نشر منذ: 20 ساعة و 32 دقيقة
|
الأحد، 19 فبراير 2012
أنة وجع( لست ملاكا وأيضا لست شيطانا )
الجمعة، 10 فبراير 2012
حسن زيد لـ (الجمهورية): الثورة الشبابية السلمية أعظم حدث في تاريخ اليمن المعاصر !
|
الأحد، 5 فبراير 2012
إذا لم نقبل المبادرة فإن المجتمع الدولي سيسمح بتصفية الساحات كما حدث في البحرين حسن زيد: النائب هادي سيكتسب الشرعية حتى لو صوتت له حارة واحدة بصنعاء (حوار) حاوره: مهدي البابكري – همدان
نشوان نيوز » أقسام الأخبار » حوارات |
| ||||||||
الأستاذ حسن محمد زيد، أمين عام حزب الحق وعضو المجلس الأعلى للقاء المشترك، دائماً ما يثير الجدل بتصريحاته التي تخالف أحياناً أحزاب اللقاء المشترك، لكنه بنظر الكثيرين أصدق المتهمين بالتعاطف مع الحوثي، بينما يرى البعض أن الحوثيين راضين عن دوره في العملية السياسية مؤخراً.. وهذا ما يفسرونه من بعض تصريحاتهم، أو من خلال قيامهم بدعم إنشاء حزب جديد وهو حزب "الأمة"..
يؤمن بأهمية الحل السياسي المتمثل بالمبادرة الخليجية في ظل عدم وجود خيارات أخرى ويرى في ذات الوقت أن الحوثيين ربحوا عندما قاطعوا المبادرة الخليجية وأن الانتخابات القادمة لن تتأثر بمقاطعة الحراك والحوثيين لها.. إلى التفاصيل..
حسن زيد في هذ ا الحوار المطول مع صحيفة "المنابر": - ما رأيكم بما قد تم تنفيذه من المبادرة الخليجية إلى اليوم؟ * لم ينفذ حتى الآن إلا تشكيل الحكومة واللجنة العسكرية، أما غير ذلك فمتوقف على انتقال السلطة في 21 فبراير حتى اللجنة العسكرية لم تنجز إلا فتح طريق السائلة أما الحصبة لازالت مقفلة ولازال إحساس الناس بإمكانية عودة المواجهات بين الأطراف قائمة.. الشعور بالأمن لم يتحقق بعد. الحكومة،لم تنجز إلا أنها شكلت، وقرار عطلة السبت الذي تراجعت عنه وقد كان قراراً غير موفق توقيتاً.. مع أني لا أعيب على الحكومة من ناحية اقتصادية التفكير في اتخاذ قرار مثل هذا لكن المشكلة في التوقيت، فالناس متوقعين عودة الكهرباء والمياه والأمن. فالذي تحقق هو تشكيل اللجنة العسكرية وتشكيل الحكومة ولم ينجز شيء أخر.. - مقاطعاً.. والحصانة هل هي منجز؟ * القانون منجز. أنا على اقتناع بأنه منجز لأننا وصلنا إلى توازن سلبي على حسب تعبير الدكتور محمد عبدالملك المتوكل.. كانت القوى الرئيسة الموجودة في العاصمة تمسك بخناق بعضها البعض، وفي ذات الوقت ترهق المجتمع اليمني، والمجتمع اليمني من حولها يتفكك باستمرار تلك الحالة من التوازن كانت ستؤدي إلى تفكك اليمن وكنا سنحلم بأن نصل إلى ما وصلوا إليه الصوماليين الآن..إذن فالذي تحقق حتى الآن هو تشكيل الحكومة واللجنة العسكرية وقانون الحصانة فقط أكثر من هذا لا يوجد. - ما مدى تأثير مقاطعة الحراك والحوثيين للانتخابات القادمة؟ * تأثير سلبي إن لم يتم تداركه فيما بعد عملية نقل السلطة، لكنه لن يؤثر على اكتساب الرئيس القادم المشير عبدربه منصور هادي شرعية كونه رئيس توافقي لن تؤثر المقاطعة على حتمية انتخابه.. السلبية ستتضح في كيفية تعاون حكومة التوافق والنائب مع الحراك والحوثيين والشباب. إن تمكنت الحكومة من الانفتاح على هذه الأطراف وفتحت صدرها وعقلها وقلبها لحوار وطني جاد وايجابي وشفاف وبدون حدود، إن تمكنت من هذا وتعاملت بروح الفريق الواحد بعد نقل السلطة فمقاطعة الإخوان الحوثيين والحراك و الشباب وأهمية الشباب الآن لا تقل بل تزيد عن الحراك والحوثيين.. تهديد الحوثيين أو ما يمثلونه مع الحراك مشكلة إستراتيجية ليست ملحة ولا آنية عشناها فترة طويلة.. صحيح أن تركها بدون حل قد يؤثر سلباً على مستقبل اليمن لكن الضغط الحقيقي الحالي يأتي من الساحات المسيطرة على المركز، الذي يحتاج تغطية واستجابة لمطالبهم.. تحتاج موافقة على أن تكون العملية ثورة وليست تغيير لشخص علي عبدالله صالح، وهذا إذا لم يتحقق فعلاً فستستمر الثورة.. إذا لم تستجيب الحكومة لمطالب الشباب بإحداث ثورة حقيقة في قيم التعامل مع الإنسان اليمني، الإيمان بكرامته وقدرته، الإيمان بعظمته الإيمان بقدرة الشباب.. إذا لم يحدث هذا فالثورة ستستمر على النظام القادم نظام المرحلة الانتقالية.. طبعاً سيستفيدوا من ضغط الحراك وضغط الحوثيين، والحراك والحوثيين سيستفيدوا من ضغط الشباب، لكن من حيث الشرعية لن تتأثر شرعية الأخ المشير عبدربه منصور هادي. ولو حتى لو صوتت له حارة واحدة من صنعاء سيكتسب الشرعية. شرعية النائب موجودة فعلاً وقائمة فعلاً.. الاتفاقية منحته شرعية دستورية أعلى من الدستور.. بمعنى آخر النائب تم انتخابه عند التوقيع على الاتفاقية. ما سيحدث في 21 فبراير مثل الزفة نقوم بنقله إلى دار الرئاسة، لا يوجد انتخابات.. عملياً الحديث عن الانتخابات كذب، لأن القوى السياسية حتى المعترضين على الاتفاقية لم يقدموا بديلا، لم يقدموا مرشحا.. لم يطالبوا حتى برحيل عبدربه منصور هادي أو برحيل الحكومة.. هل لديهم رؤية أخرى؟ مهما قيل حول ذلك فلن تتغير النتيجة، فقوة الضغط التي فُرضت على المؤتمر والمشترك وعلى علي عبدالله صالح ودفعت بهم للتوقيع على الاتفاق لازالت سيفاً مسلطاً ويزداد حدة. - طالبتم كثيراً من أي طرف يرفض المبادرة الخليجية تقديم حلول أو خيارات أخرى... هل طُرحت خيارات أخرى وتم رفضها من اللقاء المشترك؟ * الخيار الوحيد الذي كان مطروحاً هو رحيل النظام بدون حصانة وبدون ضمانة من قبل الساحات وهذا خيار مستحيل تنفيذه. - هناك من يقول أنكم السياسيون تهافتم على توقيع المبادرة الخليجية والتسوية السياسية في حين أن هناك إمكانية... * مقاطعاً.. من قال أننا تهافتنا على المبادرة الخليجية؟ نحن امتنعا ورفضناها لكنها أُبرمت غصباً عنا.. نحن اخترنا مسايرة أمر واقع. كان لابد لأي شخص عاقل أو طرف يفكر في حكم اليمن في المرحلة القادمة أن يعير الاهتمام لموقف المجتمع الدولي والإقليمي.. هل سيلقى الاعتراف والدعم أم لا؟ أقول لك الذي حدث بالنسبة لنا.. رفضنا استلام الحكومة واستلام السلطة عقب جمعة الكرامة وطالبنا ضمانات دعم مالي وهذه كانت غلطة.. كانت هناك فكرة قد سمعتم عنها بأن يرحل علي عبدالله صالح وعلي محسن معاً، وتشكيل حكومة بقيادة المعارضة في الأيام الأولى من الثورة. نحن الذين رفضنا لأن الميزانية خاوية كما كان معروف،ولا يوجد عاقل ممكن أن يفكر في استلام السلطة في اليمن.. ما هي الموارد التي يمكن أن تحل بها مشكلة الكهرباء؟ ما هي الموارد التي تحل بها مشكلة المياه؟ ما هي الموارد المالية الكافية لإيقاف التمرد العسكري الذي سيحدث حتماً..؟ ما هي الموارد التي يمكن أن توفرها أي حكومة قادمة لمواجهة القاعدة ومواجهة التقطعات القبلية؟ إذن، نحن بالضرورة بحاجة إلى دعم إقليمي ودولي وهذا هو العنصر الحاسم الذي ضغط علينا، بالإضافة أنه في حال رفض المشترك المبادرة الخليجية كان بلا شك سيحدث انقسام داخل السلطة ويحدث نقل للسلطة مثلما حدث في مصر، سيحدث نقل السلطة بين المؤتمر نفسه وتشكل حكومة من داخل المؤتمر ويتولى عبدربه منصور هادي وإذا رفضت المعارضة كانت ستتعرض لما تعرضت له الحصبة، وقتها قيل لنا بوضوح بإنه إن لم تقبلوا ،واقعياً ليس تهديداً، إذا لم تقبلوا فان المجتمع الدولي والإقليمي له مصالح في أمن واستقرار اليمن سيسمح بتصفية الساحات كما حدث في البحرين، يحدث التغيير من داخل السلطة ونظل نحن كمعارضة ويمكن أن ندخل الانتخابات كما دخلوا الإخوان المسلمين في مصر، قد نفوز بها بأغلبية لكن الجيش والأمن والجهاز الإداري سيظلون بيد السلطة القائمة، فالذي تحقق بفعل المبادرة أننا تحملنا مسئولة الشراكة في مقابل أن لا نُقصى من عملية ترتيب الفترة الانتقالية. دعني أسأل الشباب الرافض للمبادرة ما الذي حدث من بعد جمعة الكرامة.. كانوا يخرجوا يعملوا لفة ويرجعوا ويضحوا بعشرة أو خمسة عشرة والمجتمع يُنهك يومياً وقدرات المجتمع الاقتصادية تُنهك يومياً والعمل ومشروعهم السلمي هُزم بدخول المواجهات في أرحب وتعز وإعلان الفرقة للحماية. تحولت الساحة في صراع، فالخيارات التي كانت متاحة أمَّا أن تٌحسم المسألة عسكرية أو باتفاق. - لكن أنت في يوم من الأيام طالبت بالزحف للمؤسسات الحكومية واحتلالها؟ * أنا لم أطالب بالزحف. الذي قلته عندما تعرض الشباب أثناء مرورهم بجوار وزارة النفط ووزارة الخارجية للقتل، قلت إذا لم توقف عمليات القتل فإني ادعوا الشباب إلى التفكير في احتلال هذه المؤسسات لمنع القتل الصادر منها. كان أسهل لهم بأن يتجهوا إلى التحرير إذا كان هناك زحف بدلاً من الذهاب إلى شارع الستين- رأس الرجاء الصالح- كان يتجهوا إلى رئاسة الوزراء والرئيس الذي طالبهم بالزحف.. الرئيس في بداية الثورة قال لهم أن يذهبوا إلى رئاسة مجلس الوزراء ومجلس النواب ويعتصموا هناك. الرئيس علي عبدالله صالح في تصريح له هو الذي أغراهم وأنا لا أحرض عليه الآن لأنه الآن يملك حصانة. هم لم يفكروا.. يعني تحولت الساحة إلى غاية لذاتها ولازالت إلى الآن، وهذه الساحة هي وسيلة ضغط لإحداث تغيير من داخل السلطة كما حدث في مصر حدث التغيير من داخل السلطة.. العسكر أجبروا مبارك على الرحيل. ونفس الحدث في تونس العسكر اجبروا بن علي على الهروب، أو الخيار الثاني: خيار القذافي. الشباب كانوا في البداية رافضين الخيار العسكري لكن باعتصامهم بجوار الفرقة ومع إعلان الفرقة حمايتهم تحول الصراع إلى عسكري. - في رأيك هل ستستمر ساحات الاعتصام بعد 21 فبراير؟ * يجب أن تستمر حتى تنجز الثورة كامل أهدافها، أهداف الثورة.. ليس فقط التسامح مع القتلة، يجب عمل ضوابط دستورية وقانونية لحماية الحقوق والحريات. - أنتم في اللقاء المشترك متهمون بأنكم أهملتم شباب التحالف الجنوبي في كثير من المحادثات والمفاوضات في الآونة الأخيرة؟ * للأسف الشديد نحن مقصرون لكن التقصير خارج عن إرادتنا. هناك ناطق رسمي باسم المشترك لكنني سأتكلم الآن باسم المشترك من وجهة نظري. أنا شخصياً اعترف بأننا في المشترك مقصرين في التعامل مع القضية الجنوبية من بداية قضية احتجاجات المتقاعدين الحركة المطلبية أهملناها لم نتبناها ونحولها إلى قضية سياسية.. تركناهم لشأنهم وتركناها تتطور وهذا أضر بالمشترك.. سلبت الكثير من قيادات المشترك، ليس من حزب الحق وأكثر من تضرر هو الحزب الاشتراكي.. وكثير من قياداته من المحافظات الجنوبية اجبروا على الانسحاب من الحزب الاشتراكي وانضموا للحراك لكن هناك قضية نعيشها على الأقل منذ 7- 8 أشهر من بدء المواجهات العسكرية، ومع وصولنا إلى حالة من التوازن السلبي. هناك الآن حرائق في العاصمة.. حريق حول منزلك وطرق مقطّعة.. هذا الوضع جعلنا نعجز عن التفكير أبعد من الحالة التي نحن فيها. أي حوار ستبدأ به أنت مع الجنوبيين باعتبارك من؟ هل تستطيع أن تعد بأنك قادر على استلام السلطة، يعني قبل التوقيع على الاتفاقية ما هو الموقع الذي سننطلق منه عند إجراء أي حوار مع أي طرف جانبي له مطالب؟ أصلا كانت اليمن والقوى السياسية على كف عفريت، نحن فقدنا القدرة على التواصل.. كنا نخاف حتى أن نمسك التلفون.. كيف استطيع أن أتحرك من منطقة إلى أخرى والمشروع الذي أمامي مسدود؟، مشروع وُضعت أمامه حرائق وانفجارات وصواريخ كلنا عشناها. هذا قبل توقيع الاتفاقية، أما بعد تشكيل الحكومة كان من المفروض بحسب الاتفاقية نفسها أن تشكل الحكومة ويشكل المشترك فريق للحوار، وهذا ما يُمارس من أجله ضغط سفراء الاتحاد الأوروبي حالياً بأن على المشترك أن ينجز ذلك. - تقصد لجنتي التواصل والتفسير التي حثت عليها المبادرة الخليجية؟ * هذه لجنة التفسير مابين المجلس الوطني والمؤتمر الشعبي العام، لكن اللجنة الأخرى المنصوص عليها هي لجنة للحوار مع الشباب والحوثيين ومع الحراك، لكن قيادات المشترك اهتمت أولاً بما يخص تشكيل الحكومة ومشاكلها. أنت تلاحظ الأحزاب الآن نحن لدينا اعتصامات ومشاكل.. البعث أيضا لديه اعتصامات وأيضا نحن في حزب الحق حدث نوع من الانشقاق وخرجت مجموعة منا مشكلة حزب الأمة. هناك ضغوط علينا، نحن في موقع المدافع لأن حركة الشارع وحركة الحراك والحوثيين أكثر حرية منا.. نحن كبلنا أنفسنا بالاتفاقية لكنها قيدتنا كثيراً، وربما سنتمكن من حسم تشكيل فريق؛ فلكي تحاور لابد أن تعرف الموقع الذي ستحاور منه وتحدد الوعود التي ستعطيها.. أولاً نتفق فيما بيننا وبعدها نتفق مع المؤتمر الشعبي العام، لأنه ليس من المعقول أن يكون الحوار لذات الحوار.. لابد أن تذهب إلى هذه الأطراف ولديك رؤية فأنت تؤمن بأن هذه الرؤية ستلتزم بها وتنفذها، أما أن تعد باعتبارك طرفاً من أطراف الثورة وهذا لم يعد صحيحاً.. لم نعد نحن طرفاً من أطراف الثورة.. نحن تحولنا إلى سلطة لكن هذه السلطة لم تكن وليست موحدة. إذن لكي تتحاور مع هذه الأطراف باعتبارك سلطة انتقالية ولم تتم.. حتى الآن لم نستلم السلطة لم يصرح النائب بكلمة واحدة للشعب.. - في الآونة الأخيرة، هل حدثت اختلافات داخل اللقاء المشترك وبين مكوناته قد تقوده إلى التفكك؟ * لا يوجد، هناك خلافات داخل كل حزب، نحن مرينا بظروف صعبة جداً أصعب مما نحن فيها الآن ولم تُهدد وحدة اللقاء المشترك.. مهما كانت التناقضات التي ينظر إليها البعض لكننا نعتبر اللقاء المشترك نموذجاً من أهم النماذج الحضارية في العالم العربي، أن تتفق قوى متناقضة في مواقعها وإيديولوجياتها هذا في حد ذاته انجاز، فالكثير من الصراعات والمشاكل التي تحدث في المجتمع منذ سنوات ليس من الآن، عندما نجلس مع بعض كمشترك فهذا يزيد من فرص حلها بدون أن نحتاج إلى اللقاء بأي أطراف أخرى، من خلال التنوع الذي نمثله نستطيع أن نحقق الكثير ولا توجد هناك سلبية من استمرار المشترك لا سلبية على الوطن ولا سلبية علينا. مثلاً الإصلاح هو اكبر أحزاب القائمة وهو بحاجة إلى أن يؤكد، وهو يؤكد ذلك، على أنه لا يسعى للانفراد بالسلطة فلو اتجه أي اتجاه يخلخل المشترك معنى هذا انه سيكرس الاتهام الذي ينفيه، انه يسعى للانفراد بالسلطة.. نحن نمثل إضافات نوعية.. - بماذا تفسر المعارك التي تحدث بين الحوثيين والإصلاحيين في عدد من المواقع؟ * يجربون صراع القوة، وأنا قد شرحت ما هي طبيعة الصراع في الجوف بين الحوثيين وغيرهم هو صراع نموذج.. الإصلاحيين عندما سيطروا على مركز محافظة الجوف ومعسكرات الحوثيين ومن معهم من الذين تضرروا من هذه السيطرة دخلوا في صراع حتى وصلوا إلى اتفاق بأن الجيش والوظيفة العامة تظل محايدة، مثل ما هو النموذج في صعده بأن أملاك الدولة تحت سيطرتها. نفس الشيء يحدث في الجوف لكي لا يتقاتل الناس على السيطرة على المحافظات وبهذا حُلت المشكلة والتزم الطرفان.. هل قد سمعتم من قبل ستة أشهر وجود مواجهة في الجوف؟.. إذن.. انتهت. أما في "عاهم" أنا بررت وأقول هل قرار الإصلاح دخول الحرب مع الحوثيين؟ لو كان الحرب قراراً إصلاحياً كانوا سيتقاتلون في أماكن كثيرة. هناك قوى اجتماعية عندما يتحوثوا الناس في مناطقهم، يشعرون بتهديد على نفوذهم وبالتالي يدخلوا في صراع مع الحوثيين ليس بقرار حزبي حتى الجوف مثلاً، اتضح بأن الدعم كان يأتي من السعودية للحسن أبكر والعكيمي إلى درجة أن حسن أبكر شهّر بالإصلاح وشهّر بالمشترك واتهمهم بأنهم وقفوا مع الحوثيين. إذن ليس صراعاً بين الإصلاح وبين الحوثيين. كما قلت هناك شخصيات اجتماعية انضمت للإصلاح سواء بتكليف من الرئيس أو لعلاقتها بالشيخ عبدالله ثم أبنائه فيما بعد. شعرت بتهديد من تحوّث أتباعهم أو رعاياهم لأن تحوّثهم معناه خروجهم عن سيطرتهم لأن وصول الحوثيين أو توسيع أو انتشار الحوثية معناه أن الظلم الذي تمارسه السلطة أو يمارسه الشيخ قد انتهى والطريق الذي يمكن أن يقطعه الشيخ يوماً أو يومين ينتهي وأكرر هذا الصراع ليس بقرار الإصلاح، إضافة إلى ذلك من خلال ما أشار إليه "صالح هبرة" بأن هناك أطراف من المملكة العربيد السعودية تغذي هذا الصراع تريد أن تجبر الحوثية على الارتماء بين أحضانها، يعني العصا والجزرة، من جهة تفتح معه حوار ومن جهة أخرى تمارس الضغط عليه سواء باستخدام علاقتها مع المشايخ أو غيرهم، لكني لا أرى أن المملكة السعودية جادة في دعم الحركة السلفية أو في تحويل المنطقة المحايدة لها إلى سلفية لأن تحولها إلى سلفية معناه تحولها إلى حاضنة للقاعدة وهذا في غير مصلحتها. - بالنسبة لدماج؟ * بالأمس تحدث إليّ احد إخواننا في الدين لن اذكر اسمه إلا إذا لزم الأمر بأن الأخ محمد قحطان قال بأنهم هم الذين حركوا قضية دماج ليمارسوا ضغط على الحوثي، لا أدري أكان صحيحاً أو غير صحيح فربما أن محمد قحطان يبالغ في تقديم حجمه بدعم الإصلاح بأنه قادر على فعل أي شيء هذا أسلوب حزبي. الإصلاح ربما استفاد- ليس الإصلاح كحزب كامل- أطراف في الإصلاح استفادت من محاورة القاعدة بتحويل السلفيين إلى القاعدة، فاختلف الطيبون السذج من أهل الحديث في دماج وبدأوا مواجهات مع الحوثي والإصلاح- ليس كاملاً- كان له دوراً فاعلاً، وهذه الإطراف محسوبة على الإصلاح، إذا اعتبرنا قناة سهيل إصلاحية أدارت المعركة إعلاميا لكي تعيد التحالف مابين السلفيين والإصلاح خشية من تكرار نموذج التنافس في مصر- حزب النور- وأيضا لكي تعطي رسالة للسلفيين بأن الإصلاح اقرب إليهم من علي عبدالله صالح الذي دعمه السلفيون مؤخراً، يعني يشد الإصلاح السلفيين إليه وتبعدهم عن علي عبدالله صالح للتبني وأيضا لكي تتخلص من الحوثيين من جهة والسلفيين من جهة أخرى باعتبارهما طرفان متنافسان، لكن هل هم محركين لها؟ قد يكون، إذا صدق محمد قحطان وهذه شجاعة منه أن يقول كلاماً كهذا، لكني اتهم القاعدة أكثر بأنها هي المستفيد الأول وبدرجة رئيسية إضافة لأطراف في السعودية. وليس هناك شك بأن حملة قناة وصال وفتح الحدود واستقبال المرضى والدعم المالي والغذائي.. كل هذا يوحي بأن هناك رسالة سعودية للحوثيين أو وسيلة ضغط خصوصا مع مشاركة أخو "عثمان مجلي" ومشاركة كما قيل "صغير عزيز" في حرب كتاف - ماذا عن البعد الطائفي في القضية؟ * نحن بالتأكيد نخشى الفتنة الطائفية، أنا اتصلت بالأخ محمد محمد المهدي ويحيى المعلم وقد قلت لهم إن نعمل على وأد الفتنة، أنا عمري ما فكرت في حمل السلاح ولا أحمل حتى جنبية لكن سأضطر لحمل السلاح لأن حدود الفتنة ستحول كل زيدي إلى حامل سلاح مع الحوثي وستحول كل سلفي إلى حامل سلاح مع دار الحديث خصوصاً في مناطق التماس صنعاء والمناطق الشمالية الزيدية، وهذا أمر خطير جداً، ولهذا العلماء مثل الوالد محمد بن محمد المنصور وحمود عباس أصدروا بياناً أعتبره من أهم البيانات التي أصدرها عالم في اليمن منذ عقود.. بيان ضد الفتنة الطائفية.. ضد التفرقة لأن كل اليمنيين مسلمين والتعايش هو الأصل وليس هناك مبرراً يتقاتلون عليه، مثلاً معهد دماج لو أرادت الزيدية أن يمنعوا مقبل الوادعي من ممارسة مذهبه كانوا سيمنعوه في عام 1980م عندما كان فرداً، ليست ثقافتهم ولا عقيدتهم ولا منهجهم.. ستة حروب مروا بها الحوثيون مع السلطة حول دماج وفي دماج ما أشركوا السلفيين.. السلفيين هم الذين بدؤوها ولا أستبعد أن السلفيين مخترقين وأن هناك يد استخباراتية دولية تعبث، لأن دماج تستقبل أي شخص من دول متعددة، فقد بلغني بأن الموجودين في دماج من 120 جنسية، ناهيك عن الجيران.. ناهيك عن الأمن القومي والسياسي بالإضافة إلى الأحزاب الكبيرة جداً والتي تهتم بالعمل الإسلامي هذه الأحزاب مهتمة ولا بد أن تسعى بقدر الإمكان لكي تكون ممثلة ومؤثرة، فالسلفيين في دماج كانوا ضحية في اعتقادي. - في اعتقادك ما هي دوافع الحوثيين التي جعلتهم يرفضون المبادرة الخليجية ؟ وهل ربحوا أو خسروا من هذا الرفض؟ * هم ربحوا لأن المزاج والرأي العام مع رفض المبادرة الخليجية، وخسروا فيما لو كانوا راغبين في المشاركة في الحكومة، لكن المشاركة في الحكومة ليست مكسبا. هي مكسب فقط لمن هم في السلطة لكن بالنسبة لمنهم بعيدين عن السلطة ربحوا أربعة وزراء أو وزيرين مثلا.. لا تفرق. بالعكس، سيتحملون المسؤولية وفرص النجاح منعدمة حتى لو افترضنا أن الحكومة ستعمل بروح الفريق الواحد.. هناك الإمكانيات الاقتصادية، الانهيار المؤسسي الذي حدث انعدام الأمن والخدمات، كل هذه عوائق. هم ربحوا لم يخسروا. - الدوافع ؟ * دوافعهم.. هم معهم حق برفضهم، لأنه أصلاً ظاهر نتيجة الاتفاقية ممثلة بحكومة الوفاق إعادة إنتاج النظام السابق الذي انقسم في أربعة وتسعين وسبعة وتسعين، يعني إعادة الشراكة بين الحزب الاشتراكي وحزب الإصلاح مع المؤتمر الشعبي العام، مع إشراك آخرين، وهذا النظام في مجمله كان ضدهم في السابق، ما الذي سيستفيدونه من إعادة اللُّحمة بين الإصلاح والمؤتمر أو الفرقة والحرس الجمهوري؟ فالفرقة والحرس بالنسبة لهم مفرّقة أو مختلفة أفضل من أن تكون متفقة. - إذا كانت نتيجة عدم التوقيع على المبادرة يعني تفكك اليمن كما قلتم سابقاً ويقوله كثير من المتابعين، فهل هذا يعني أن الحوثي لا تهمه وحدة اليمن عندما قاطع المبادرة الخليجية ؟ * لا لا.. رؤيتك أنت للأمر يختلف عن غيرك باختلاف موقعك. نحن في صنعاء رؤيتنا للموقف تختلف عن أولائك الذين خارجها، الحراك مثلاً ينتظر للتفكك فرصة لإعلان دولتهم. الحوثيين مثلاً ستزداد فرصهم في الانتشار فيما لو تفكك المركز. لكن تقييمي أنا، حتى لو كنت حراكي في صنعاء سأرى أن هذا ليس من مصلحتي ولا من مصلحة اليمن، لأن الحراك لن يستطيع أن يبسط سيطرته على اليمن كاملة ولا الحوثيين لن يستطيعوا أن يفرضوا سيطرتهم على اليمن كاملة بل ولا شطر من اليمن. النتيجة التي ستحدث، الإصلاح يسيطر على مناطق، المشايخ على مناطق، الحوثيين على مناطق، القاعدة على مناطق، الحراك على مناطق، نحن من نعيش في المدن في المركز، نحتاج حينها إلى جوازات ووساطات للتنقل من هنا إلى رداع أو من هنا إلى عمران أو من عمران إلى حوث رؤيتي للأمر تختلف عن الآخرين الذين كانوا يتعاملون مع الدولة على أنها طائرة تقصفه. فمن هم في المناطق الأخرى لا يحسون بأهمية النظام والأمن لأنهم لم يجربوه، لكن بالنسبة لي مثلاً في ظل السلطة الظالمة كانت هي التي تؤمن لي الطريق الآمن في صنعاء لزوجتي عندما تخرج لكن اليوم أنا خاف عليها، وإن ساءت الأمور أكثر، سأخاف عليها أكثر.. وبالتالي أنا أخاف الخروج في فترة الحرب والتوتر أكاد لا أخرج بسبب عدم الأمن، لأنه من المتوقع أن يتم استهداف أي شخص بسبب التحريض الذي حدث، وقد يقوم بذلك وهو يعتقد أن تصفيتي فعل وطني لأني داعي لفتنة كما تم تحريضه عبر وسائل عديدة. حيث تحولت مخاوفنا بين بعضنا البعض. أنا لو كنت في صعده مثلا ربما كان رأيي مختلفاً. أيضا، موقفهم من الحوار أو التسوية السياسية هو موقف فقط من قرار اتخذته بعض الأحزاب. أنت عارف الحوار الذي أفضى إلى الآلية التي تم التوقيع عليها كانت بين أربعة، الدكتور ياسين وعبد الوهاب الأنسي والنائب ولا أدري من الرابع كان الإرياني أو البركاني. كل الأطراف السياسية كانت غائبة لكني أنا من اقترح تفويض الدكتور ياسين وعبد الوهاب قبيل سفري برسالة كتبتها للإخوان في المشترك كلهم، لأني كنت أجزم بأن الحوار الجماعي لن يفضي إلى اتفاق، وأعتبر أنه من الشجاعة أن الدكتور ياسين وعبد الوهاب والنائب تحملوا هذه المسؤولية لأنهم يعرفون حجم السوء الذي سينسب إليهم لكن التاريخ سينصفهم بأنهم قاموا بعمل عظيم وجنبوا اليمن الانزلاق نحو التفكك وموت عشرات الآلاف من اليمنيين بدون مبالغة، لولا الاتفاقية كنا في الطريق إلى الانزلاق نحو العنف والتفكك.. عنف سيفضي إلى قتل عشرات الآلاف من اليمنيين ولا أعتقد بأن أحد يرضى بذلك وأعتقد لو أن هذه الرؤيا واضحة عند الإخوان الحوثيين وغيرهم لتغير موقفهم ولهذا موقفهم من الاتفاقية ليس حدي بدليل أنهم لم يقدموا بديلا، هم فقط عبروا عن استياء جزء منهم لأنها أعادت وحدة النظام الذي تجزأ أو تشتت في حرب أربعة وتسعين ثم فض الشراكة بين الإصلاح والمؤتمر في عام سبعة وتسعين. البعض ينظر إليه هكذا، والبعض من تضرروا بشكل مباشر من قتل أخوه أو قريبه يعترضون على الاتفاقية بسبب منح الحصانة، والبعض يرى بأنها أنتجت من جديد وحدة السلطة السابقة، لكن رؤيتنا نحن تختلف. - من خلال كلامك نستطيع أن نقول بان الحراك رفض أن يشارك في المبادرة الخليجية لأنه يملك هدفاً واضحاً وهو ما يسمى بفك الارتباط، بينما الحوثيين يرفضون المبادرة لأن الرؤية بالنسبة لهم ليست واضحة؟ * مقاطعة الحوثيين للمبادرة لها علاقة بالمجلس الوطني، الحوثيين قدموا عرضاً كما سمعت من الأستاذ محمد المقالح وقالوا أنهم لا يمانعون بأن يشاركوا بشخص واحد في المجلس الوطني لكن شريطة أن يكون اتخاذ القرار توافقي، للأسف الشديد، كما سمعت من الأستاذ محمد المقالح لأني لم أكن موجوداً، بان طلبهم تم رفضه أو تم تجاهله ولو تم تمثيلهم في المجلس أعتقد بأنهم كانوا شركاء في العملية السياسية. - يعني تعتقد بأنهم ربما كانوا سيوافقون على المبادرة الخليجية ؟ * أنا لا أقول بأنهم كانوا سيوافقوا على المبادرة الخليجية، المجلس الوطني الذي تم تشكيله كان مجلس ثوري انتقالي مكون من قوى ثورية، لكن كان ممكن أن يكون هناك نقاش حول التسوية السياسية ووضع الخيارات.. ما هي الخيارات؟ هل كان بالإمكان الحسم العسكري؟ وما هو الثمن الذي سيدفع مقابل الحسم العسكري؟ لنفترض أنه كان بالإمكان الحسم العسكري وأن الفرقة انتصرت على الحرس الجمهوري، هل هذا مقبول؟ لو ألغى طرف الطرف الآخر أو العكس وكانت المواجهة العسكرية ستفضي إلى انتصار الحرس الجمهوري والأمن المركزي في العاصمة.. ما الذي سيحدث حينها؟ أو إذا بقى الشباب في الساحات، ما هي النتائج التي ستترتب على ذلك؟ هل سيتحمل المجتمع؟ لو طرحت هذه الأسئلة في النقاش داخل المجلس الوطني كانوا سيصلوا إلى حقيقة أهمية الحل السياسي. لو دخلنا موحدين كلنا بما فينا الحوثي، كان يمكن يتم تعديل شروط وبنود الاتفاق أو الآلية التنفيذية لأن الاتفاقية كانت قد وقعت، كان سيتم تعديلها، لكن الإخوان الذين أداروا الحوار أوصلونا إلى نتيجة إيجابية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وأنا اكرر بأني كنت غائباً ولم أشارك في الحوار وأعتبر النتائج ايجابية وأن من قاموا بالحوار لهم فضل لأنهم قبلوا الاتفاق بالرغم من علمهم بأنه غير شعبي وغير مقبول، وهذه مهمة القائد السياسي، حيث عليه أن يختار الحل الأفضل حتى وإن لم يكن شعبياً الحل الأقل كلفة حتى لو لم يكن شعبياً، الزعيم هو الذي يحرص على مسايرة الناس حتى لو راحوا الناس في ستين داهية، ولله الحمد كانوا قادة يحرصوا على زعامتهم حيث لم يتأثروا باندفاع الجماهير وهذه ميزة، انا كنت مصدق محمد سالم باسندوة عندما كان يبكي لأنه كان يستشعر المسؤولية فهو يعرف أنه سيسب لكن هو وضع في مكان يريد أن يحقق شيء للبلد هذه، كم عمره ؟ احتمال يموت غدا .. بعد شهرين بعد ثلاثة، لن يأخذ شيئاً، أقسم بالله بأنه لن يأخذ حتى سيارة، ورفض الحراسة، يريد أن ينجز للبلد شيء، نفس الشيء في تصوري الدكتور ياسين وعبد الوهاب، عبد الوهاب تحمل لوم من حزبه ومن خارج حزبه، وياسين تحمل لوم، وهذه شجاعة ومسؤولية تاريخية تقدر لهم لأن من يرفض الاتفاقية حتى الآن لم يقدموا بديل ممكن.. البديل استمرار الساحات وهذه لو بقيت عشر سنوات لن تغير النظام، ستفقر المجتمع أكثر، لكنها لن تسقط على عبدالله صالح، ولن تسقط مشروع التوريث، بل بالعكس، كل ما طال أمد الثورة بالشكل الذي كانت عليه التوازن السلبي كان من الممكن أن يبدأ العد العكسي للمشاعر الثورية ونحن نلاحظ كيف كان الزخم الثوري في بدايته وكيف كان يتناقص، بعدها وجِد شارع آخر مع مرور الأيام.. في بداية الثورة لم يكن هناك أحد مع علي عبدالله صالح، كان هناك ضد أو على الأقل محايدين، بعد الانقسام العسكر وبعد البطء ووجود الفرقة بدأ يظهر الشارع الآخر (السبعين) بعد انضمام الفرقة. - في نظرك كسياسي ومقرب من الحركة الحوثية، هل هذه الحركة تملك مشروعا وطنيا شاملا لليمن؟ * بالتأكيد.. أهم ملامح المشروع، الناس بحاجة إلى قراءة ملازم حسين، أولاً تحرير الإنسان اليمني من فكرة الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، وتحرير المواطن من عسف السلطة، فللأسف الشديد نحن نعلم جميعنا بأن السلطة هيئتنا منذ الاستقلال حتى الآن لأن نقبل الاستعمار، مارست علينا ممارسات جعلت الشعب يحن للاستعمار، الاهانة، القهر، الاحتقار، تتمثل هذه في الثقافة العسكرية وهذا معروف، كانوا يربوهم في الكليات العسكرية على أن هذا المدني مايع إنسان غير منضبطاً. الأجهزة الأمنية ترى في المواطن اليمني في الأصل مشروع خائن، ولهذا عندما تحدث أي مشكلة لا يتعامل الجندي مع المواطن على اعتبار أنه أخوه، وإنما باعتباره متمرد، خائن، عميل، إلى آخره.. ولو كانت التجاوزات حالات فردية لكن عندما تُعلن ولا يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد مرتكبها فهذه اهانة لكل يمني، لأن الذي تعرض للاعتقال والتعذيب داخل أي مؤسسة أمنية يمنية بدن استنكار يعني أن كل مواطن يمني عرضه لذلك. حسين الحوثي الله يرحمه أو فك الله أسره إن كان حي والمطلوب من السلطة أن تكشف مصيره، فالحصانة لا تحرم أسرة حسين الحوثي من حق معرفة مصيره لما ستترتب عليها من آثار شرعية مثل قسمة المواريث إن كانت هناك مواريث لأني أعلم أنه لا يوجد لديه، لكن نساءه هل يتزوجن أم لا، لأنه في حكم الغائب الآن إلى أن يثبت شرعاً أمام أسرته بأنه اُعدم. حسين الله يرحمه أو الله يفك أسره، نظر إلى قضية أو عاش تجربة وأنا واكبتها عندما حدث خلاف بين مواطن في منطقة مرّان بصعده كانوا قريبين من حسين مع شخص لقبه " اليمني" لا أعرفه بالضبط، حُفرت بئر وحول البئر اُعتقل حوالي أربعين شخصا من المواطنين الذين يطلبون الشرب وتم تعذيبهم وانتهكت كرامتهم من قِبل السلطة مراعاة لهذا الشيخ لأنه نافذ. فإذن رفض الهيمنة الأجنبية التي عنوانها الممارسة الوطنية، ورفض تسلط الطغاة في الداخل. فتحرير الإنسان هذا مشروع وطني ثوري أهم مشاريع أي ثورة على الإطلاق هو تحرير الإنسان. أيضاً، إدارة شؤون محافظة صعده والمناطق التي لهم تواجد فيها إدارة نموذجية. الحوثيون لم يحلوا أنفسهم محل السلطة، لم يحاولوا أن يستولوا على السلطة ممثلة بالمؤسسة الأمنية والعسكرية وإنما أوجدوا قوة مجتمعية تمارس رقابة على أداء السلطة كي يكون أداءها أداءً رشيداً، دون أن يكلفوا المجتمع أو الدولة أعباء، بينما الأحزاب والقوى الأخرى، لا تفكر إلا في أن تحل محل النظام وهذا الخطأ لأنه يؤدي إلى الصراع الحالي لأن هذا يجعل من الآخرين من لديهم مصالح في مؤسسات الدولة يتعاملوا بقلق مع ما يحدث لأن هذه القوة المجتمعية ستأتي لتأخذ محل هذه الأجهزة، وهؤلاء مواطنين اكتسبوا حقوق مشروعة، هذا النموذج حقق الأمن وحسم الكثير من القضايا المتعلقة بالثارات وهذا سر انتشارهم، كل من أحس أنه مستهدف بثأر يلجأ إلى هناك كي يحلوا مشكلته، وقدموا نموذج.. يعني تصور أنت لو أنت في صنعاء ، لو كنت موظفاً في الجهاز الأمني والعسكري لن أخاف على وظيفتي ولا علا مصالحي منها وكأنهم مجموعة من المجتمع، فكروا بأنهم يقوموا بخدمات الدولة مقصرة فيها أو الأجهزة التي تقوم بها مقصرة.. - لكن هل يتم ذلك بقوة السلاح؟ هل تؤيد فرض المشروع الوطني المتمثل بتحرير الإنسان اليمني كما تقول بقوة السلاح؟ * هو ليس بقوة السلاح.. هل غزوا منطقة بقوة السلاح؟ لو كانوا يفكروا بقوة السلاح لاستولوا على المعسكرات في قلب صعده أو اقتحموا مبنى الأمن السياسي في قلب صعده الذي لا زال فيه حوثيين بداخله.. أي قوّة السلاح؟ هل سمعت أنت بأنهم استولوا على قرية أو منطقة بقوة السلاح؟ - مقاطعاً.. بين الحين والآخر تحدث مواجهات في بعض المناطق حجة الجوف مثلاً.. * فيه مواجهات.. المواجهات هذه لأن هناك من يخشى من مشروع تحرير الإنسان اليمني من عسف القوى التقليدية أو السلطة أوغيرها لأن هذا التغيير سيمس مصالحهم ولذا يواجهون الحوثيين، يعني أنا كلمني عارف شويط ابن الشيخ قايد من أهل السنة والذي دخل في واحده من أشرس المعارك مع الحوثيين لكنهم دخلوا في حرب واتفقوا قبل دخولهم صعده، وعند دخولهم صعده وهذا الكلام يكلمني به أمام الشيخ حسين في مدينة "جدة" بأنهم عندما دخلوا مدينة صعده بعد المواجهات لم يمسهم أي حوثي لأنهم على اتفاق مسبق، قال بل بالعكس وفّروا لنا الحماية الأمنية، وهو لا زال مختلفا معهم، ليس حوثياً. فالمشايخ الذين لم يمارسوا عسفاً شدداً على مواطنيهم، لا يعتبرا بأن الحوثي تهديدا، بالعكس.. يحرصون على أن الحوثي يقدم لمساعدتهم.. لكن هناك بعض المناطق ذات الطابع الزراعي التي سادت فيها الهيمنة التقليدية، يعني في المناطق التي فيها نمط الإقطاع، مثل الجعاشن، من الطبيعي أن يدخلوا في صراع مع الحوثي لكنه صراع مقاومة لتحرير الإنسان من قوى تقليدية تستعبد البسطاء، هناك دعاية ليست صحيحة، فالحوثيين لم يدخلوا بيت ليفتشوه أو انتهكوا حقوق الإنسان، يقوموا بعمل نقطة فقط للتفتيش لو أن هناك مهربين أو قتلة أو متغلب ومتجبر نهب حقوق الناس يطالبوه بالإنصاف ويختار القاضي الذي يريد لكي ينصف، إذن هذا مشروع وطني، تحرير الإنسان مشروع وطني وحلم أي مثقف وثائر فإذا تحرر الإنسان يعني أنه سيتحرك سينتج سيبدع ستزداد إمكانياته وقدراته. - هل تعتقد أن هناك مخاطر قد تؤدي إلى تأجيل أو تعطيل عملية الانتخابات في يوم 21 فبراير القادم؟ * الانتخابات لن تتعطل حتى لو اشتعلت حروب هنا أو هناك لن تتعطل.. الانتخابات أكرر كلامي هذا بأنها مثل الزفة، ولهذا كل القوى التي تراهن على إمكانية إفشال الانتخابات ستكون عاجزة لأن الانتخابات غير قابلة للتعطيل، هناك أطراف ترى أنه ليس من مصلحتها أن تجرى الانتخابات وكلما اقتربت تريد تفجير الوضع، هنا لا أتهم طرف بعينه لكن هناك أطراف تعتقد بأنه من حقها أن ترث النظام مش عبدربه منصور هادي وباسندوه، التخوف الأساسي هو عدم وجود نائب للمشير عبدربه منصور هادي،نعرف أن المشير في سن كبير ويقال بأنه يعاني من مشاكل صحية الله يمتعه بالصحة ويطول عمره، لكن ربما يحدث له شيء لا سمح الله، أو بعض الأطراف قد تفكر التخلص منه وهذه أطراف انتحارية تفكر بنفس منطق تنظيم القاعدة. فوجود نائب يعطيه نوع من الضمانة حتى لو غيبوه يوجد نائب، والمفروض أن يختار نائبا له بنفسه وهذا حق له، لأنه لو غاب بعد الانتخابات من هي الجهة التي ستسمي البديل المرشح؟ هذه حالة خطيرة، فلو غاب النائب قبل الانتخابات بإمكان المجتمع الدولي أن يطلب من علي عبد الله صالح أن يصدر قراراً بتسمية شخص آخر لأنه لازال رئيساً حتى 21 فبراير. ولأني كنت غائباً في الفترة الماضية لا أدري هل تم الحديث في هذا الأمر أم لا و من رفضه في حال طُرح؟ ربما هناك من يعتقد بأن تسمية نائب من الآن سيكون دافعاً للتخلص من المشير عبدربه منصور هادي لكني أفضل أن يقوم المشير بتسمية نائبه قبل الانتخابية لكي نضمن استمرار السلطة، بالنسبة لو غاب ،الله يطول عمرهم الاثنين، أي سياسي أو مفكر لا بد أن يضع الاحتمالات أمامه، يعني لو غاب رئيس الحكومة الأستاذ باسندوة سيكون الأمر طبيعي لأن الجهة التي اختارته ليست شخصاً ستنتهي صلاحياته كما علي عبدالله صالح وبالإمكان أن يتم اختيار رئيس للحكومة عن طريق المجلس الوطني كما تم مع الأستاذ باسندوة حتى لو تغير المجلس الوطني كأشخاص. - ما سميت بثورة المؤسسات، ما تأثيرها على العملية السياسية؟ * لا أعتقد أن من يقومون بهذه الثورات في المؤسسات مدفوعين من جهات سياسية موقعة على الاتفاق، ربما أن البعض بعد تأكده من رحيل النظام يريد أن يسجل موقفاً حيث يقول أنه كان مع الثورة لأنه بمجرد توقيع الرئيس على المبادرة سيحدث تغيير في الموازين لأن الكثير ممن اصطفوا مع النظام كانوا يعتقدون أن النظام سيستمر إما رغبا أو رهبا لكن بعد توقيعه يعني أنه انتهى وهذا ما قاله علي عبدالله صالح ولا نفتري عليه بان أي رئيس يأتي بفريقه وقالها في مقابلة تلفزيونية بإحدى القنوات.. هناك أسباب أخرى لمثل هذه الثورات في المؤسسات، مثلاً أخذ حقوق الموظفين والفساد فيها. هذه الانتفاضات الخطير فيها بأنها قد تؤدي إلى تفجير الوضع إذا تم إيهام الناس بأن المشرك ورائها.. المشترك ليس بحاجة لمثل هذه الانتفاضات، نحن التقينا في المجلس الوطني وكان موقفنا واضحا وقلنا إنه ليس من مصلحتنا قط التشجيع على هذه الانقلابات. لكن عمليا بعد 21 فبراير ستكون هناك تحولات لا شك فيه. - ما الذي يتوجب على النائب فعله في المرحلة القادمة؟ * ستأتي سلطة برئاسة النائب وهو صاحب ثقافة وعقلية راجحة من خلال سلوكه الذي أظهره إلى الآن وأنه ليس متسرعاً إلى حد أنه ينزلق ويظهر متهافتاً على السلطة وثقافته أساسا ثقافة ديمقراطية كما سمعت أنه ورئيس الحكومة درسوا وعاشوا في بريطانيا يعني أنهم أصحاب ثقافة ديمقراطية بينما نحن لدينا حلم ديمقراطي وليس ثقافة ديمقراطية، ومن خلال سلوك النائب عبدربه منصور واضح أنه يملك رؤية سياسية أفضل ممن راهنوا عليه أو ممن يحاولون الدفع به بأن يخطوا خطوات غير محسوبة. إضافة إلى أن الرؤية واضحة لدى المجتمع الدولي أنا أرفض الوصاية هنا لكن ما يمارس حتى الآن هو في منطقة تقاطع المصالح بيننا وبين الخارج، فلهم مصلحة في تحقيق الحد الأدنى للاستقرار في اليمن، ولا أعتقد أن دول الاقتصاد العالمي تسعى بأن تتأثر العملية الاقتصادية معنا، فإذا لم تنموا وتزداد عملية الاستهلاك فهذا سيؤثر على نموهم وهذا طبيعي. النائب للأسف وهذا أحد عيوب الاتفاقية لا يستطيع تنفيذ إلا ما يتعلق بالمبادرة، أما الصلاحيات الأخرى فقد أبقتها للرئيس علي عبدالله صالح، لكن عندما تكون السلطة كاملة في يد النائب مستقبلا عندما يكون رئيسا فأعتقد انه سيمارس السلطة بشكل رشيد وسيحدث توازن وأهم قضية هي بدء الحوار مع الحراك والحوثيين، بالنسبة للحراك فسوف تذهب كثير من المبررات والدوافع كون رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة من المحافظات الجنوبية. أعتقد أننا سنشهد بعد الانتخابات نوعا من الصراع الجنوبي الجنوبي خاصة بعد أن يقل بريق بعض القيادات التاريخية في الحراك على اثر انتخاب عبدربه منصور رئيساً. - هناك امتعاض في الشارع من عدم السماح لمرشحين مستقلين ومن أطراف لم توقع على المبادرة الخليجية بالترشح أمام عبدربه هادي، حيث يعتبر البعض ذلك استخفاف بالشعب اليمني، يا ترى لماذا لم يتم قبول طلبات الترشيح للأشخاص المستقلين؟ * هذا راجع على الجهات والأطراف التي وقعت الاتفاقية، كان فيه اقتراح مسبق بأنه لا مانع من عدم إجراء انتخابات وصرف مبالغ كبيرة على انتخابات نتيجتها محسومة، لكن هناك مخاوف بأنه لو تم فتح باب التنافس يمكن أن يحدث صراع وانقسام، لأن طرفي الحكم سيعتقد بأن الطرف الآخر يريد أن ينقلب على الاتفاق من خلال تقديم مرشح آخر، وهذا قد يؤدي لمشاكل لذلك تجنبوا ذلك. كان من الضروري في نظري أن يكون هناك منافسين لحثنا نحن على الذهاب والانتخاب. سبق وأن عرضت على الشباب في الساحات بأن يقدموا مرشحاً، حتى وإن كنتم ترفضون هذا الاتفاق بإمكانكم أن تعارضوه بشكل ايجابي وأن تقدموا مرشحا ينتصر لرؤيتكم. حتى لو لم يفز لكنها ستوجد نواه لمعارضة ضاغطة. - هناك من يعتقد بأنه ربما تقوم فئات مستقبلاً برفض المشير عبدربه منصور لأنه صعد للسلطة بطريقة توافقية وليس عن طريق عملية تنافسية حرة وهذا ما قد يحدث فوضى خلال السنتين القادمتين؟ * الفوضى التي ستحدث بعد 21 فبراير لن تكون مثل الفوضى التي نعيشها، ثم إن فترة السنتين قصيرة لن يكون هناك مجال لافتعال الفوضى. - بناء على زيارتك الأخيرة للمملكة العربية السعودية ومرافقتك للشيخ حسين الأحمر، هناك من يقول أن اسم حسن زيد قد أدرج في ما سمى باللجنة الخاصة وأنك تستلم مرتب من المملكة مثل بعض المشايخ والشخصيات اليمنية.. ما رأيك؟ * مش صحيح.. السعوديين يتعاملوا معي باعتباري حوثي.. باعتباري إيراني، هم يتعاملوا معي هكذا خاصة الأمنيين. بالنسبة للقائمة الخاصة فهي معروفة للناس مثل مصلحة شؤون القبائل، الذين يستلموا يعرفهم الناس. ثم أن الذي أعلمه بأن اللجنة الخاصة حالياً مجمده، يعني السعودية أوقفت كل الميزانيات. ونحن في الأصل لن نقبل ذلك لأني إنسان حر لو كانت المسألة نستلم كنا حافظنا على ما لدينا من حقوق ونترك السياسة. لكن هناك من يسقط عليك نفسياتهم، نحن نمارس العمل العام باعتباره أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وواجب ديني وفردي وعندما أدافع عن حرية إنسان يعني إني أدافع عن حرية كل يمني. - سؤال أخير.. هل ستنتخب عبدربه منصور هادي في 21 فبراير القادم؟ * نعم إن شاء الله.. وأدعو كل يمني يستشعر الخطر على وحدة اليمن حتى من يريدون فك الارتباط أدعوهم لأن يعززوا ثقة النائب لأنه سيمثل اليمن بأكملها، أدعوهم بأن يشاركوا في التصويت لكي يتمكنوا بأن يتحاوروا معه وهو في موقع قادر على اتخاذ قرار جريء وهو لن يتآمر عليهم أو يكون ضدهم. أيضا الحوثيين في الشمال أدعوهم أن يعززوا شعور عبدربه منصور هادي بأنه يمثل كل اليمن ولكي يؤكدوا بأنهم ليسوا مع مشروع دويلات وأنهم يناضلوا من أجل مشروع الدولة. عبدربه منصور هادي لم يشارك في القتال ولو شارك لعلمنا، لم يتورط في قضايا الصراع، لا أدري ما كان يحدث في الغرف المغلقة لكنه كان ينزه نفسه.. وليثبتوا ليس ضد شخص عبدربه منصور وإنما ضد إعادة إنتاج السلطة السابقة. المطلوب من الجميع أن يتعالوا على مواقفهم وأن ينطلقوا إلى الحوار الذي سيفضي إلى أن نتفق على مشروع الدولة التي نريدها جميعاً التي تضمن للناس جميعا حقوقهم.. فالمدخل لأن نصل إلى الحوار هو أن نلتف حول النائب عبدربه منصور هادي وهذه قناعتي الشخصية . |
السبت، 4 فبراير 2012
مقابلة قديمة عن موضوع جديد
نشوان نيوز السبت 03-10-2009 02:55 صباحا
في هذا الحوار المحبوك يحاول حسن زيد الأمين العام لحزب الحق إعادة ترتيب الصورة في ذهن الرئيس بشكل يحاول استعطافه فيه، أملاً في أن يتشكك الرئيس من جديد في حقيقة أزمة صعدة وتمرد الحوثي فيوقف الحرب التي تشنها السلطات على المتمردين.
يصل القارئ إلى هذا الاستنتاج من خلال السيناريو المدروس في هذا الحوار، والذي حاول حسن زيد من خلاله تصوير الأمر على أن الحوثي وأتباعه هم أصلاً أكبر مخلصين للرئيس،
وأن القصة برمتها هي سعي من علي محسن الأحمر (الوهابي) لضرب الرئيس علي عبدالله صالح بأخلص خلصائه الحوثيين خصوصاً والهاشميين بشكل عام.
من خلال تسلسل الحوار بشكل محكم يظهر جلياً أنه كان مكتوباً (لا مباشراً) تم إعداد أسئلته وأجوبته بعناية فائقة بغرض التأثير على موقف الرئيس علي عبدالله صالح والمملكة العربية السعودية..
واحتاج ذلك إلى جهد كبير حتى تنسجم التناقضات وتتآزر المعطيات مع تحايل بارع على الكثير من القرائن والحقائق، بل وعلي الكثير الكثير مما قاله حسن زيد في مقابلات سابقة، لعل آخرها مقابلته في صحف "إيلاف" و"حديث المدينة" و"الناس"، والأخيرة اتهمها حسن زيد في هذا الحوار أنها كانت ضمن مطبخ التحريض على الزيدية والهاشميين.
يقدم أمين عام حزب "الحق" تبريراً عاطفياً لشعار الصرخة، الذي يرفعه الحوثيون أو من يسمون أنفسهم بجماعة أنصار "الحق".
ويحاول زيد في هذا الحوار إظهار أن السعودية هي الأخرى مخدوعة بهذه الحرب.. مناقضاً ما قاله في كل مقابلاته السابقة التي يناقض بعضها بعضاً.. إذ اتهم في إحداهما "المملكة" بدعم الحوثيين لإنهاك النظام وإسقاطه.
يدعي حسن زيد أن حسين الحوثي كان يحب الرئيس، بل ويعتبره قدوته النضالية، ويستلهم منه الصمود ضد قوى الاستكبار العالمي.!، وأنه إلى ما قبل الحرب لم يكن يعتبر نفسه على خلاف مع السلطة أو مع الرئيس.. هكذا قال حسن زيد عن حسين الحوثي.، بينما تقول التسجيلات المصورة والمسموعة للأخير، أنه كان يعتبر صالح عنواناً للعمالة، وأن دعوة الخميني ستصيبه ولاشك، بسبب دعمه لصدام في حرب الخليج الأولى. تماماً كما أصابت دعوة الخميني زعماء الكويت والأردن والعراق.
على من يكذب حسن زيد، ومن يغالط.. قد يحدث أحدنا نفسه بهذا السؤال، غير أن الفيلم الكربلائي المظلوماتي الجميل الذي يسرده رئيس المشترك في هذا الحوار يستحق المشاهدة. لكي يعرف القارئ الكريم إلى أي حد وصلت براعة التضليل.
لكأن زيد.. سطا من خلال هذا الحوار على منصب محمد عبدالسلام الناطق باسم "أنصار الحق"..
والحق يقال أن الرئيس علي عبدالله صالح، لم يخض الحرب لأسباب سلالية أو مذهبية، بل لدواع أمنية صرفة وهي نفسها لا تزال قائمة إلى اليوم. والعجيب أن زيد يحاول إثبات هذه الجزائية ونفيها في الحوار ذاته، تماماً كما يفعل مع جزئيات أخرى ببراعة البهلوان.
ما أروع إبداع هؤلاء الناس، وما أوشك وصولهم إلى الحكم لو كانوا على منهج صحيح.. نترك للقراء استخلاص ما يرونه حرياً بالملاحظة والتفنيد بعيداً عن رأينا الوارد في هذا المقدمة.
نشوان نيوز
إلى نص الحوار من جريدة "إيلاف" الإلكترونية :
علي عبدالجليل - صنعاء
قال زعيم المعارضة اليمنية حسن زيد أن الحرب في صعدة نشبت حين بدأت السلطة بإهانة الزيدية والهاشميين، وطردهم من الوظائف، والاستيلاء على مساجدهم. وإعتبر الرئيس الدوري الحالي لأحزاب اللقاء المشترك، الذي يضم ستة أحزاب يمنية معارضة، أن ما يجري هو حرب "بالوكالة لحساب دول أخرى، والضحية كان أبناء صعدة وأمن المواطن وحريته وكرامته ( خصوصًا) الهاشمي الزيدي، الذي عومل كوافد وعميل، ليس له حق في الحياة والحرية".
وقال إنّ حسين الحوثي "لم يكن يتصور أنه على خلاف مع الرئيس" وأنه "كان قريبًا من الرئيس خصوصًا في الفترة التي سبقت وعقبت استقالتهم من حزب الحق". وأشار إلى إحدى مشاكل حسين الحوثي والمتمثلة في بعض الآراء التي "لم يقبل بها العديد من الزيدية والمتعلقة بتقييمه النقدي لبعض مفردات التراث الزيدي المدون في كتب أصول الفقه والدين وفي الإفراط في اعتبار التراث هو الدين والانصراف عن القرآن الكريم".
هنا نص الحوار:
*بما أنك كنت أحد الوسطاء السابقين بين الحكومة اليمنية والحوثيين، هل يمكن أن نعرف أسباب عدم نجاح الوساطات والمساعي السابقة الهادفة إلى إيقاف الحرب؟
- أهم الأسباب في نظري تتمثل في غياب الإرادة الجادة لحلها، فبمجرد توقف الحرب يتم تجاهل المشكلة ونسيانها والانصراف للاهتمام بقضايا أخرى، فللمشكلة أبعاد كثيرة اقتصادية واجتماعية وسياسية، وتحتاج إلى إرادة لا تقل عن الإرادة التي يتم بها إدارة الحرب.
خذ على سبيل المثال عقب الحرب الأولى وعلى الرغم من الآثار الكارثية العميقة التي خلفتها نتيجة لإعدام السيد حسين الحوثي، وعلى الرغم من القسوة المفرطة في التعامل مع أبناء منطقة مران والشروط التي فرضت على السيد العلامة بدر الدين الحوثي وأخيه عبد الكريم بدر الدين وآل الحوثي بوصولهم إلى صنعاء والعيش فيها، إلا أن السلطة تجاهلت أبسط حقوقهم كمواطنين بل كبشر. فلم توفر لهم السكن أو المال للعيش الكريم، ولم تؤمنهم بل ضلوا تحت التهديد بالتصفية الجسدية بزعم وجود ثأر ضدهم من بعض القبائل الذين قاتلوا مع السلطة في مران، ولم تنفذ السلطة ما التزمت به في مقابل وصولهم إلى صنعاء من إطلاق المعتقلين، وسلّمت المحافظة لقيادة عسكرية تتبنى مذهبًا تكفيريًا له طابع عنصري استهدف المذهب الزيدي بالتصفية وعمد إلى إهانة الزيدية والهاشميين، وشرّد شباب الزيدية وطردهم من الوظائف. وتوسعت السلطة في حربها لتشمل كل الزيدية حتى طالت المساجد بصنعاء وذمار، بل وحتى محافظة إب، مع أن المشكلة كانت مع حركة الشعار وسببها المعلن عدم مثول حسين بدر الدين أمام رئيس الجمهورية عندما طلبه، إلاّ أن الحرب استمرت وتحولت إلى حرب على الزيدية والتشيع والهاشميين، وتبنى بعض النافذين (ثورة ثقافية) طالت حتى كتب المواريث ذات الطابع الرياضي، ولم تتوقف، واستغلت مقابلة صحفية للسيد بدر الحوثي في جريدة محلية وهكذا أشعلت الحرب الثانية والثالثة، ولم تتوقف الحرب، ودخلت أطراف أخرى لتستثمرها، ولم تعد حربًا بين حركة الشباب والسلطة بل حربًا بين أجنحة في السلطة ضد بعضها، وحربًا بالوكالة لحساب دول أخرى، والضحية كان أبناء صعدة وأمن المواطن .
وكانت الحرب تشتعل متى ما أرادت أجنحة السلطة أن تشتعل، وتتوقف بقرار سياسي من صنعاء، ولأنها كانت كذلك تركت المشكلة دون حل مما وسع الجرح، وظل المعتقلين في السجون، وفي الأقبية يخضعون للتعذيب، أو هكذا يشاع، كما ذهبت السلطة إلى حرمان الزيدي من الحق السياسي، فحل حزب الحق، ونهب مقر إتحاد القوى الشعبية، ونهبت صحيفته، ومنع الهاشمي من التعبير عن نفسه. باختصار لم تتوفر الإرادة لحل المشكلة، بل أريد لها أن تستمر ظنًا من السلطة أنها ستظل تحت السيطرة، وتظل تستخدم بين حين وآخر ميدانا لتصفية الحسابات بين أجنحة السلطة وميدان تدريب وابتزاز للجيران.
*ما جذور المشكلة برأيك في الصراع بين السلطة اليمنية والحوثيين؟
- بدأت بتشكيل الشباب المؤمن لسلسة من المراكز العلمية التي انطلقت لأول مرة من ضحيان وأطلق عليها اسم ( منتدى الشباب المؤمن ) والتي أسسها مجموعة من الشباب الزيدي في بداية التسعينيات بغية انتشال الشباب من الجهل والتخلف، وبمنهج علمي وتربوي مختصر. كان من أبرز المؤسسين الأستاذ محمد بن بدر الدين الحوثي، والأستاذ محمد يحيى سالم عزان، والأستاذ عبد الكريم جدبان وعبد الله حسين المؤيد ومحسن صالح الحمزي وصالح احمد هبره وعلي احمد الرازحي والدكتور عبد الرحيم الحمران، وغيرهم ، وكانت مرجعيتهم الدينية للسيد العلامة الحجة بدر الدين بن أمير الدين الحوثي.
وكان الأخوان محمد يحيى عزان وعبد الكريم احمد جدبان، أكثر الشباب نشاطًا في العلاقات الخارجية، ترددا أكثر من مرة في زيارة للجمهورية الإسلامية (الإيرانية). كما أنهما، فيما أعلم، الوحيدان اللذان سافرا إلى لبنان في الثمانينيات، للدراسة بحوزة السيد محمد حسين فضل الله، الذي نصحهما بالتمسك بانتمائهما للمذهب الزيدي، وقد كانا ككل اليمنيين الأسوياء منبهرين بالثورة الإسلامية العظيمة، وبشخصية الإمام الراحل آية الله الخميني فعبر الأستاذ عبد الكريم جدبان عن انبهاره بقصيدة أمتدح فيها الإمام الخميني، وبسبب ذلك أعتقل في الأمن الوطني قبل الوحدة ومكث أشهرًا عدة، كما تعرض للاعتقال في الأردن (لنفس السبب وبناء على الملف اليمني)، عقب عودته من العراق، وكانا منبهرين بالتجربة الإسلامية في إيران وحزب الله، منفتحين فقهيًا على كل المذاهب الإسلامية وبالذات فكر السيد محمد حسين فضل الله، وكثيرًا ما كانا يستعينان ببعض من محاضراته يعرضانها كمادة ثقافية في أمسيات المنتدى، إضافة إلى قيامهما بالرد على جماعات التطرف السني بأبحاث وكتيبات اعتمدت على الفقه المقارن، فُحسب الشباب(المؤمن) جراء ذلك على الإثني عشرية خصوصًا في المملكة العربية السعودية ، وكانت المملكة كثيرًا ماتشكو من نشاط الشباب المؤمن لأصدقائها من وجهاء صعدة، وتتهمهم بالتحريض ضدها، وذلك بغياب الشخصيات المحترمة من عقال المحافظة الذين كانوا يستطيعون الوصول إلى الأمير سلطان ليوضحوا له أكاذيب المصادر التي يعتمدون عليها. وجرى بعدها اعتقال من تم الوصول إليهم، كالأستاذ محسن صالح الحمزي، وتم تحريض بعض المشايخ والعلماء المقرّبين على الشباب فبدأت انشقاقات داخل التيار الزيدي، وحزب الحق، تحت عنوان خروج الشباب المؤمن على المذهب الزيدي، والمقصود هنا عزان وجدبان وعلي احمد الرازحي واحمد صالح هبره ومحسن الحمزي، الذين اتهموا بالتسنن (الاتجاه نحو السنة) والميل عن نظرية الإمامة عند الزيدية، والخروج على مرجعية الزيدية الأكبر العلامة مجد الدين المؤيدي، والترويج لفكر الشيخ احمد بن عبد الحليم بن تيمية ومدرسة أهل الحديث الأصولية كما عبر عنها العلامة الحسن بن أحمد الجلال والشيخ صالح ألمقبلي إلا أن العلامة بدر الدين دعمهما واعتمد مقرراتهم الدراسية رغم كل ما قيل عنها من ميل إلى التسنن، لاتفاقه معهما في المنحى التوحيدي حتى انه اعتمد كتاب سيد قطب في التفسير لتدرسيه.
*ماذا عن حسين الحوثي الذي عُد المؤسس الرئيس للجماعة؟
- لم يكن المرحوم حسين الحوثي من الهيئة الإدارية أو المدرسين في منتدى الشباب المؤمن، لأنه كان منشغلًا بالبرلمان، حتى العام1997م وبعدها سافر للدراسة العلياء في جمهورية السودان وحصل على الماجستير وسجّل للدكتوراه ولكن منحته قطعت، فعاد إلى اليمن.
وقد تزامن ذلك مع أحداث 11سبتمبرعام2001 فغزو أفغانستان ثم العراق وكان مسموعا مؤثرا لدى إخوانه فبدأ سلسلة محاضرات جذب فيها بعض شباب المنتدى مما أدى إلى الانقسام بين متمسك بمنهج المنتدى في التثقيف المعرفي وفق منهج معد سلفًا ومقر من العلامة بدرالدين الحوثي وبين منهج حسين التعبوي الجهادي المستلهم من نصوص القرآن مباشرة وفكر قدماء أئمة أهل البيت (الزيدية) كالإمام القاسم بن إبراهيم المعروف بالرسي وحفيده الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن الإمام القاسم ومتأثرا بالنجاح المبهر للثورة الإسلامية في إيران ونموذج حزب الله من ناحية وبحركة الإخوان المسلمين والحركة السلفية كما تجسدت في نموذج التجمع اليمن للإصلاح في اليمن والجبهة القومية الإسلامية في السودان وحركة طالبان في أفغانستان،مستندًا إلى الظروف التي تمثلت في الغزو الأميركي لأفغانستان والعراق، والقمع الصهيوني المستمر للشعب الفلسطيني والاعتداءات المتكررة على لبنان، وما ترتب على ذلك من حالة الشعور بالحقد والخوف من تكرار ماحدث في العراق باليمن والجزيرة العربية بدعوى محاربة الإرهاب، وكانت دروسه تسجل وأفرغت في ملازم، ووزعت على نطاق محدود. وكانت المحاضرات كلها تدور حول عنوان ( الثقافة القرآنية ) تتحدث عن المسؤولية الدينية، إزاء المخاطر المحيطة بالأمة وأكثرها حضورًا آنذاك الخطر الأميركي، وعن ضرورة العمل من أجل الإسلام والتحصين من خطر أميركا وإسرائيل خصوصا بعد أن تردد أن من أهم أسباب إقدام أميركا على غزو العراق اعتقاد الإدارة الأميركية بترحيب الشعب العراقي بالغزو نتيجة للصراعات التي خاضها نظام صدام مع الشيعة في الجنوب والأكراد في الشمال، فأراد حسين إيصال رسالة مفادها أن الشعب اليمني يرفض أي غزو أميركي لليمن،وفكرة الغزو الأميركي لليمن كانت متوقعة من الكثيرين لنشاط القاعدة فيها ولأنها كانت ممرا ومركزا لتدريب للمجاهدين العرب أبان الغزو السوفيتي لأفغانستان، وعامل آخر لم يدركه الكثيرون وهو أن اختلاط المسلمين واليهود اليمنيين في صعدة بالذات كان قويا وكان اليهود يرددون أنهم سيحكمون اليمن بالقوة المسلحة وأن المسيح سيخرج من باب نجران بصعدة، ولم يكن المسلمون يهتمون لمثل هذه النبوات لاستحالتها عقلا، لكن الغزو الأميركي للعراق وأفغانستان ونشاط السفير الأميركي الأسبق في صعدة، والذي أشيع أنه يتركز في شراء الأسلحة كخطوة لتجريد أبناء صعدة من السلاح، عزز مخاوف أبناء صعدة من إمكانية حدوث ذلك، ولهذا جاءت فكرة ترديد الشعار الموت لأميركا الموت لإسرائيل لتعبئة المجتمع ضد الغزو المحتمل، لعل أميركا ترتدع عن فكرة غزو اليمن.
واجه حسين العديد من المشاكل، بسبب الشعار وما تضمنته الملازم من أراء نقدية للتراث الزيدي، والمشكلة الأولى التي ووجه بها حسين والمتأثرون به هي أن الكثير من الناس لم يتقبلوا رفع الشعار عقب الجمعة في الجوامع وبالذات مع اتجاه الدولة المعادي له منذ البداية، فقد تم اعتقال العديد ممن كانوا يرددون الشعار حتى وصل العدد الى 800 معتقل قبل الحرب الأولى عام 2004وهم من رافعي الشعار في الجامع الكبير بصنعاء فقط، منهم من بقي أسير السجون لسنوات وبعضهم يقال انه لا يزال، ومنهم من أفرج عنه بعد فترة طويلة، ومنهم من لاقى أشد أنواع التعذيب، وقد كانوا في الغالب يرفضون الالتزام بعدم ترديد الشعار في مقابل الخروج من المعتقل ويطلبون أمرًا من(سيدي حسين)، وترديد كلمة (سيدي حسين) والصلابة التي أظهرها المعتقلون على غير عادة المعتقلين في الأمن السياسي أقلقت السلطة.
*قيل أن الجماعة رددت هذا الشعار أثناء لقاء بالرئيس، فيما يرى بعضهم أنهم كانوا قريبين من الرئيس أثناء مرحلة التأسيس؟
- أُستقبل الرئيس بترديد الشعار وهو في طريقه للحج عندما توقف في مسجد الإمام الهادي لصلاة الجمعة وأراد أن يلقي كلمة، إلا أن ترديد الشعار حال بينه وبين ذلك، فبدأ كما تردد في طلب حسين للمثول أمامه في صنعاء كعادته في التعامل مع أي ظاهرة جديدة ليعرف نواياه. ولكن حسين كان قد انقطع عن العاصمة وتوجس خيفة من احتمال قيام الولايات المتحدة باغتياله، لم يكن يتصور أنه على خلاف مع الرئيس بل أعتقد أنه والرئيس في خط واحد وهو خط الممانعة الرافض للهيمنة الأميركية، وأنه يخدم التوجه العام الذي يحصن اليمن من أي غزو محتمل، ولذلك كان يؤكد على أنه مع الرئيس وأنه أخلص له من بعض من حوله، وقد جاء هذا المعنى صريحا في رسالته التي حملها السيد غالب المؤيد والشيخ صالح الوجمان وأخيه يحيى بدر الدين الحوثي، بل أنه أكد أنه يقدره تقديرًا كبيرًا، وحسين الحوثي لمن يعرفه لا يكذب فقد كان قريبًا من الرئيس خصوصًا في الفترة التي سبقت وعقبت استقالتهم من حزب الحق ، فقد كان رهانه على الرئيس باعتباره مناضلا عروبيًا وطنيًا استثنائيًا، حتى أن الأخ عبد الكريم الحوثي فسر اندفاعهم بتعبئة الناس ضد الهيمنة الأميركية والإسرائيلية أنها تصديقًا وتأثرًا بمواقف الرئيس وتصريحاته ألرافضة للاحتلال الأميركي للعراق والهيمنة والعربدة الإسرائيلية حتى لقب حينه من قبل تيار المقاومة بفارس العرب خصوصا بعد مطالبته بفتح حدود مصر أو دول المواجهة للمتطوعين والجيوش العربية وخلقت هذه التصريحات أزمة مع النظام في جمهورية مصر العربية، ولم يكن لحسين أو أتباعه بل والتيار الزيدي عمومًا أي مشكلة مع الرئيس بل بالعكس، فقد اقتربوا منه كثيرًا وشعروا بأنه سندا لهم لدعمه لحقهم في تدريس المذهب الزيدي، وحماهم مما كانوا يتعرضون له من قبل الأجهزة الأمنية قبل الوحدة، وبعد1994م وأعاد السيد بدر الدين من إيران، وضمن أمنه الشخصي وحريته، وكان للمرحوم العلامة عبدالله الصعدي والمرحوم اللواء مجاهد أبو شوارب والمرحوم يحيى المتوكل والدكتور عبد الكريم الارياني وللواء يحيى الراعي، واللواء عبد الملك السياني وغيرهم الدور الأكبر في التقريب بين الزيدية عمومًا ومنهم حسين ووالده والشباب المؤمن والرئيس علي عبدالله صالح، وحمل اللواء علي محسن الأحمر وحلفائه مسئولية كلما واجهته الزيدية من قمع، وحجر وتضييق، وأعتقد أن استقالتهم من حزب الحق كانت خطوة من خطوات التقارب مع السلطة لأن أولوية الأخوة في صعدة لم تكن للنشاط السياسي الحزبي بل الدعوي الفكري، والسلطة فيما يبدوا كانت عازمة على تفكيك حزب الحق كي يصبح التيار الزيدي مناصرًا لها في مواجهة التجمع اليمني للإصلاح الذي توحد في نظر الكثيرين بما كان يطلق عليهم الوهابيين لأنهم منهجيًا تبنوا المعاهد العلمية وكانت مناهجها ضد المذهبية، واعتمدت على كتب ومنهج أهل الحديث وفكر ابن تيمية وابن القيم وابن كثير ومحمد عبد الوهاب، بوعي أو بدونه.
* كانت هناك بعض الآراء التي كشفت عن منحى متطرف في منهج حسين الحوثي الفكري أو الدعوي؟
- وجدت مشكلة تمثلت في بعض الآراء التي أفصح عنها حسين في محاضراته والتي لم يقبل بها العديد من الزيدية والمتعلقة بتقييمه النقدي لبعض مفردات التراث الزيدي المدون في كتب أصول الفقه والدين وفي الإفراط في اعتبار التراث هو الدين والانصراف عن القرآن الكريم، وعلى الرغم من أن تلك القضايا لم تكن المحور الرئيس لمحاضرات حسين إلا أن الأنظار كانت غالبًا تتوجه إليها ، بسبب الطابع النقدي لأغلبية العلماء خاصة عندما يتعلق الموضوع بقضايا فكرية ، وبأسباب أخرى ربما كانت الدولة المحرك الرئيس لها .
هذه المشكلة دفعت بعض العلماء إلى استنكار تلك الأفكار التي كان يطرحها السيد حسين خاصة المتعلقة بأصول الفقه وأصول الدين، فأصدروا بيان استنكار لتلك الأفكار بعد تحرك من بعض أجهزة الدولة، بالاستعانة بالسذخ من العلماء الذين باتت المداراة سمتهم وسمتهم ويعيشون على فضلات موائد السلطة من خلال علاقتهم بمن أطلق أتباع حسين فيما بعد عليهم بزيدية اللجنة الدائمة (في الحزب الحاكم)، كالأخوة أصحاب المعالي الوزراء(أحمد الكحلاني وأحمد عقبات وحمود عباد وإسماعيل الوزير ويحيى الشامي) وغيرهم من شباب الزيدية المتحمس للمؤتمر الشعبي والمؤمن بمنهجه السياسي والمراهن على الرئيس علي عبدالله صالح) وقد وعدوا بأن البيان سيكون المخرج الوحيد من ضربة عسكرية محتملة على حسين الحوثي وعلى الزيدية، لكن استغل هذا البيان أسوأ استغلال.
*هل يمكن أن تعود بنا إلى بداية الحرب الأولى، ومجرياتها؟
- كانت البداية في حملة مكونة من18طقما نزلت على مجاهد حيدر لإيصاله إلى صنعاء فاكتفي بالتزامه بالحضور عقب مغادرة الحملة فوجهت الحملة لمران لقربها من الجوف ووصلت يوم17يونيو2004 وتزامن مع وصولها مران انتشار عسكري في ضحيان والطلح، وتدخل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر من الرياض وتحرك الكثيرون ممن استشعروا خطر تفجر الوضع وتواصلوا مع الرئيس لطلب مهلة تتاح فيها الفرصة لوصول حسين الحوثي إلى صنعاء، ومنح الرئيس الشيخ24ساعة. لكن مجموعة مسلحة قامت باستهداف نقطة أمنية في مدخل مدينة صعدة وقتلت3 من أفرادها فأشعلت الحرب، مع أنه أتضح فيما بعد أن الفاعلين من مهربي المخدرات.
كانت الحملة تحت قيادة اللواء علي محسن الأحمر، المحسوب عند أهل صعدة على التيار السلفي، وكانوا يحتمون منه بالرئيس الذي أقام معهم علاقة مباشرة بقصد التوازن الذي يجيده ويعتمد عليه، وكان محافظ المحافظة يحيى العمري من أسوأ من تولى إدارة محافظة على الإطلاق، فقد أستفز أبناء المحافظة عمومًا والزيدية بوجه خاص حتى أنه عمد إلى تلطيخ اللوحات التي تحمل كلمة إمام المقترنة بالحسين أو الإمام علي أو الإمام الهادي، وكان يستفز ويسخر من الهاشميين ويستهدفهم وظيفيًا حتى أنه قطع رواتب المعلمات الهاشميات وقال لهن كما تواتر عنه اذهبن إلى جدكن محمد يعطيكن الرواتب، المهم اشتعلت الحرب في18يونيو2004 وصاحبتها حملة إعلامية مهولة صوّرتها وكأنها حرب وجوديه للنظام الجمهوري وللسنة و للزيدية وللسلم الدولي ولاستقلال اليمن وللمقدسات الدينية الإسلامية الزيدية والسنية، لأن حسين (أتهم بكل التهم التي وجهت للخوارج على النظم الإسلامية المختلفة فهو مدعي للنبوة والمهدية والإمامة وهي شيعي إمامي رفع إعلام حزب الله في مران بدلا عن إعلام اليمن ويمثل خطرا على امن اليمن والمملكة، وهو بترديد أتباعه الشعار يفرض على الولايات المتحدة احتلال اليمن إن لم يخرس، وهو يريد عودة بيت حميد الدين) أحصاها أحد المهتمين حينها ب25تهمة متناقضة غالبًا فيما بينها.
والحملة الإعلامية كشفت عما هو ابعد من مجرد استهداف حسين بدر الدين الحوثي لأنه ابتدع ترديد الشعار، فقد ذهب بعضهم إلى استثمار الحدث ليستهدف الوجود الزيدي فحول الحرب ضد الزيدية والهاشميين حتى وصل الأمر إلى اقتحام منزل وزير العدل المقرب من الرئيس القاضي احمد عقبات، وشهّر بأمين العاصمة أحمد الكحلاني ، وهونسب الرئيس، والد أحدى زوجاته، و عضو مجلس النواب عن المؤتمر الشعبي، ونشر في صحيفة مقربة من الأسرة الحاكمة(الشموع) أنه أعتقل في المطار للاشتباه به بتهمة الحوثية لمجرد أنه هاشمي رغم ولائه المطلق للرئيس وقربه منه آنذاك، وأتهم بتوظيف الهاشميين في الأمانة ونشرت قوائم بأسماء الهاشميين، حتى من ماتوا أو وظفوا قبل أن يعين الكحلاني في أمانة العاصمة، وكان هدف الحملة هو التحريض ضد الهاشميين وإظهارهم كخطر على اليمن واليمنيين وخلق اصطفاف شعبي ضدهم على أساس سلالي، فظهرت أو عادت مفردات (الوافدون الضيوف من لم يرعوا حقوق الضيافة المطرودون من بلدهم الأصلي، الفرس الصفويون) مقترنة بالحديث عن الهاشميين في مجموعهم، ولم تستثن أحدًا، الأحياء والأموات، بدءًا من الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين وانتهاء بالمعاصرين من الرموز المحترمة كالعلامة السيد محمد بن محمد المنصور والعلامة الزاهد حمود عباس المؤيد، كما فعلت جريدة الدستور، مرورا بالمرحوم يحيى محمد المتوكل، ولم يسلم منها حتى (أدوات) النظام كحمود عباد وزير الأوقاف والإرشاد رغم ابتذاله في التقرب لعلي محسن أو ما كان يعرف جناح علي محسن، وتعرض الهاشميين الزيدية ومن اظهر أي تعاطف مع مظلوميتهم للاعتقال، فأعتقل تلاميذ العلامة مجد الدين المؤيدي، ومنعت كل كتب الزيدية.
وقد ساعد طول أمد الحرب التي لم يكن متوقعًا لها إلا أيام (24) ساعة كما وعد الرئيس من قبل من دفعوه للمعركة، ساعد إلى دخول عناصر قوى عديدة أرادت استثمار الحرب. وتحولت المعركة إلى حرب بين قوى متحالفة أرادت تصفية حسابات ضد بعضها إما بهدف إضعافها أو تعزيز مواقع على حساب الهاشميين والزيدية من جهة الذين كانوا على الأقل من بعد حرب1994م في مجموعهم حلفاء للرئيس علي عبدالله صالح في مواجهة جناح علي محسن وحلفائه من المشايخ والسلفيين، وكانوا قاعدته الانتخابية المنظمة كما كانوا كموظفين في الجهاز الإداري والقضائي و ألأمني والعسكري المخلصين للرئيس وللنظام خوفًا من مجيء السلفيين ودفعًا لتهمة عدم الولاء التي كانت سيفًا مصلتًا على رقابهم،
بل إنّ الحرب على حسين ومران، مع أن القرار هو قرار الرئيس علي عبدالله صالح، كانت موجهة ضد قاعدة الرئيس الانتخابية ومن حرض الرئيس للحرب أراد أضعاف العلاقة بين الرئيس والهاشميين، و الزيدية ليحل محلهم في الوظيفة العامة وكي تخلو الساحة من أي مقاومة فكرية لانتشاره، وقد أشتهر أن بعض رموز السلفيين شاركوا في إدارة العمليات العسكرية، وسعوا بكل ما أتوا من قوة إلى عزل الهاشميين و الزيدية بجر حلفائهم من القوى السياسية إلى تبني نفس الموقف من الهاشميين. ومع أن الهدف إيصال حسين إلى صنعاء قهرا إلا أنها تحولت إلى قتل حسين والسيطرة العسكرية السلفية على منطقة حدودية مهمة وكانت الدولة تظن أن الحملة ستنتهي سريعًا ، ولكنها فوجئت كما فوجئنا جميعًا باستماتة منقطعة النظير.
وأصدر العلماء بياناتهم ورسائلهم يحرّمون فيها سفك الدماء ، ويوجبون إيقاف الحرب ، ولكن القادة العسكريين استمروا ،في الحرب وواصل القادة القصف والضرب والقتل تزامن هذا مع الاعتقالات التي طالت كل زيدي نشط ومنعت الكتب الزيدية بما فيها شرح الأزهار الذي كان مرجعا للقضاة وطال الاستهداف شباب صنعاء الذين نظمهم المؤتمر ممثلا بمطهر تقي وعبد الرحمن الاكوع وأمانة العاصمة.
وحوكم يحيى الديلمي ومحمد مفتاح بجريمة تنظيم اعتصام ضد الحرب والعمل على نشر والترويج للمذهب الزيدي واعتقل القاضي لقمان وحوكم بتهم منها إنكاره لحديث أن النبي بال واقفا ومشاركته أبناء حراز في إحياء الاحتفال بالغدير الذي لم ينقطع الاحتفال به منذ مئات السنين .
ولهذا استمرت80 يوما وقد حاولت بعض القيادات العسكرية أن تشمل ضحيان والطلح ونشور، إلا أن الرئيس جنب ضحيان وحصرها في مران، كما حصر المشكلة في البداية مع(حسين فقط) ولذلك تعامل مع العلامة بدرالدين كوسيط ومرجع مثله مثل العلامة السيد محمد بن محمد المنصور والسيد العلامة أحمد محمد الشامي (كان وزيرا للأوقاف وأمينا عاما لحزب الحق) والعلامة السيد أحمد عقبات وزير العدل، وحرص،رغم الخطاب التعبوي العنصري الذي تبناه بعضهم، على أن يجنب البلد الانزلاق في الصراع المذهبي العرقي، وكانت علاقته بالهاشميين حتى ذلك الحين إيجابية كما عبر عن ذلك في لقائه بالعلماء عقب بدء الحرب بأنه نسب وصهر (كان متزوجًا بابنة السيد أحمد محمد الكحلاني، أمين العاصمة وشقيق مدير المؤسسة الاقتصادية وهما بالإضافة إلى الكثير من الرموز الزيدية الهاشمية كالعميد يحيى محمد الشامي المحافظ والقائد العسكري، واللواء علي محمد صلاح بندق عدال الرئيس كما يوصف ورجل المهمات الخاصة بحل المشاكل القبلية مع أي وحدة عسكرية، واللواء محمد القاسمي، رئيس الأركان آنذاك وهو من أقرب المقربين من الرئيس ونجله أحمد، والعلامة أحمد عبد الرزاق الرقيحي واللواء عبد الملك السياني وزير الدفاع السابق والمثقف الزيدي، وأحد أهم قنوات الاتصال بين الرئيس والعلماء، وإسماعيل بن أحمد الوزير أهم المستشارين القانونيين، إضافة إلى الكثيرين ممن كان ولاؤهم، ولا يزال بعد الله، للرئيس علي عبدالله صالح لأنهم كانوا يروا فيه الضمان لعدم طغيان المد العنصري المذهبي ضد المذهب والهاشميين.
وقد استجاب هؤلاء وحاولوا حصر القضية في مران والمشكلة مع حسين، وتبنوا التضحية به وتركه لمصيره، كي لا يتيحوا للجناح الآخر للسلطة الفرصة ليحقق كل أهدافه، لكن الجناح الذي سعى للحرب والوقيعة بين الزيدية والرئيس، وعمل حاجز من الفولاذ عمد بالدم والمعتقلات والمحاكمات والملاحقات، تمكن من خلال تطويل أمد الحرب إلى تسميك وتمتين جدار القطيعة، مستعينًا بالفبركات الإعلامية واختلاق الأخبار، وصناعة الرأي العام أو لنقل تزويره ونقله للدوائر المحيطة بالرئيس، والرئيس شخصيًا، ساعدهم على ذلك مواقف وردود فعل بعض شباب الهاشميين في المعارضة، إما في شكل كتابات أو تصريحات، نقلت بعد تحريفها، والأهم الحاجز النفسي الذي بني على الثقافة المجتمعية القبلية والمذهبية التي تعاملت مع الهاشميين والزيدية في موقفهم مما يحدث كموقف القبيلة أو المذهب المتعصب ألإقصائي، أي حدث نوع من الإسقاط على الهاشمي والزيدي، وتحسس منه نتيجة للإساءة إليه (من أساء أستوحش).
*أنت هنا تعمم بشكل كلّي؟
- التباين كان واضحًا بين موقف الرئيس وموقف اللواء علي محسن والأجهزة التي تلتقي معه بما في ذلك والسلفيين وآلته الإعلامية والتنظيمية كانت أشد ضراوة في اختلاق التهم، وتلفيق الإشاعات وإنتاج الكتب والأدبيات الدعائية ضد الشيعة وخطرهم وربط حسين الحوثي والزيدية بإيران وحزب الله، وأنتجت صورا جمعت بين حسين بدر الدين الحوثي والسيد حسن نصر الله وعرضت على الرئيس، لإثارة مخاوفه من المد الجعفري المستند على انتصارات حزب الله والمكانة العظيمة التي أحتلها رمز المقاومة الإسلامية السيد نصر الله في نفوس اليمنيين وعبروا عنها برفع صوره في المحلات وعلى السيارات والمركبات في مختلف المناطق اليمنية بما فيها الشافعية.
واختلقت ماكينة خصوم الزيدية والهاشميين في الجيش والأمن والمؤسسات التعليمية والإعلامية أكاذيب عن التحصينات التي بناها الإيرانيون وعن المقاتلين اللبنانيين(حزب الله) الذي يقاتلون مع الحوثي وعن الدركترات والدكاكات ومعدات الهندسية الميكانيكية التي حصل عليها الحوثي و بها يبني تحصيانته، وعن الأسلحة المتطورة التي يملكها الحوثي،مع أنه كما ثبت لم يستخدم إلا البندقية الآلي والفردي، وعن رفع أعلام حزب الله بدلًا عن العلم الرسمي لليمن، ونقبت كتب الملاحم والفتن لتتحدث عن( راية اليماني الزيدية التي يقودها حسين من قرعة بخولان عامر)
وألفت الكتب والمقالات للزبيري والشوكاني والبتول، والتحقيقات التي كتبها سعيد ثابت سعيد وأمثالهم والعشرات من المبتدئين أو الأسماء المستعارة، تنظر للحرب كضرورة دينية وطنية شوفينية على أساس سلالي تعتبر الهاشمي وافد غريب رافضي صفوي ما لم يكن مجاهرًا بعدائه للزيدية ويقبل بالدونية السياسة والدينية بأن يكون عبدا طائعًا للتنظيم أو سلفيًا متعصبًا ضد التشيع والشيعة ورموزهم، وتخصصت إصدارات صحفية كالشموع وأخبار اليوم والناس في التحريض على الحرب حتى آخر جندي وآخر زيدي، ورغم أن تمويلها من دار الرئاسة والفرقة والمؤسسات الحكومية المحسوبة على المؤتمر، إلا أن كتاب الشموع وأخبار اليوم كلهم ينتمون للحركة السلفية ويتحركون ضمن الإستراتيجية الإعلامية للسلفيين، ويوالون من يوالي اللواء علي محسن ويعادون من يعادي ويقصون من يقصي، ويتبنون معاركه ولكن بلسان الرئيس وسنحان وعبد الرحمن الاكوع،
يهمنا هنا أن نؤكد على أن طول الحرب مكن خصوم الرئيس من توسيع الهوة بينه وبين الزيدية والليبراليين والحداثيين واضعف قواه وأجل المعركة التي كانت قد شرعت ضدهم من المؤتمر، وحققوا مكاسب من الحرب بأن حلوا محل المبعدين من الهاشميين في مواقع الجهاز الإداري والأمني والعسكري، وفككت روابط العلاقة بين الزيدية والهاشميين والرئيس، وقطعت معظم جسور العلاقة بينهم.
* كثيرون يعيدون تكوين جماعة الحوثي إلى انشقاق وقع عام 1994 في حزب الحق الذي تشغلون فيه منصب الأمين العام.. حيث كان قائد الجماعة الراحل حسين الحوثي عضوا في الحزب وأنتخب في البرلمان ضمن إحدى دوائره.. كيف تقرأون أنتم نشؤ هذا التنظيم المسلّح؟
- اولًا أتحفظ على مصطلح تنظيم مسلح فيما يتعلق بالنشأة، صحيح الآن أصبح تنظيماَ مسلحًا ولكنه في البداية لم يكن كذلك، وبالنسبة إلى الخروج من الحزب فقد أجاب يحيى الحوثي وهو في إجابته هذه كان دقيقا بأنهم تعرضوا لضغوط كبيرة من السلطة بل إلى حرب ليخرجوا من الحزب ففعلوا لعل السلطة تتوقف عن الحرب ضدهم، ولكن الجماعة كحركة مع الشعار وارتباطها بحسين لم تبدأ إلا عقب عودته من السودان، عام 2000-2001.
*تتهمكم السلطة سواء في حزب الحق، أو في أحزاب اللقاء المشترك، بالتعاطف مع الحوثيين وبالتالي ترفض أي مبادرات من قبلكم لحل المشكلة؟
- السلطة تتهمنا بكل تهمة، وترفض أي حل عن طريقنا أو عن أي طريق.
*الكثير من المؤشرات تؤكد وجود تدخل خارجي في الحرب الجارية، كيف تنظرون إلى أطروحات الخروج من لأزمة في ظل هذه التدخل؟
- التدخل الخارجي مؤشر خطير لأنه يفقدنا القدرة على حل مشاكلنا، وكان لبعض دول الجوار دور في الحرب الأولى ولكن المشكلة منا نحن في الداخل، أما إيران، فالخطاب الإعلامي المذهبي أقحم كل الشيعة في العالم، لأنه صوّر المعركة وكأنها ضد الشيعة الأمامية، لأن الحرب الأولى على حسين والحرب التالية كانت تحت عنوان انشقاق الحوثيين عن المذهب الزيدي وتحولهم إلى شيعة جعفرية فشعر كل شيعي جعفري أنه مستهدف، ومع هذا وقعت إيران اتفاقًا إعلاميًا مع الحكومة ألا تنشر إلا ما ينشر من وسائل الإعلام الرسمية والتزمت به لكن السلطة لم تتردد بين وقت وآخر من توجيه التهم للحكومة الإيرانية أو للمرجعية بأنها تقف وراء المشكلة، وتعاملت مع حرص الحكومة الإيرانية على تحسين علاقتها مع الحكومة اليمنية باستهانة ولم تدرك التغير الذي حدث نتيجة للهجمة الإعلامية الممولة من بعض دول الجوار، فكانت ردت الفعل الإيرانية الإعلامية في الاهتمام بالحرب، ومع هذا أؤكد انه لا توجد أي علاقة مع إيران، ولا يوجد أي دعم إيراني، لكني لا أستغرب مستقبلاَ أن تحاول الحكومة الإيرانية ذلك، لأنها لن تخسر صديقاَ، فالعداء المعلن لها سعودياَ ويمنياَ قائم، و قد تربح حليفا تساوم به وعليه.
في هذا الحوار المحبوك يحاول حسن زيد الأمين العام لحزب الحق إعادة ترتيب الصورة في ذهن الرئيس بشكل يحاول استعطافه فيه، أملاً في أن يتشكك الرئيس من جديد في حقيقة أزمة صعدة وتمرد الحوثي فيوقف الحرب التي تشنها السلطات على المتمردين.
يصل القارئ إلى هذا الاستنتاج من خلال السيناريو المدروس في هذا الحوار، والذي حاول حسن زيد من خلاله تصوير الأمر على أن الحوثي وأتباعه هم أصلاً أكبر مخلصين للرئيس،
وأن القصة برمتها هي سعي من علي محسن الأحمر (الوهابي) لضرب الرئيس علي عبدالله صالح بأخلص خلصائه الحوثيين خصوصاً والهاشميين بشكل عام.
من خلال تسلسل الحوار بشكل محكم يظهر جلياً أنه كان مكتوباً (لا مباشراً) تم إعداد أسئلته وأجوبته بعناية فائقة بغرض التأثير على موقف الرئيس علي عبدالله صالح والمملكة العربية السعودية..
واحتاج ذلك إلى جهد كبير حتى تنسجم التناقضات وتتآزر المعطيات مع تحايل بارع على الكثير من القرائن والحقائق، بل وعلي الكثير الكثير مما قاله حسن زيد في مقابلات سابقة، لعل آخرها مقابلته في صحف "إيلاف" و"حديث المدينة" و"الناس"، والأخيرة اتهمها حسن زيد في هذا الحوار أنها كانت ضمن مطبخ التحريض على الزيدية والهاشميين.
يقدم أمين عام حزب "الحق" تبريراً عاطفياً لشعار الصرخة، الذي يرفعه الحوثيون أو من يسمون أنفسهم بجماعة أنصار "الحق".
ويحاول زيد في هذا الحوار إظهار أن السعودية هي الأخرى مخدوعة بهذه الحرب.. مناقضاً ما قاله في كل مقابلاته السابقة التي يناقض بعضها بعضاً.. إذ اتهم في إحداهما "المملكة" بدعم الحوثيين لإنهاك النظام وإسقاطه.
يدعي حسن زيد أن حسين الحوثي كان يحب الرئيس، بل ويعتبره قدوته النضالية، ويستلهم منه الصمود ضد قوى الاستكبار العالمي.!، وأنه إلى ما قبل الحرب لم يكن يعتبر نفسه على خلاف مع السلطة أو مع الرئيس.. هكذا قال حسن زيد عن حسين الحوثي.، بينما تقول التسجيلات المصورة والمسموعة للأخير، أنه كان يعتبر صالح عنواناً للعمالة، وأن دعوة الخميني ستصيبه ولاشك، بسبب دعمه لصدام في حرب الخليج الأولى. تماماً كما أصابت دعوة الخميني زعماء الكويت والأردن والعراق.
على من يكذب حسن زيد، ومن يغالط.. قد يحدث أحدنا نفسه بهذا السؤال، غير أن الفيلم الكربلائي المظلوماتي الجميل الذي يسرده رئيس المشترك في هذا الحوار يستحق المشاهدة. لكي يعرف القارئ الكريم إلى أي حد وصلت براعة التضليل.
لكأن زيد.. سطا من خلال هذا الحوار على منصب محمد عبدالسلام الناطق باسم "أنصار الحق"..
والحق يقال أن الرئيس علي عبدالله صالح، لم يخض الحرب لأسباب سلالية أو مذهبية، بل لدواع أمنية صرفة وهي نفسها لا تزال قائمة إلى اليوم. والعجيب أن زيد يحاول إثبات هذه الجزائية ونفيها في الحوار ذاته، تماماً كما يفعل مع جزئيات أخرى ببراعة البهلوان.
ما أروع إبداع هؤلاء الناس، وما أوشك وصولهم إلى الحكم لو كانوا على منهج صحيح.. نترك للقراء استخلاص ما يرونه حرياً بالملاحظة والتفنيد بعيداً عن رأينا الوارد في هذا المقدمة.
نشوان نيوز
إلى نص الحوار من جريدة "إيلاف" الإلكترونية :
علي عبدالجليل - صنعاء
قال زعيم المعارضة اليمنية حسن زيد أن الحرب في صعدة نشبت حين بدأت السلطة بإهانة الزيدية والهاشميين، وطردهم من الوظائف، والاستيلاء على مساجدهم. وإعتبر الرئيس الدوري الحالي لأحزاب اللقاء المشترك، الذي يضم ستة أحزاب يمنية معارضة، أن ما يجري هو حرب "بالوكالة لحساب دول أخرى، والضحية كان أبناء صعدة وأمن المواطن وحريته وكرامته ( خصوصًا) الهاشمي الزيدي، الذي عومل كوافد وعميل، ليس له حق في الحياة والحرية".
وقال إنّ حسين الحوثي "لم يكن يتصور أنه على خلاف مع الرئيس" وأنه "كان قريبًا من الرئيس خصوصًا في الفترة التي سبقت وعقبت استقالتهم من حزب الحق". وأشار إلى إحدى مشاكل حسين الحوثي والمتمثلة في بعض الآراء التي "لم يقبل بها العديد من الزيدية والمتعلقة بتقييمه النقدي لبعض مفردات التراث الزيدي المدون في كتب أصول الفقه والدين وفي الإفراط في اعتبار التراث هو الدين والانصراف عن القرآن الكريم".
هنا نص الحوار:
*بما أنك كنت أحد الوسطاء السابقين بين الحكومة اليمنية والحوثيين، هل يمكن أن نعرف أسباب عدم نجاح الوساطات والمساعي السابقة الهادفة إلى إيقاف الحرب؟
- أهم الأسباب في نظري تتمثل في غياب الإرادة الجادة لحلها، فبمجرد توقف الحرب يتم تجاهل المشكلة ونسيانها والانصراف للاهتمام بقضايا أخرى، فللمشكلة أبعاد كثيرة اقتصادية واجتماعية وسياسية، وتحتاج إلى إرادة لا تقل عن الإرادة التي يتم بها إدارة الحرب.
خذ على سبيل المثال عقب الحرب الأولى وعلى الرغم من الآثار الكارثية العميقة التي خلفتها نتيجة لإعدام السيد حسين الحوثي، وعلى الرغم من القسوة المفرطة في التعامل مع أبناء منطقة مران والشروط التي فرضت على السيد العلامة بدر الدين الحوثي وأخيه عبد الكريم بدر الدين وآل الحوثي بوصولهم إلى صنعاء والعيش فيها، إلا أن السلطة تجاهلت أبسط حقوقهم كمواطنين بل كبشر. فلم توفر لهم السكن أو المال للعيش الكريم، ولم تؤمنهم بل ضلوا تحت التهديد بالتصفية الجسدية بزعم وجود ثأر ضدهم من بعض القبائل الذين قاتلوا مع السلطة في مران، ولم تنفذ السلطة ما التزمت به في مقابل وصولهم إلى صنعاء من إطلاق المعتقلين، وسلّمت المحافظة لقيادة عسكرية تتبنى مذهبًا تكفيريًا له طابع عنصري استهدف المذهب الزيدي بالتصفية وعمد إلى إهانة الزيدية والهاشميين، وشرّد شباب الزيدية وطردهم من الوظائف. وتوسعت السلطة في حربها لتشمل كل الزيدية حتى طالت المساجد بصنعاء وذمار، بل وحتى محافظة إب، مع أن المشكلة كانت مع حركة الشعار وسببها المعلن عدم مثول حسين بدر الدين أمام رئيس الجمهورية عندما طلبه، إلاّ أن الحرب استمرت وتحولت إلى حرب على الزيدية والتشيع والهاشميين، وتبنى بعض النافذين (ثورة ثقافية) طالت حتى كتب المواريث ذات الطابع الرياضي، ولم تتوقف، واستغلت مقابلة صحفية للسيد بدر الحوثي في جريدة محلية وهكذا أشعلت الحرب الثانية والثالثة، ولم تتوقف الحرب، ودخلت أطراف أخرى لتستثمرها، ولم تعد حربًا بين حركة الشباب والسلطة بل حربًا بين أجنحة في السلطة ضد بعضها، وحربًا بالوكالة لحساب دول أخرى، والضحية كان أبناء صعدة وأمن المواطن .
وكانت الحرب تشتعل متى ما أرادت أجنحة السلطة أن تشتعل، وتتوقف بقرار سياسي من صنعاء، ولأنها كانت كذلك تركت المشكلة دون حل مما وسع الجرح، وظل المعتقلين في السجون، وفي الأقبية يخضعون للتعذيب، أو هكذا يشاع، كما ذهبت السلطة إلى حرمان الزيدي من الحق السياسي، فحل حزب الحق، ونهب مقر إتحاد القوى الشعبية، ونهبت صحيفته، ومنع الهاشمي من التعبير عن نفسه. باختصار لم تتوفر الإرادة لحل المشكلة، بل أريد لها أن تستمر ظنًا من السلطة أنها ستظل تحت السيطرة، وتظل تستخدم بين حين وآخر ميدانا لتصفية الحسابات بين أجنحة السلطة وميدان تدريب وابتزاز للجيران.
*ما جذور المشكلة برأيك في الصراع بين السلطة اليمنية والحوثيين؟
- بدأت بتشكيل الشباب المؤمن لسلسة من المراكز العلمية التي انطلقت لأول مرة من ضحيان وأطلق عليها اسم ( منتدى الشباب المؤمن ) والتي أسسها مجموعة من الشباب الزيدي في بداية التسعينيات بغية انتشال الشباب من الجهل والتخلف، وبمنهج علمي وتربوي مختصر. كان من أبرز المؤسسين الأستاذ محمد بن بدر الدين الحوثي، والأستاذ محمد يحيى سالم عزان، والأستاذ عبد الكريم جدبان وعبد الله حسين المؤيد ومحسن صالح الحمزي وصالح احمد هبره وعلي احمد الرازحي والدكتور عبد الرحيم الحمران، وغيرهم ، وكانت مرجعيتهم الدينية للسيد العلامة الحجة بدر الدين بن أمير الدين الحوثي.
وكان الأخوان محمد يحيى عزان وعبد الكريم احمد جدبان، أكثر الشباب نشاطًا في العلاقات الخارجية، ترددا أكثر من مرة في زيارة للجمهورية الإسلامية (الإيرانية). كما أنهما، فيما أعلم، الوحيدان اللذان سافرا إلى لبنان في الثمانينيات، للدراسة بحوزة السيد محمد حسين فضل الله، الذي نصحهما بالتمسك بانتمائهما للمذهب الزيدي، وقد كانا ككل اليمنيين الأسوياء منبهرين بالثورة الإسلامية العظيمة، وبشخصية الإمام الراحل آية الله الخميني فعبر الأستاذ عبد الكريم جدبان عن انبهاره بقصيدة أمتدح فيها الإمام الخميني، وبسبب ذلك أعتقل في الأمن الوطني قبل الوحدة ومكث أشهرًا عدة، كما تعرض للاعتقال في الأردن (لنفس السبب وبناء على الملف اليمني)، عقب عودته من العراق، وكانا منبهرين بالتجربة الإسلامية في إيران وحزب الله، منفتحين فقهيًا على كل المذاهب الإسلامية وبالذات فكر السيد محمد حسين فضل الله، وكثيرًا ما كانا يستعينان ببعض من محاضراته يعرضانها كمادة ثقافية في أمسيات المنتدى، إضافة إلى قيامهما بالرد على جماعات التطرف السني بأبحاث وكتيبات اعتمدت على الفقه المقارن، فُحسب الشباب(المؤمن) جراء ذلك على الإثني عشرية خصوصًا في المملكة العربية السعودية ، وكانت المملكة كثيرًا ماتشكو من نشاط الشباب المؤمن لأصدقائها من وجهاء صعدة، وتتهمهم بالتحريض ضدها، وذلك بغياب الشخصيات المحترمة من عقال المحافظة الذين كانوا يستطيعون الوصول إلى الأمير سلطان ليوضحوا له أكاذيب المصادر التي يعتمدون عليها. وجرى بعدها اعتقال من تم الوصول إليهم، كالأستاذ محسن صالح الحمزي، وتم تحريض بعض المشايخ والعلماء المقرّبين على الشباب فبدأت انشقاقات داخل التيار الزيدي، وحزب الحق، تحت عنوان خروج الشباب المؤمن على المذهب الزيدي، والمقصود هنا عزان وجدبان وعلي احمد الرازحي واحمد صالح هبره ومحسن الحمزي، الذين اتهموا بالتسنن (الاتجاه نحو السنة) والميل عن نظرية الإمامة عند الزيدية، والخروج على مرجعية الزيدية الأكبر العلامة مجد الدين المؤيدي، والترويج لفكر الشيخ احمد بن عبد الحليم بن تيمية ومدرسة أهل الحديث الأصولية كما عبر عنها العلامة الحسن بن أحمد الجلال والشيخ صالح ألمقبلي إلا أن العلامة بدر الدين دعمهما واعتمد مقرراتهم الدراسية رغم كل ما قيل عنها من ميل إلى التسنن، لاتفاقه معهما في المنحى التوحيدي حتى انه اعتمد كتاب سيد قطب في التفسير لتدرسيه.
*ماذا عن حسين الحوثي الذي عُد المؤسس الرئيس للجماعة؟
- لم يكن المرحوم حسين الحوثي من الهيئة الإدارية أو المدرسين في منتدى الشباب المؤمن، لأنه كان منشغلًا بالبرلمان، حتى العام1997م وبعدها سافر للدراسة العلياء في جمهورية السودان وحصل على الماجستير وسجّل للدكتوراه ولكن منحته قطعت، فعاد إلى اليمن.
وقد تزامن ذلك مع أحداث 11سبتمبرعام2001 فغزو أفغانستان ثم العراق وكان مسموعا مؤثرا لدى إخوانه فبدأ سلسلة محاضرات جذب فيها بعض شباب المنتدى مما أدى إلى الانقسام بين متمسك بمنهج المنتدى في التثقيف المعرفي وفق منهج معد سلفًا ومقر من العلامة بدرالدين الحوثي وبين منهج حسين التعبوي الجهادي المستلهم من نصوص القرآن مباشرة وفكر قدماء أئمة أهل البيت (الزيدية) كالإمام القاسم بن إبراهيم المعروف بالرسي وحفيده الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن الإمام القاسم ومتأثرا بالنجاح المبهر للثورة الإسلامية في إيران ونموذج حزب الله من ناحية وبحركة الإخوان المسلمين والحركة السلفية كما تجسدت في نموذج التجمع اليمن للإصلاح في اليمن والجبهة القومية الإسلامية في السودان وحركة طالبان في أفغانستان،مستندًا إلى الظروف التي تمثلت في الغزو الأميركي لأفغانستان والعراق، والقمع الصهيوني المستمر للشعب الفلسطيني والاعتداءات المتكررة على لبنان، وما ترتب على ذلك من حالة الشعور بالحقد والخوف من تكرار ماحدث في العراق باليمن والجزيرة العربية بدعوى محاربة الإرهاب، وكانت دروسه تسجل وأفرغت في ملازم، ووزعت على نطاق محدود. وكانت المحاضرات كلها تدور حول عنوان ( الثقافة القرآنية ) تتحدث عن المسؤولية الدينية، إزاء المخاطر المحيطة بالأمة وأكثرها حضورًا آنذاك الخطر الأميركي، وعن ضرورة العمل من أجل الإسلام والتحصين من خطر أميركا وإسرائيل خصوصا بعد أن تردد أن من أهم أسباب إقدام أميركا على غزو العراق اعتقاد الإدارة الأميركية بترحيب الشعب العراقي بالغزو نتيجة للصراعات التي خاضها نظام صدام مع الشيعة في الجنوب والأكراد في الشمال، فأراد حسين إيصال رسالة مفادها أن الشعب اليمني يرفض أي غزو أميركي لليمن،وفكرة الغزو الأميركي لليمن كانت متوقعة من الكثيرين لنشاط القاعدة فيها ولأنها كانت ممرا ومركزا لتدريب للمجاهدين العرب أبان الغزو السوفيتي لأفغانستان، وعامل آخر لم يدركه الكثيرون وهو أن اختلاط المسلمين واليهود اليمنيين في صعدة بالذات كان قويا وكان اليهود يرددون أنهم سيحكمون اليمن بالقوة المسلحة وأن المسيح سيخرج من باب نجران بصعدة، ولم يكن المسلمون يهتمون لمثل هذه النبوات لاستحالتها عقلا، لكن الغزو الأميركي للعراق وأفغانستان ونشاط السفير الأميركي الأسبق في صعدة، والذي أشيع أنه يتركز في شراء الأسلحة كخطوة لتجريد أبناء صعدة من السلاح، عزز مخاوف أبناء صعدة من إمكانية حدوث ذلك، ولهذا جاءت فكرة ترديد الشعار الموت لأميركا الموت لإسرائيل لتعبئة المجتمع ضد الغزو المحتمل، لعل أميركا ترتدع عن فكرة غزو اليمن.
واجه حسين العديد من المشاكل، بسبب الشعار وما تضمنته الملازم من أراء نقدية للتراث الزيدي، والمشكلة الأولى التي ووجه بها حسين والمتأثرون به هي أن الكثير من الناس لم يتقبلوا رفع الشعار عقب الجمعة في الجوامع وبالذات مع اتجاه الدولة المعادي له منذ البداية، فقد تم اعتقال العديد ممن كانوا يرددون الشعار حتى وصل العدد الى 800 معتقل قبل الحرب الأولى عام 2004وهم من رافعي الشعار في الجامع الكبير بصنعاء فقط، منهم من بقي أسير السجون لسنوات وبعضهم يقال انه لا يزال، ومنهم من أفرج عنه بعد فترة طويلة، ومنهم من لاقى أشد أنواع التعذيب، وقد كانوا في الغالب يرفضون الالتزام بعدم ترديد الشعار في مقابل الخروج من المعتقل ويطلبون أمرًا من(سيدي حسين)، وترديد كلمة (سيدي حسين) والصلابة التي أظهرها المعتقلون على غير عادة المعتقلين في الأمن السياسي أقلقت السلطة.
*قيل أن الجماعة رددت هذا الشعار أثناء لقاء بالرئيس، فيما يرى بعضهم أنهم كانوا قريبين من الرئيس أثناء مرحلة التأسيس؟
- أُستقبل الرئيس بترديد الشعار وهو في طريقه للحج عندما توقف في مسجد الإمام الهادي لصلاة الجمعة وأراد أن يلقي كلمة، إلا أن ترديد الشعار حال بينه وبين ذلك، فبدأ كما تردد في طلب حسين للمثول أمامه في صنعاء كعادته في التعامل مع أي ظاهرة جديدة ليعرف نواياه. ولكن حسين كان قد انقطع عن العاصمة وتوجس خيفة من احتمال قيام الولايات المتحدة باغتياله، لم يكن يتصور أنه على خلاف مع الرئيس بل أعتقد أنه والرئيس في خط واحد وهو خط الممانعة الرافض للهيمنة الأميركية، وأنه يخدم التوجه العام الذي يحصن اليمن من أي غزو محتمل، ولذلك كان يؤكد على أنه مع الرئيس وأنه أخلص له من بعض من حوله، وقد جاء هذا المعنى صريحا في رسالته التي حملها السيد غالب المؤيد والشيخ صالح الوجمان وأخيه يحيى بدر الدين الحوثي، بل أنه أكد أنه يقدره تقديرًا كبيرًا، وحسين الحوثي لمن يعرفه لا يكذب فقد كان قريبًا من الرئيس خصوصًا في الفترة التي سبقت وعقبت استقالتهم من حزب الحق ، فقد كان رهانه على الرئيس باعتباره مناضلا عروبيًا وطنيًا استثنائيًا، حتى أن الأخ عبد الكريم الحوثي فسر اندفاعهم بتعبئة الناس ضد الهيمنة الأميركية والإسرائيلية أنها تصديقًا وتأثرًا بمواقف الرئيس وتصريحاته ألرافضة للاحتلال الأميركي للعراق والهيمنة والعربدة الإسرائيلية حتى لقب حينه من قبل تيار المقاومة بفارس العرب خصوصا بعد مطالبته بفتح حدود مصر أو دول المواجهة للمتطوعين والجيوش العربية وخلقت هذه التصريحات أزمة مع النظام في جمهورية مصر العربية، ولم يكن لحسين أو أتباعه بل والتيار الزيدي عمومًا أي مشكلة مع الرئيس بل بالعكس، فقد اقتربوا منه كثيرًا وشعروا بأنه سندا لهم لدعمه لحقهم في تدريس المذهب الزيدي، وحماهم مما كانوا يتعرضون له من قبل الأجهزة الأمنية قبل الوحدة، وبعد1994م وأعاد السيد بدر الدين من إيران، وضمن أمنه الشخصي وحريته، وكان للمرحوم العلامة عبدالله الصعدي والمرحوم اللواء مجاهد أبو شوارب والمرحوم يحيى المتوكل والدكتور عبد الكريم الارياني وللواء يحيى الراعي، واللواء عبد الملك السياني وغيرهم الدور الأكبر في التقريب بين الزيدية عمومًا ومنهم حسين ووالده والشباب المؤمن والرئيس علي عبدالله صالح، وحمل اللواء علي محسن الأحمر وحلفائه مسئولية كلما واجهته الزيدية من قمع، وحجر وتضييق، وأعتقد أن استقالتهم من حزب الحق كانت خطوة من خطوات التقارب مع السلطة لأن أولوية الأخوة في صعدة لم تكن للنشاط السياسي الحزبي بل الدعوي الفكري، والسلطة فيما يبدوا كانت عازمة على تفكيك حزب الحق كي يصبح التيار الزيدي مناصرًا لها في مواجهة التجمع اليمني للإصلاح الذي توحد في نظر الكثيرين بما كان يطلق عليهم الوهابيين لأنهم منهجيًا تبنوا المعاهد العلمية وكانت مناهجها ضد المذهبية، واعتمدت على كتب ومنهج أهل الحديث وفكر ابن تيمية وابن القيم وابن كثير ومحمد عبد الوهاب، بوعي أو بدونه.
* كانت هناك بعض الآراء التي كشفت عن منحى متطرف في منهج حسين الحوثي الفكري أو الدعوي؟
- وجدت مشكلة تمثلت في بعض الآراء التي أفصح عنها حسين في محاضراته والتي لم يقبل بها العديد من الزيدية والمتعلقة بتقييمه النقدي لبعض مفردات التراث الزيدي المدون في كتب أصول الفقه والدين وفي الإفراط في اعتبار التراث هو الدين والانصراف عن القرآن الكريم، وعلى الرغم من أن تلك القضايا لم تكن المحور الرئيس لمحاضرات حسين إلا أن الأنظار كانت غالبًا تتوجه إليها ، بسبب الطابع النقدي لأغلبية العلماء خاصة عندما يتعلق الموضوع بقضايا فكرية ، وبأسباب أخرى ربما كانت الدولة المحرك الرئيس لها .
هذه المشكلة دفعت بعض العلماء إلى استنكار تلك الأفكار التي كان يطرحها السيد حسين خاصة المتعلقة بأصول الفقه وأصول الدين، فأصدروا بيان استنكار لتلك الأفكار بعد تحرك من بعض أجهزة الدولة، بالاستعانة بالسذخ من العلماء الذين باتت المداراة سمتهم وسمتهم ويعيشون على فضلات موائد السلطة من خلال علاقتهم بمن أطلق أتباع حسين فيما بعد عليهم بزيدية اللجنة الدائمة (في الحزب الحاكم)، كالأخوة أصحاب المعالي الوزراء(أحمد الكحلاني وأحمد عقبات وحمود عباد وإسماعيل الوزير ويحيى الشامي) وغيرهم من شباب الزيدية المتحمس للمؤتمر الشعبي والمؤمن بمنهجه السياسي والمراهن على الرئيس علي عبدالله صالح) وقد وعدوا بأن البيان سيكون المخرج الوحيد من ضربة عسكرية محتملة على حسين الحوثي وعلى الزيدية، لكن استغل هذا البيان أسوأ استغلال.
*هل يمكن أن تعود بنا إلى بداية الحرب الأولى، ومجرياتها؟
- كانت البداية في حملة مكونة من18طقما نزلت على مجاهد حيدر لإيصاله إلى صنعاء فاكتفي بالتزامه بالحضور عقب مغادرة الحملة فوجهت الحملة لمران لقربها من الجوف ووصلت يوم17يونيو2004 وتزامن مع وصولها مران انتشار عسكري في ضحيان والطلح، وتدخل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر من الرياض وتحرك الكثيرون ممن استشعروا خطر تفجر الوضع وتواصلوا مع الرئيس لطلب مهلة تتاح فيها الفرصة لوصول حسين الحوثي إلى صنعاء، ومنح الرئيس الشيخ24ساعة. لكن مجموعة مسلحة قامت باستهداف نقطة أمنية في مدخل مدينة صعدة وقتلت3 من أفرادها فأشعلت الحرب، مع أنه أتضح فيما بعد أن الفاعلين من مهربي المخدرات.
كانت الحملة تحت قيادة اللواء علي محسن الأحمر، المحسوب عند أهل صعدة على التيار السلفي، وكانوا يحتمون منه بالرئيس الذي أقام معهم علاقة مباشرة بقصد التوازن الذي يجيده ويعتمد عليه، وكان محافظ المحافظة يحيى العمري من أسوأ من تولى إدارة محافظة على الإطلاق، فقد أستفز أبناء المحافظة عمومًا والزيدية بوجه خاص حتى أنه عمد إلى تلطيخ اللوحات التي تحمل كلمة إمام المقترنة بالحسين أو الإمام علي أو الإمام الهادي، وكان يستفز ويسخر من الهاشميين ويستهدفهم وظيفيًا حتى أنه قطع رواتب المعلمات الهاشميات وقال لهن كما تواتر عنه اذهبن إلى جدكن محمد يعطيكن الرواتب، المهم اشتعلت الحرب في18يونيو2004 وصاحبتها حملة إعلامية مهولة صوّرتها وكأنها حرب وجوديه للنظام الجمهوري وللسنة و للزيدية وللسلم الدولي ولاستقلال اليمن وللمقدسات الدينية الإسلامية الزيدية والسنية، لأن حسين (أتهم بكل التهم التي وجهت للخوارج على النظم الإسلامية المختلفة فهو مدعي للنبوة والمهدية والإمامة وهي شيعي إمامي رفع إعلام حزب الله في مران بدلا عن إعلام اليمن ويمثل خطرا على امن اليمن والمملكة، وهو بترديد أتباعه الشعار يفرض على الولايات المتحدة احتلال اليمن إن لم يخرس، وهو يريد عودة بيت حميد الدين) أحصاها أحد المهتمين حينها ب25تهمة متناقضة غالبًا فيما بينها.
والحملة الإعلامية كشفت عما هو ابعد من مجرد استهداف حسين بدر الدين الحوثي لأنه ابتدع ترديد الشعار، فقد ذهب بعضهم إلى استثمار الحدث ليستهدف الوجود الزيدي فحول الحرب ضد الزيدية والهاشميين حتى وصل الأمر إلى اقتحام منزل وزير العدل المقرب من الرئيس القاضي احمد عقبات، وشهّر بأمين العاصمة أحمد الكحلاني ، وهونسب الرئيس، والد أحدى زوجاته، و عضو مجلس النواب عن المؤتمر الشعبي، ونشر في صحيفة مقربة من الأسرة الحاكمة(الشموع) أنه أعتقل في المطار للاشتباه به بتهمة الحوثية لمجرد أنه هاشمي رغم ولائه المطلق للرئيس وقربه منه آنذاك، وأتهم بتوظيف الهاشميين في الأمانة ونشرت قوائم بأسماء الهاشميين، حتى من ماتوا أو وظفوا قبل أن يعين الكحلاني في أمانة العاصمة، وكان هدف الحملة هو التحريض ضد الهاشميين وإظهارهم كخطر على اليمن واليمنيين وخلق اصطفاف شعبي ضدهم على أساس سلالي، فظهرت أو عادت مفردات (الوافدون الضيوف من لم يرعوا حقوق الضيافة المطرودون من بلدهم الأصلي، الفرس الصفويون) مقترنة بالحديث عن الهاشميين في مجموعهم، ولم تستثن أحدًا، الأحياء والأموات، بدءًا من الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين وانتهاء بالمعاصرين من الرموز المحترمة كالعلامة السيد محمد بن محمد المنصور والعلامة الزاهد حمود عباس المؤيد، كما فعلت جريدة الدستور، مرورا بالمرحوم يحيى محمد المتوكل، ولم يسلم منها حتى (أدوات) النظام كحمود عباد وزير الأوقاف والإرشاد رغم ابتذاله في التقرب لعلي محسن أو ما كان يعرف جناح علي محسن، وتعرض الهاشميين الزيدية ومن اظهر أي تعاطف مع مظلوميتهم للاعتقال، فأعتقل تلاميذ العلامة مجد الدين المؤيدي، ومنعت كل كتب الزيدية.
وقد ساعد طول أمد الحرب التي لم يكن متوقعًا لها إلا أيام (24) ساعة كما وعد الرئيس من قبل من دفعوه للمعركة، ساعد إلى دخول عناصر قوى عديدة أرادت استثمار الحرب. وتحولت المعركة إلى حرب بين قوى متحالفة أرادت تصفية حسابات ضد بعضها إما بهدف إضعافها أو تعزيز مواقع على حساب الهاشميين والزيدية من جهة الذين كانوا على الأقل من بعد حرب1994م في مجموعهم حلفاء للرئيس علي عبدالله صالح في مواجهة جناح علي محسن وحلفائه من المشايخ والسلفيين، وكانوا قاعدته الانتخابية المنظمة كما كانوا كموظفين في الجهاز الإداري والقضائي و ألأمني والعسكري المخلصين للرئيس وللنظام خوفًا من مجيء السلفيين ودفعًا لتهمة عدم الولاء التي كانت سيفًا مصلتًا على رقابهم،
بل إنّ الحرب على حسين ومران، مع أن القرار هو قرار الرئيس علي عبدالله صالح، كانت موجهة ضد قاعدة الرئيس الانتخابية ومن حرض الرئيس للحرب أراد أضعاف العلاقة بين الرئيس والهاشميين، و الزيدية ليحل محلهم في الوظيفة العامة وكي تخلو الساحة من أي مقاومة فكرية لانتشاره، وقد أشتهر أن بعض رموز السلفيين شاركوا في إدارة العمليات العسكرية، وسعوا بكل ما أتوا من قوة إلى عزل الهاشميين و الزيدية بجر حلفائهم من القوى السياسية إلى تبني نفس الموقف من الهاشميين. ومع أن الهدف إيصال حسين إلى صنعاء قهرا إلا أنها تحولت إلى قتل حسين والسيطرة العسكرية السلفية على منطقة حدودية مهمة وكانت الدولة تظن أن الحملة ستنتهي سريعًا ، ولكنها فوجئت كما فوجئنا جميعًا باستماتة منقطعة النظير.
وأصدر العلماء بياناتهم ورسائلهم يحرّمون فيها سفك الدماء ، ويوجبون إيقاف الحرب ، ولكن القادة العسكريين استمروا ،في الحرب وواصل القادة القصف والضرب والقتل تزامن هذا مع الاعتقالات التي طالت كل زيدي نشط ومنعت الكتب الزيدية بما فيها شرح الأزهار الذي كان مرجعا للقضاة وطال الاستهداف شباب صنعاء الذين نظمهم المؤتمر ممثلا بمطهر تقي وعبد الرحمن الاكوع وأمانة العاصمة.
وحوكم يحيى الديلمي ومحمد مفتاح بجريمة تنظيم اعتصام ضد الحرب والعمل على نشر والترويج للمذهب الزيدي واعتقل القاضي لقمان وحوكم بتهم منها إنكاره لحديث أن النبي بال واقفا ومشاركته أبناء حراز في إحياء الاحتفال بالغدير الذي لم ينقطع الاحتفال به منذ مئات السنين .
ولهذا استمرت80 يوما وقد حاولت بعض القيادات العسكرية أن تشمل ضحيان والطلح ونشور، إلا أن الرئيس جنب ضحيان وحصرها في مران، كما حصر المشكلة في البداية مع(حسين فقط) ولذلك تعامل مع العلامة بدرالدين كوسيط ومرجع مثله مثل العلامة السيد محمد بن محمد المنصور والسيد العلامة أحمد محمد الشامي (كان وزيرا للأوقاف وأمينا عاما لحزب الحق) والعلامة السيد أحمد عقبات وزير العدل، وحرص،رغم الخطاب التعبوي العنصري الذي تبناه بعضهم، على أن يجنب البلد الانزلاق في الصراع المذهبي العرقي، وكانت علاقته بالهاشميين حتى ذلك الحين إيجابية كما عبر عن ذلك في لقائه بالعلماء عقب بدء الحرب بأنه نسب وصهر (كان متزوجًا بابنة السيد أحمد محمد الكحلاني، أمين العاصمة وشقيق مدير المؤسسة الاقتصادية وهما بالإضافة إلى الكثير من الرموز الزيدية الهاشمية كالعميد يحيى محمد الشامي المحافظ والقائد العسكري، واللواء علي محمد صلاح بندق عدال الرئيس كما يوصف ورجل المهمات الخاصة بحل المشاكل القبلية مع أي وحدة عسكرية، واللواء محمد القاسمي، رئيس الأركان آنذاك وهو من أقرب المقربين من الرئيس ونجله أحمد، والعلامة أحمد عبد الرزاق الرقيحي واللواء عبد الملك السياني وزير الدفاع السابق والمثقف الزيدي، وأحد أهم قنوات الاتصال بين الرئيس والعلماء، وإسماعيل بن أحمد الوزير أهم المستشارين القانونيين، إضافة إلى الكثيرين ممن كان ولاؤهم، ولا يزال بعد الله، للرئيس علي عبدالله صالح لأنهم كانوا يروا فيه الضمان لعدم طغيان المد العنصري المذهبي ضد المذهب والهاشميين.
وقد استجاب هؤلاء وحاولوا حصر القضية في مران والمشكلة مع حسين، وتبنوا التضحية به وتركه لمصيره، كي لا يتيحوا للجناح الآخر للسلطة الفرصة ليحقق كل أهدافه، لكن الجناح الذي سعى للحرب والوقيعة بين الزيدية والرئيس، وعمل حاجز من الفولاذ عمد بالدم والمعتقلات والمحاكمات والملاحقات، تمكن من خلال تطويل أمد الحرب إلى تسميك وتمتين جدار القطيعة، مستعينًا بالفبركات الإعلامية واختلاق الأخبار، وصناعة الرأي العام أو لنقل تزويره ونقله للدوائر المحيطة بالرئيس، والرئيس شخصيًا، ساعدهم على ذلك مواقف وردود فعل بعض شباب الهاشميين في المعارضة، إما في شكل كتابات أو تصريحات، نقلت بعد تحريفها، والأهم الحاجز النفسي الذي بني على الثقافة المجتمعية القبلية والمذهبية التي تعاملت مع الهاشميين والزيدية في موقفهم مما يحدث كموقف القبيلة أو المذهب المتعصب ألإقصائي، أي حدث نوع من الإسقاط على الهاشمي والزيدي، وتحسس منه نتيجة للإساءة إليه (من أساء أستوحش).
*أنت هنا تعمم بشكل كلّي؟
- التباين كان واضحًا بين موقف الرئيس وموقف اللواء علي محسن والأجهزة التي تلتقي معه بما في ذلك والسلفيين وآلته الإعلامية والتنظيمية كانت أشد ضراوة في اختلاق التهم، وتلفيق الإشاعات وإنتاج الكتب والأدبيات الدعائية ضد الشيعة وخطرهم وربط حسين الحوثي والزيدية بإيران وحزب الله، وأنتجت صورا جمعت بين حسين بدر الدين الحوثي والسيد حسن نصر الله وعرضت على الرئيس، لإثارة مخاوفه من المد الجعفري المستند على انتصارات حزب الله والمكانة العظيمة التي أحتلها رمز المقاومة الإسلامية السيد نصر الله في نفوس اليمنيين وعبروا عنها برفع صوره في المحلات وعلى السيارات والمركبات في مختلف المناطق اليمنية بما فيها الشافعية.
واختلقت ماكينة خصوم الزيدية والهاشميين في الجيش والأمن والمؤسسات التعليمية والإعلامية أكاذيب عن التحصينات التي بناها الإيرانيون وعن المقاتلين اللبنانيين(حزب الله) الذي يقاتلون مع الحوثي وعن الدركترات والدكاكات ومعدات الهندسية الميكانيكية التي حصل عليها الحوثي و بها يبني تحصيانته، وعن الأسلحة المتطورة التي يملكها الحوثي،مع أنه كما ثبت لم يستخدم إلا البندقية الآلي والفردي، وعن رفع أعلام حزب الله بدلًا عن العلم الرسمي لليمن، ونقبت كتب الملاحم والفتن لتتحدث عن( راية اليماني الزيدية التي يقودها حسين من قرعة بخولان عامر)
وألفت الكتب والمقالات للزبيري والشوكاني والبتول، والتحقيقات التي كتبها سعيد ثابت سعيد وأمثالهم والعشرات من المبتدئين أو الأسماء المستعارة، تنظر للحرب كضرورة دينية وطنية شوفينية على أساس سلالي تعتبر الهاشمي وافد غريب رافضي صفوي ما لم يكن مجاهرًا بعدائه للزيدية ويقبل بالدونية السياسة والدينية بأن يكون عبدا طائعًا للتنظيم أو سلفيًا متعصبًا ضد التشيع والشيعة ورموزهم، وتخصصت إصدارات صحفية كالشموع وأخبار اليوم والناس في التحريض على الحرب حتى آخر جندي وآخر زيدي، ورغم أن تمويلها من دار الرئاسة والفرقة والمؤسسات الحكومية المحسوبة على المؤتمر، إلا أن كتاب الشموع وأخبار اليوم كلهم ينتمون للحركة السلفية ويتحركون ضمن الإستراتيجية الإعلامية للسلفيين، ويوالون من يوالي اللواء علي محسن ويعادون من يعادي ويقصون من يقصي، ويتبنون معاركه ولكن بلسان الرئيس وسنحان وعبد الرحمن الاكوع،
يهمنا هنا أن نؤكد على أن طول الحرب مكن خصوم الرئيس من توسيع الهوة بينه وبين الزيدية والليبراليين والحداثيين واضعف قواه وأجل المعركة التي كانت قد شرعت ضدهم من المؤتمر، وحققوا مكاسب من الحرب بأن حلوا محل المبعدين من الهاشميين في مواقع الجهاز الإداري والأمني والعسكري، وفككت روابط العلاقة بين الزيدية والهاشميين والرئيس، وقطعت معظم جسور العلاقة بينهم.
* كثيرون يعيدون تكوين جماعة الحوثي إلى انشقاق وقع عام 1994 في حزب الحق الذي تشغلون فيه منصب الأمين العام.. حيث كان قائد الجماعة الراحل حسين الحوثي عضوا في الحزب وأنتخب في البرلمان ضمن إحدى دوائره.. كيف تقرأون أنتم نشؤ هذا التنظيم المسلّح؟
- اولًا أتحفظ على مصطلح تنظيم مسلح فيما يتعلق بالنشأة، صحيح الآن أصبح تنظيماَ مسلحًا ولكنه في البداية لم يكن كذلك، وبالنسبة إلى الخروج من الحزب فقد أجاب يحيى الحوثي وهو في إجابته هذه كان دقيقا بأنهم تعرضوا لضغوط كبيرة من السلطة بل إلى حرب ليخرجوا من الحزب ففعلوا لعل السلطة تتوقف عن الحرب ضدهم، ولكن الجماعة كحركة مع الشعار وارتباطها بحسين لم تبدأ إلا عقب عودته من السودان، عام 2000-2001.
*تتهمكم السلطة سواء في حزب الحق، أو في أحزاب اللقاء المشترك، بالتعاطف مع الحوثيين وبالتالي ترفض أي مبادرات من قبلكم لحل المشكلة؟
- السلطة تتهمنا بكل تهمة، وترفض أي حل عن طريقنا أو عن أي طريق.
*الكثير من المؤشرات تؤكد وجود تدخل خارجي في الحرب الجارية، كيف تنظرون إلى أطروحات الخروج من لأزمة في ظل هذه التدخل؟
- التدخل الخارجي مؤشر خطير لأنه يفقدنا القدرة على حل مشاكلنا، وكان لبعض دول الجوار دور في الحرب الأولى ولكن المشكلة منا نحن في الداخل، أما إيران، فالخطاب الإعلامي المذهبي أقحم كل الشيعة في العالم، لأنه صوّر المعركة وكأنها ضد الشيعة الأمامية، لأن الحرب الأولى على حسين والحرب التالية كانت تحت عنوان انشقاق الحوثيين عن المذهب الزيدي وتحولهم إلى شيعة جعفرية فشعر كل شيعي جعفري أنه مستهدف، ومع هذا وقعت إيران اتفاقًا إعلاميًا مع الحكومة ألا تنشر إلا ما ينشر من وسائل الإعلام الرسمية والتزمت به لكن السلطة لم تتردد بين وقت وآخر من توجيه التهم للحكومة الإيرانية أو للمرجعية بأنها تقف وراء المشكلة، وتعاملت مع حرص الحكومة الإيرانية على تحسين علاقتها مع الحكومة اليمنية باستهانة ولم تدرك التغير الذي حدث نتيجة للهجمة الإعلامية الممولة من بعض دول الجوار، فكانت ردت الفعل الإيرانية الإعلامية في الاهتمام بالحرب، ومع هذا أؤكد انه لا توجد أي علاقة مع إيران، ولا يوجد أي دعم إيراني، لكني لا أستغرب مستقبلاَ أن تحاول الحكومة الإيرانية ذلك، لأنها لن تخسر صديقاَ، فالعداء المعلن لها سعودياَ ويمنياَ قائم، و قد تربح حليفا تساوم به وعليه.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)