلك مدخلا للحرب الأهلية، سيطرت الثوار على مركز المحافظة والمعسكرات  فجر مواجهات بين من احتلوا مركز المحافظة وبين الحوثيين ومعهم المتضررون من هذا الاحتلال ومن ثم حلت المشكلة بين الطرفين بالاتفاق بعد قتال شديد.


والإصلاح كان متضرراً من القتال بدليل أن الحسن أبكر شهّر بالإصلاح وبالمشترك واعتبرهما طرف داعم للحوثيين،هذا ما حدث في الجوف واستقرت الأوضاع بالاتفاق بين الطرفين الإصلاح والأخوان في صعدة، أما في دماج فالسلفيون أشك بأنهم اخترقوا أما من القاعدة أو غيرها ودفعوا للحرب


> مجرد شك أم حقيقة؟


>> اخترقوا بالتأكيد فبدأوا يستخدمون السلاح ويقنصون الحوثيين في الطريق لأنها منطقة مشتركة فيما بين الطرفين واعتدوا على الأطفال الزيود، ثم دخلت أول وساطة من الشيخ عارف شويط ودغسان أحمد دغسان وحلوا المشكلة وبعد أسبوع بدأ السلفيون يتنصعون الحوثيين، فأتصل الشيخ عارف شويط بالسلفيين يقول لهم: »أحنا أدخلنا وجوهنا«فردوا عليه  بالقول: أنهم يتعلموا الرماية، قال: طيب يتوقفوا.. قالوا لن يتوقفوا معنى هذا أن هناك إصرار من السلفيين على عدم احترام الصلح بل وإصرار على افتعال مشكلة، القنوات الفضائية المشبوهة كبرت الموضوع وإذا صحت معلومات صالح هبرة فأن مسئولين سعوديين  دخلوا إلى منطقة الصراع في حجة ووزعوا فلوساً ثم أن الحدود السعودية لا تزال مفتوحة للأسف للمقاتلين الذين في كتاف وقبل ذلك في الجوف..


> هناك من يرى أن ملامح المشروع الوطني للحوثيين لم تتضح معالمه بعد، سوى شعار لهم يهتف بالموت لأمريكا وإسرائيل ويهب الموت بلا حساب للأنصار والخصوم على حد سواء كيف تنظر إلى مثل هذا الأمر؟


>> أولاً من هم الأنصار الذين قتلهم الحوثي، ومتى دخل الحوثي حرباً لكي يتوسع!!!؟ ما يجري في الواقع شيء آخر، القاعدة تتوسع في بعض المحافظات .


> الحوثيون بالمقابل يتوسعون!


>> كيف يتوسع الحوثي؟! هذه منطقة زيدية بالأصل، واصل المشكلة أن السلطة وحلفائها في حروبها اعتبروا الحوثي كل زيدي هاشمي وغير هاشمي وكل هاشمي زيدي أو غير زيدي، وبهذا هم من وسعوا قاعدته في المناطق التي كانت السلطة فيها قوية، الزيدي ظل مضطهدا يؤخذ منه مسجده ويطرد من الوظيفة العامة في التدريس والقضاء والأمن(والجيش) خصوصا إذا كان هاشميا وفي صنعاء ومناطق عمران وحجة كانوا يعتقلون لمجرد الاسم في النقاط الأمنية وتحديدا في الحرب الخامسة اعتقلوا آلاف الشباب(لمجرد أنهم هاشميون) وكان من الطبيعي انه عندما بدأت السلطة  تضعف نتيجة للثورة وبدأت المناطق التي تتحرر من هيمنة القمع المذهبي والسلطوي تتسع أي تتحول إلى مناطق حوثيه، لكن هل اعتدى الحوثي على أحد؟، مقر التجمع  اليمني للإصلاح في صعدة وفي أرضية هي أساسا من أوقاف ووصايا الإمام الهادي ولم يمس جميع السلفيين وأعضاء الأحزاب لم يمسوا في محافظة صعده بل  أنهم لم ينتزع مسجداً من المساجد(الزيدية) التي نهبتها السلفية وغيرها مستخدمة قوة علي محسن وسيطرته على محافظة صعدة والمناطق الشمالية ومع ذلك لم  يستعيد الحوثيون مسجداً من تلك المساجد التي نهبت هذا أولا. ثانيا دلالة الشعار هذا الموت لأميركا والموت لإسرائيل كما يفهم الحوثيون هو تحرر الإرادة الوطنية من التبعية للقوة العظمى المهيمنة وليس الدخول في الحرب مع الآخرين، تحرر الفرد من داخله من فكرة التبعية التي صارت سائدة من أن أميركا الآن هي القضاء والقدر المعاصر، بمعنى اعتقاد بأن أميركا قادرة على أن تصنع كل شيء بديلا عن مفهوم القضاء والقدر،


 ثالثا تحرر المواطن من عسف السلطة فالسلطة في العالم الثالث مارست ما لم يمارسه الاستعمار في تاريخه من قتل وقمع وإهانة وإذلال وتغيير ثقافي بالقوة والوصاية على الناس حتى في كيفية عبادتهم لله وقد سمعت أحد قادة الإخوان يؤكد على أنهم لا يزالون مصرين على عدم القبول بالتعدد المذهبي وإنه سيحكم بمذهب واحد، وهذه فكرة استبدادية ووصاية مريضة ليست مقبولة عند الله، أليس من حقي أن أعبد الله كما أعتقد أن الله أمرني أن أعبده لا أن يفرض علي ما يعتقده الآخرون( وعندما أفعل ما يعتقده تتحول عبادتي إلى رياء وشرك)


فالحوثي لا يغير عقيدة الناس ولا يفرض عليهم أن يؤذنوا أو لا يؤذنوا بحيّ على خير العمل لكن الآخرين قتلوا أصحاب المساجد  الزيدية لكي يسيطروا عليها كما حدث للشهيد عبده عثرب، ويعتبرون الآذان بحيا على خير العمل جريمة أمن دولة!!! من الطبيعي جدا أنه ما أن  يتحرر الناس من عسف السلطة فيصبحوا حوثيين ولو لم يؤمنوا بمرجعية السيد عبدالملك الحوثي.


> يتحررون من ماذا؟


>> يتحررون من عسف السلطة من إهانة الأمن وأقسام الشرطة، من الاختطافات التي تمارسها الأجهزة الأمنية، لا زال هناك مخفيين مما قبل نشأة الأمن القومي، و يتحرر المواطن اليمني من تسلط أخيه  اليمني الذي أصيبت ثقافتة باسم الوطنية والشرعية الثورية أو باسم الشرعية الدينية والحزبية بانحراف فبدأ ينظر إلى نفسه باعتباره إلها وان مسئوليته ووظيفته  تشكيل الآخرين في وعيهم وثقافتهم وتغيير مذاهبهم.


> ما موقف الحوثيين من المبادرة الخليجية.. وهل نجح المبعوث الأممي خلال زيارته لصعدة في إقناع الحوثيين بأن قضيتهم ستطرح في مؤتمر الحوار الوطني؟


>> السؤال هو هل من حق الحوثيين أن يعترضوا على المبادرة؟، فلماذا نستنكر حقهم في التعبير عن موقفهم؟مادام من حقهم أن يكون لهم موقف؟؟، ثم أن موقفهم المعترض على المبادرة يتحمل المسؤولية عنه من لم يستوعبهم في المجلس الوطني.


> لماذا لم يستوعبوا؟


>> حقيقة توجد شخصيات أو أطراف تريد أن تنفرد بالعمل السياسي(حتى على مستوى أحزابها) وتنفرد بتمثيل المجتمع ولم تتقبل طلب الحوثيين بأن يكون قرار المجلس الوطني توافقي،


 أقول هذا وأنا من أشد المدافعين عن المبادرة الخليجية لأني أؤمن بأنها هي الطريق الآمن والوحيد الذي يحفظ لليمن بعض أمنه واستقراره إلا أني في ذات الوقت احترم حق غيري في أن يخالفني الرأي خصوصا إذا كنت أنا المسئول عن عدم استيعابه، أما مشاركة الحوثيين في الحوار الوطني فهذا الأمر يتوقف على أحزاب اللقاء المشترك والمؤتمر باعتبارهم السلطة الحالية أي  يتوقف علينا، هل بالإمكان أن نقدم ضمانا لحوار حقيقي أم أننا سننظر إلى أنفسنا باعتبارنا ورثة للسلطة وسنمارس التسلط الذي كان يمارس ونفرض مذهبا وخيارا واحدا ورؤية واحدة ونلغي الآخرين ونفرخ أحزابا ونشتت أحزابا،


 علينا في المشترك أن نكون جادين في البحث عن حل لليمن واليمنيين وأن نؤسس لدولة مدنية تسمح بالشراكة الوطنية ونحن أصحاب مشاريع قادرة على أن تنافس وأن تنتصر دورة وتخسر دورة أخرى ليتحقق التداول السلمي للسلطة إذا كنا نؤمن بهذا الأمر سنستوعب حتى من يطالبون بفك الارتباط لكن إذا كنا سننظر إلى أنفسنا بأننا ورثة لعلي عبدالله صالح فقط لأننا نختلف معه، لكننا نريد أن نمارس السلطة بنفس العقلية وبسلطات مطلقة فلن نستوعب أحد بل سنزيد المشكلات تعقيدا، اليوم علينا أن نحرر المجتمع من فكرة الخوف والوصاية »إنما عليك البلاغ إنما أنت منذر ولكل قوم هاد.


> المشترك تقدم بمشروع شراكة سياسية مع الحوثيين إلى ماذا ترمي هذه الشراكة؟


>> أنا لا أدري ما هو المشروع لكن من حيث المبدأ أن يصل المشترك والحوثيون إلى اتفاق هذا مهم وضروري ولابد منه ولمصلحة اليمن في ظل تمدد القاعدة الذي من أسبابه وفق تصوري التأجيج العاطفي ضد الحوثيين بتهمة أنه شيعي ورافضي وهذا محض افتراء وكذب لأن هذا الاتهام يخلق تيارا يوسع من قاعدة الجهاديين وبالتالي يضيق إمكانية حل المشكلة، وعلينا أن نفكر كمشترك باعتبارنا سلطة وبأن الحوثيين لن ينازعوا أحدا في سلطته إلا إذا كانت سلطتنا هي قمع الناس.


> البرلمان أقر ركيزتين أساسيتين في المبادرة الخليجية، الحصانة وتزكية نائب رئيس الجمهورية كمرشح توافقي للانتخابات الرئاسية- برأيك- إلى أين يذهب اليمن اليوم؟


>> اليمن يمضي إلى 21 فبراير وطي صفحة الرئيس علي عبدالله صالح ومشروع التوريث والإفساد وهنا لا أريد أن أثير خصومه مع الماضي لأنه انتهى وسيعلن نهايته في 21 فبراير المقبل، الآن تقف على قيادتنا في هذا البلد شخصيتان اتسمتا بالحكمة والاتزان النائب عبدربه منصور هادي وهو الرئيس القادم والأستاذ محمد سالم باسندوة والذي عبر عن مشاعر صادقة في البرلمان حينما أجهش بالبكاء، ولا أظن أن تلك المشاعر خوف مما سيلاقيه، لكنه عاطفي ويريد أن يحقق مجدا لطالما حلم به مجد في أن يسهم في بناء اليمن وللرجل تاريخه فهو تربية المدارس البريطانية، لهذا هو ديمقراطي وسمح، أما المشير والأستاذ عبدربه منصور هادي فالأيام أثبتت بأنه متزن وعاقل وهادىء وعلى مسافة واحدة من الجميع أما بعد 21 فبراير- الانتخابات الرئاسية - فستتضح ملامح المشروع الثوري إما أن يحافظ عليه بزخم الساحة لكي يكون مشروعا حقيقيا مشروع دولة ديمقراطية لا مركزية تعددية تحترم حق الإنسان في الحياة وتثق في قدرة الإنسان اليمني وعظمته هذا الإنسان الذي ضحى ما يقارب 11 شهرا وقام بمسيرات راجلة لمئات من الكيلومترات تحت الخوف والقتل هذا الإنسان اليمني العظيم الممثل بالشباب الثوريين والذين إذا أمنا بهم وبتضحياتهم فسنستطيع أن نختصر زمن التغيير وستحقق الثورة كل أهدافها.


> يبدو لي بأنك متفائل؟


>> كسياسي حسب القات حق أمس إما أن يكون القات طيبا.. وترى مظاهر العظمة في هذا الإنسان اليمني العظيم فتتفاءل أو يكون القات نكدا لنلاحظ الطرف الآخر المقابل القتلة والنهابين والمستبدين والمتخلفين الذين يحاولون إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، غير المثقفين الذين لا يؤمنون بحرية الإنسان ولا بعظمته فتصاب بالتشاؤم، وللأسف نحن الذين في موقع القرار وأنا أحدهم لا نزال نستصحب ثقافة الإقصاء والإلغاء ولم نتقبل الديمقراطية كسلوك، نعلن قبولها ونتمنى أن نسمو بها لكن بالضبط كالذي يحلم بإنه يقود طائرة كمجرد حلم، لكنه في الواقع ما أن يصعد فوق الطائرة يصاب »بالفوبيا« لأنه لا يفقه شيئاً عن الطيران، الديموقراطية ثقافة بحاجة إلى أن نعمقها، وهذا لا يتجسد على أرض الواقع إلا إذا مارسنا النقد بشجاعة وأقترن هذا بإيماننا بأن الشباب فعلا هم أفضل وأطهر وأصدق منا، لأنهم خرجوا وبذلوا حياتهم في سبيل التغيير، بينما نحن كقيادات حزبية كنا في حذر كبير نرضى بالفتات وهذه كانت أقصى أحلامنا هذه طبيعة الإنسان في سن متقدمة ومسؤولياتنا تحتم علينا الخوف على أولادنا ودراستهم وعلى بيوتنا من النهب لكن الشباب قتلوا الخوف ولا يوجد ما يخيفهم.


> الشباب أكثر وطنية؟


>> أكثر وعيا أكثر شجاعة وإدراكا وحماساً أكثر تحررا من المعيقات والمعوقات النفسية والاجتماعية والأخلاقية أما الوطنية فكلنا وطنيون حتى الرئيس علي عبدالله صالح كان  وطنيا إلا أنه كان يعتبر أن هذا الوطن ملكه هو وهو بهذا المعنى أكثر وطنية مني  أما أنا فلا انظر إلى اليمن على أنها ملكي، فقط كنت أريد العيش فيها حرا وتتاح لي فرصة بأن أحقق ذاتي بقدراتي وان تكون أفضل لأبنائي


> على مدى ثلاثة عقود حكم الرئيس صالح البلاد.. برأيك هل استطاع ترويض الوحش الكامن في أعماق رجالات القوى التقليدية لصالح استمرارية الدولة بمضامينها الحداثية والديمقراطية؟


>> »ساخراً« لا لأنه أفسدها حتى القيم التي كانت لدى القوى التقليدية أفسدها أيضا فكرة العيب وتأمين الطريق والسبيل و شجع الناس على قتل بعضهم.


> كيف؟


>> بمعنى أنه لم يكن يقرب إليه إلا من اثبت لديه أنه مشروع لعمل أي شيء حتى لو كان لا أخلاقيا كالغدر والقتل.


> لا حسنات للرجل في فترة حكمه!


>> بالتأكيد له لكن هذه الحسنات ليست له وحده بل للمجتمع ثم ما هي حسناته؟!


> تحقيق الوحدة اليمنية!


>> تحقيق الوحدة اليمنية له فضل إلا أن علي سالم البيض كان فضله أكبر لأنه كان  شجاعا وتنازل عن دولة فالحزب الاشتراكي للأمانة اختلفنا أم اتفقنا معه هو العنصر الحاسم في تحقيق الوحدة التاريخية لأنه قدم عرضا لا يرفض وقَبل هذا العرض السخي الرئيس علي عبدالله صالح وهذه الحسنة الأولى.


> هل ترى أن الأحزاب الإسلامية لديها مشروع حضاري وسياسي متطور ومنفتح على روح العصر؟


>> بلا شك هناك جماعات إسلامية يمكن أن تحمل مشروعا حضاريا.


> مثل من؟


>> الإخوان المسلمون »الإصلاح« ونحن في حزب الحق وإتحاد القوى الشعبية والإخوان في »الأمة« ورابطة أبناء اليمن أصولهم وجذورهم إسلامية، بل أجزم بأن كل المواطنين اليمنيين والقيادات السياسية هم مسلمون وإسلاميون


> طيب »الإصلاح« هل لديه مشروع؟


>> لديهم مشروع ومشاركتهم في المشترك مشروع وكذا مشاركتهم في الثورة مشروع.


> وفي الحكم؟


>> إن قبلوا بالشراكة الوطنية وحرصوا عليها كما تعهدوا فسيحملون مشروعا.


> وإن لم؟


>> سيكونون نموذج لفشل التجربة الإسلامية خصوصا مع ظروف اليمن الاقتصادية والاجتماعية


> هل تفضل اليمن دولة برلمانية أم رئاسية أم شكلا ثالثا؟


>> برلمانية لكي نتحرر من استبداد الفرد، برلمانية وعلى أساس القائمة النسبية للحيلولة دون سيطرة الحزب الواحد وبما يكفل تمثيل كل القوى السياسية والاجتماعية والجهوية وبالتالي ستظهر ائتلافات وهذه الائتلافات ستمنع الطغيان وستمنع سيطرة الحزب الواحد أو الانفراد بالأغلبية، حينها إذا أوجدنا عوائق لسيطرة حزب سيفرض على الأحزاب السياسية تحسين أدائها سواءً بداخلها أو في علاقتها مع الآخرين والمجتمع على حد سواء بدلا من أن تمارس الوصاية والسلطة والقهر والقمع بالقوة وستحترم حينئذ رأي حتى أكثر الناس تعصبا لأنها حريصة على صوته وقد تتحالف معه غدا.


> كلمة أخيرة؟


>> أولاً ما أتمناه من كل اليمنيين أن يحترموا خلافاتهم واختلافاتهم وعلينا كسلطة ألا نضيق ممن يرفض المبادرة الخليجية وأن نتحاور معه وأن نثبت بأنها فعلا خطوة لتحقيق أهداف الثورة ولأنها خطوة أولى


ثانيا: على المجلس الوطني والمشترك أن يحرص على وجود واستمرار المؤتمر الشعبي العام وأن لا يحاول أن يقضمه أو يلغي وجوده من الواقع السياسي فهو مهم.


 ثالثا: علينا كقوى سياسية أن نحترم ونحيد الوظيفة العامة من أي صراع سياسي وأن يظل التنافس على قيادة الوظيفة العامة والحكومة فقط والقيادات العليا في الدولة كما ينبغي أن نحرص ونؤسس لجهاز إداري محترف.


 رابعا: على الإخوان الذين يحملون السلاح أن يستعيدوا لحظة قيام الثورة التي أعلت من شأن العمل السلمي فعدم قدرة الساحات على الحسم لا يعني فشل المشروع السلمي فمن أول أيام مشروع الثورة والعمل السلمي أسقطت التوريث وحققت أهدافها وخلقت الانشقاق العسكري بصرف النظر عن خلفيته فأضعفت السلطة ووسعت من دائرة الحرية، صحيح أننا كمجتمع عانينا الكثير لكن بفضل العمل السياسي السلمي، حدينا من الانزلاق نحو العمل العسكري الذي قتل الكثير لكنه كان يمكن أن يقتل الأكثر لولا الساحات السلمية الصراع  العسكري مشروع قتل وإنهاء حياة ونحن نريد أن نعيش لم نثر لكي نموت، ومع أني أتمنى الشهادة واسأل الله في كل يوم أن استشهد مظلوماً لكني لا أحمل سلاحا ولا أعرف كيفية استخدامه، وكمواطن وقائد سياسي أدعو إلى نبذ العنف ورفضه وتجريمه في العلاقات اليمنية اليمنية مهما كان الطرف الآخر عنيدا، فليقتلني وأتمثل قول الله تعالى: »لان بسطت إليَّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدى لا قتلك إني أخاف الله رب العالمين« وهذا لا يعني أن أهمل »ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه مثلما اعتدى عليكم« فالجهاد القتالي للعدو الذي لا يرقب فيك إلاً ولا ذمة لكن في العلاقات بين أبناء الوطن الواحد والأمة  فنحن مضطرون أن نعيش معا وعلينا أن نأمن بعضنا، وأدعو الإخوان ممن يسمون القاعدة مع إيماني الشديد بأنهم ليسوا قاعدة ادعوهم إلى مراجعة      أنهم ما خلقوا لأجل أن يقتلوا ولم يخلقنا الله لنكون حطبا لنار جهنم أو حطابين لجهنم،خلقنا الله لكي نعيش، فأفضل نعمة أمتن الله علينا بها حتى على الكافر هي الحياة وإرادة الله أن يبقى حتى الكافر إلى آخر لحظة قدر الله له بأن يعيش في عمره لكي يحاسب، وهذه إرادة الله وإنهاء الحياة بهذا الشكل عمل مخالف لجوهر الحكمة والإرادة الإلهية، الله أرادنا أن نعيش ولم يجز القتل إلا لمنع تداعي القتل..