السبت، 21 فبراير 2009

التعايش بين المذاهب ضرورة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحديث عن التصالح أو التسامح أو التعايش-بين-المذاهب الإسلامية-يقتضي بالضرورة التعريف بها، ويوجب إشاعة المعرفة بها، وهي من خلال العودة إلى كتب كل مذهب وفرقة وحركة، وبالاعتماد على ما تقوله لأن أبناءها ورموزها عدو ((لا يجهل))-ونحن كمسلمين عشنا-جهلاً مركبا-ببغضنا-إشاعة .....-الواقع التاريخي والجغرافي الذي باعد بين القرى المتجاورة- في ظل عدم انتشار الكتب والمؤلفات لندرتها وتفشي الأمية.
فالكتب-ظلت حكراً على الصفوة للاعتماد على النسخ اليدوي ((قبل الطباعة)) وظلت المعرفة حكراً عل قلة القلة ولغتها خاصة لا يفهمها إلا من تفرغ للتحصيل واقتصر التحصيل على تلقي كتب بعينها تكرس القطيعة بين المسلمين.
((فالسني)) يكتب عن ((الشيعي)) فكرة أسلافه عن الشيعي، ويكرس الصورة التي أراد أسلافه الذين خاضوا جدلاً أن يكونوها عن خصمهم والعكس، والمعتزلي عن الأشعري، وامتد الأمر ليصل الانقسام إلى ((الفرقة أو الطائفة أو المذهب الواحد)).
فالحنفي يكتب عن الحنبلي ما يلزمه به
الحنبلي بكتب عن الحنفي كذلك.
والزيدي عن الإسماعيلي والجعفري، والعكس.
وإذا كان ((للجهل)) المركب مبرراته الموضوعية قبل الانفجار المعرفي الهائل وقبل التطور في وسائل الاتصال التي جعلت العالم ((غرفة واحدة)).
فإن من الميسور الآن –عبر الشبكة العنكبوتية ((الانترنت)) أو عن طريق القنوات الفضائية معرفة الآخر من مصادره، ومن خلال الاستماع إليه مباشرة ولم يعد هنالك أي ((مبرر)) للجهل المركب ولم يعد من الجائز التقول على الآخرين وإطلاق التهم. ولم يعد ممكناً تجاهل وجودنا جميعاً في غرفة واحدة.
ومن السخف تمسك كل طرف بفكرته الموروثة عن الآخر وتجاهل وجوده بجواره مختلفاً عما يردده عنه. وبالمنطق الشرعي-نقول:
إنه لبهتان عظيم-أن نصر على أن عقيدة الآخر –رأي الآخر-هو ما قاله المؤرخ-أو الشيخ-أو الحجة-عنه-وليس ما يقول ((الآخر)) عن نفسه ما تقوله أصوله-كتبه-الموجودة بين أيدينا.
إننا جميعاً ((مسلمون)) في نظر بعضنا بعضاً فنحن-أخوة- ونصلي لقبلة واحدة ونقرأ كتاباً واحداً ((القرآن)). نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. يجمعنا –الكثير-الكثير-ونختلف في القليل-القليل-.
والاختلاف بين المسلمين بحسب (مؤرخي المذاهب والفرق والحركات السياسية-له ثلاثة أوجه الخلاف في الاعتقاد ((فيما يسمى أصول الدين)) وأبرز موضوعاته-مسألة الجبر والاختيار، التنزيه والتشبيه والتنجيم-ومسألة خلق القرآن... والرؤية والشفاعة وعند البعض ألحقت مسألة الإمامة.
والانقسام حول هذه المسألة أخذ مسميات معبرة عن مواقف-الفرقة والأشخاص من كل قضية على حدة ومن مجملها:
فيقال –قدرية وجبرية، وعدلية، ومرجئة، وكسبية....إلخ.
وأبرز الفرق الكلامية في التاريخ الفكري-المعتزلة، والأشعرية والماترودية والسلفية.
وقد ترتب على الخلاف-في المسائل الأصولية أو بني على أسس منهجية، ومسلمات بنت كل فرقة تفاصيل معتقدها عليها.
كمسلمة وجوب النظر على المكلف وعدم جواز التقليد في مسائل الأصول التوحيد والعدل و...إلخ. وفي المقابل: القول -بجواز التقليد-.
ويؤكد الشيخ محمد أبو زهرة على أن:
1-الاختلاف ((حول العقيدة، لم يكن الاختلاف في لبها كمسألة الجبر والاختيار، وغيرها من المسائل التي جرى حولها الاختلاف بين علماء الكلام مع اعتقاد الجميع بأصول الوجدانية، وهو لباب العقيدة الإسلامية، لا يختلف فيه أحد من أهل القبلة)) صـ3-كتاب تاريخ المذاهب الإسلامية-للإمام محمد أبو زهرة.
2-الخلاف حول مسألة الخلافة أو الإمامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق