الجمعة، 13 مارس 2009

التعايش بين المذاهب الاسلامية مدخل للوحدة( ندوة حزب الحق)



في ندوة التعايش بين المذاهب التي نظمتها الدائرة الثقافية لحزب الحق :الدعوة لتنقية المناهج التعليمية والمنابر الإعلامية والدينية من ثقافة الكراهية وفتح الحوار مع الطائفة الإسماعيلية
تقرير خاص – الأمة نت
بحضور دبلوماسيين من دول إسلامية والعديد من علماء الدين والباحثين والخطباء اليمنيين من مختلف المذاهب الإسلامية في اليمن وجمع من الشخصيات البرلمانية والسياسية وتحت شعار ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) أقامت الدائرة الثقافية لحزب الحق صباح أمس الخميس ندوة فكرية بعنوان " التعايش بين المذاهب .. مدخل للوحدة الإسلامية " وقد افتتحت الندوة بآيات من القرآن تلاها الأستاذ علي السقاف ثم ألقيت كلمة ترحيبية عن الحزب القاها الاستاذ ابراهيم محمد المنصور عضو اللجنة التنفيذية العليا للحزب وافتتحت الجلسات بالجلسة الاولى أدار الجلسة الأولى من الندوة الأستاذ / أحمد صالح الفقيه وكانت الورقة الأولى للقاضي / محمد محمد الباشق بعنوان " الإخوة في الدين " قسم فيها ورقته إلى ثلاثة أقسام الأول تحدث فيه عن الأدلة على عمق الإخاء وسعة مجاله والثاني حول شبهات متعلقة بتعارض مفهوم الإخاء مع مبدأ الولاء والبراء رد عليها وأجاب عنها والقسم الثالث والأخير من ورقته خصصه لخمسة نقاط من وسائل تعميق الإخاءكإقامة الندوات واللقاءات بين المختلفين ، وإحياء روح الإخاء وتعميق مفهوم ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) و دور الخطباء والعلماء والدعاة والقائمين على أجهزة الإعلام والمسؤلين في الدول الإسلامية .
أما الكاتب والباحث وضاح بن عبدالباري طاهر فقد كان عنوان ورقته يتمحور حول " التسامح المذهبي " وقد جاءت ورقة ثرية بالعديد من المواقف التي دونها وجمعها واستقصاها من عشرات المراجع وضح فيها حقيقة التسامح المذهبي الذي كان أنموذجا في اليمن خاصة بين المذهبين الزيدي والشافعي وعلمائهما ، كما تحدث عن تواجد مذهب والإباضية وتأريخه في حضرموت وكانت ورقته من أهم الأوراق وأثراها .
في حين تطرق الأستاذ المحقق أحمد محمد هاشم لمسألة ( الجوامع المشتركة بين علماء وأئمة المذاهب الإسلامية وكانت عنواناً لورقته التي احتوت على أقسام منها ثوابت ومسلمات ثمان سردها مثل : " أن الدين الإسلامي دين واحد بعث الله به الأنبياء والمرسلين جميعاً وأن مصدري ومرجعي الدين الإسلامي الأساسيين هما القرآن الكريم والسنة النبوية .. وأن الفرقة بين المسلمين هي من المنهيات في العقيدة وأن محبة الله ومحبة رسوله وأهل بيته وصحابته أساس من أسس التشريع الإلهي وأن الجنة جزاء وثواب للمؤمنين وأن النار عقاب للمخالفين .. وأن المسائل والقضايا والإختلافات الفكرية والفقهية ماهي إلا آراء فردية إجتهادية .
ثم تحدث عن مفاهيم محددة ومفردات معينة قام بتعريفها تعريفا لغويا واصطلاحيا مثل مصطلحات الجوامع – الائمة - المذاهب - المذهب الاسلامي – الانتساب – اصناف المنتسبين - الفرقة – الخلاف والاختلاف واشار لظاهرة ومبررات الاختلافات الفكرية والمذهبية واقوال ائمة الفقه في مسائل الخلاف واستعرض اعلام ومؤسسي المذاهب الفقهية المشهورة .
وخصص المحقق هاشم فصلاً لتاريخ نشاة المذاهب الإسلامية ثم تحدث عن معالم الإختلافات في المجال السياسي والعقدي وفصلا اخر لأسباب ودوافع الإختلافات الفقهية واخر للجوامع المشتركة
وقسم مخصص لاهم سبل ومجالات الحفاظ على الجوامع المشتركة وختم ورقته بمسلمات ونتائج تتمثل في ان التفرق في الاعتقادات الاسلامية والاختلاف في مسائل التوحيد لله جل جلاله من اخطر الامور المهلكة للمسلمين في الدنيا والاخرة سواء على صعيد الافراد او الجماعات وان الاختلاف الفقهي فيما بين علماء الامة ومجتهديهم رحمة وتوسعة وان اعداء وحدة الامة المسلمة هم جهلاؤها والمندسون بينهم بالدرجة الاولى ثم المتربصون بالمسلمين شرا وان موضوع الاختلافات المذهبية لايحتاج الا الى دراسات علمية هادئة مجردة من النوايا السيئة والضمائر المستترة الفاسدة كما قال .
اما الباحث العلامة عبدالله حمود العزي فقد عنون ورقته بــ – الاختلاف الفقهي وتعدد المذهبي – وقد اكد فيها على ان الاختلاف في وجهات النظر الاجتهادية يدل على الحيوية الفكرية المتجددة
كما استعرض تفاوت الانظار في فهم النصوص الدينية وضرب لذلك امثلة من عهد الصحابة ثم عصر التابعين ثم تطرق لنشأة المذاهب الاسلامية وتحدث عن ضرورة التقريب بين المذاهب .
وفي الجلسة الثانية للندوة والتي أدارها الدكتور أحمد قاسم حميد الدين قدم الدكتور محمد حسين الصافي ورقة متركزة حول – ضرورة المحبة واهمية المذاهب الاسلامية – اعتبر فيها ان المذاهب الاسلامية ليست ثلمة في الاسلام ولا عيب ولا خلل بل يعد من عظمة الاسلام ومن قوته وقدرته على احتواء اختلافات البشر
واكد على ان قضية الحفاظ على المذاهب قضية مهمة جدا بل وضرورة اسلامية ودينية حتى نمنع السقوط في فوضى الاحكام والافهام المختلفة للاسلام والتي ربما يحكمها الهوى والاعراف المشبوهة .
وقال اننا في امس الحاجة اليوم الى ثقافة المحبة بدلا عن ثقافة الكراهية وان اصلاح النظام التعليمي بادخال علم التزكية النبوية سيحقق مقاصد الاسلام واخلاقه من محبة وتعايش وسلام في المجتمع الواحد

الاستاذ حسن زيد امين عام حزب الحق تكلم في ورقته التي جاءت بعنوان – لماذا الدعوة الى التعايش ؟ – عن اهمية التعايش وجدوى الحديث عن التعايش لان الدعوة الى التقريب تستفز واقع التعددية المذهبية في المجالين العربي والاسلامي
واعتبر الاستاذ حسن زيد ان التعايش كعنوان وممارسة اجتماعية من المصطلحات والمفاهيم التي تستبطن مضمون فكري عملي اكثر واقعية وتواضعا يصلح لان يكون مدخلا للوحدة اكثر من مفهوم التقريب او التوحيد لانه لايثير في نفوس زعماء الطوائف والمذاهب القدر من المخاوف التي تثيرها الدعوة للتقارب والتوحيد
ويؤكد الاستاذ حسن على انه اذا كان – للجهل – المركب مبرراته الموضوعية قبل الانفجار المعرفي الهائل وقبل التطور في وسائل الاتصال التي جعلت العالم - غرفة واحدة – فلم يعد له الان أي مبرر .
وتحدث عن الخلاف حول مسالة الخلافة او الإمامة بأنه خلاف تاريخي لم يعد له تاثير في الواقع السياسي لان البلدان الإسلامية تحكم الآن في غالبيتها بمرجعية الدستور او مرجعية وطنية قطرية
واستعرض منهجية المذاهب الاسلامية السنية والشيعية - الزيدي والاثني عشري - في تفسير النصوص الدينية واستنباط الأحكام منها .
وضرب امثله لبعض القضايا التي تستخدم للاثارة المذهبية مثل قضية الزواج المؤقت – المتعة – عند الاثني عشرية والذي يؤكد انها محل خلاف حتى القرن الثاني الهجري كما يقول بن حزم الظاهري – ويتابع بالقول ومع انها مسالة فقهية إلا أنها تأخذ طابعا تحريضيا لا مبرر له خصوصا ومن يقول ببقائها على الإباحة من الإخوة الإمامية لا يوجب العمل بها بل يتمسك بقناعة فقهية يعتقد صوابها فقط .
والخلاف الأبرز إعلاميا كما يقول الاستاذ حسن زيد هو موضوع الامامة وما ترتب عليه وهو اول خلاف حدث في التاريخ الاسلامي .
ودعا الأستاذ حسن زيد الى تقبل مخالفة الاخرين لنا والا ننصب انفسنا كقضاة محاكم التفتيش موضحا مجموعة من الاسس الضرورية لتحقيق التعايش منها الاعتقاد بان الاكراه في الدين امر مستحيل وأن مصدري العقيدة والشريعة قابلين للحمل على أكثر من معنى .
واختتم ورقته بالتأكيد على ان التعايش لا يتحقق إلا بالقبول بالتعدد المذهبي والوقوف بحزم ضد كل أشكال التمييز العرقي والمناطقي والمذهبي ، وبتوفير المناخ السياسي والحضاري المناسب ولكي يمارس هذا التعدد دوره في بناء الأمة يجب الإعتراف القانوني والسياسي بالمذاهب الإسلامية المتوفرة في كل بلد إسلامي ، وسن القوانين التي تجرم وتعاقب من يمارس التمييز .، وتنقية المناهج التعليمية والتربوية والمنابر الإعلامية والمساجد من كل العناصر والقضايا التي تبث الكراهية الدينية والمذهبية ، وبناء ثقافة وطنية جديدة قوامها الوحدة التي لا يمكن أن تتحقق إلا باحترام التعدد والتنوع بكل مستوياته وصيانة حقوق الإنسان .
كما دعا للالتزام بأسس حسن الفهم واستحضار نقاط الاتفاق واحترام حقنا في الإختلاف وأن نتحرر من فكرة تسلطنا على بعض .
أما الكاتب حسن عباس عنتر فقد جاءت ورقته تحت عنوان " التعامل مع المخالف من منظور قرآني " تحدث فيها حول الحريات الفكرية والدينية من منظور قرآني مقارنة بهذه الحريات في بعض القوانين الغربية ، كما تطرق للوسائل القرآنية الحضارية للتعامل مع الآخر المخالف في الدين والمذهب وبحث موضوع المذهبية كظاهرة إسلامية والتعامل معها داعياً إلى المراجعة والتجديد في موروثات الجدل المذهبي وتطوير أساليب النقاش فيما بين المذاهب مختتما بالقول " إذا لم يستطع المسلمون أن يتفقوا على الأولويات فعلى الأقل يجدر بهم أن يتعايشوا فيما بينهم على أساس القواسم المشتركة أما إذا لم يستطيعوا أن يتعايشوا فمن العار عليهم أن ينسبوا أنفسهم للإسلام " .
وكان من ضمن الأوراق المقدمة في الندوة ورقتين وزعتا لكن من أعدهما لم يحضرا الورقة الأولى للأستاذ الباحث عبدالله محمد حميد الدين وهي بعنوان ( من لافكرة إلى الطائفة .. الهلال الشيعي وزيدية اليمن مثالاً ) والأخرى للأستاذ محمد سالم عزان بعنوان " الزيدية ووسائل التقريب " .
هذا وقد خصصت فترتين لطرح المداخلات من قبل الحضور حيث قدم العديد من الحاضرين مشاركات أثرت الندوة وقدم آخرين أسئلة لأصحاب الأوراق وقاموا بالرد عليها .
الدكتور محمد عبدالملك المتوكل تسائل عن عدم وجود شخصيات سلفية ، لكن المنظمين للندوة أكدوا توجيه دعوات للعديد منهم لكنهم لم يحضروا .
أما العلامة محمد مفتاح فقد طالب بإعادة النظر في الموقف من الإسماعيلية وتمكينهم من توضيح ما لديهم ، وقد وافقه في ذلك عضو مجلس النواب عبدالكريم جدبان .
القاضي محمد لقمان أكد على أهمية إعادة الإعتبار لدور العقل في حياتنا ، مشدداً على أن الله لم يخاطبنا إلا بالعقل .
أما الدكتور عادل الشجاع فقد تسائل عن ضرورة التعبد بمذهب معين لكنه طالب أيضاً بتبني العلمانية كخيار عملي لتوظيف الدين والعقلانية من أجل الخروج من أزمات التمذهب والمذاهب،حسب قوله مؤكدا أن العلمانية لم تكن يوما ضد الدين وأنها تدعوا إلى حرية الإنسان وتوظيف الدين والعقلانية حسب ما قال .
أما حاتم أبو حاتم القيادي الناصري و رئيس لجنة مقاومة التطبيع فقد شكر حزب الحق على تنظيم هذه الندوة واقترح تشكيل لجنة حوار على مستوى اليمن تضم الناضجين من المذاهب، مشيدا بالمشترك الذي جمع أطياف السياسية .
وقدم مشاركون آخرون مداخلات مثرية للندوة منهم المحامي عبدالعزيز البغدادي والدكتورة خديجة الماوري والصحفي عبدالله الصبري وغيرهم من الحاضرين .
الأمة نت ستعيد نشر جميع أوراق ومداخلات الندوة بالإضافة لتوصيات الندوة على موقع الأمة نت في وقت لاحق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق