السبت، 5 سبتمبر 2009

عن صعدة قبل

حذر من أطراف تستغل حرب صعدة لتكون نار لطبخة ما، وأن وساطة قطر كادت أن تنهي الأزمة لولا تعرض عبدالملك الحوثي لكمين أثناء توجهه إلى صنعاء
حسن زيد: مشكلة صعدة أنه لا توجد مشكلة، والمشترك ليس وسطا بين السلطة ودعاة الانفصال
المصدر أون لاين - متابعات
رفض حسن زيد أن يتم الإشارة إلى مواقف اللقاء المشترك باعتبارها نقطة وسط بين السلطة ودعاة الانفصال. وقال رئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك (أمين عام حزب الحق) في مقابلة مع موقع إيلاف السعودي، أنه رغم "أن فكرة الوسط مغرية، لما يتمتع به المصطلح في ثقافتنا من صفة إيجابية، لكن هذا مضلل". وأضاف شارحا: "أحزاب اللقاء المشترك ليست وسطًا بين السلطة غير المتمسكة بالوحدة، وبين المتضررين من سياسة السلطة وممارستها التي وصفها يوما الأستاذ عبد الوهاب الآنسي محقًا بغير الرشيدة".

وإذ أكد على أن المشترك طرف وأنه ليس مع تطرف السلطة وكذلك التطرف المقابل، أوضح بأن أحزابهم مع المحافظة على الوحدة "ولكن بدرجة أساسية جهدنا ينصب لحمايتها من ممارسة السلطة التي أساءت إلى الوحدة وأوصلت اليمن إلى شفير ما هو أسوأ من الصوملة بإقرار رموز السلطة نفسها".



وقال زيد، الذي يشغل موقعه على رأس تكتل اللقاء المشترك المعارض منذ نحو شهر، طبقا للنظام الداخلي للتحالف الذي يحدد فترة ولاية كل حزب بـ6 أشهر: "إن العدو الرئيس للوحدة هو الممارسات الخاطئة للسلطة، وأهمها عدم الاعتراف بوجود أزمة، ثم التخوين والقمع، ونهب الأموال، وعسكرة المدن والقرى والاعتماد على القوة فيما لا مجال لاستخدام القوة فيه، وشراء الولاءات بدلاً من حل مشاكل المواطنين والالتفاف على الحلول ومسخها، أو تأخيرها، وإطلاق الوعود غير القابلة للتحقق، والادعاء الزائف بتحقيق منجزات بينما يعيش المواطن تدنيًا مشهودًا في الخدمات الأساسية مصادرة الأحلام والآمال من عقول شبابنا، مصادرة الحرية وأهمها الحريات الصحفية".



وتابع قائلا: "السلطة ليست متمسكة بالوحدة، ولكنها متمسكة بالسلطة، وطريقة تمسكها بالسلطة على حساب الوحدة، بل أن تمسك السلطة بالسلطة هو السبب الذي دفع اليمني إلى التنصل من يمنيته، وخلق المشاعر العدائية تجاه الوحدة، وشطر النفسية اليمنية، فنحن لا نقف مع السلطة في التمسك بالسلطة (بدعوى التمسك بالوحدة) بل نقف ضد ممارساتها العبثية المسيئة المدمرة للوحدة والأمن والاستقرار وحالت دون إمكانية تحقيق تنمية بل عمدت إلى العكس". مشير إلى أنه لا يمكن المحافظة على الوحدة "ونستعيد الأمن و الاستقرار والديمقراطية، إلا بحل وطني يضمن الشراكة الوطنية من خلال نظام حكم لا مركزي حقيقي، يمنع إمكانية سيطرة قلة على القرار والثروة والقوة من خلال سيطرتهم على مركز الدولة" حسبما قال.



وفيما خص أزمة صعدة، التي تنذ بنشوب حرب سادسة، لفت زيد إلى أن هناك إرادة لإبقاء المشكلة في صعدة قائمة لحسابات خاصة بالقوى المؤثرة في صناعة القرار. وانتقد الموقف من المسعى القطري الذي قال إنه تحول (في نظر البعض) إلى عدوان قطري، قوبل بالاتهام لحكومة قطر، "وكذلك ردة الفعل على قرار الرئيس وقف الحرب الخامسة، الذي اعتبر عند بعضهم خيانة وطنية". وقال زيد": المشكلة (في صعدة) اختلقت من العدم، فحسين بدر الدين الحوثي لم يكن يمثل مشكلة أمنية أو سياسية، فما هي المشكلة في ترديد الشعار؟ ولو فرضنا أنها مشكلة هل كانت تستأهل أن تكون لها الأولوية؟ ولو فرضنا أنها كانت كذلك فقد أعدم حسين بدر الدين رحمه الله وقبل والده الوصول إلى صنعاء وكذلك فعل الشيخ عبدالله عيضة الرزامي، ومع هذا أشعلت الحرب الثانية والثالثة والرابعة لتتسع، بعد كل وقف لإطلاق النار، لقد كادت المشكلة أن تحل بالوساطة القطرية ولكن، وبعد كل ذلك كاد عبدالملك الحوثي أن يصل صنعاء لمنع الحرب الرابعة فووجه بكمين، وأكثر من هذا تعرض الوسيط الذي أقنعه للعقاب".



"المشكلة في صعدة أنه لا توجد مشكلة"، قال زيد. وتساءل: ماذا يعني ترديد الشعار؟ وما الذي يمثله من خطر؟ هل يبرر الحروب والاعتقالات والمحاكمات وتدمير الوحدة الوطنية؟. وختم حديثه بالقول: "أعتقد أن بعضهم يستغلها لأنه مسيطر عليها، كما يظن، لتكون نارًا تستخدم متى أراد لطبخة ما، ولجعل الظروف استثنائية تبرر الإقدام على إجراءات تضييق الحرية وتمرير صفقات، دون اعتراض لانشغال الشعب بالحرب ونتائجها الكارثية عليهم، هذا بالإضافة إلى المستفيدين من الحرب وهم كثر، بدءًا من تجار الأسلحة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق