الاثنين، 16 يناير 2012

حوار مع جريدة الغد اليمنية

حوار الأستاذ/ حسن زيد- الأمين العام لحزب الحق اليمني

اجرى الحوار الاستاذ فيصل مكرم

*بداية حدثنا عن حزب الحق؟

**حزب الحق مشروع نشأ مع الوحدة المباركة عام 1990، من تحالف ما يمكن أن نسميه الإسلاميين التقليديين، علماء الزيدية والشافعية والأحناف. كما يتضح ذلك من خلال استعراض قائمة بأسماء أهم مؤسسيه، فبالإضافة إلى أصحاب الفضيلة العلماء مجد الدين المؤيدي، وبدر الدين الحوثي، ومحمد محمد المنصور، وحمود عباس المؤيد، ...أصحاب الفضيلة إبراهيم بن عمر بن عقيل مفتي لواء تعز، ومحمد الهتار مفتي لواء البيضاء، وعمر بن حفيظ الداعية المشهور في حضرموت، وأسد الله عبد القادر حمزة مفتي الأحناف في تعز وعضو مجلس الشورى سابقاً، والقاضي العزي الأكوع مفتي لواء ذمار، ومحسن الرقيحي إمام الجامع الكبير، والقاضي الجوبي وزير العدل الأسبق، بالإضافة إلى مجموعة من الشباب بعضهم أخرجوا من الإخوان المسلمين (الإصلاح حالياً) نتيجة للإرباك الذي حدث أو تناقض موقف جماعة الأخوان بحسب تعليلهم بين موقف الإخوان من الثورة الإسلامية في إيران في بداياتها ثم الانقلاب عليها.

*ما هي أهدافه؟

** كان أهم أهداف المؤسسين هي تقديم صورة عن الإسلام تختلف عن صورة الإسلام الحركي الذي عبرت عنه الحركة السلفية والإخوان المسلمين، وجماعة الدعوة والتبليغ.

*يعني أن حزب الحق أنشئ جماعة لمواجهة الإخوان المسلمين في اليمن، أو ما بات يعرف اليوم بالتجمع اليمني للإصلاح؟

** ليس لمواجهة الإخوان.. وإنما لنقل لتقديم صورة عن الإسلام يعتقدوا بأنها أكثر اتساق مع روح الإسلام الذي هو رسالة من الله ورحمة للعالمين، ركزوا فيها كما تجلى في أهداف حزب الحق على جانب العدل الإلهي، والقبول بالتعددية المذهبية والفكرية، ولهذا نصت الأهداف على المبدأ الإسلامي الذي سلم به البعض فقط، وهو، أن لكل مجتهد نصيب في القضايا الفرعية الاجتهادية...واعتبرته مبدأ حاكما للخلاف الإسلامي الإسلامي.

*هذه قاعدة فقهية؟؟

** هي كذلك، وللأسف الشديد تكاد تكون غائبة الآن، لأن أكثر الإسلاميين تسامحاً الآن يقال "من اجتهد فأصاب فله أجران، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر".. هذه القاعدة التي تقول "من اجتهد فأصاب فله أجران" تتضمن تخطئة الآخر، لكن العلماء المؤسسين للحزب كما جاء في الأهداف، أكدوا على أن كل مجتهد مصيب ليؤكدوا على أن الحق متعدد، وغير متعين مع واحد، وأن مراد الله سبحانه وتعالى من عباده الاجتهاد وليس الوصول إلى نتيجة بذاتها، بالإضافة إلى تركيزهم على قضية حيوية، وهي المحافظة على البنية الفكرية المذهبية للمجتمع اليمني التي كانت قائمة على التعايش ما بين المذهبين الزيدي والشافعي وقلة قليلة من الأحناف، بالإضافة إلى الإسماعيلية.. وبدأ تشكيل الحزب حقيقة من الموقف من الوحدة اليمنية، هؤلاء العلماء المؤسسون هم الذين وقعوا على بيان تأييد الوحدة قبل إعلان تأسيسهم الحزب في مواجهة الدعوة لرفض الوحدة لكفر الدستور الذي قامت كما أشيع وقتها أو كما انتشرت الحملة.

عندنا إذن جانبان ركز عليهما المؤسسون في حزب الحق، إظهار جانب العدالة الاجتماعية في الإسلام بمنهج سياسي والتي كانت غائبة، الثاني، الدعوة لتكريس التسامح من خلال إقرار بالتعددية المذهبية والسياسية.

*طيب ما هو شكل الانقسامات الموجودة اليوم في حزب الحق؟

** حجم الحزب الكبير في نشأته ومن خلال رموزه المؤسسة التي تمثل بتأسيسها للحزب إجماع إسلامي، لأنها من مذاهب متعددة، وهم علماء كبار جداً ومجتهدين لم يكن هدفهم الدنيا، ولم يكن هدفهم التنافس على السلطة بقدر ما كان هدفهم إعادة تقديم الإسلام بصورته المثلى.(وهي تجربة لم تتكرر حتى الان في مجتمع مسلم)

*لكن هناك من يرى بأن هذا الانقسام هو نتيجة عدم ممارسة حزب الحق للديمقراطية من داخله؟

** أنا مسلم بهذا.. ما في شك بأن هناك عجز عن ممارسة الديموقراطية لأن الديمقراطية ثقافة ليست قراراً، وهي بحاجة إلى علاقات تنظيمية واضحة وهذا مالم يتوفر، إلا أن العامل الأساس في الانقسامات.. تعود إلى بداية التأسيس فقد شن على الحزب هجمة شديدة جداً، لم تتحملها بنيتها التنظيمية، لأن البنية التنظيمية ليست راسخة، فالحزب نشأ تعبيرا عن اتفاق فكري بين علماء كبار، لم تنشأ بنية تنظيمية أو علاقة تنظيمية تترجم هذا الإجماع الإسلامي الكبير، شافعي، وزيدي، وحنفي، ومن مختلف المستويات ومن مختلف المدن، وعمر الحزب كان حديثاً، ونشأ في العلن، وفرضت عليه معارك أفقدته القدرة على بناءه التنظيمي.

*هذا يعني بأن أي حزب (سياسي) يتأسس على منهج وفكر مذهبي أو ديني مصيره الفشل؟

** بالعكس.. ما تعتبره فشل أنا أعتبره نجاح، حتى الانشقاقات التي حدثت في حزبنا لماذا لا نعتبرها تفريخ من قبل الحزب الآن وكوادره يفكروا في إنشاء أحزاب نتمنى أن تكون أفضل.

*منها حزب الأمة الآن مثلاً؟

** نتمنى أن تكون أفضل.

*هل ستتحالفون الآن مع ما فرخمتموه "حزب الأمة"؟

** نحن من حيث المبدأ ليس لدينا مشكلة مع أحد، لأننا تحالفنا مع من حرصوا على إقصائنا وإلغائنا، فما بالك بالتحالف مع إخوان ربما الخلاف بيننا وبينهم هو في كيفية آلية اتخاذ القرار، وترجمة هذا القرار في الواقع العملي.

*تقصد من يحرصوا على إقصائكم في تحالف "المشترك" أو تجمع الإصلاح؟

** معظم الأحزاب السياسية التي كانت حاكمة إقصائية، مدارسها التاريخية إقصائية ما لم تتعلم من تجربتها فحزب المؤتمر الشعبي العام حتى ولو كان رخو، لكنه إقصائي لم يسمح بوجود غيره، ورخاوته لكي يمتص الآخرين، يميع الآخرين ويلغي وجودهم السياسي..، وسأتحرج الآن من ذكر الإصلاح لأنهم حلفاء وعملوا على دعم شرعية الحزب

*يجوز في مذهب السياسة أن تنتقد الشريك ليعود إلى ما تعتقد أنه الصواب؟

** يبدو أننا نعيش الآن المرحلة "السوفيتية" الغابرة المتمثلة في النقد الذاتي، على أنا أنتقد حزب الحق فقط، ولا يجوز لي أن أنتقد الشركاء بل لايجوز أن تنصح

*لماذا؟

** لان المرحلة التي نمر بها تقتضي ذلك وتفرض ذلك

*أنت وما تريد!! ولكن هناك من يقول بأن حزب الحق المدموغ بحسن زيد هو يمثل الحوثيين في إطار المعارضة في صنعاء.. أو بأنه يمثل الهاشميين، سمه ما شئت.. والعلماء المؤسسين الذين ذكرتهم لي معظمهم (إن لم يكن كلهم)، هم من العلماء الذين كان يلجأ إليهم الحكم أو السلطة في فترات سابقة، وحتى بعد تأسيس حزب الحق كان يلجأ إليهم في قضايا كثيرة؟؟

** الاستفادة الوحيدة للسلطة من العلماء المذكورين هي دعمهم للوحدة، وتوحيد التعليم، فقط هذان البيانان التي استفادت منهما السلطة، وهذان البيانان مشروعان وطنيان ولا علاقة للسلطة بهما، والسلطة كان تحالفها مع القاضي يحيى الفسيل، ومع الشيخ عبد المجيد الزنداني، والشيخ مقبل هادي الوادعي التي كانت تدعمه بعشرات السيارات، ومشائخ القبائل، أما العلماء مؤسسي حزب الحق، فقد كانت السلطة تنظر إليهم بعين الشك والريبة باعتبارهم يمثلوا عقلية ماضوية، أو الماضي الملكي.

*ماذا تقول عن تمثيل حزب الحق لـ"الحوثيين" والهاشميين؟

** ما عندي مانع بأن أمثل الحوثيين إذا قبلوا، لكن مشروعهم أوسع من كونهم حزب، لا زالوا حركة واسعة جداً..

*لكنك من أبرز المدافعين عن حركة الحوثيين؟

** لأنهم ظلموا ويظلموا، كانوا وقود لحرب أريد لها أن تجتث جذور الفكر الزيدي..

*هكذا أنت تراها؟

** هي هكذا.. بدليل أن الشهيد حسين، والأصح القول المفقود حسين، ، أطال الله عمره إن كان لا يزال حياً، ورحمه الله وغفر الله له إن كان قد أعدم مظلوماً، السيد حسين لم ينسب له قبل يوم 18/ 6 قبل بدء الحرب حتى مخالفة مرورية، ناهيك عن جريمة، ولم ينسب له خطأ في حق السلطة أو في حق المجتمع، أعلنت الحرب عليه، وأريد إعدامه من أول يوم شنت الحرب عليه، ومنع من محاولة الوصول إلى صنعاء، بشهادة أعضاء لجنة الوساطة الذين استخدموا للغدر به، ومن ضمنهم الأستاذ عبد الوهاب الآنسي، الوالد العلامة محمد بن محمد المنصور، الوالد العلامة أحمد الشامي، وأحمد عقبات..

*نقول بأنه تم استخدامهم كغطاء للغدر بحسين الحوثي؟؟

** نعم.. بعد الاتفاق معه على أنه سيصل صنعاء،فعوضا عن وصول الطائرة بالوساطة استخدمت الطائرة للسيطرة على شرفة الحكمي، وقد عرض منذ البداية عن طريقي وعن طريق غيري بأن لديه استعداد أن يصل إلى الرئيس إلى دار الرئاسة بشرط أن يفسح له الطريق، وكانت الوساطة تحاصر وتتعرض للقصف والقتل، ولم يقتصر الحرب على مواجهة حسين الحوثي فقط، بل استخدمت شماعة لتجفيف منابع الفكر الزيدي، ومصادرة مساجدهم، وقتل حتى ملاك المساجد كما حدث للشهيد عبده عثرب في صنعاء أُعدم.

*قتل لأنه يملك المسجد؟

** لأنه بنا المسجد، وهو زيدي المذهب، وأريد مصادرة المسجد وأخذه منه..

*إذن حرب صعدة حرب مذهبية من وجهة نظرك؟

** كانت حرب مذهبية وحرب عرقية، وخطابات دعاة الحرب واضحة في الشموع وأخبار اليوم وغيرها، من أنها خدمة لأمن المملكة العربية السعودية سلفية الطابع كما كانوا يطرحون، وكانت كلمة الحوثي ولا تزال، تصدق على كل زيدي، على كل "هاشمي".. زيدي، سواء كان هاشمي أو غير هاشمي.. وهاشمي، سواء كان زيدي أو غير زيدي، فهي حرب مذهبية وعرقية، وألان تطلق على كل معارض حتى ولو لم يكن زيديا أو هاشميا

*يعني هذا أن الجيش مقسم مذهبياً، أو أن هناك قوى أخرى غير الجيش شاركت في الحرب؟

** واضح بأن هناك قوى أخرى شاركت في الحرب..

*مثل من.. الإصلاح مثلاً؟

** الإصلاح نزهوا أنفسهم في الحروب الأولى، مع أن الرئيس ادعى أنهم حاربوا معه، وأنه حارب من أجلهم أو أنه خاض حربهم كما قال هو،

*وفي الحروب التالية؟

** الحرب الجديدة هذه، التي بدأت في عاهم، وحجة، والجوف.. لا أستبعد ذلك.

*ودماج؟

** لا.. دماج سلفية، لكن يتم استخدام السلفيين لتجميع أهل السنة واستدرار عواطفهم في الخليج، وللارتزاق من دماء أبناء صعدة وأهل دماج.

*قيل في المعارضة "المشترك" بأن الحوثيين صنيعة الرئيس علي عبد الله صالح من أجل ابتزاز السعودية ودول الخليج؟

** علي عبد الله صالح أعجز من أن يصنع مثل حسين الحوثي.. حسين صاحب مشروع وطني كبير، مشروع تحرري ووطني كبير..

*معارضون قالوا هذا في شهور الأزمة الراهنة؟

** أنا لم أسمع..

*قالوا هذا في تصريحات كثيرة بأن صالح أوجد الحوثيين لكي يبتز الجيران، مثلما اُتهم بأنه أوجد أو ساعد على نفوذ تنظيم "القاعدة" في اليمن لكي يبتز الأمريكان والمجتمع الدولي؟

** "القاعدة" حركة عالمية إذا كان سهّل لها، أو تواطأ معها، أو قصر في محاربتها هذا شيء آخر، لكن نقول أنه خلقها فهذا مستحيل.. ولكن لنقل ساعد "القاعدة"، هذا شيء معقول.. وسنتهمه بأنه ساعد الإصلاح، مع أن الإصلاح جذورهم من عام 48م.. الرئيس لعب على تناقضات، لكن الحوثي أبعد ما يكون من أن يدعمه الرئيس.. الرئيس قدم دعم 400 ألف ريال شهرياً للشباب المؤمن وحسين لم يكن منهم، وهذه حكاية كبيرة.. يعني قارن بين ما كان يقدم للمعاهد العلمية من ميزانية (12 مليار) سنوياً، وبين 400 ألف لمعاهد الحوثيين، ولم تكن لحسين بدر الدين، كانت للشباب المؤمن، محمد عزان، وعبد الكريم جدبان وآخرين.

*الذين هم الآن خارجين عن الحركة الحوثية؟

** نعم.. إذن أنا يشرفني أن أدافع عن الحوثي لأنها قضية عادلة، وقضية قتل لذات القتل، بدليل أن الحرب كانت تبدأ بقرار من صنعاء، وتنتهي بقرار من صنعاء، لو كان الحوثي شريكاً في هذه الحرب لكان سيوقت لها متى ما أراد.. فالحرب كانت تشعلها السلطة متى ما تريد، ومتى ما أرادت أن توقفها كانت تتوقف.. الحوثي لم يفتعل أزمة في انتخابات 2006 ومرت الانتخابات في صعدة بسلام، وفي ذلك دلالة على أن الحوثي يدافع عن نفسه كما يقول فقط، وظلوا ولا زالوا حتى هذه اللحظة، وأتمنى أن يستمروا إلى مالا نهاية حركة دفاعية فقط.

*أنت قلت بأن حركة "الحوثيين" أكبر من أن ينتجها علي عبد الله صالح..

** (مقاطعاً).. وأكبر من أن يحتويها حزب..

*ما هي طبيعة هذه الحركة؟

** تتضح ملامح مشروعها الوطني الآن في صعدة.. صعدة الآن أفضل محافظة موجودة في اليمن، تتمتع بأمن، خدمات متوفرة بالرغم من أنها من أفقر المحافظات، ومن أكثر المحافظات إهمالاً من قبل السلطة.

*يعني أنك تعتبر الوضع الراهن في صعدة هو مشروع "الحوثيين" في اليمن؟

** أنا أتمنى أن يتعمم ما في صعدة الآن، لكنه ليس مشروع "الحوثيين"، مشروع "الحوثيين" هو استقلال القرار التام لأبناء المحافظات.. مثلاً من يحكم صعدة الآن؟ فارس مناع.. وهو من قيادات المؤتمر انتخبته الهيئة الإدارية للمجالس المحلية في المؤتمر الشعبي العام..

*(مقاطعاً).. فارس مناع وضعه الحوثيين وليس المؤتمر.

** لا لا.. هو كان أداة بيد السلطة واختلف معهم، وحارب الحوثيين.. وأخاه حسن المحافظ السابق في هذا الأسبوع صرح تصريحاً عدائياً تجاه الحوثيين.. لماذا ننسى هذا التمايز.

*توزيع أدوار؟

** لا.. الحوثيون حريصون على التعايش، لا زال الأمن هو الأمن.. هل الأمن العام، والنجدة، والأمن القومي، والأمن المركزي، صنيعة الحوثيين في صعدة؟! معسكرات اللواء علي محسن، وحسين خيران لم تمس ولم تتغير، ولا زال القصر الجمهوري بيد الرئيس.(فهل هم صنيعة الحوثي)؟

*طيب ما هو حاصل في دماج الآن، نفور من الآخر؟

** سمعتم أنتم مطالب الحجوري الأخيرة؟ هي نفس مطالب السلطة في حروبها الست!! وهو أن الحوثي يتحول إلى مواطن، أي يقبض عليهم متى ما أرادت السلطة، أن يقبض على عبد الملك الحوثي، أن يخضع للاضطهاد الذي يخضع له أي مواطن في صنعاء يريد اليوم أن يتحرر من هذا الاضطهاد..

*هل هذه المطالب تبرر قتلهم وإبادتهم؟

** الذي يعلن الحرب هو الذي يضع لها شروطاً، سلفيو دماج هم من يضع الشروط.. يعني أنهم هم الذين قرروا الحرب ومتمسكين بها

*لكنهم محاصرون؟

** من قال أنهم محاصرون؟!

*كل هذه الأخبار والأحداث تقول ذلك.. وأنت كنت موجود في صعدة قبل أيام؟

** هذه كذبة.. وأنا كنت موجوداً وليسوا محاصرين، دماج مفتوحة، ودخلنا إليها، وخربت الوساطة التي قادها الشيخ حسين الأحمر متارس "الحوثيين"، وتنازل "الحوثي" للشيخ حسين الأحمر، وانسحب من كل المواقع التي كان يحتلها والتي كان يتواجد فيها طوال السنوات الست الماضية.(أي انسحب من مواقع وجوده فيها سابق على المشكلة الأخيرة)

*يعني حلت المشكلة الآن في دماج؟

** لن تحل إلا بقرار ممن يحرك أهل دماج.. الشيخ عارف شويط ، وهو من أهل السنة كما يقال، ابن الشيخ قائد شويط -الذي شهد لله بأن أتباع حسين الحوثي يصلون ويقولون بدل السلام عليكم ورحمة الله "السلام عليك يا سيدي حسين"-.، يقول بأنه دخل هو ودغسان أول وساطة وحلوا المشكلة، وبعد أسبوع بدأ "السلفيين" يتنصعوا الحوثيين، واتصل شويط بالحجوري يقول له "أحنا أدخلنا وجوهنا" قال هم يتعلمون الرماية، قال طيب يتوقفوا، قال لن يتوقفوا.. هذا هو الحجوري، وهذا منطق السلفيين، نفس منطق السلطة في حروبها الستة بأن تخضع الحوثي لما يخضع له أهل الجعاشن.

*لكن السلطة قوية والسلفيين قلة ضعيفة أمام الحوثيين؟!

** السلفيون ومن يقف ورائهم يعتقدون بأن "ما يكسر الحجر إلا أختها"، وبأنه لا يكسر العقائديين إلا العقائديون، والقصد من هذه الحرب هو التخلص من الطرفين، إضعاف الحوثيين والسلفيين معاً.

*لكن الدولة الآن أضعف من أن تخطط للتخلص من الطرفين.. فمن يريد إذن التخلص منهما؟

** من له مصلحة من التخلص من الطرفين.

*من تعتقد بأن له مصلحة في ذلك؟

** أنا لا أريد أن أسمي.. السلفيون يمثلون الآن منافساً لأطراف، خطابهم واحد ومرجعيتهم واحدة، لكن السلفيين يتميزون بالصدق، منهجهم صادق وواضح، والحوثيون يتهمون بأنهم يتوسعون، وهذه حقيقة، وهم في الأصل لا يتوسعون، وإنما المساحة التي تتحرر من عسف السلطة تتسع، والمساحة التي تتحرر من الخوف والقتل والثارات تتسع، فتجد في الحوثي والارتباط به ملاذ، من الثارات، من المشكلات التاريخية، وهذه كلها سمحت بالاتساع، فأريد محاصرة الحوثي بالسلفية، للتخلص من السلفيين وإعادتهم إلى أحضان السلطة.

*طيب.. الإصلاح يتزعم تحالف المشترك، والمشترك يطالب بأن يكون الحوثي جزء من التسوية السياسية، إذن لماذا يتهم الإصلاح الحوثيين بشن حرب إبادة ضد السلفيين في دماج؟

** أقول بوضوح بناء على قراءتي، لو أراد الحوثي أن يتخلص من دماج لأنهاها في 24 ساعة، صحيح ستكون هناك تضحيات كبيرة، لكن الحوثي كان حريصاً ومسؤولاً، ولو أراد كان سيحاربهم في وقت آخر، ولو أراد كان سيفخخهم، ولو أراد كان سيغتالهم كأشخاص، فهو يستطيع إبادتهم بطرق معددة، لكنه يخشى الله ولا يستهين بالدماء.

*وكيف تفسر هذه الاتهامات؟

** لأن الحوثي –خصوصاً مع الثورة- انتشر في مناطق لا يجوز له الانتشار فيها، كـ"تعز، شبوة، عدن..." وجماعة الصمود شكلت عامل توازن في الساحات من سيطرة مجموعة معينة.

*من سيطرة الإصلاح؟

** لا نقول الإصلاح، دعنا نقول عامل توازن من سيطرة "المشترك".

*يعني سيطرتكم أنتم..

** نعم.. فوجدوا في الصمود ملاذ آمن لإيجاد توازن بدون شروط وبدون عسف، وشباب ثوري صادق.. وهذا أقلق كثيراً، فبدؤوا يحاصرونهم بافتعال الأزمات والحروب، ومن يفكروا بهذا التفكير يعتقدون بأنهم سيقضون على الحوثي، لكني قلتها في كل حرب، وأكررها الآن، الحرب تساعد الحوثي على الانتشار وليس العكس، ومشروعه عسكري لأنه رد فعل لهجوم عسكري عليه، وهذا يزيد من قوته، وامتلك مهارة لن يمتلكها الآخرين.

*ما تفسيرك للحروب المتقطعة بين الحوثيين والإصلاح، في الجوف، في حجة، وغيرها..؟

** هي جزء لمحاصرة الحوثي في حدود معينة..

*لماذا لا تكون صراع من أجل السيطرة ومن أجل توسيع النفوذ، لماذا تسميها دفاع بالنسبة للحوثيين، ولماذا لا يكون الإصلاح هو الذي يدافع عن نفسه؟

** لأن الحوثي يقبل بأي وسيط ويقبل ويلتزم بإيقاف إطلاق النار، ولا يكذب، ولا يغدر..

*بينما الإصلاح يغدرون؟

** أنا لا أقول بأن الإصلاح يغدر، أنا أتكلم عن السلطة.

*أنا أقصد في الحروب الأخيرة..

** حرب الجوف توقفت نهائياً، معناها أن الطرفين التزما.

*في حجة؟

** في حجة قالوا بأن ليلة أمس –الأربعاء- قتل أحد شباب الحوثيين غيلة، وفجر اليوم –الخميس- قتل اثنان في هجوم على سوق عاهم..(وكان القاتل كما أخبرت أحد السلفيين) هناك محاولة لإقصاء الحوثيين، هناك ضغط من المجتمع الدولي بضرورة الحوار مع الحوثيين، وهذا عامل جديد، حتى بن عمر أكد على ضرورة الحوار معهم، وسفراء الاتحاد الأوروبي مع مجلس التعاون الخليجي أوصلوا رسالة واضحة قبل أمس (الثلاثاء) بضرورة الحوار مع الشباب ومع الحراك والحوثي كما قضت آلية المبادرة الخليجية، وبأن الوصول إلى السلطة أو الحكومة ليس نهاية المطاف، وإنما هي خطوة من خطوات ضروري أن نتبعها.. وربما أن هذا الضغط من أجل أن لا يكون لهم وجود.

*إذن "المشترك" هو الذي يضغط نحو هذا الاتجاه؟

** يمكن عناصر محسوبة على "المشترك"او لها علاقة بالمشترك، او تدعي انها تنتسب للمشترك ولسنا ملائكة، وأنت لا تستطيع التمييز في المناطق البعيدة وفي التجمعات بين عناصر "المشترك" والأمن السياسي، وبين عناصر "المشترك" والأمن القومي.

*لكن أنت كسياسي، يفترض أن توضح لي كيف اخترق تحالف "المشترك".

** يعني هناك عناصر في القواعد وهذه المناطق قد تكون منتمية إلينا في الظاهر لكنها تعمل لحساب أجندات أخرى.. والذي أنا متأكد منه بأنه لا يوجد قرار معلن من "المشترك" ولا من الإصلاح، ولو كان هناك قرار معلن من "المشترك" أو الإصلاح ستكون المواجهة شاملة في اليمن كلها.. وأنت تعرف بأنه في كثير من المحسوبين على مؤسسات عسكرية أو أمنية هم متعددو الولاء، لأنهم أعضاء في أحزاب أيضاً.

*تحديداً؟

** لا أستطيع أنا أن أتهم أحد، ولهذا في مقابلة مع الشارع زمان ذكرت بأن ما يقال بأن اللجنة الأمنية مسيطر عليها الإصلاح كلام غير صحيح وغير دقيق، لأنه قد تكون بعض قيادات الإصلاح هي المسئولة عن اللجان الأمنية في الساحات، لكن هناك كثير من الشباب أعضاء في اللجنة الأمنية، وابني كان واحد منهم.ولا يستبعد أن يكون بعضهم من الأجهزة يفتعلون المشاكل بقصد الإساءة للأحزاب وضربها ببعض

*تصريحاتك تثير الكثير من الجدل خاصة في الآونة الأخيرة.. انتقد حزب الإصلاح وقلت بأن تحالف الفرقة مع الإصلاح يضر بالعملية السياسية؟

** هذا أكيد.. تحالف قوى سياسية مع قوى عسكرية ضار، وهذا ليس نقدا

*على خلفية حرب صعدة أم على خلفية ما يحدث الآن؟

** بشكل عام.. ومن حيث المبدأ العمل السياسي يجب أن لا يخترق المؤسسة العسكرية، والمؤسسة العسكرية يجب أن لا تكون لها تأثير على الأحزاب السياسية.

*قلتم في تصريحات سابقة بأن الإصلاح جناح عسكري متحالف مع الفرقة ما سيؤدي إلى سيطرة "القاعدة" على اليمن، كيف؟

** لم أقل هذا الكلام.. أنا صرحت بأقل مما يصرح به بعض قيادات الأخوة في الإصلاح، من أن العلاقة بين الفرقة والإصلاح –وهذا يتحدثوا عنه بعد التجربة المريرة والانشقاق في السودان- استخدام العسكر للوصول إلى السلطة من أي فصيل سياسي ضار بهذا الفصيل.....

ونحن كنا(كمشترك) معترضين من البداية على سيطرة الفرقة على الساحة

*من أنتم.. حزب الحق؟

** حزب الحق وكثير من قيادات الإصلاح.. وأثق بأن كثير من قيادات الإصلاح لا زالوا معترضين على سيطرة الفرقة على الساحة.

*إلا يغفر للفرقة ولقائدها علي محسن انضمامها للثورة وحمايتها للساحات..؟

** بالعكس.. الحماية منحت السلطة حق القتل بدون أن تحاسب، بدليل رد الفعل الدولي المتغاضي، لأن القتل أصبح مواجهة بين معسكرين، كان المتظاهر حمايته مسؤولية الأمن، لكن بعد إعلان الفرقة حماية الشباب أعطت الضوء الأخضر للمعسكر الآخر للقتل بدون حدود.

*من حيث لا تدري؟

** هذه الله أعلم بالنيات، لكن أنا أتكلم عن هذا، الانشقاق والذي حدث في تعز –مع أني لا أقر هذا ولا أجيزه- جعل المجتمع الدولي لا يستنكر كثيراً عمليات القتل الممنهجة التي مارستها بعض وحدات الحرس الجمهوري والأمن المركزي على المواطنين في تعز، واعتبر صراعاً بين معسكرين.

*النظام يتهم الفرقة والإخوان، حتى في معرض اتهاماته، قليل جداً ما نجده يتهم "المشترك" أو مليشيا المشترك، يتكلم عن مليشيا الإصلاح والإخوان والفرقة الأولى مدرع؟

** الذي أعرفه من الإخوان المسلمين أشخاص مثل عبد الوهاب الآنسي، وأحمد القميري، وسعيد شمسان، هؤلاء لا يحملون حتى مسدساً.

*أنا لا أقصد أشخاصاً يحملون سلاحاً، بل أقصد توجه وأحزاب وصراع موجود على الساحة واتهامات متبادلة؟

** الشيخ حمود سعيد المخلافي وبعض من انشقوا من المؤسسة العسكرية في تعز لا أعتقد بأنهم دخلوا الصراع مع السلطة أو مع وحدات الحرس الجمهوري بقرار من الإصلاح، تبنوا هذا، لأن بعضهم انزلقوا للرد على العنف بالعنف حتى "الاشتراكي" والأحزاب الأخرى معهم.. هذا الانزلاق نحو استخدام العنف –مع أنه رد فعل طبيعي لاستخدام العنف من قبل السلطة- منح السلطة الفرصة لأن تتوسع في استخدام العنف.

*الآن في الوقت الراهن، كيف ترى القواسم المشتركة بينك وبين التجمع اليمني للإصلاح أو في "المشترك" كحزب حق، وما كانت عليه علاقتكم مع النظام من قبل.. هل كانت القواسم المشتركة مع النظام من قبل –إذا كانت هناك علاقة- أفضل مما هي عليه الآن مع "المشترك"؟

** لم يكن لنا أي علاقة مع النظام، كل ما كان يشاع لا صحة له.. أول مرة ألتقي الرئيس عندما اضطر لاستدعائي بشأن الوساطة بينه وبين عبد الملك الحوثي، وكان ديوانه مليء بالناس.. دخلت عليه وهو يتمثل قول الشاعر:

(ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى)

وأنا أكملت الشطر الثاني:

(عدو له ما من صداقته بدُ)

وكأنه يقول للذي عنده بأن الظروف اضطرته لاستقبال عدو الذي هو أنا.. ومقابلاتي مع الرئيس كانت محدودة جداً برغم ما أشيع، وكانت في إطار الوساطة، لقاءاتي به ثلاثة أو أربع مرات وكان الرئيس.. متمسك أن حزبنا أحل أو حُرّم، وخلال لقاءاتي رفعت عليّ دعاوى بأني أنتحل صفة أمين عام حزب منحل، بل أن الرئيس كان يحمل الأخوة في "المشترك" حلفائه مسؤولية أنهم جعلوني رئيساً لـ"المشترك"

*يعني أن عدائك له أكثر من عدائهم له؟

** لم يكن هناك عداء بينهم.. نحن الذين كنا مقصيين.. الآخرين كانوا يستلمون مرتبات، ويستلمون الإيجارات بيوت، ولديهم حراسة.. أما نحن فنهبت علينا أراضينا، وحرمنا من الوظيفة والترقية بل انه في الأيام الأخيرة ما قبل الثورة باع أرض خاصة بنا للسفارة الأميركية بـ 17 مليون دولار، وهو يعلم بأنها من أملاكنا، ولدينا أحكام قضائية نهائية وباتة، وهو نفسه قد طلب تنفيذها على الشيخ حميد الأحمر.

*الدولة التي باعتها؟

** باعها الرئيس نفسه هو والقاضي حمود الهتار.

*هل تبرأ القاضي حمود الهتار من هذا البيع بعد انضمامه للثورة؟

** لقيته مراراً ولكني لم أسأله.. مع أن القاضي حمود الهتار "الله يرعاه" حكم علينا أتعاب لأحد المحامين في القضية نفسها في مقابل حصولنا على الأرض ونفذ علينا الأحكام. يعني حكم علينا بأتعاب ثم باع الأرض عندما تولى وزارة الأوقاف.

*إذن كيف سنراهن على المنشقين عن النظام لقيادة التغيير القادم؟

** هو كما يقال "خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا"، وخياركم في الثورة خياركم ما قبل الثورة إذا فقهوا، والقاضي الهتار فقيه.

*يعني هناك أمل؟

** أكيد هناك أمل..

*موقفكم أنتم في "المشترك" من بعض رموز السلطة المتهمين بارتكاب فساد والذين انضموا لحركة التغيير، هل ترون بأنها هذا هروب من المسؤولية أو هروب من الأدوار، أو ربما يكونوا نادمين الآن عندما يرون قانون الحصانة؟

** (يضحك).. أولاً أنا لا أستطيع أن أتهم أحداً..

*أنا قلت "ممن يقال" عنهم..واضحين

** نعم نعم.. ثانياً أنا أعتبر بأن الذين ضحوا بمناصبهم كانوا أشرف منّا.. لأننا كنا نناضل من أجل الشراكة، لكنهم خرجوا وهم شركاء.. ضحوا ، فمنهم من كانوا وزراء وقادة كبار، ولهذا أنا أحترمهم وأحترم مواقفهم، ولا أعتقد بأنهم مثقلون بالفساد.

*وهذا الرأي يشمل علي محسن أيضاً؟

** حتى علي محسن.. إذا صدق وخرج من المؤسسة العسكرية واعتزل العمل العام بمجرد خروج الرئيس من السلطة فهو يستحق أن يُقدّر ويحترم

*شخصياً أكد لي ذلك في حوار، وأنا أصدق الرجل..

** وأنا أقسم لي يميناً ثاني يوم أو ثالث يوم من إعلانه الانشقاق.. إذا صح هذا فهو جدير بأن يحترم ويقدر لموقفه هذا.

*كيف تنظر إلى مستقبل اليمن في ظل المتغيرات الراهنة والاتفاق والتسوية..؟

** المستقبل مظلم.. نتمنى أن يشرق فجر.. مظاهر الظلمات تتجلى الآن في الصراع في الساحات.. أمس استخدم الأسيد في حرق بعض الشباب في ساحة التغيير بصنعاء..

*من هم؟

** مجهولين.. العمل بالظن جريمة ولا يجوز، وهو إثم.. لكن كل القوى الموجودة في الساحة تتحمل المسؤولية، والقوى الآن المنظمة قادرة على كشفه قادرة على كشف من يقف وراء هذا.

هذه الأحداث وما حدث لأحمد سيف حاشد قبل أسبوعين تنبئ عن تكون مليشيا هي أقرب إلى شبيبة النازية، لن ترحم أحد حتى قياداتها.

*إذن من هؤلاء ما دمت تعرف قياداتهم؟

** أنا لا أعرف قيادتهم.. لكن هذا عمل منظم.. قد تكون أجهزة أمنية، قد تكون حتى "الموساد" دعنا نرميها على اليهود الذين لن يدافع عنهم أحد، ولا أحد سيتهمنا إن أتهمناهم.. المهم تكونت مليشيا أشبه بشبيبة النازية، تغدر بالناس فجراً، وتضربهم، وتلاحق عضو مجلس نواب وأول ثوري(أحمد سيف حاشد) قبل توكل كرمان وخالد الآنسي، هؤلاء هم الطليعة في صنعاء، وقبلهم في تعز شباب لا أعرفهم لكنهم يستحقوا الاحترام، ولن يزايد عليهم أحد.. فأن يلاحق أحمد سيف حاشد إلى الفندق عمل لم يعمله علي عبدالله صالح ولا بلاطجته، أنا أعيش في منطقة مليئة بأنصار الرئيس، وأنصار متعصبين جداً، لكنهم لم يتعرضوا لي الا بالكلام، ولم يدخلوا بيتي، وعندما مات أبي أتوا يحرسوني من بعضهم البعض خوفاً من أن يحصل لي شيئاً، كان هناك قيم.

أحمد سيف حاشد قامة وطنية، وعضو مجلس نواب ويلاحق إلى الفندق، يعني هناك تعبئة حاقدة لئيمة لن ينجو منها من يصنعها.

*اتهمتم الإصلاحيين بهذا؟

** أنا لم أتهم الإصلاحيين، بل حذرت الإخوان في الإصلاح، لأن هذا العمل تم بحماية ووجود الفرقة، وحتى لا أتهم علي محسن، لأنه اتضح بأن هناك عناصر في الفرقة أرادت الانقلاب عليه.

*ما صحة هذه المعلومات؟

** صحيحة، وسمعت من ضباط في الفرقة بأنهم يتمنون اللحظة التي يثيرون فيها عليه.. الفرقة الآن ضمت بقايا جيش "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، وضمت عناصر كثيرة جداً ليسوا جميعاً عقائديين، وليسوا لون ولا طيف واحد، وحتى الطيف الواحد لم يعد كذلك فنحن الآن منخورين، بالمناطقية التي باتت الآن سائدة حتى داخل التنظيمات السياسية الصراع المناطقي موجود، بين أبناء محافظة كذا وأبناء محافظة كذا، هذا موجود للأسف الشديد.. فأنا أحذر وحذرت، وتمنيت على الإخوان الذين عندهم قدرة، سواء كان في التنظيمات السياسية أو في الأجهزة الأمنية والعسكرية أن يحاصروا هذا التخلق المرضي المخيف الذي يهدد بإرهاب المجتمع.. يعني تصور أحمد سيف حاشد يلاحق، وهؤلاء نائمون في الخيمة وبدون سابق عداء يحرقوا بأسيد أو يضربوا..

*تعني شباب الصمود؟

** شباب الصمود، وشباب المسيرة الراجلة، ليسوا كلهم شباب الصمود، وشباب الصمود ليسوا جميعاً لون واحد، فيهم الأمن القومي.. صحيح أغلبهم "حوثيين" وكثير منهم متعاطفون مع "الحوثي"، لكن فيهم يسار، وناصريين، ولبراليين، ومستقلين كثير جداً، النواة فقط قد تكون "حوثية".

*وهل الأمن القومي مخترق الطرفين شباب الصمود وشباب الإصلاح في الساحات؟

** أنا لا أستبعد.. هذه ساحة فيها الآلاف، ومفتوحة.. ومن كتب مقالاً ضد علي عبدالله صالح أصبح ثورياً، على الأقل هذا في العشرة الأشهر الماضية.. والآن يزايدون على أشخاص مثل محمد المقالح، وعبد الكريم الخيواني، ونايف حسان، ونبيل سُبيع بأنهم لم يعودوا ثوريين، ويزايدون على أحمد سيف حاشد، وحتى خالد الآنسي أحرقوا خيمته وهو من شباب الإصلاح، فهل نتهم الإصلاح؟

*إذن من هو الطرف الذي يقوم بهذه الأفعال؟

** أنا لست محققاً.

*هل السلطة هي من تقوم بهذه الأفعال في الساحات؟

** أعتقد بأن السلطة أعجز من هذا كله، لكن هناك مرض يتخلّق في المجتمع ومخيف جداً.

*كيف تنظرون إلى المؤتمر الشعبي العام ومستقبله في ظل مرحلة التسويات.. هل هناك رؤية لاجتثاث المؤتمر؟

** ما اتفقنا عليه في "المشترك" –وأول من بدأ فيه الدكتور محمد عبد الملك- بأنه يجب أن نحافظ على المؤتمر الشعبي العام كعنصر توازن والتزمنا به..

*هل طرحت فكرة لاجتثاثه في إطار "اللقاء المشترك"؟

** كان هناك دعوات لاجتثاثه من أفراد من أحزابنا أحزاب "المشترك"، لكن التزمنا كـ"مشترك" ثم اللجنة التحضيرية بأنه يجب أن نحافظ على "المؤتمر الشعبي العام" كعنصر توازن لا بد منه.. ثانياً أن لا نمس بالوظيفة العامة ومكتسبات الناس فيها، وأن يكون التغيير على مستوى الوزراء فقط..

*وهذا التغيير الذي حصل بفعل انتفاضات في بعض مؤسسات الدولة.. ما نسميه؟

** في اجتماع الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني أكدنا جميعاً وبصوت واحد بأن لا علاقة لنا وليس لنا مصلحة بهذا، وأن هذه قد تفسد الاتفاق، وقد تجهض عملية نقل السلطة، بالرغم أن البعض مرتاح شخصياً باستهداف أشخاص وتم الانقلاب عليهم، لكنها مؤشر خطير جداً، ولا يجوز على الإطلاق تغيير أي شخص إلا إذا ثبت فساده وبحكم قضائي، وفساده من اليوم، وليس محاسبة تاريخية، ولا بموجب الملفات الملفقة للأمن السياسي والأمن القومي على بعض الناس الذين أرادوا إخضاعهم ولم يخضعوا، وأن يكون هناك تصحيح، وبحاجة إلى تصحيح في التناسب ما بين الأجور والإنفاق، لأنه ليس من المعقول أن عطي شخصاً مسؤولية مليارات وأجره الوظيفي لا يساوي 5 % من إنفاقه.. فنحن الذين نفرض هذا الإفساد.

*هل تعتقد أن التسوية السياسية ستستمر؟

** يجب أن نحافظ على المؤتمر الشعبي العام..

*حتى لو بقي فيه الرئيس علي عبدالله صالح؟

** إذا بقي كسياسي أنا شخصياً ما عندي مشكلة، لأنه ما الفرق بينه وبين اللواءعلي محسن؟ وبينه وبين اللواء غالب القمش، والفرق بينه وبين الأستاذ علي الآنسي؟ وبينه وبين أي مسؤول تنفيذي مارس السلطة في عهد علي عبدالله صالح؟ فالرئيس لم يكن يمارس السلطة مباشرة، بل كان يمارسها من خلال هؤلاء الأشخاص، إذن فليس هناك أي فرق بينه وبينهم على الإطلاق، وليس بينه وبين الإرياني فرق حتى لو تظاهر الإرياني بأنه مدني، وأنه كان عبد المأمور، وكذلك عبد ربه منصور هادي حتى لو لم يتورط في تحمل مسؤوليات، لكنه كان يحضر ويصوّت في المجلس الأمني والعسكري، وفي المؤتمر الشعبي العام.. باسندوة كان مستشاراً، وما تبرأ من مشورة قط، وما أظهر موقفاً واحداً لا من حروب صعدة ولا من حروب الجنوب.. فكلهم حكمونا وكلهم متورطون، والعفو هذا عفو عام لهم جميعاً، فهم جميعاً كانوا مسؤولين، وبالتالي أنا ليس لدي أي مشكلة على الإطلاق في بقاء صالح.. وسأحاسب علي عبدالله صالح إذا ثبت عندي بأنه وجه أمر شخصي وعن طريق السر لقتل فلان أو اغتيال فلان، وهذا التآمر حاصل الآن، فالذي يحرق بالأسيد لا أعتقد أنه علي عبدالله صالح ولا بأمر منه.. هناك أناس أسوأ منه بهذا المعنى العام، لكن لأنه رئيس الجمهورية تحمل كل المسؤولية، وهؤلاء جميعاً كانوا معينون بقرار منه وكان بإمكانه تغييرهم، ولهذا يتحمل كل المسؤولية عن كل ما كان يصدر عنهم.. لكن تحمل الرئيس لكل المسؤولية لا يعفيهم من المسؤولية أيضاً، فهم على الأقل كانوا شركاء بالصمت.

* هل ترى بأن التسوية السياسية هذه ستنجح وستستمر بغض النظر عن المؤتمر؟

** المجتمع الدولي، والإقليمي، ومصلحة اليمنيين تحتم استمرارها.

*كيف تنظر إليها.. هل أنت متفائل؟

** لا.. لست متفائلاً كثيراً..

*لماذا؟

** مثلاً الحس الذي ظهر الآن في الاستئثار بالوظيفة العامة، بالسلطة، عدم الاهتمام بالحوار مع الساحات ومع الحوثيين، والحراك.. عدنا إلى حسابات الميزان القديم، ليس للشراكة الوطنية.

*يعني ما يحصل الآن ليس شراكة وطنية؟

** ليس شراكة وطنية.

*لكن لا يزال الوقت مبكراً للحوار!!

** بدأ الحوار بالأسيد، والهراوات، والمطاوي، والعنف، والاتهامات، والتخوين.. الحوار يكون بالإقناع، نحن اخترنا المبادرة، ونحن كحزب يقال بأننا نمثل تيار، حصلنا على وزير بدون وزارة، ومع هذا أكثر من يدافع عن المبادرة أنا في وسائل الإعلام، لأني مقتنع بأنها هي الأسلم، ونحن الوحيدون الذين ليس لنا عضو مجلس نواب، وأكثر الناس يدافع عن قانون العفو العام والحصانة أنا، رغم أن الشرعية العامة الآن ضده إلا اني اعتقد شرعيته عملا بقوله تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله، ويسعون في الأرض فساداً، أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم).. الآية.

*قانون الحصانة ليس إعلان توبة؟

** التنازل عن السلطة توبة، اعتبر علي عبدالله صالح ومن معه "قطاع طرق"، لم نستطع أن نقبض عليهم، لكنهم سلموا، الله استثناهم بنص القرآن.. ثانياً في أحكام القتال بين البغاة، نفترض بأن الثوار هم المحقين، والسلطة باغية، بعد أن يتوقف القتال يقول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام (لا تتبعوا مدبراً، ولا تجهزوا على جريح).. مروان بن الحكم الذي قال عنه أمير المؤمنين رأس الشر عندما قبض عليه بعد عقر الجمل، وهو قاتل طلحة بن عبيد الله، وهو صاحب الفتنة، وهو الذي أخرج أم المؤمنين عائشة وحرضها على الخروج، ومع هذا رفض أن يبايعه، قال تلك يد يهودية لكنه لم يمسه، لأن القصد هو التعايش، إقرار حالة السلم وليس الانتقام

*قانون الحصانة لا يستند إلى تأصيل فقهي في الإسلام وإنما إلى تسوية سياسية..

** هل هناك خيار آخر؟ هل يستطيعون أن يقبضوا على علي عبدالله صالح، وعلي محسن ويقدمونهم للمحاكمات على الجرائم التي ارتكبت في الجنوب والشمال والمناطق الوسطى وفي صعدة؟.. قال لي الرئيس بأن الذين قتلوا حتى الحرب الخامسة (خمسين ألف شخص) في صعدة فقط من الطرفين.. من الذي سيحاكمه عليهم، ومن الذي قتلهم؟ ليس هو وحده.

*هذه المعلومات من الرئيس؟

** نعم هو من أخبرني بها.. قلت له أريد أن أذهب إلى الخارج، قال كيف أخرجك وأنتم قتلتم خمسين ألف، قلت له من قتلهم أنا أم أنت؟

*بعدها كيف سمح لك بالخروج؟

** خرجت بعد الثورة، أما قبلها لم أخرج

*يعني قال لك هذا الكلام قبل الثورة في سياق اتهامه لك بأنك حوثي؟

** نعم قالها لي بعد الحرب الخامسة، في اتهامه لي بأني حوثي ومسئول عن الحرب.

وأنا للعلم –وهذا للتاريخ، وبشهادة الإخوان- أول من أصر على ضرورة أن يتم انتقال السلطة سلمياً وسلساً في اجتماع ببيت الشيخ حميد الأحمر.. قلنا لهم ليس عندنا مؤسسة عسكرية وأمنية موحدة، تنتقل السلطة اليها

وأنا أسأل سؤالاً لكل من يطالب بالحل الثوري، وأنا مع الحل الثوري.. أفرضوا بأن الله سبحانه وتعالى خسف بعلي عبدالله صالح الأرض هو وأسرته وقيادته العسكرية، يعني اختفى فجأة بدون هذا الاتفاق أو الوفاق الوطني.. كيف ستؤسس السلطة البديلة؟ هل ستستطيع أن تحافظ على وحدة اليمن؟ هل ستمتلك مشروعية؟ من له حق انتخاب أو اختيار سلطة بديلة؟.. الحوثي مسيطر على أراضي، الإصلاح سيسيطر على أراضي، الحراك سيسيطر على أراضي، وسنحلم بإعادة توحيد اليمن بعد عقود مثل الصومال.. فلا يوجد حل آخر حتى لو تمنيته واعتبرت بأن أمنيتي هذه ستتحقق بأن يخسف الله الأرض بأعدائي من الطرف الآخر.. كيف ستنشأ سلطة بديلة.

أفترض الآن بأنه تم نقل السلطة ومات عبد ربه منصور هادي فجأة.. ما لم يتفقوا على مرشح لنيابته كبديل، سيحدث فراغ يتقاتل الناس عليه.

*يعني أنت تطلب الآن بأن يكون هناك شخص إلى جانب عبد ربه منصور هادي؟

** نعم.. لأنه مريض وكبير في السن.. لماذا لا نفترض هذا؟! الموت قدر، وهذا أفضل له من باب الاحتياط.. المشكلة التي أريد أن أثيرها بأننا نخشى الفراغ.. نفترض بأنه انتصرت الفرقة على الحرس الجمهوري وحسم الأمر، هل سيقبل الآخرون بحكم الإصلاح؟ وهل تستطيع الفرقة الآن أن تبسط نفوذها على اليمن كله بالتحالف مع الإصلاح، هل سيقبل الحراكيون، هل سيقبل الحوثيون..؟

*أنت أول شخص لن تقبل؟!

** أنا سأقبل لأني في صنعاء، ومن تزوج بأمنا صار عمنا.. لكن لو كنت خارج صنعاء سأقول كلاماً آخر.

*كيف ترى الدور السعودي الآن في اليمن خلال هذه الأزمة؟

** الدور السعودي غامض، ومرتبك ومربك

*الدور الأميركي؟

** أكثر غموضاً وأكثر غروراً.

*يقال بأن السفير الأميركي وسفراء الدول المعنية هم الذين يديرون العملية السياسية الآن، ما قولك؟

** مبالغ فيها.. هم يحاورن لكنهم لا يدركون الخصوصية اليمنية، وطبعاً لهم تأثير على القرار لا شك في ذلك، ويمارسون ضغطاً، لكن ليس كل ما يريدوه يتحقق.

*حركة الإخوان المسلمين؟

** كإخوان مسلمين في العالم هي حركة مسالمة تعرضوا لظلم، واضطهدوا كثيراً، لكن لكل بلد خصوصياتها.

*بالنسبة لليمن؟

** كأصدقاء إخوان من أفضل ما يكون.

*كيف تراهم كشركاء سياسيين؟

** نحن حريصون جداً على استمرار الشراكة معهم، ونراهن على القيادات التي خبرناها..

*الإصلاح وعبر أكثر من شخص في قياداته، وفي مقدمتهم محمد قحطان يقول أن شعار "الإسلام هو الحل"، لن يكون موجوداً في اليمن، وهذا تطور في الرؤى السياسية؟

** معه حق.. وهذا ليس تطور، بل إقرار واقع.. أولاً الإسلام هو الحاكم في اليمن، هدفنا معا كيفية تنوير الحالة الإسلامية في اليمن.. المجتمع اليمني مسلم، الشريعة الإسلامية هي الحاكمة إلى وقت قريب، القوانين التي نشأت في مجلس الشعب التأسيسي كلها مستمدة من الشريعة الإسلامية، ولهذا أنا في مقابلة أو في مقال عام 92 ذكرت بأن القوانين المعمول بها في اليمن هي المذهب الحاكم، بالمعنى الفقهي الدقيق، والإسلام هو من ينشأ الدولة المدنية القانونية، والمرفوض هو أن لا تنشأ دولة المجتهد المسلم الذي يعكس باجتهاداته هواه..

*يعني أنت مع حركة الإخوان المسلمين في الإطار السياسي؟

** هم تحولوا إلى إطار سياسي حتى الآن ما اتفقنا عليه مما هو مكتوب نفّذ.. عبد الوهاب الآنسي مثلاً عرفته من أكثر الناس التزاماً بما يوقع عليه، حتى في غياب الأطراف الموقعة الأخرى، مثلاً قام باتفاقات بينه وبين المؤتمر أو بين "المشترك" والمؤتمر، وعندما نفكر في عمل شيء ما يتذكر بأن هذه مخالفة لاتفاقات سابقة مع المؤتمر ويحترمها..

*الدور الإيراني في اليمن.. هل هناك أجندة إيرانية في اليمن؟

** هناك دور إعلامي.. لكن في الداخل لا يوجد دور إيراني..

*ولا مع الحوثيين؟

** على الإطلاق.. لا توجد أي علاقة اتصال بين الحوثيين وإيران.. ربما بعض الناس من المرتزقة يدعون أنهم يمثلون الحوثي في الخارج، ويذهبون إلى سوريا وغيرها، لكن الحوثي وقيادة الحوثي لم يخرجوا من اليمن، ونطالب السلطة الحالية برفع قائمة الـ (55) الممنوعين من السفر الذين كانوا مطلوبين كمبرر للحرب السادسة

*أنت من أكثر المناصرين للحراك الجنوبي.. هل أنت مع مطالبهم الانفصالية؟

** أنا مع حق أبناء الجنوب في أن يقرروا ما يريدون، ولا أجيز لنفسي كشمالي أن أفرض عليهم خياراتي..

*لماذا تنظر للمسألة شمالي وجنوبي؟!

** لأن المسألة هكذا، هناك حاشدي وهناك بكيلي، لا يستطيع البكيلي أن يستوطن في حاشد إلا بموافقة أهل حاشد، وبعدما يهجر عندهم وإلا يظل قطير، أو ربيع أو ما شئت من الأسماء، أو نقيله بعد أن يذبح ويتم قبوله.

*هل تعتبر حرب الحصبة ضمن إطار المواجهة بين السلطة والثورة، أم بين القبيلة والسلطة؟

** هي انتقام مما يعتقد بأن حميد كان وراء الثورة..

*يعني هي حرب انتقامية من قبل السلطة؟

** نعم.. وأعتقد بأنه كان هناك غطاء دولي وإقليمي..

*لصالح من؟

** كان هناك غطاء للحرب على حميد لكسر إرادته، لأنه ربما كان يرفض بعض الإملاءات، كان يمثل نوع من التمرد على الإملاءات الاجنبية ولهذا سمحوا بمعاقبته.. وما حدث كان مؤلماً حوالي 150 شخص فقط من حاشد قتلوا، ودمرت بيوتهم.. أنا لست من حاشد، ولم يكن هواي حاشدي، لكن أن يُدمر منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر فهذه كبيرة.

*هل يمكن أن تدخل اليمن في حرباً أهلية؟

** ليس حرباً أهلية، لكن أسوأ من الحرب الأهلية، وهي الفوضى الكاملة، الحرب الأهلية بين طرفين، لا يوجد طرفين يمنيين متمايزين، وهناك الآن محاولة لتصوير حرب مذهبية، لكن ليس هناك مذهبين، فالسلفية لا يمثلون مذهب، هم أقلية موجودة في كثير من المناطق، والزيدية الذين يسمونهم الآن حوثية، لازالوا كثير، الإصلاح هو تنظيم سياسي حتى لو دخل في حرب مع الحوثيين فلن تكون ذات طابع مذهبي بل سياسي، وهذه ليست حرب أهلية، الحرب الأهلية إما على أساس طائفي مذهبي، أو على أساس عرقي.

*ما رأيك في نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي؟

** من ألطف الناس الذين عرفتهم..

*على الصعيد السياسي؟

** كل الآمال معلقة عليه، وأتمنى بأن يحظى بدعم منقطع النظير.. وهو بدأ يتحرر من عقدة الرجل الثاني، وأثبت فعلاً بأنه رجل متوازن ومتزن، وأذكى منّا جميعاً.. لم يتهور، ولم يثر قلق أحد، وسيكون مستقلاً في قراره بالتأكيد، ولن يكون طرفاً في الصراع، بل سيكون ضمانة هو وباسندوة.

*أريد أن أسألك عن باسندوة؟

** باسندوة شخصية مثقفة، لغوي، ومتذوق للشعر، عاطفي، صادق.

*كسياسي.. هل يستطيع أن يقود المرحلة الانتقالية؟

** ظروف المرحلة والصراعات الموجودة فرضت على أن يكون باسندوة هو الخيار الأفضل، نحن لا نريد شخصية مندفعة وطامحة، لأن أي جنوح وأي اندفاع قد يودي بالبلد.

*أريد أن أسألك عن محمد اليدومي؟؟

** له موقفاً من الهاشميين والشيعة، موقفاً واضحاً من دون شك، ويكفر الشيعة، وهذه مشكلة نفسية.. لكنه من أسهل الناس تعاملاً، ومن أفضل الناس الذين يمكن أن تتعامل معهم.

*إذا كان يكفر الشيعة فما هو موقفه من الهاشميين؟

** يعتبر أننا ملكيين ومتكبرين.. وهذه مشكلة متعلقة بخلفيته الأسرية وبتربيته ونشأته وعلاقاته.. لكنه في خمس دقائق تصل معه إلى نتيجة في أصعب وأعقد القضايا، ويلتزم.........

*رأيك في الأخوين، صادق، وحميد الأحمر على صعيد دورهم السياسي؟

** رأيي الشخصي، صادق من أصدق الناس وأبسطهم وأوضحهم وأشجعهم، وأشجع اليمنيين.. حميد من أذكى من عرفت في حياتي.

*رأيك في الشيخ عبد المجيد الزنداني؟

** أنا لا أعرفه كثيراً، لكنه شخصية كارزمية، ذكي جداً، حركي جداً، صاحب مشاريع يتمكن من الترويج لها، حقق ما لم يحققه غيره، فجامعة الإيمان بالنسبة له مشروع ناجح جداً، حتى مشروع علاج مرض الإيدز ناجح..

*ما رأيك أنت فيه.. هل هو الداعية الإسلامي الذي يقال عنه؟

** ما في شك بأنه أسهم إسهاماً كبيراً في الحياة الثقافية خاصة في كتب التوحيد وفي غيرها، وكان إسهاماً إيجابياً.. وأذكر أنه في الستينات والسبعينات كان الإسلام محرماً، "ليس بيننا اليوم من صلى" كانت نشيداً.. والزنداني تحدث عن الإسلام في وقت كان فيه الفقهاء التقليديين مقموعين، وكانوا عبارة عن طلقاء الثورة.. وأنا لا أريد أن أضع نفسي في مقام الحكم على الآخرين، يكفيني أن أحكم على نفسي، فأنا شديد الحكم على نفسي وأحسن الظن بالآخرين.

*لكنكم في حالة مواجهة مع شخص الزنداني؟

** الزنداني لا تستبعد بأني قد أتحالف معه.. وحسين الحوثي في ملازمة أكد بأنه قد يحمي الزنداني من ملاحقة الأميركيين، وقال هذا في وقت مبكر.

*وكيف هو رأيك في عبد الملك الحوثي؟

** من أفضل الشخصيات التي عرفتها، ومن أكثرها مرونة، وأكثرها فهماً، وأكثرها تواضعاً، وأكثرها إنصاتاً وأصدقها حديثاً.

*ويحيى الراعي رئيس مجلس النواب؟

** قد قلتها مرات بأنه صاحبي، وصاحب أبي، وشيخنا في البلاد، وهو صديق شخصي، وأعتبره من أذكى الناس..

*هل يملأ مكانه في مجلس النواب؟

** بمعايير المثقفين لا يملأ مكانه، لكن بمعايير الواقعية استطاع أن يملأ مكانه، بدليل كلماته، ومقابلاته، وبدليل قدرته على انه يحافظ على موقعه.. أسال سؤالاً: من الذي عينه رئيساً لمجلس النواب؟ الجواب هو الرئيس.. إذن هو مناسب للرئيس.

*الدكتور ياسين سعيد نعمان؟

** هو مسافر الآن..

*سألتك رأيك فيه شخصياً ولم أسألك أين هو؟!

** محبوب من ناس كثير..

*لماذا لم يقبل ترشيح "المشترك" له تولي رئاسة الحكومة؟

** أولاً أنا كنت غائباً فلا أدري إن كان رُشِّح أو لم يُرشح، وهو كان مطروحاً.. وأعتقد بأنه حسبها صح، بان المرحلة تقتضي شخصاً مثل الأستاذ محمد سالم باسندوة ولا تحتمله هو.

*كسياسي؟

** هو من أكثر الشخصيات قدرة في الحوار على خلق مخارج بين الحلفاء والخصوم عندما تتعقد الأمور، وهذا هو دوره الحقيقي.. فتعتقد أحياناً بأن الأمور وصلت إلى طريق مسدود، وتفاجأ بأن الدكتور ياسين يجترح حلاً من حيث لا تدري.

*وإذا ما كان هناك خلافاً، ما هو دوره؟

** قائد سياسي كبير، وحجمه كبير.

*ما هو رأيك باللواء علي محسن، وهل التقيت به؟

** التقيته ثلاث مرات أو أربع مرات فقط في حياتي، مرة عندما كنت في الوساطة بعد الحرب الثالثة في بداية يناير 2006، وباقي المرات بعد الثورة.

*ما رأيك في شخص هذا الرجل؟

** شخص يعمل كثيراً، عنده قدرة تنظيمية عالية جداً، محاط بشخصيات مثقفة، ورجل استراتيجي كما يقول عن نفسه.

*أنا أريد رأيك أنت..

** لم أمتلك الوقت الكافي لكي أُقيّمه..

*الواحد يقيم الشخص من خلال ما يسمع عنه ويراه ويتابعه.. هكذا تتكون الفكرة؟

** الرجل الآن واصل (71 سنة) وأعتقد بأنه قد عمل أكثر مما يجب..

*هل تعتقد بأنه ما زال لديه طموحاً؟

** هو أقسم يميناً بأنه ما عاد له طموحاً، وبأن آخر طموحاته هو أن تحقق الثورة أهدافها، وأن يحدث التغيير، وهذا ما أقسم عليه، ويجب أن أصدقه.

*كشخص؟

** نحن اليمنيون نحب بعضنا البعض، وأنا لو سافرت أحب أن أرافقه...

*يعني ليس هناك حواجز؟

** ما في شك..

*هل أنتم في "المشترك" مطمئنين لعلي محسن والفرقة والقوات العسكرية التي انضمت للثورة؟

** مطمئنين إذا كان طموحهم في السلطة لا يتجاوز إيجاد الدولة المدنية، لكن إذا فكروا في السلطة فأعتقد بأن هذا كارثة.. عبد الوهاب الآنسي أعتقد أكثر من سيقف في مواجهة علي محسن، ومحمد قحطان كذلك، ناهيك عن أحمد القميري، وياسين عبد العزيز القباطي وغيره، لا يمكن أن يقبلوا على الإطلاق بتكرار تجربة البشير.

* إذا رشح أحمد علي عبدالله صالح نفسه بعد سنتين بعد المرحلة الانتقالية للانتخابات الرئاسية؟

** إذا كان الدستور يسمح له، وليس هناك حكم قضائي سيصدر في حقه.. فمن حقه ومن حق حميد الأحمر أن يرشحا نفسيهما معاً، وأنا لا أشجع حرمان أي يمني من حقه الدستوري، ولست من النوع الإقصائي،، يكفينا عزل، يكفينا حرمان، يكفينا إقصاء.

*وما هو رأيك في هذا الشاب، ابن الرئيس؟

** لقيته مرة واحدة ولدقيقة وأنا خارج من عند أبيه في العرضي

عندما كنت أتوسط في الحرب السادسة، وكان يتحدث مع الدكتور رشاد العليمي شفاه الله،، قدمت نفسي إليه قلت له أنا حسن زيد، فقال لي كنت أشاهدك أمس في برنامج على السعيدة.. وهذه هي المرة الوحيدة التي قابلته فيها، وبالتأكيد لا تسمح لي بأن أحكم عليه.. لكن سمعت من حميد الدين بن محمد بن الحسين حميد الدين يمتدحه كثيراً بأنه ذكي، وبأنه متواضع، وبأنه إنسان بسيط، وهو كان زميله في الولايات المتحدة الأميركية.. يعني من يبغضه سينسب إليه ما لم يكن فيه، والبعض من يحبه ومعجب به قد يبالغ فيه وينسب إليه حسناته، هذا ما أعرفه عنه.. لكني من حيث المبدأ لا أمتلك أي مشاعر سلبية تجاه أحد..

*أنت ضد الاجتثاث والإقصاء وما إلى هنالك؟

** الإقصاء قتل.. فإذا كنا ندين من يمارس القتل، فعلينا أن ندين من يمارس العزل والإقصاء.

*حادثة تفجير مسجد دار الرئاسة؟

** أدنها، وهي عملية قذرة، وغادرة، وخيانة، وبشعة جداً مهما كانت الدوافع...

*ما هو رأيك باختصار عن الرئيس علي عبدالله صالح؟

** كإنسان.. ودود ولطيف، ويمكن أن تعاشره كصديق، مع افتراض أن لا تصدقه في غالب ما يقول.

*كحاكم؟

** كحاكم أفسد الحياة السياسية، وأفسد اليمن، وأضاع فرص كثيرة جداً على اليمنيين، وعلى نفسه، وعلى أسرته، ويتحمل مسؤولية.

*هل أنت مع أن الرئيس لا بد أن يسافر؟

** أنا عندي عقدة من إخراج أي يمني من اليمن، لأن النفي من الوطن كالقتل بحكم القرآن (يقتلوا أو يصلّبوا أو ينفون من الأرض) فهي متساوية.

*وماذا تطلب من الرئيس علي عبدالله صالح الآن؟

** أن يساعد النائب هادي سرعة استلام السلطة، وأن يتعاون معه إلى أقصى حد، لكي يحفظ التوازن، يجب أن يدخل النائب السلطة ويمارسها وهو قوي، وخلفها المؤتمر الشعبي العام، وخلفه حتى علي عبدالله صالح، إن أراد أن يحفظ ما تبقى له من رصيد فعليه ان يفعل ذلك، أن يتعاون مع عبد ربه منصور هادي ومع الحكومة الجديدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق