حوار مع الثورة
الثلاثاء, 22-مايو-2012
|
حاوره/ حسن شرف الدين -
> من أصدر بيان بإقصائي عن الحزب.. هم أقصوا أنفسهم ولم يقصون > لا توجد انشقاقات في الحزب.. وتأسيس حزب الأمة خطوة ذكية وشجاعة > لن أرشح نفسي لأمانة الحزب مرة أخرى.. وسأقبل بأي منصب فيه ولن أتخلى عنه > نحن جزء من مكونات اللقاء المشترك.. ومعظم القضايا السياسية تتخذ في هذا الإطار > لو توقفت محاولات القضاء على الحوثيين بقوة السلاح ستتاح لهم الفرصة في الخيار السياسي >المبادرة الخليجية هي التسوية السياسية الممكنة والبديل هو الموجهة > نحن متمسكون برؤية الإنقاذ الوطني.. وبالتالي سنشارك في الحوار الوطني > استحلال اليمنيين لدماء بعضهم البعض لمجرد الاختلاف المذهبي أو السياسي مؤشر خطيرطالب أمين عام حزب الحق حسن زيد كل القوى السياسية بما فيها المطالبة بفك الارتباط والقوى السياسية التي أسهمت في الإساءة للوحدة بأن تراجع مواقفها وأن تنظر إلى مستقبل الأجيال القادمة. وقال: نحن نطمح لوحدة الأمة ومطالب الحراك مطالب عادلة ووجود الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة محمد سالم باسندوة بادية إنصاف. "الثورة" حاورت الأستاذ حسن زيد في عدد من القضايا الوطنية والحزبية.. كما تحدث عن المشكلة الأخيرة التي كادت أن تعصف بكيان حزب الحق.. حوار في طياته الكثير والكثير تفاصيله في السطور التالية: * نحن في مايو.. شهر الوحدة.. ماذا تقول؟ - أطالب كل القوى السياسية بما فيها المطالبة بفك الارتباط والقوى السياسية التي أسهمت في الإساءة للوحدة بأن تراجع مواقفها وأن تنظر إلى مستقبل الأجيال القادمة، هل من مصلحة اليمني مستقبلا -ابني، حفيدي- أن يعيش وفرص العمل بالنسبة له والتنقل والعيش من المهرة إلى صعدة أو مصلحته في أن يرث كياناً مجزءاً لا يستطيع أن ينتقل أو لا يضمن فيه اليمني أن ينتقل من حضرموت إلى عدن أو من عدن إلى تعز أو من تعز إلى صنعاء.. سلوكنا وأفكارنا مواقفنا ستحدد مصلحة أبنائنا، أما أن نضيق عليهم فرص العيش وتدمر إمكانياته أو توسعه. نحن نطمح لوحدة الأمة، أوروبا التي تناحرت وهي أكثر من قومية موحدة الآن ولها سوق واحد، أمريكا والمجتمع الرأس مالي والدول الصناعية الآن تعمل على أن تعيش في وحدة دولية وتسيطر على العالم، ونحن ندمر فرص العيش المشترك بيننا. > ماذا عن الحراك الجنوبي؟ - مطالبهم عادلة. > بفك الارتباط؟ - لا.. بإزالة المظالم وإعادة النظر في العلاقة، والذي أراه بأن وجود الرئيس عبدربه منصور ووجود رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة بداية إنصاف، وفيها نقلة كبيرة جدا، أنا لا يهمني من يحكمني ومن أي منطقة هو.. المهم كيف يحكمنا.. وقد تطول هذه الفترة. > ماذا تقصد بـ"قد تطول هذه الفترة". - أقصد أنه قد يتم انتخاب الرئيس عبدربه منصور للفترة القادمة.. والقوى السياسية قد تفكر في إزالة الشعور بالغبن، لكن الشعور بالغبن لن يزال بمجرد وجود جنوبي على رأس السلطة في اليمن الموحد، وإنما بتصحيح العلاقة ما بين المركز الذي ينظر إليه البعض باعتباره مقدساً، وهي العواصم والأطراف، تصحيح العلاقة بحيث تمنح الحرية للإنسان اليمني أينما كان في أن ينتخب قياداته ويشرع قوانينه ويحدد الضرائب التي يجمعها له. > ماذا تقول لمن يريد فك الارتباط في الـ22 من مايو؟ - أتمنى أن يراجعوا موقفهم، لكني بكل وضوح وأنا قلتها من قبل الثورة بسنوات "نحن مع مطالب أبناء المحافظات الجنوبية مهما كان سقف مطالبهم".. نحن مع احترام حقهم، نحن مع احترام إرادتهم وحريتهم، لا يمكن على الإطلاق أن أدعي بأني وصي على اليمن واليمنيين كلهم، أنا أمثل نفسي وأمثل من يتفق معي، هذا جوهر الديمقراطية. > كتبت موضوعاً تحت عنوان "إنَّة وجع".. تفاصيله! - قد تجاوزناها، وهذه كانت تعبير مشاعر شخصية عما يحاك في الخفاء من مؤامرات، وقد تجاوزناها في حينه ولله الحمد. * وصلت إلى ذي القربى! - يعني.. "إنه ليس من أهلك، إنه عمل غير صالح". * تجاوزتموها فعلا؟ - أي شيء يظهر على السطح يخف أثره بكثير، المخيف عندما تكون المؤامرة غير معلومة، مثل المرض "الجدري" أو أي مرض، عندما يخرج يسهل علاجه، لأنه يعرف بالضبط ما هو. * هل لنا معرفة الاختلافات التي هزت كيان الحزب في الآونة الأخيرة؟ - لم تهز كيان الحزب، بل نشطته، "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم". > كيف نشطته وهناك صحيفتان باسم "الأمة" ومقرين مختلفين؟ - أفضل من عدم وجود جريدة للحزب، نحن قبل الأحداث الأخيرة في الحزب لم نتمكن من أصدار جريدة الأمة قبل خروج الأخوة والآن هناك جريدتان، حتى لو كان الخطاب متناقض، لكن على الأقل هناك صوت إعلامي يعبر عن تيار. > إلى أين وصلتم في التصالح؟ - صلح جائز بين الأزواج، لكن في العلاقات السياسية هناك خيارات، وهم اختاروا طريق، نتمنى لهم النجاح إن فكروا في إنشاء حزب. > من تقصد؟ - بعض من حاولوا الإساءة للحزب أحسنوا إليه، لأنهم نشطوه.. فقد عقدنا مؤتمر فرع الأمانة بصورة أفضل مما كنت أتوقعها أنا شخصيا، وإن شاء الله نعقد المؤتمر العام الأول قريبا، صحيح أن الحزب خسر الكثير، لكن يقال أن الضربة التي لا تكسر الظهر تقويه. > ماذا خسر الحزب؟ - إلى حد ما خسر الحزب بعض أنصاره، الذين استاءوا مما حدث، بعضهم فضل الانسحاب لأن ما حدث شككه في جدوى العمل السياسي وجدوى انتمائه للحزب، وفي المقابل البعض الآخر شعر بالمسئولية أكثر وتحمس أكثر ويعمل أكثر، فبمقابل الخسارة يكون هناك تعويض وربح، أي أن محاولات تغييب الحزب من قبل بعض القوى السياسية، التي بدأت منذ العام 1990م رغم أنها دفعت الكثير للانسحاب من الحزب وترك العمل السياسي إلا أن الحزب موجود وإذا استمر في العمل بالوتيرة التي نسير عليها فقد نستعيد الكثير مما فقدناه. > تقصد أن هناك دعماً من خارج الحزب لإيجاد شرخ في الحزب؟ - أثر الدعم ظاهر، لكن حتى لو لم يكن هناك دعم في تصوري هناك آمال عند بعض من فكروا بالانشقاق عن الحزب أن يتلقوا دعماً، لكن هل سيستمر هذا الدعم؟ وهذا متوقف على الوظيفة المنوطة بهم، وعلى قدرتهم على أداء هذه الوظيفة. > هل هناك انشقاقات داخلية في الحزب حتى تفرخت أحزاب أخرى مثل "حزب الأمة"؟ - لا توجد انشقاقات.. الاخوان مؤسسوا حزب الأمة محمد مفتاح ويحيى الديلمي..نحن بعد اعتقالهم أكثر من مرة وحدث انسحاب عمي أحمد الشامي وإعلان السلطة آنذاك حل الحزب، تحاورنا معهم كما تحاورنا مع غيرهم وانضموا إلى الحزب، لكن كان لهم رؤية في أسلوب العمل مختلفة إلى حد ما عن رؤيتنا، ففضلوا تشكيل حزب خاص بهم، وهذه خطوة ذكية وشجاعة ومسئولة أن يشكلوا لهم حزب، ونتمنى لهم النجاح، وإن شاء الله إذا ما تمكنوا من تشكيل الحزب فسنتعاون معهم، لأننا في الأخير كلنا يمنيون وكلنا نتعرض للظلم والقمع، وكلنا كنا ضحايا ولا زلنا، وكلنا نحمل نفس الهم ونفس الفكر، فكر بناء الدولة المدنية الحديثة ورفض الظلم وإشاعة العدل. > لكن تعدد الأحزاب تتشتت الأفكار وأسلوب العمل؟ - يحدث هذا فيما لو تنافسنا في الانتخابات وانشغلنا ببعض وحاول بعضنا إلغاء الآخر، وفيما لو كنا الوحيدون.. اليمن الآن في مرحلة توسيع قاعدة المشاركة السياسية، ومعناها تزايد عدد المهتمين بالعمل السياسي من أبناء الشعب اليمني، الأحزاب القائمة مع أن بعضها كبيرة جدا، لا تمثل أو لا تستطيع أو لم تتمكن إلا من تنشيط بعض مكونات المجتمع المدني وإشراكهم في العمل السياسي، ونحن بحاجة إلى أن تتسع قاعدة المشاركة، ولكي تتسع نحن بحاجة إلى تكوين مثل هذه الأحزاب، مثل أندية الحارات تدرب الناس على لعب الكرة وفي الأخير لابد من تشكيل أندية كبيرة وملاعب كبيرة ولا بد من تشكيل منتديات. > تقصد أن الواقع السياسي في اليمن ضعيف؟ - كان حتى قبل قيام الثورة الشبابية الشعبية ضعيفاً جداً، الثورة دفعت بعدد كبير من الشباب للمشاركة في العمل السياسي، وقد عبروا عن أنفسهم في محاولة بناء أحزاب وتكتلات، حوالي ثمانية أحزاب أعلن عنها، وأتوقع أكثر من هذا الرقم، وهي ظاهرة مؤقتة، هذه الأحزاب لابد أن تنشئ فيما بينها تكتلات سياسية، مثل اللقاء المشترك وأحزاب التحالف الوطني، وربما يعاد تركيبة هذه التحالفات وتنشأ تحالفات معبرة عن واقع سياسي بين سلطة ومعارضة. > بعض هذه الأحزاب تكونت دون أن تتواصل مع لجنة شئون الأحزاب. - نحن نعيش حالة ثورة وهناك كثير من القوى السياسية حتى من القوى السياسية الكبيرة الفاعلة تعتقد أن لجنة شئون الأحزاب ليست دستورية، وأنها تمارس ممارسات غير دستورية، لأنه يفترض من لجنة شئون الأحزاب أن تعمل على تنمية العمل السياسي وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية، لكن للأسف في مرحلة من المراحل أراد النظام أن يحولها إلى أداة للحد من ممارسة النشاط السياسي. > مفتاح كوّن حزب. - "مقاطعا" لم يكن حزباً، لجنة تحضيرية لحزب. > نعم.. هل ترى أن الخطوات القادمة لـ"المنصور" تكوين حزب؟ - يمكن.. ليش لا؟ أتمنى له النجاح إن فكر. > تفضل أن يكون له حزب؟ - ليس لي علاقة به حتى أفضل، أنا لست ولي أمره ولست مسؤولا عنه، وله خياراته وهو حر فيما يختاره. > أفهم من كلامك أن الخلاف لا زال موجودا إلى الآن. - هل من الضروري أن أسلم بأني ولي أمره حتى لا يقال بأني لا اختلف معه، أنا أقول أنه إنسان، مسئول، حر، مستقل، عنده تجربة سياسية، وعنده علاقاته، بإمكانه يفكر بأن يعمل حزباً.. ليش لا!. > ماذا عن البيان الذي أصدره هو والتسعة من أفراد الحزب؟ - أي بيان؟ > بيان إقصائك. - هم أقصوا أنفسهم، خرجوا من الحزب، هذا الذي حدث. > هل لهم الصلاحية لإصدار مثل هذا البيان؟ - لا.. لو كانت لهم الصلاحية لاعترفت بها، ولو لهم الصلاحية فإن أغلب أعضاء الحزب الذين رفضوا قرارهم سيتقبلوه، اللجنة التنفيذية ليست هم، أربعة فقط من اللجنة التنفيذية -جوازا-، لأن لا أحد منهم منتخباً من مجلس شورى الحزب ولم يصدر قرار بأي واحد منهم بتكليفه في اللجنة التنفيذية هذا بالنسبة للأربعة، والبقية إما ليسوا من اللجنة التنفيذية،أو لم يستكملوا إكتساب عضويتهم في الحزب.. وحتى لو اجتمعت اللجنة كلها فبموجب اللائحة لا يحق لها أن تقيل الأمين العام لأن الأمين العام منتخب من مجلس الشورى، وأنا انتخبت من مجلس شورى الحزب، في اللقاء الموسع لرؤساء المكاتب التنفيذية في الفروع والأخوان أعضاء اللجنة التنفيذية. > يعني الخلاف لا زال موجودا. - بإمكان أي طرف أن يدعي أي صفة كانت. > أنتم احتكمتم إلى شخص يقال أنه "الحوثي". - لا لم نحتكم.. كان هناك جهد من بعض الإخوان القريبين من السيد عبدالملك الحوثي، لمعالجة الموضوع، والمشترك اتخذ قراراً بتكليف رئيس المجلس الأعلى ورئيس الهيئة التنفيذية بحل المشكلة والدكتور ياسين سعيد نعمان، ولا زال هذا القرار يلتزم به المشترك والقاضي أحمد عقبات أيضا توسط والأخ عبدالواحد مفضل والسيد يونس المنصور، لكن لم نصل إلى شيء، إلا بقاء الوضع على ما هو عليه الآن. > من المعني بحل الخلاف بينكم؟ - هيئات الحزب هي المعنية بحل المشكلة بموجب اللائحة، وقد عالجتها والخلاف ليس شخصيا، الخلاف حول قرار اتخذ أدى إلى انفصال الاخوان المذكورين عن الحزب وتشكيلهم ما يسمى بـ"حزب اللجنة التنفيذية". > اللجنة التنفيذية لماذا؟ - لا أعرف.. يقولون "حزب اللجنة التنفيذية"، أنا رأيت الختم هكذا. > اللجنة التنفيذية لعقد المؤتمر الأول لحزب الحق؟ - ربما. > أنت كأمين عام لحزب الحق.. من أولياتك الحفاظ على الحزب وتماسكه.. ما هي جهودك لحل المشكلة التي تواجه الحزب؟ - ذكرتها من قبل.. نحن الآن عقدنا مؤتمر فرع الأمانة واللجنة التحضيرية تستكمل الإعداد للمؤتمر العام الأول، من خلال تحديد مندوبين في المحافظات، وإن شاء الله ينعقد المؤتمر العام قريبا. > سيشارك المنصور ولجنته؟ - إذا أراد أن يشارك وانطبقت عليه صفات العضوية وتظلم عن القرار الذي اتخذته اللجنة التنفيذية ومجلس شورى الحزب بفصله، لِمَ لا.. الاخوان المنظمون لمؤتمر فرع الأمانة دعوا البعض ممن تنطبق عليهم شروط العضوية لحضور المؤتمر لكنهم رفضوا. > تقصد أنه تم فصلهم؟ - هناك قرار تم إعلانه بفصل البعض لما قاموا به في الفترة الأخيرة ممن هم أعضاء فعلا، وآخرون بحثت مسألة عضويتهم وثبت أنهم لم يستكملوا شروط العضوية بعد، وآخرون سُكت عنهم حتى الآن بمعنى أنهم لازالوا أعضاء ومن حقهم حضور المؤتمر العام. > ماذا عن الحملة التي تعرضت لها شخصيا في الآونة الأخيرة؟ - هي أخف مما كانت، فقد كان الإعلام الرسمي طوال أشهر الثورة يصورني وكأنني المطلوب الأول، كانت حملة أسوأ وأشد، يمكن الأخيرة هذه أقذر وأساليبها أحقر، وأنا لا أعني ما حدث في الحزب فقط، لكن أي شخص يمارس العمل السياسي عليه أن يتوقع الكثير، ويقال بأن الأستاذ النعمان الأب -وهذه نكتة عنه- كان عندما لا يكتب عنه في الصحف يدفع لمن ينتقده، لأن أي سياسي حضوره يُعبر عنه إعلاميا، بنشاطه وردود الفعل على نشاطه فما دامت هناك أطراف تنتقدك وتتآمر عليك فمعناها أنك موجود وفعال. > هل صحيح أن القاعدة الجماهيرية لحزب الحق منحصرة في مناطق محددة؟ - لا.. بالنسبة لتقييمي "لا".. نقول أن القدرة التنظيمية لحزب الحق يمكن تجعل حركته في مناطق صغيرة، لكن قاعدته واسعة. > يقال أن حزب الإصلاح يهيمن على اللقاء المشترك وبقية الأحزاب ديكور كحزب الحق.. تعليقك! - أنا لا أعتقد أن السيطرة لحزب الإصلاح، لكن هناك شخصيات حضورها أكبر في فترات معينة، وربما أنه ينظر إليها أنها مهيمنة، لكن الهيمنة ليست للإصلاح كحزب..مثلا أرى أن دور الأستاذ ياسين سعيد نعمان دوره العام وحضوره في المشترك وعلى المستوى الدولي والإقليمي كبير جدا، إلا انه غير مهيمن لأن القرارات توافقية. > اللقاء الأخير لحزب الحق أكد على أحقيتكم بالأمانة فما ترتيباتكم لعقد المؤتمر العام الأول للحزب. - قلت سابقا أن اللجنة التحضيرية قطعت شوطا كبيرا، وتبقى تحديد الموعد فقط.. عندما تحدد اللجنة التحضيرية موعد المؤتمر العام، مسئوليتنا استكمال إجراءات التحضير، مثل اختيار القاعة وتوزيع الدعوات، بالنسبة لبقية القضايا المتعلقة بالتحضير للمؤتمر أعتقد أنها منجزة. > هل ترشح نفسك للفترة القادمة؟ - لا. > لماذا؟.. هل هو انسحاب؟ - لا.. لو كان انسحاباً كنت أنسحب الآن. > في حال عدم ترشحك للفترة القادمة.. ما هو مسارك السياسي الذي ستمشي عليه بعد انعقاد المؤتمر العام الأول لحزب الحق؟ - سأظل في الحزب.. يمكن أني أقبل أن أكون رئيس الدائرة السياسية أو عضو هيئة عليا، أو نائب رئيس الهيئة العليا، أو أمين عام مساعد، لن أتخلى عن الحزب، عندما شاركنا فيه باعتباره الأمة التي أمرنا أن نكون جزءاً منها لكي نؤدي واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، "ولتكن منكم أمة" وهذا هو شعارنا، نحن جزء من هذه الأمة، وسنظل في هذه الأمة. > أليس هذا تواضعا؟ - ليس تواضعا.. الأمانة العامة للحزب ليست رئاسة الجمهورية، هي مسئولية تتعرض فيها للشتم من الآخرين، ليس فيها سلطة ولا دخل ولا مكسب، فيها مسئولية وعبء احتسبه عند الله سبحانه وتعالى > كيف ترى مستقبل اللقاء المشترك في ظل المتغيرات الجديدة؟ - الآن اللقاء المشترك شريك مع شركائه بالنصف في السلطة. > مستقبله؟ - أقوى وامتن مما هو عليه الآن. > يقال أن حزبكم يتبع جهات خارجية كإيران.. تعليقك؟ - قراراتنا قرارات نتخذها داخليا، ونحن أعضاء في اللقاء المشترك واللجنة التحضيرية والمجلس الوطني، وقراراتنا تتخذ مع شركائنا. > بالنسبة لقرارات الحزب.. هل تتخذ جماعية أم يتخذها حسن زيد؟ - نحن جزء من مكونات اللقاء المشترك، ومعظم القضايا السياسية تتخذ في إطار المشترك، بالنسبة للقرارات الداخلية لا أعتقد أن هناك قرارات اتخذتها انا. > لماذا دخلتم اللقاء المشترك؟ - نحن من المؤسسين أولاً للمؤتمر الوطني عقب الوحدة، ثم للتكتل الوطني للمعارضة، ثم مجلس تنسيق الأحزاب، ثم اللقاء المشترك.. نحن مكون من مكونات المعارضة الرئيسة. > ماذا عن علاقتكم بـ"الحوثي"؟ - نحن محسوبين عليه، وهو محسوب علينا. > هم من مؤسسي حزب الحق. - هم من أهم المؤسسين، السيد بدر الدين وابنه حسين من أهم المؤسسين لحزب الحق، صحيح. > هل لازالوا أعضاء في الحزب؟ - لم يتخذ قرار بقبول استقالتهم، ولم يتم فصلهم.. وهذا يرجع إلى نظرتهم هم، هم الآن أكبر من الحزب، هم حركة أكبر من الحزب بكثير. > أنت تفضل وجودهم كحركة أم ككيان سياسي؟ - الذي يفضلوه هو الذي تفرضه عليهم الظروف، أعتقد أنه لو توقفت محاولات القضاء عليهم بالقوة المسلحة ستتاح لهم الفرصة في الخيار السياسي، ما يعملونه الآن ليس أكثر من ردود فعل، عندما أتيحت لهم الفرصة خلال أشهر الثورة أن يفكروا تفكير سياسي مستقل بعيدا عن ردود الفعل، أسهموا في إنشاء كثير من التكتلات وشاركوا في النشاط الثوري السلمي في مختلف الساحات في صنعاء وتعز وغيرها.. ولو استقرت الأوضاع سيكون لهم خيارهم وخياراتهم مفتوحة، تأسيس حزب، العودة إلى قيادة حزب الحق، المشاركة في أحزاب أخرى، إنشاء تكتل. > هل تدعوهم إلى العودة إلى حزب الحق؟ - أنا لا أدعوهم، هذا حقهم، أنا قلت لك أننا من الناحية اللائحية التنظيمية الدستورية القانونية لم نعتبرهم خارج الحزب كأعضاء مؤسسين، لأن استقالتهم لم تناقش ولم تقبل، هم قدموا استقالة مشروطة، وتصرفوا باعتبارهم قد خرجوا من الحزب، لكن إذا رغبوا فهذا حقهم وهم الأكثرية، لأن الذين استقالوا وقتها حوالي ثلاثة آلاف وخمس مائة الذين استقالوا مع سيدي بدر الدين، وهم الذين نزلت أسماءهم والذين لم يذكروا في بيان الاستقالة ربما أضعاف، هم ذكروا وقتها الرموز الكبيرة، لم يذكروا كل عضو. > استقالتهم أحدث شرخ في عضوية الحزب! - ليس هناك شك أنه شرخ كبير جدا. > حسن زيد قوبل بهجمة شرسة بعد توقيعه للمبادرة الخليجية.. حيثيات التوقيع! - بالنسبة لي أنا هي مسألة شرعية، لقد كان الخيار إما أن تبقى المواجهة العسكرية مفتوحة بين الطرفين المتصارعين داخل العاصمة صنعاء أو يُبحث عن التسوية السياسية، التسوية السياسية التي كانت مطروحة هي المبادرة، لم تطرح أي تسوية أو حل سياسي آخر، المبادرة كانت بحسب قناعتنا في الحزب على الأقل في المستوى القيادي بأن المبادرة مخرج وحل، ليست المخرج الأفضل والحل الأفضل، لكنها الخيار الأفضل مقارنة بالبديل، لأن احتمال المواجهة بالمبادرة أقل مما كانت عليه، كانت المواجهة العسكرية حتمية في ظل عدم وجود حل سياسي، هذه قناعتنا الشرعية وقناعتنا الشرعية التي دفعتنا للمشاركة في المبادرة. > لكن حزب الحق غير شرعي بموجب تقديم الشامي مذكرة للجنة الأحزاب بفك الحزب.. وفُك الحزب في حينه. - بتوقيعنا أكدنا على شرعيتنا وعمدناها بشرعية دستورية وقانونية ودولية واقليمية، ولقد كان قرار الحل قرار سياسي، ولم يكن قرار قانوني.. ليس من حق لجنة شئون الاحزاب أن تقرر أو تعلن حَلْ حزب الحق، لو أرادت لجنة شئون الأحزاب حل الحزب، كان المفترض أن ترفع دعوى في المحكمة. > هي حلت الحزب بموجب تقديم من الشامي. - قانون الأحزاب واللائحة حددت كيفية حل الحزب، وليس من حق الأمين العام أن يقرر حَلْ الحزب، الحزب ليس الأمين العام، هناك أعضاء ضحوا على مدى تقريبا (18) سنة من عام 1990م إلى عام 2007م، وتعرضوا للاضطهاد وللحرمان من الوظائف، ليس في صنعاء فقط، في تعز وفي ذمار وفي حضرموت، لم يكن من حق الوالد أحمد الشامي أن يقرر عنهم حل الحزب في اللائحة حل الحزب قرار يجب أن يوافق عليه ثلثي أعضاء الحزب، المشكلة أنه نظر إلى عمي أحمد وكأنه الحزب، وكأن من حقه أن يحل الحزب.. الوالد محمد المنصور عندما خاطبته السلطة وقتها قال أنه ليس من حقنا أن نقول للذين تعبوا وضحوا بأقواتهم في سبيل بقاء الحزب نقول لهم روحوا بيوتكم قد بطلنا، ما داموا راغبين في استمرار وجود الحزب هذا حقهم، وهذا الذي حدث. > كيف وصلت إلى أمانة الحزب؟ - انتخبت من مجلس شورى الحزب، الذين اختاروا الوالد أحمد الشامي اختاروني، بتزكية من الوالد محمد محمد المنصور باعتباره المرجع ثم اجتمع اللقاء الموسع(مجلس شورى الحزب) الذي هم رؤساء الفروع وانتخبوني كما انتخبوا محمد مفتاح وانتخبوا يحيى الديلمي أمين عام مساعد ورئيس مجلس شورى الحزب. > الفعاليات السياسية اليمنية والعربية تفسر المبادرة الخليجية كلٌ حسب اتجاهها.. وإحدى آليات المبادرة تشكيل لجنة التفسير.. لماذا لم تشكل؟ - أعتقد أنه استعيض عنها بالمستشارين الأربعة، وأقدر الناس على تفسيرها هم الذين تحاوروا عليها، ابن عمر والأربعة بالإضافة إلى الرئيس عبدربه منصور هادي والأستاذ محمد سالم باسندوة هؤلاء هم المسئولون عن التفسير. > ماذا عن لجنة التواصل؟ - هناك بيان صادر عن اللجنة التنفيذية لحزب الحق، ولم نعترض على تشكيل اللجنة فقد كان من الضروري إصدار قرار بتشكيل اللجنة، لكن الآلية التي تم بها تشكيل اللجنة يمكن سببت نوعاً من رد الفعل السلبي، لأنه لم يتم التشاور حولها، ولا يوجد اعتراض على الأشخاص كأشخاص، ولا على انتماءاتهم الحزبية والسياسية، مع أننا كنا نتمنى ولازلنا نتمنى أن تكون لجنة التواصل ممثلة لأوسع قطاعات الشعب وأن لا تستبعد قوى وطنية من الضروري أن يكون لها دور في عملية الاتصال والتواصل مع القوى السياسية والاجتماعية التي ينبغي أن تشارك في الحوار الوطني، كالإخوان الناصريين وغيرهم. > أين حزب الحق من الملتقى العام للقوى الثورة؟ - نحن في الأعراف "منطقة الوسط". > تقصد لم تدخلوه؟ - كحزب لم نقرر الدخول، لأن برنامجه المعلن عنه أنه ضد المبادرة، ونحن مع المبادرة، وسيتناقض موقفنا مع الموقف المعلن للملتقى، إلا إذا تغير اتجاه الملتقى العام وتبنى رؤية للحوار والمشاركة فيها وتجاوزنا معهم مشكلة عدم شرعية الحكومة والرئيس يمكن أن نصل إلى اتفاق شراكة أو مشاركة. > هل ستشاركون في مؤتمر الحوار الوطني؟ - إن شاء الله.. نحن لدينا رؤية، ونحن جزء من المشترك، وجزء من المجلس الوطني ونحن مشاركين في الحكومة، وبالتالي نحن مشاركين في الحوار الوطني بالضرورة، ونحن متمسكين برؤية الانقاذ الوطني التي وقعنا عليها، ونحن أيضا جزء من لجنة الحوار، نحن من دعاة الحوار ومن المؤسسين للحوار من عام 2007م، وكنا من ضمن لجنة الـ200، طبيعي جدا أن نشارك في الحوار، لأننا مؤمنون بأن الحل للمشكلة اليمنية لا تكون إلا عبر الحوار. > كيف تنظر إلى مستوى الإعداد للحوار؟ - لا يوجد إلى الآن شيء، الشيء الوحيد هو لجنة التواصل التي أعلن عنها. > "معارضا" لجنة التواصل ولجنة التفسير. - لجنة التفسير ليس لها علاقة بالحوار، لجنة التفسير ستشارك الرئيس كهيئة استشارية له أو مستشارين له في القرارات التي سيتخذها تنفيذا للمبادرة والآلية، والحوار قد يكون جزء من اهتماماتها، لجنة التواصل هي أول خطوة من الخطوات في اتجاه الحوار بالإضافة للجنة الاتصال التي شكلتها الحكومة بالتواصل مع الشباب، وستتضح الملامح أكثر من خلال تشكيل اللجنة التحضيرية، هل سيتم توسيع لجنة الحوار بالاستجابة للمطالب المعلنة حول اللجنة.. وكيف سيتم تشكيل لجنة التهيئة والإعداد للحوار الوطني، هذه هي الخطوات العملية التي يمكن أن نتنبأ أو نستقرئ كيف سيكون الحوار، والثالثة موقف القوى السياسية غير المشاركة في الحكومة وأهمهم بالتأكيد الحراك الجنوبي بمختلف فصائله والاخوان الحوثيون وشباب الساحات، بالإضافة إلى القوى التي انشقت عن المؤتمر الشعبي العام، وهذه للأسف غيبت تماما، مع أنه كان المفروض أن يهتم بهم لأن لهم وزن. > المؤتمر الشعبي العام من المؤكد أنه مشارك؟ - صحيح.. لكني أعني الذين انظموا للثورة ولا يجوز أن تعاقب على موقفها هذا..فبعضهم شكلوا أحزاب. > حزب الحق هل هو مشارك في الآلية التنفيذية للإعداد للحوار؟ - نحن مشاركون في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، ونحن مشاركون أيضا في المجلس الوطني لقوى الثورة، ونحن مشاركون في الحكومة، والوزير حسن شرف الدين عضو لجنة التواصل مع الشباب المكلفة من الحكومة، وكلف بزيارة صعدة والتواصل مع الاخوان الحوثيين في الانتخابات وغيرها، نحن مشاركون بالتأكيد. > أقصد في الإعداد لمؤتمر الحوار. - نحن من دعاة الحوار. > تقصد أنكم لستم من المشاركين في الآلية التنفيذية للحوار كطرف موقع على المبادرة؟ - إلى الآن لم توجد آليات، إذا وجدت وأتيحت لنا الفرصة سنشارك، لأن الحوار بالنسبة لنا وقناعتنا الشرعية أنه لا حل إلا من خلال الحوار، وبالتالي يجب علينا أن نشارك ويجب علينا أن ندفع كل القوى السياسية للمشاركة في الحوار الوطني، لأن مخرجات الحوار لن تكون بين القوى السياسية، الحوار المجتمعي سيؤثر بالتأكيد على مخرجات الحوار، ولهذا نطالب كل القوى الاجتماعية والسياسية أن تتفاعل مع قضية الحوار، وأن تعبر عن رأيها وتعبر عن مطالبها، الشباب في الساحات الآن وما يعبروا عنه لا بد أن يكون له تأثير، وسواء شاركت كل المكونات أو لم تشارك، لا بد من النظر بعين الاعتبار إلى مطالبهم وأصواتهم. > تقصد أن المؤتمر سيناقش جميع القضايا الاجتماعية والسياسية بمشاركة كافة الأطياف الاجتماعية والسياسية أو عدم مشاركتها. - التزمت القوى السياسية الموقعة على المبادرة بالحوار الوطني لكن الحوار الوطني مسألة أكبر بكثير جدا، ومطلب أكبر بكثير وسابق حتى على الآلية والاتفاقية، الآلية التزمت أو ألزمت القوى السياسية أن الحوار الوطني هو المخرج وبأن الوضع الحالي الذي انتج حكومة ورئاسة ليس وضعا دائما، وأن أهم وظائفه أو أهم مسئولياته هي إدارة الحوار الوطني، القوى السياسية الأخرى غير المشاركة في الحكومة ليس لها موقف حتى الآن من الحوار الوطني، أنا لم أسمع إلى الآن رفضاً للحوار. وبالتأكيد ستناقش كل القضايا وستبحث كل القضايا، مثلا قضية صعدة ما حدث في صعدة هو تعبير عن أزمة في نظام الحكم في العلاقة بين المواطن والسلطة، وبالتالي لا بد من بحث مشكلة هذه العلاقة سواء حضروا الحوثيين وطالبوا بحقوقهم او لم يطالبوا مع أن مطالبتهم بحضورهم معنا مهم جدا جدا ولا يستغنى عنه، لأنهم قوة كبيرة جدا، نفس الشيء بالنسبة للقضية الجنوبية، وعلينا أن نعترف أن هناك مشكلة في العلاقة بين الشمال والجنوب، إذا أردنا الاستمرار والمحافظة على الوحدة والعلاقة اليمنية اليمنية لا بد من أن يبحث مؤتمر الحوار الوطني عن أس المشكلة ويضع لها الحلول التي تجنب اليمن الانزلاق نحو العنف، سواء كان على مستوى شطري أو مناطقي أو مذهبي أو سياسي، سواء حضرت أطراف لكي تعبر عن قضاياها أو لم تحضر لأن هذه القضايا تهم كل اليمنيين، قضية الوحدة والحفاظ عليها أو قضية العلاقة بين اليمنيين مع بعضهم البعض هي ليست مشكلة يمتلك مفتاحها سين أو صاد، نحن كلنا ممثلون لها ويهمنا ما يجري في الجنوب وما يجري في صعدة، يهم كل يمني، ولهذا لا بد من بحث كل القضايا ووضع حلول لكل القضايا، سواء جاءت الأطراف التي تمثل هذه القضايا أو لم تأت، لا بد من بحث كل القضايا. > بعد مرحلة الوفاق "السنتان" هل سيختط الحزب مسارة في إطار منفرد.. أم سيظل في إطار اللقاء المشترك. - ليس هناك مبرر للانسحاب من اللقاء المشترك، اللقاء المشترك صيغة نفخر بوجودها وجزء من تاريخنا كحزب سياسي، يضاف إلى أنها صيغة أثبتت نجاحها، ونحن نتمنى أن تتسع، ولهذا شاركنا في اللجنة التحضيرية التي كانت إلى حد ما تمثيلها أوسع لأنها أشركت بعض القوى السياسية والاجتماعية غير الممثلة في الأحزاب، ثم المجلس الوطني، وبالتالي ليس هناك مبرر للخروج من اللقاء المشترك. > محللون سياسيون يقولون أن القاعدة لم تكن نغمة يتغنى بها النظام، وإنما هو واقع تعيشه بعض المواقع اليمنية بدليل المواجهات العسكرية في ظل "حكومة الوفاق" بين الحكومة والتنظيم في رداع وغيرها.. تعليقك؟ - أذكر أني كتبت سلسلة من المقالات عن جذور العنف في المقررات الدراسية، ووجدت بعض النصوص من خلال تحليلي للمقررات التي احتج بها المرحوم الشهيد حسن المحضار، بالإضافة إلى نصوص أخرى ربما لم ينتبه لها الكثير كانت حتى التسعينات موجودة في المقررات المدرسية، كانت تعتبر مجرد وجود محلات للكوافير دلالة على الكفر الموجب لدفع هذا الكفر وإعلان الجهاد عليه. ثانيا لاحظت من خلال تحليلي لبعض المقررات الدراسية بأنها تحرض على الجهاد القتالي دون وضع شروط وضوابط مما جعلت الشباب نتيجة لعوامل اجتماعية واقتصادية ونفسية بيئة خصبة لأي دعوة لاستخدامهم للقتل، زد على ذلك وهذا ما نبهنا إليه بأن عمليات القتل بالطيران التي تستهدف ما يقال أنهم رموز القاعدة سواء كان طيراناً يمنياً أو أمريكي أو طيراناً بأي مسمى كان، تخلق حاضنة اجتماعية لهؤلاء المستهدفين بالقتل، لأنهم ينتمون إلى قبائل وينتمون إلى أسر، وغالبا عمليات القتل لا تقتصر على استهدافهم كما حدث في "المعجلة"، والأهم أنه منذ وقت مبكر في بداية التسعينيات لاحظت أن هناك بعض الكتابات بجعل أبين قاعدة للشباب المجاهد، على سبيل المثال قرأت في بعض مؤلفات كبار الدعاة اليمنيين نصوص أو أخبار تنسب إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تقول بأنه "من علامات آخر الزمان يخرج من عدن أبين اثني عشر ألفاً هم خير ما بيني وبين قيام الساعة"، إشاعة هذا الخبر في مرحلة التحضير لحرب 94م جعل كثير من الشباب يعتقد بأن انتماءه في أبين وتواجده في أبين واعتباره فرداً من أفراد هذا الجيش أنه سيضمن الجنة، أي بمجرد أنه واحد من الاثني عشر ألفاً الذي يعتقد أنه مصداقا للخبر أنه سيكون خير ما بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبين قيام الساعة، فهذه المشكلة الفكرية بالإضافة إلى طريقة المعالجة، يعني كان كثيراً يعتقلون للشبهة بعلاقاتهم بالقاعدة، ولا يخرج إلا وهو قاعدة، لدينا عوامل ثقافية وعوامل سياسية واقتصادية، عمليات القصف بالطيران ليس هناك شك أنها خلقت نوعاً من التعاطف، وخلقت حاضنة اجتماعية لمن يسمون بـ"القاعدة" وهم ليسوا قاعدة كما يعبرون عن أنفسهم بأنهم "أنصار الشريعة"، القاعدة في تصوري أو كما انطبع في ذهني هي لا تبحث عن أرض لكي تسيطر عليها وتقيم الدولة الإسلامية فكرتها الأساسية هي إيجاد خلايا لمواجهة الاستكبار وأمريكا وعملائها من الأنظمة والقيام بعمليات تفجير لمفاصل أو لمراكز تعتبر رمزاً للقوى الدولية مثلما حدث في نيويورك وغيرها، ما هو موجود الآن شكل مختلف، حركة تريد أن تسيطر وتقدم نموذجاً وتقول أنها تحكم بشرع الله، المؤسف هو افتقار هذه الحركة ورموزها للثقافة الشرعية لكي تجسد شرع الله في الواقع، أي لا يقف على رأسها علماء مجتهدين كبار، يستطيعون أن يميزوا الحكم الشرعي وينزلوه في الواقع السياسي والاجتماعي. > هناك من يؤجج الصراع بين الحوثيين والسلفيين.. تعليقك! - هذا واضح أن هناك تحريضاً من خلال الدعم الموجود من بعض الأطراف الخارجية وهذا لا يحتاج لسياسي لكي يدرك بأن هناك قوى تحرض وتؤجج. > من المستفيد؟ - الشيطان، ومن يؤجج هذا الصراع.. ولا أعتقد أن هناك قوة اقليمية لها مصلحة من قتل اليمنيين لبعضهم البعض، ما الذي ستستفيد منه، اليمن ضعيفة ولا تمثل أي تهديد، حتى لو حكم الحوثيون كل اليمن لا يمثلون تهديد للسعودية، بالعكس هم عامل ساعد على حفظ الأمن في المناطق الحدودية لهم، لكن لا ندري من الذي يدفع لتحريض القوى اليمنية ضد بعضهم. > المؤتمر الشعبي العام أعلن عن عزمه لنزع الخيام من ساحاته.. ماذا عن الساحات الأخرى؟ - خطوة إيجابية وجميلة. > ماذا عن مستقبل الساحات الثورية.. هل ستزال الخيام بموجب المبادرة الخليجية؟ - لا يوجد نص في المبادرة ولا في تفسير المبادرة ولا على هامش التفسير بأن تزال الخيام، الخيام نصبت بإرادة الشباب وستستمر ما استمرت إرادة الشباب قائمة في استمرار الثورة، لا يستطيع أحد ولا يفكر أحد ولن يفكر أحد بنزعها، هناك إصرار على احترام إرادة الشباب وتقدير تضحياتهم، ولا زال هذا قائم، ولا أعتقد بأن أحداً في المشترك أو في المجلس الوطني فكر في لحظة من اللحظات بأن يتحول إلى سلطة قامعة للشباب الذين ضحوا وأنجزوا أهدافاً هامة حتى الآن يكفينا أنها وضعتنا على عتبات التداول السلمي الحقيقي للسلطة. > قائم على؟ - خطوة أن يأتي رئيس من أبين ورئيس وزراء من عدن، أنت تعلم أنه لم يكن هناك نص في الدستور ينظم كيفية انتقال السلطة من الرئيس إلى الرئيس المنتخب البديل، بمعنى أن الدستور عُمل وكأنه يستبطن أنه لن يحدث الانتقال، الآن هناك قناعة وهناك إرادة أنه سيتغير شكل النظام السياسي، لن يكون على ما هو عليه إما أن يكون رئاسي أو برلماني بحسب ما يتفق عليه اليمنيين.. ثانيا ستوجد ضمانات فعلية أن تنتهي فترة الرئيس بما سينص عليه الدستور من خلال نصوص واضحة وقاطعة تجرم وتدين وتحرم الالتفاف عليه، صحيح أننا نعاني، ومعاناة اليمنيين شديدة جدا والثمن الذي ندفعه كبير جدا، لكن ما تحقق حتى الآن كمؤشر على ما يجب أن يتحقق كبير جدا. > الشحن العاطفي والديني من قبل بعض القوى السياسي بمختلف أشكالها.. ما مدى تأثيرها على الأمن الاجتماعي والاستقرار السياسي في اليمن؟ - خطير جدا.. استحلال اليمنيين لدماء بعضهم البعض لمجرد الاختلاف المذهبي أو السياسي هذا مؤشر خطير يتناقض مع الدين والوطنية.. كيف يقتل اليمني اليمني إذا كانوا يمنيين وينتموا إلى المجتمع اليمني؟ كيف يقتل المسلم المسلم؟.. أي أنه يتم تجريد الإنسان من دينه وإسلامه تحت عنوان مذهبي بقصد استحلال دمه، وتجريده من أنتمائه لليمن بنسبته إلى فارس مثلاً، قد سمعنا بعض الأطراف يقولون قتال هؤلاء أولى من قتال اليهود والنصارى.. مع أني لا أجيز حتى قتل الحيوانات ما بالك باليهود والنصارى.. لكن هذا التحريض الذي يعتبر أن قتل المسلم للمسلم عبادة بلا شك أنه خطير وخطير جدا. > في ختام هذا الحوار.. هل لديك رسائل تحب توجيهها؟ - رسائلي للإنسان اليمني، الاهتمام بالشأن العام واجب، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صحيح أنه واجب كفائي لكن إذا لم يدفع المنكر ولم يقم المعروف إلا بمشاركة الكل فسيأثم الكل، ومسئوليتنا عن دفع المنكر متنوعة ابتداء من إزالة الزبالة ولجان مكافحة الفساد وحماية المستهلك ومحاربة السلع الفاسدة وانتهاء بتغيير السلطة وإزالة السلطة إذا كانت مستبدة كما كانت. الانتماء إلى جماعات سواء كانت مؤسسات المجتمع المدني أو الأحزاب السياسية، من الواجب الشرعي المشاركة في الانتخابات "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" مسئوليتنا كلنا، حتى الأخطاء الموجودة في الأحزاب، حتى سيطرة بعض الأحزاب، أو الخوف من سيطرة بعض الأحزاب هو نتيجة للسلبية العامة، كل فرد لو استشعر مسئولياته ستحدث حالة مختلفة تماما، لن نظلم، لن يستبد بنا، لن نتعرض للاعتداءات التعسفية، لن ينهب المال العام ويستأثر به البعض، يجب أن نتحلى بهذا الشعور وهذه المسئولية. > برنامج الحزب للفترة القادمة؟ - المشاركة بفعالية في الحوار الوطني وتعزيز الشراكة الوطنية وتوسيع قاعدة الشراكة الوطنية والمحافظة على السلم والأمن، وتحقيق المصالحة الوطنية بين أبناء اليمن. ويجب أن يتعرض الحوار للمسائل الفكرية المنتجة للإرهاب، يجب أن يعاد النظر وطنيا في مقررات المناهج وفي الخطاب الإعلامي، يجب أن لا نقبل أي خطاب يحرض اليمني على قتل أخيه اليمني، أن يكون هذا جزءاً من المصالحة وجزءاً من الحوار، أن نعيد لليمن التعايش الذي كانت عليه، كان هناك شافعي وزيدي، لم تعش اليمن حروباً مذهبية حتى الحروب الإسماعيلية الزيدية كانت حروباً سياسية، بدليل أن الإسماعيلية عندما توقفوا عن العمل السياسي لم تتعرض لهم الدولة الزيدية، لم توسع الزيدية دولتها عبر 1200 سنة من حكمها قاعدتها الجغرافية مذهبياً، أبناء الأئمة الذين انتقلوا إلى مناطق شافعية تحولوا إلى المذهب الشافعي احتراما للتعايش المذهبي، وأقرت قواعد أن "كل مجتهد مصيب" و"يجب اعتقاد صحة فعل المخالف"، لكي يظل هذا التعايش، ومن يقول عكس هذا فهو يحرض بأثر رجعي.. صحيح جاءت فترات استخدم فيها التكفير لكن لسبب سياسي، الحالة الفكرية الموجودة الآن مخيفة جدا لأنه تحريض ليس بسبب سياسي.. تجريد طائفة كبيرة من إسلامهم وانتمائهم ودينهم وانتمائهم لليمن واستباحة لدمائهم هذا فعل خطير جدا. |