السبت، 4 أبريل 2009

الشموع تصف الوضع في أبين(في ظل الغياب التام للسلطة المحلية والأمن.. أبين في قبضة المخربين وتحذيرات من تسليمها للحراك

في الوقت الذي يفترض فيه ان تقوم السلطة المحلية في محافظة ابين بترسيخ الامن والاستقرار وكشف زيف الموتورين وضبط المخربين عمدت إلى غض الطرف وبشكل مريب امام المخربين واصحاب الشعارات المناطقية الذين اخذوا في التوسع واخضاع مديريات بكاملها لشِرعتهم ومنهاجهم التخريبي، سيما في "جعار" التي تؤكد شهادات المواطنين والواقع بانها تعيش انهياراً امنياً غير مسبوق في تاريخ المحافظة والمحافظات اليمنية الاخرى لدرجة ان المواطنين اصبحوا يصورون هذه المديرية والمديريات الاخرى التي صارت مسرحاً للمخربين بـ "الصومال- مستدلين في ذلك بسقوط المحلات التجارية ومكاتب تحصيل الكهرباء والهاتف ومبنى مديرية جعار والوحدة الحاسبية والمحكمة الابتدائية وفرع المؤتمر الشعبي العام بايدي هذه الجماعات التخريبية التي نهبت كل محتويات هذه المرافق الحكومية والاهلية في وضح النهار في تحدٍ سافر وصريح للسلطة المحلية واجهزة الدولة والحكومة المختلفة التي بدت امام هذه الاعمال التخريبية غير مكترثة بل ومكتوفة الايدي تماماً.
ونظراً لهذا التدهور الخطير الذي تعيشه محافظة ابين حذر عدد من المثقفين والوجاهات الاجتماعية في المحافظة من حصول كارثة كبرى لن يكون آخرها وقوع المحافظة بأيدي ما يسمى بـ "الحراك الجنوبي، وهذا ما يخشاه البعض ، بل ويعتبره المواطنون والوطنيون بـ"الكارثة الكبرى" التي ستحل بالمحافظة والوطن.
وتواصلاً لمسلسل الانهيار الامني وغياب هيبة الدولة وواجباتها اصبح - كما تشير المصادر المطلعة - كثير من شباب المحافظة يقتدون بالمخربين ويتخذونهم انموذجاً لهم سيما ونفوذهم يزداد يوماً بعد يوم ويتقلص في المقابل وجود الدولة ومؤسساتها ودستورها وقوانينها والتزاماتها ليحل النهب والتقطع وترويع الآمنين والتفجيرات محل السكينة والامن.
الجدير بالذكر بأن هذه الاوضاع التي تفاقمت وبدأت تهدد السلم والامن الاجتماعي في هذه المحافظة منتصف العام الماضي قد دفعت مجلس النواب حينها إلى تشكيل لجنة من بين اعضائه قدمت إلى المحافظة لدراسة الوضع وتقصي الحقائق وقدمت على ضوء ذلك تقريراً مفصلاً حول الوضع، وطرحت عدداً من الحلول لمعالجة ذلك الانهيار الامني غير ان السلطة المحلية والاجهزة الامنية والمعنية باستقرار الوضع وحماية المواطنين في محافظة ابين لم تعر ذلك أي اهتمام يذكر. حيث لم تتفاعل مع تلك المقترحات والحلول والتوصيات التي طرحتها اللجنة البرلمانية لتبقى الفوضى وحدها سيدة الموقف ومن تمتلك اليد الطولى.
وفي تطور لافت وخطير- وبعد ان يئس المواطنون في المحافظة من حماية السلطة المحلية لهم والتدخل في وضع حد لتلك الجماعات - توجه عدد من اولئك المواطنين عبر "الشموع" بمناشدة للحكومة والجهات المعنية في الدولة بسرعة التدخل وحماية ممتلكاتهم وبيوتهم ووطنيتهم وقناعاتهم من خطر هذه الجماعات التي صارت تهدد كل بيت، معتبرين في الوقت ذاته بأن صمود معظم ابناء هذه المحافظة امام هذه الجماعات ومواجهتهم لها لوحدهم الى هذا الوقت يعتبر انجازاً كبيراً ولولا وطنيتهم وولاؤهم الوطني -كما يشيرون- لغدت محافظة ابين بكاملها قبل اشهر من اليوم بأيدي باعوم والنوبة.
إلى ذلك يؤكد المراقبون أنه اذا ما استمر الحال على ما هو عليه دون ان تحرك الدولة ساكناً فان القادم سيكون اسوأ وأمرّ وأقسى مما هو عليه ملمحين إلى ان عدوى الانهيار الامني وظهور الجماعات التخريبية خاصة في ظل الضائقة المالية سيطال عدداً من المناطق والمحافظات الاخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق