الثلاثاء، 12 يناير 2010

رئيس تحالف المعارضة اليمنية يحذر من «أفغانستان جديدة» في بلاده بسبب تنظيم القاعدة

رئيس تحالف المعارضة اليمنية يحذر من «أفغانستان جديدة» في بلاده بسبب تنظيم القاعدة

مؤسس حزب الحق حسن زيد لـ «الشرق الأوسط»: مقتل الحوثي يعقد وقف الحرب

القاهرة: عبد الستار حتيتة
حذر حسن زيد، رئيس تحالف المعارضة اليمنية، من «أفغانستان جديدة» في بلاده، بسبب تنامي نشاط تنظيم القاعدة هناك. وقال زيد، مؤسس حزب الحق (ذي التوجه الشيعي)، لـ«الشرق الأوسط» إن مقتل عبد الملك الحوثي (الذي يقود تمردا ضد السلطات) سوف يعقّد وقف الحرب بين الحوثيين والحكومة.

وعن تنظيم القاعدة في اليمن، قال زيد عبر الهاتف من العاصمة صنعاء، إن تفرغ سلطات بلاده للصراع في الشمال، وتوافر مناخ السلفية الجهادية، أتاحا فرصة لـ«القاعدة» للانتشار جنوبا، خصوصا مع أزمة المحافظات الجنوبية (التي يطالب بعض ناشطيها بالانفصال عن اليمن)، مشيرا إلى أن تلك المحافظات أصبح يتركز فيها وجود «القاعدة» بشكل واضح.

وأردف حسن زيد، الذي تنتهي فترة رئاسته الدورية للمجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) في اليمن، قائلا إن وجود «القاعدة» في الجنوب ما زال أقل من أن يتطلب عونا عسكريا من الخارج (كما هو الحال في العراق وأفغانستان)، لكنه أوضح في المقابل أن «القاعدة» في اليمن «في الحقيقة.. تمثل خطرا بالتأكيد»، مشيرا إلى عدة شواهد على هذا الخطر، منها محاولة الاغتيال الأخيرة التي تعرض لها نائب وزير الداخلية السعودي، في أغسطس (آب) الماضي، وقيام طالب «نيجيري كان يدرس في اليمن وعلى اتصال بتنظيم القاعدة» بمحاولة تفجير طائرة أميركية الأسبوع الماضي. وأضاف «هذه الأحداث شواهد على خطر (القاعدة) باليمن.. ما من شك أنها تمثل خطرا، وخطرا كبيرا جدا، لكن طريقة تعامل (السلطات) مع هذا التنظيم تمثل خطرا أكبر».

وأوضح زيد قائلا إن استهداف المدنيين (أثناء ملاحقة عناصر من «القاعدة») في جنوب اليمن بالصواريخ، يحول المناطق المستهدفة بالقصف إلى حاضنة جماهيرية للتنظيم.. مما يحول اليمن إلى أفغانستان فعلا.

وأضاف «يفترض (من جانب السلطات) أن تحدد المستهدفين، وأن تعلن عنهم، وتنزل صورهم كمطلوبين في وسائل الإعلام، وتعلن عن لائحة الاتهام الموجهة لهم، لكي تكون العمليات الموجهة ضد (القاعدة) قانونية، ولكي يتم، بذلك، عزل أعضاء تنظيم القاعدة، عن المحيطين بهم شعبيا، وحتى لا تتحول هذه الأرضية الجماهيرية التي تستهدف معهم، إلى حاضنة للتنظيم».

وعما يتردد عن وجود علاقة بين «القاعدة» في اليمن والحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن البلاد، قال حسن زيد إنه «لا توجد علاقة بين الانفصاليين و(القاعدة)»، موضحا أن ما يربط بين الاثنين «هو الوجود الجغرافي فقط.. (القاعدة) تنظيم دولي، خصومته، كما يدعي، مع الأنظمة المتحالفة مع الولايات المتحدة الأميركية في العالم.. لكن مطالب الحراك سياسية، وفي الأصل الحراك سلمي، لا يتبنى العنف».

وأوضح زيد أن عناصر الحراك الجنوبي، وعناصر تنظيم القاعدة، يوجدون في محافظات تتمتع بوعورة التضاريس وغالبيتها مناطق جبلية، «وهي بيئة جغرافية مناسبة لوجود (القاعدة).. هم موجودون في محافظات كأبين وشبوة ومأرب»، وغيرها. وحول تطورات الحرب الدائرة في شمال غربي اليمن بين الحكومة والمتمردين الحوثيين، قال حسن زيد، الذي أسس حزب الحق (ذي التوجه الشيعي) في اليمن مع جماعة الحوثيين، قبل أن ينفصلوا عنه ويعلنوا تمردهم على السلطات «نحن ضد الحرب، ونأسف لتوسيع رقعتها، ونرى أنه لا حل للقضية إلا بالحوار الوطني». وعما إذا كانت لديه معلومات مؤكدة عن حالة زعيم المتمردين، قال زيد إن «رأيي الشخصي هو أن عبد الملك الحوثي واحد ممن يتوقع قتلهم في أي لحظة.. والمشكلة ليست في حياته أو موته.. المشكلة في الحرب. والمأساة أن عبد الملك الحوثي لو قتل سيتسبب في تعقيد مسألة وقف الحرب»، وتابع قائلا «إن الحوثي موجود على جبهة القتال، ليس من أجل أن يعيش.. وكل من هم في منطقة العمليات معرضون للقتل». وعما لدى أحزاب اللقاء المشترك من معلومات عن عدد النازحين والمشردين جراء العمليات العسكرية في شمال اليمن، أوضح حسن زيد أن عدد النازحين تجاوز الـ200 ألف نازح، وأن أكثر من 70 ألفا لم تستوعبهم المخيمات.

وتابع قائلا، عن عدد القتلى والجرحى، من مختلف أطراف القتال في شمال غربي اليمن، إن المعدل الذي تشير إليه الإحصاءات يبلغ نحو 100 قتيل يوميا، ونحو 400 جريح «كثير منهم من المدنيين ومن الجيش (اليمني)»، قائلا إن الإحصاءات الرسمية تشير إلى مقتل عشرات الحوثيين يوميا أيضا، (من خلال قصف مواقع في مناطق التمرد).

وعن موقفه من تطورات الأوضاع هناك، بصفته رئيس تحالف المعارضة في البلاد، قال حسن زيد «نحن اكتفينا بالتعبير عن موقفنا الرافض للحرب. نطالب بأن يكون هناك حوار. هناك أحزاب تبذل جهودا (مع الحكومة)، وتختلف الجهود من حزب إلى آخر، لكننا كتكتل للقاء المشترك، اكتفينا بالتعبير عن رفضنا للحرب هناك (من دون حوار جديد مع الحكومة) لأن الحوار بيننا وبين الحكومة مقطوع منذ نحو عامين».

وعن سبب انقطاع الحوار بين أحزاب اللقاء المشترك والحكومة، في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد في الشمال والجنوب، قال زيد إن السبب يرجع لإصرار الحكومة على رفض إجراء أي حوار معنا إلا إذا وافقنا على أن نصطف معها في موقفها من الحوثيين في الشمال ومن الحراك في الجنوب.

ويضم تكتل «اللقاء المشترك» عدة أحزاب معارضة، منها حزب الإصلاح (الإخوان المسلمون)، والحزب الناصري، وحزب البعث، إضافة لحزب الحق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق