الثلاثاء، 14 يوليو 2009

انه إسلام البترو دولار يا الهام؟

13/07/2009
محمد راوح الشيباني- نيوزيمن:
نعم أيتها الرائعة واختنا الكريمة الهام مانع ، فهمنا سبب انزعاجك وامتعاضك عبر مقالتك الرائعة المنشورة في موقع (نيوز يمن) المتميز مثل صاحبه تماما العزيز "نبيل الصوفي" الذي نختلف معه في بعض الآراء ونتفق في أكثرها وهذه سنة الاختلاف .
لكـننا عرفنا أكثر سبب روعتك وذكاء تفكيرك ودقة ملاحظتك ، وهذه ليست مجاملة ولكنها شهادة حق نقولها لمن يستحقها وأنت واحدة ممن يستحقها بجدارة واقتدار .
روعتك وتميزك انك قدرت وحدك من بين كل الذين طبلوا وزمروا لخطاب أوباما وعندهم حق بعض الشيء ، فالخطاب كان هادئا وجميلا وفيه بعض الأمل ، ولكن فاتنا في غمرة الزفة أن ننتبه إلى ما انتبهت أنت إليه ، وهنا كانت ألمعيتك وتفوقك ، نعم الخوف أن الإسلام الذي يراد لنا أن نفهمه هو ( تكعيفنا ) للإسلام السعودي المتطرف إلى أقصى حد وهو تأسلم كاذب ونفاق واضح وصارخ لا علاقة له بجوهر الإسلام وعظمته ،
انظري ، كيف ينتهكون براءة الأطفال من الإناث بتأصيل شرعي (مفبرك) باسم الزواج على سنة الله ورسوله بينما هو اغتصاب وحشي واضح ، تصوري طفلة بعمر عشر سنوات تنام في أحضان )بغل) في الأربعين من عمره أو الخمسين وينتهك براءتها وطفولتها ويدعي أن الرسول عليه الصلاة والسلام (دخل بأم المؤمنين عائشة ) رضي الله عنهما وهي بنت تسع سنين!!
تخيلي أين هم من رسول الله في رحمته وعطفه وحنان وسمو أخلاقه التي قال الله عنها ( وانك لعلى خلق عظيم ) ومن يثبت لنا انه دخل بها في ذلك السن أصلا ؟؟ وحديث عائشة ( ضعيف) قياسا مع العقل والمنطق ، ثم هل نحن بدون استثناء بعظمة وأخلاق وسمو رسول الله ؟؟ أم أن بعضنا كلما سمع زوجته البالغة العاقلة تتألم أثناء الممارسة الزوجية زاد سعاره وهيجانه وعنفه ، ثم هل يجوز أن يعترض أصحاب الإسلام (السلفي) على قانون يحدد السن الطبيعية لزواج الفتاة ؟؟ هل من العقل أن يضع (شيخ) بقامة (الزنداني) نفسه في هذا الموقف ؟؟
ثم انظري كيف يصدرون الفتاوى تلو الأخرى حسب مزاج الحكام والأمراء والرؤساء وهم من وضع أنفسهم في موقع المؤتمنون في نظر الأمة على عقيدتها وتراثها الفقهي والتشريعي ثم يبررون نزواتهم الشخصية التي تتعارض مع العقل والفطرة قبل الدين باسم الدين ذاته !!
وانظري كيف فعلوا بالطفل المصري ابن الطبيب الذي اغتصبه أستاذه في المدرسة داخل المملكة السلفية ، وكيف أنكروا الحادثة رغم وقوعها وطردوا الطبيب بتهمة انه أفترى على المدرس السعودي وشوه سمعته !!! بينما الواقعة مفضوحة ومكشوفة ومؤيدة بتقرير طبي صريح .
وصحيح أن انتهاك براءة الأطفال من الإناث موجودة في كل مجتمع ، لكن تظل جريمة ويتعامل معها المجتمع على هذا الأساس ، لكن أن يتم التشريع لها في الفكر السلفي فقط فهذه جديدة علينا ودخيلة على ديننا الذي نعتنقه ونؤمن به .
إن الإسلام السياسي هو أصلا الإسلام السلفي المتزمت الذي يريد شيوخ السلفية إقناع العالم به بالدولار لا بالحجة ، وهو فهم شديد التعسف للإسلام الحقيقي الصحيح وهو لا يقنعنا أنا المسلم بالفطرة وفي بيئة إسلامية فكيف سيقنع من لا يقتنعون سوى بالعقل والمنطق والبرهان والحجة لا غير ، ولا داعي لأن نسميه الإسلام السياسي ، يجب أن نطلق عليه الإسلام السلفي المدعوم بأموال البترو دولار ،الذي يريد أن يفهم الغرب أن الإسلام هو ما يراه شيوخ السلفية لا كما أراده الله ، وبما يمنع من انتقاد فتاويهم وجرائم بعض شيوخهم وأمرائهم ، وانظري إلى أي مدى هو إعلامهم الفضائي والمقرؤا ، ماجن وخليع ، ثم يتحدثون عن الإسلام وعن العفة والطهارة والشرف ، والأكثر إيلاما أنهم يمولون بحوثا مفبركة في داخل الولايات المتحدة وغيرها تدعي أن هذا هو الإسلام الذي يدين به مليار مسلم في العالم ، أي الإسلام السلفي لا غير !! هكذا بكل بجاحة وبدون رتوش أو حياء وخجل .
إن الأموال المهولة في أيديهم هي سبب انتشار هذا النوع من الإسلام الفاسد المزيف والمدولر - نسبة إلى الدولار - هم أفسدوا حياتنا هنا في اليمن من خلال الصرف بدون حدود على ( مشايخ ) دين متخلفين يعيشون في قرون الفتنة والضلال قرون ما بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام يتزعمهم كبار عتاولة (الإسلام) الممول من خلف الحدود توجيها وتفسيرا وفتوى ، هؤلاء هم أحفاد الخوارج وغلاتها ، الذين يبقرون بطون النساء الحوامل لخصومهم ويخرجون الجنين ويقتلوه ولا تهتز لهم شعرة أو يطرف لهم جفن ، ثم يستفسرون بكل رقة وبراءة وخشوع : هل يجوز قتل البعوضة في الحرم ؟؟ هؤلاء هم سبب نكبة الأمة في دينها وأخلاقها وقيمها ، وهم سبب بلاء الأمة وتخاذلها ، لقد رأيت كيف أن الطائرات الاسرائلية كانت تحرق الأطفال والنساء في غزة بالفسفور الأبيض وتهدم البيوت على ساكنيها بما فيها المساجد ذاتها ولا تهتز لهم رقبة ، بل شاركوا بالحصار والجريمة بالتواطؤ مع النظام المصري الذي منع حتى دخول مجرد الدواء وسيارات الإسعاف إلى غزة ومنع بعض الأطباء المصريين الأبطال المتبرعين بأرواحهم لمساعدة إخوانهم الفلسطينيين ، وصادروا الأموال المتبرع بها دعما لإخواننا واحتجزوا الأغذية حتى فسدت ومنعوا الأطفال حتى من الهروب لينجوا بأنفسهم من الهلوكوست الإسرائيلي وشيوخ السلفية يتفرجون وربما يتلذذون صامتون !! من مفتي الديار السعودية إلى إمام الحرم المكي والحرم المدني إلى كل أدعياء الدين والتدين السياسي السلفي ولم ينبسوا ببنت شفه استنكارا أو نصيحة لأمرائهم وملوكهم ، إن هذا الصمت عيب وليس من الإسلام ولا يجوز هذا الحصار حتى على الأعداء فكيف بالأخ والشقيق في الدين واللغة والدم والعرض وحتى في أضعف الإيمان ، في الإنسانية ، هؤلاء فالناس كما قال الإمام "علي" هم في حالتين ( أخوك في الدين أو نظيرك في الخلق) وفي كلا الحالتين له حقوقا عليك .
الإسلام السلفي هو الخطر الحقيقي والماحق على كل الأمة الإسلامية ، أقصد إسلام الدولار وهو من دمر ويدمر وسيدمر هذه الأمة ويمسخ أخلاقها وهويتها الإسلامية الاصيلة من خلال قنوات العري والفجور الممولة بأموال البترو دولار الخليجي .
فهم لم يصنعوا رصاصة أو مدفع أو سيارة أو دبابة أو صاروخ ولن أقول أو طائرة فذلك ابعد عليهم من عين الشمس ، بكل تلك الأموال التي تذهب هباء تارة في أسواق الأسهم في البورصة وتارة في القمار في النوادي والعواصم الأوربية وتارة في صفقات سلاح لا تصل ولا يعرف عنها شيء ومؤخرا في أزمة الرهن العقاري أكثر من 800مليار دولار بلحظة عين ،
لكنهم مهرة وأساتذة في صناعة العري والفجور واللواط وفتاوى العهر الديني والبغاء الإسلامي !!! والإسلام منهم براء .
أرجو أن تستمري في كتاباتك الرائعة لفضح هذا الفهم المغلوط للدين الإسلامي الذي يطبل له أعراب النفط في إعلامهم الرخيص المبتذل والهابط ، كما يجب نشر الوعي بخطورة الفهم الأحادي للإسلام وأن الإسلام ليس ذلك الصادر والممول من قبل المال النفطي ، بل ذلك هو النقيض تماما للإسلام الذي أراده لنا خالقنا ومولانا وجاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
مع خالص تحياتي واحترامي
morashib@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق