الثلاثاء، 14 يوليو 2009

وانتصرت إيران

13/07/2009
صادق الحمادي- نيوزيمن:
/’’إذا ما عكست المرآة قبح وجهك أصلح وجهك، لا تكسر المرآة/’’. سعد الشيرازي، شاعر إيراني
* خلال الفترة القليلة الماضية قدَّم الإيرانيون نموذجاً ديمقراطياً رائعاً، أكثر من 40 مليون ناخب توجهوا لصناديق الانتخابات، 63% منهم صوتوا للرئيس محمود أحمدي نجاد الذي حصل على أصوات الفقراء من الأرياف ومن سكان الأحياء الشعبية في أطراف المدن، كما توزعت بقية الأصوات على بقية المرشحين.
* الفارق بين الفائز في الانتخابات وأقرب منافسه 11 مليون صوت، الأمر الذي يدعو إلى عدم التسليم بدعاوي المنافسين بتزوير الانتخابات.
* الصراع مرير بين الخط الأصيل لثورة الخميني التي انحازت للفقراء وانتصرت للمستضعفين ووضعت ثقلها في صف المقاومة والممانعة ووقفت ضد الاستكبار العالمي وبين من اتخموا على حساب المبادئ واخضعوا إمكانيات الثورة لصالح زيادة أرصدتهم الخاصة.
* الحالة الدينية والاجتماعية في إيران تصب في صالح القضية الفلسطينية، وكلنا يتذكر صمود المجاهدين في لبنان وغزة كان لمؤازرة إيران (نصيب) في حين خذلهم حكام العرب، لذا فلا عجب أن يرمي الناس إيران عن قوسٍ واحدة.
* فلسطين وقضيتها العادلة ومقاومة المشروع الصهيوني هو المحك وهو ميزان الحكم على الأنظمة والمعيار الذي نقيس به مدى قرب أو بعد الدول عن قضايانا العادلة وبموجب ذلك نعطي حبنا وولاءنا أو نحجبه.
* ندعو العقلاء لتصحيح قواعد التعامل مع الغير وفق معيار الاصطفاف مع المقاومة والممانعة والوقوف ضد المشاريع المعادية لأمتنا بدلاً من الاحتباس في دهاليز التاريخ والاحتكام للأوهام.
* في الوقت ذاته وحرصاً على تجربة إيران الإسلامية ندعو إلى مزيد من الانفتاح على الأقليات واستيعاب المتغيرات وتلبية طموح الشباب الإيراني الذي يزيد تعداده عن 70% من إجمالي السكان حتى لا ينزلق هؤلاء الشباب وهم الجيل الثالث للثورة نحو حفر اليأس ويسلم قيادته لقوى الاستكبار العالمي المتربص بالثورة وأبنائها.
* المتدينون في إيران تجاوزا سلبية نظرتهم للعمل السياسي بابتكار ولاية الفقيه حلاً لإشكال قائم بدلاً من انتظار إمام طالت غيبته، وحتماً سيتجاوز الإيرانيون ولاية الفقيه نحو ولاية الأمة فملامح التحول بدأ بالتشكل من خلال الانتخابات الأخيرة وما تلاها من احتجاجات.
* التجربة الإيرانية نموذج للحركات الإسلامية المشتغلة بالعمل السياسي وهي تجربة جديرة بالدراسة وتطويرها والحفاظ عليها مسؤولية الأمة برمتها.
* الاصطفاف الذي يسعى لقطع رأس النظام الإسلامي في طهران أدى إلى تماسك الجبهة الداخلية وكشف تدخلاته ظهر من يريدون لإيران العودة إلى حضن الاستعمار ودور الحراسة للمصالح الغربية في الشرق الأوسط إلى جانب الكيان الصهيوني.
* أين ضاع صوت الغرب الحريص على حقوق الإنسان؟ والذي ظهر مجلجلاً عقب انتخابات إيران وغاب عما يجري للمسلمين الأوجوريين في الصين.
* عجباً للعرب الذين اتهموا الانتخابات الإيرانية بعدم النزاهة وشككوا بمصداقيتها، ألم يدرك مثقفو العرب أن وطنهم يرزح في وسط محيط مستبد، ويعيش مواطنوه غيبوبة كبرى عن الحرية.
* قبل أن نشجع الثورة المخملية في إيران يتوجب أن تقام ثورة عارمة لتحطيم أصنام الاستبداد في أوطاننا، لكي نعتق ذواتنا من ربق العبودية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق